أرسين فينغر.. عميد المدربين الأجانب يواجه منافسين من الطراز الأول

كان الشيء الوحيد الذي لم يتصوره أحد أن يستمر المدرب الفرنسي في منصبه 20 عامًا

من اليمين لليسار.. غوارديولا وكلوب وفينغر وكونتي ومورينهو (الشرق الأوسط)
من اليمين لليسار.. غوارديولا وكلوب وفينغر وكونتي ومورينهو (الشرق الأوسط)
TT

أرسين فينغر.. عميد المدربين الأجانب يواجه منافسين من الطراز الأول

من اليمين لليسار.. غوارديولا وكلوب وفينغر وكونتي ومورينهو (الشرق الأوسط)
من اليمين لليسار.. غوارديولا وكلوب وفينغر وكونتي ومورينهو (الشرق الأوسط)

كان يوم الجمعة الماضي مصادفا الذكرى الـ20 لإقالة بروس ريوتش، كمدرب لآرسنال، حيث كان منصبه الذي استمر لـ61 أسبوعا، أقصر فترة يقضيها مدرب في تاريخ النادي، وبدا أنها لم تكن كافية مقارنة بالسنوات الـ9 التي قضاها سلفه، جورج غراهام. كانت كرة القدم الإنجليزية مختلفة إلى حد كبير في ذلك الوقت. ويمكن رؤية الهاتريك الذي أحرزه المهاجم الإيطالي فابريزيو رافينيللي لميدلزبره ضد ليفربول بعد افتتاح الموسم بـ5 أيام في ذلك الحين على أنه لحظة البداية لثقافة جديدة تتعلق بالاستعانة بلاعبين أجانب بعقود ضخمة، رغم أن المدربين الأجانب كانوا لا يزالون عنصرا نادرا.
كان هناك عدد كبير من المدربين الاسكتلنديين والآيرلنديين في الأندية الإنجليزية، وكان سبق لتوتنهام هوتسبر أن خاض تجربة لاقت تأييدا جماهيريا وإن كان عمرها قصيرا، مع لاعب خط الوسط الأرجنتيني أوسفالدو أرديليس في موسم 1993 - 1994. وعلى أي حال، فعندما أصبح واضحا أن آرسنال على وشك تعيين مدرب فرنسي، وتحديدا مدرب قام بفسخ عقد تدريب فريق ناغويا الياباني، لم يكن أحد يعرف ماذا يمكن أن تتوقع، ربما باستثناء ديفيد دين. (كان نائب رئيس آرسنال، ومديره التنفيذي، والمسؤول الأول عن اتخاذ القرارات الحاسمة المتعلقة بضم لاعبين ومدربين ورسم سياسات النادي في ذلك الوقت).
كان الشيء الوحيد الذي لم يتصوره أحد على الإطلاق هو أن يستمر أرسين فينغر في منصبه لـ20 عاما بعد ذلك، ليكون، ليس فقط واحدا من أنجح مدربي آرسنال وأكثرهم استمرارية، بل عميد ما تم وصفه بعد ذلك بـ«البطولة العالمية» التي تشهد وجود أبرز المدربين الأجانب، وهو الحدث الذي يقام سنويا في إنجلترا، ويعرف كذلك بالدوري الإنجليزي الممتاز أو بـ«البريميرليغ».
عندما كان هوارد ويلكينسون لا يزال المدير الفني للاتحاد الإنجليزي لكرة القدم، قال إن تدفق المدربين الأجانب على الدوري الإنجليزي وكذلك تدفق الأفكار هو أمر تأخر كثيرا، ويستحق الترحيب، لكنه شعر بأنه سيعمل على اجتثاث العادة الإنجليزية بالسعي إلى استمرارية المدربين قدر الإمكان. كانت الفكرة الإنجليزية عن المدرب الناجح هي أن يكون على غرار أسطورة ليفربول الخالدة ويليام شانكلي، أو براين كلوف صانع أمجاد نوتنغهام فورست، أو المدرب الأسطوري لنادي مانشستر يونايتد السير أليكس فيرغسون، بحسب ما يوضح ويلكينسون، إذ كان المدربون الذين يصلون إلى الأندية الإنجليزية في تلك الفترة يستمرون في منصبهم لعقد من الزمن أو ما يزيد.
كان النموذج السائد في أوروبا - وكان يتحدث تحديدا عن إيطاليا في تلك الفترة - يتضمن قدرا أكبر من التغيير، حيث كان المدربون يبقون في منصبهم لـ3 أو 4 سنوات فقط في ناد معين، ثم يرحلون عندما تصبح أساليبهم غير فعالة أو تتوتر العلاقة بينهم وبين اللاعبين. كان ويلكينسون مخطئا بشأن فينغر، إذ كان يعتقد أنه سيبحث عن ناد جديد بعد بضعة مواسم قليلة، وإن كان حالفه الصواب إلى حد بعيد حول النمط الإجمالي. بدأ 13 من أصل 20 من فرق الدوري الممتاز مسيرتهم هذا الموسم في ظل قيادة مدربين أجانب، بما في ذلك الفرق التي احتلت أول 5 مراكز في جدول الدوري، و9 من أول 10 أندية. أصبحت عملية اختيار بديل للمدرب روي هودغسون لتدريب إنجلترا، مهمة أسهل كثيرا بمجرد إعلان الاتحاد الإنجليزي قراره بالبحث عن مدرب إنجليزي، لأن دائرة البحث في البريميرليغ اقتصرت على ثلاثة اختيارات فقط لمرشحين جديرين بالمنصب، وكلهم من أندية النصف الأدنى من الجدول.
كان من الممكن أن يزيد ستيف بروس وسين دايتشي عدد المدربين المرشحين هذا الموسم، لكن الأول كان استقال بالفعل. وكما تنبأ ويلكينسون، فمعظم المدربين الأجانب يميلون إلى عدم التوقيع على عقود مطولة جدا أيضا. وكان هذا من بين الأسباب لتردد مانشستر يونايتد في الدخول في مفاوضات مع جوزيه مورينهو، حيث كان الكثير من الشخصيات النافذة داخل النادي لا يزالون مقتنعين بأن المرشح المثالي سيكون شخصية كبرى على غرار ألكسندر بسبي الذي أشرف على تدريب مانشستر يونايتد ما بين عامي 1945 و1969 وفيرغسون، مستعدة إلى الوصول إلى الأعماق وتوفير الاستمرارية على المستوى الفني لسنوات تمتد إلى عقود. لا أحد على الإطلاق يتوقع هذا من مورينهو. إن يونايتد ليس أكثر من مجرد أحدث الأندية في سيرته الذاتية، وليس بالضرورة أن يكون منصب العمر بالنسبة إليه، أو أكثر مشاريعه طموحا. وعلى هذا المنوال، فمع امتلاك مانشستر سيتي حاليا لمدرب الأحلام، ممثلا في الإسباني جوسيب غوارديولا، فإن هذا لا يعني أنه سيمتلكه إلى الأبد، حتى ولو سارت كل الأمور على ما يرام.
ومع هذا، فكما اضطر مانشستر يونايتد إلى ينهض من سباته على صدمة مزلزلة مع تقاعد السير أليكس فيرغسون، وأن يتقبل أن العالم تحرك منذ العام 1986. فسيكون من الخطأ بالنسبة إلى الكرة الإنجليزية ككل أن تواصل التطلع إلى الماضي في الوقت الذي تجد نفسها في مركز التفوق التدريبي. في حلبة نزال استعراضية بين أقوى المدربين، يملك الدوري الإنجليزي الممتاز قوة لا يمكن مجاراتها. وكما عبر فينغر عن ذلك مؤخرا جدا، فإن كثيرا جدا من المدربين الطموحين في العالم إما موجودون هنا أو يريدون الوجود هنا. وهناك سبب لذلك، بالطبع، كمية الأموال المعروضة في الدوري الإنجليزي الممتاز تغطي حتى الأموال التي يمكن الحصول عليها من المشاركة في البريميرليغ. قال فينغر: «دعونا لا نكن ساذجين. القوة الاقتصادية للدوري الإنجليزي الممتاز تجتذب أفضل اللاعبين وأفضل المدربين. إذا كنت تريد الجودة فعليك أن تدفع».
إن فينغر شبه محق على الأقل فيما يقول. لم يعد الدوري الإنجليزي الممتاز يجتذب أفضل اللاعبين، حتى إذا كان الفرنسي بول بوغبا المنضم بسعر قياسي وخيالي من فريق يوفنتوس الإيطالي يمثل خطوة للوراء على هذا الاتجاه، لأن أيام اللاعبين في الملاعب قصيرة نسبيا، واللاعبون من الطراز الأول يريدون دائما أن يكون لهم نصيب من المجد الذي تنطوي عليه المشاركة في دوري أبطال أوروبا، الذي كانت الفرق الكبرى في إسبانيا وألمانيا هي وحدها الخيار الذي يمكن الاعتماد عليه لتحقيق ذلك.
بمقدور المدربين أن يكونوا أكثر مرونة قليلا، ورغم أن كل مدرب جيد ليس موجودا بالضرورة في الدوري الإنجليزي، فلا خلاف على أن كل مدرب تقريبا من المدربين الذين يعملون هنا يتمتع بقدرات جيدة جدا. لدينا، بداية، اثنان من الفائزين بالثلاثية في مانشستر وحده - ناهيك عن وجود اثنين من الفائزين بدوري أبطال أوروبا في الدرجة الثانية «تشامبيون شيب»، هما مدرب أستون فيلا الإيطالي روبرتو ماتيو ومدرب نيوكاسل رفائيل بينيتيز. قاد فينغر فريقه لمركز ثان غير متوقع في الموسم الماضي، واقتحم الأرجنتيني ماوريسيو بوكيتينو منطقة الثلاثة الكبار مع توتنهام هوتسبير، فيما ذهب الشرف الأكبر بين كل هؤلاء إلى الإيطالي كلاوديو رانييري الذي حصل لتوه على عقد لمدة 4 سنوات جديدة في ليستر سيتي.
الأسماء الجديدة هذا الموسم تشمل أنطونيو كونتي مع تشيلسي، الذي كان له حضور قوي مع إيطاليا في يورو 2016، ويبدو قريبا من أن يكون شبيها بمورينهو من دون الاستعانة بأساليب الاستنساخ؛ والهولندي رونالد كويمان في إيفرتون الذي بات فجأة مستعدا لإنفاق الأموال؛ والفرنسي كلود بويل الذي يأمل بأن يتمكن من الحفاظ على زخم ساوثهامبتون، على رغم خسارته لمزيد من اللاعبين، والإسباني أيتور كارنكا الذي يسعى إلى إبقاء ميدلزبره في الدوري الممتاز.
وليس يورغن كلوب بالوجه الجديد على ليفربول، رغم أنه يخوض أول موسم كامل له في إنجلترا، وهي بالضبط المرحلة نفسها التي أسكت عندها فينغر المشككين في قدراته بفوزه بالثنائية. نجح المدرب الكرواتي سلافين بيليتش بالفعل في اكتساب شعبية في وستهام يونايتد، وكل ما يحتاجه هو أن يضمن ألا يكون للانتقال إلى ملعب جديد أي تأثير من شأنه تعطيل مسيرة النادي، فيما بات المدرب الإيطالي فرانشيسكو غيدولين أكثر استقرارا الآن في سوانزي سيتي، بعد أن كان يبدو في البداية كحل مؤقت.
وكان ما حدث في جنوب ويلز مع سوانزي الموسم الماضي، في حقيقة الأمر وللإنصاف، مؤشرا دالا على التوجهات الحالية في الكرة الإنجليزية. بدأ مدرب سوانزي في ذلك الوقت غاري مونك صراعه تقريبا بمجرد أن بدأ يتردد اسمه كمدرب قادم لمنتخب إنجلترا، ونجح سوانزي في حصد فوزين فقط على مدار 17 مباراة كارثية وصولا إلى منتصف يناير (كانون الثاني)، وعند تلك المرحلة وصل غيدولين قادما من إيطاليا لتهدئة الوضع والوصول بالفريق إلى المركز 12. على رغم المخاوف بشأن حالته الصحية. اعترف أشلي ويليامز مدافع سوانزي السابق الذي انتقل إلى إيفرتون في الموسم الحالي بأنه كان بحاجة إلى الاستعانة بمحرك البحث غوغل ليتعرف على مدربه الجديد، وهو بحث قاده لنحو 12 مسيرة قصيرة قضاها غيدولين مع الأندية الإيطالية، وهو ما يتفق مع نظرية ويلكينسون. كان إنقاذ غيدولين لسوانزي مبهرا للغاية لدرجة أنه كانت هناك تقارير تربطه بتدريب واتفورد، حتى قام النادي الويلزي بمنحه عقدا أفضل. تحول واتفورد باتجاه الإيطالي والتر ماتيرازي. وثمة تكهنات بأن مدرب سامبدوريا وواتفورد السابق سيكون أول من يخسر منصبه هذا الموسم، رغم أنه في مثل هذه المرحلة، وقبل 12 شهرا، كان كلاوديو رانييري يمر بهذا الوضع.
سيكون من قبيل المبالغة أن نزعم أن الأندية الإنجليزية من الصعب أن تخفق في اللحظة الحالية، في ظل اصطفاف المدربين الأجانب الأكفاء في طابور لتجريب حظوظهم في الدوري الإنجليزي الممتاز - أساء أستون فيلا إدارة الأمور تماما الموسم الماضي، كما تأخر نيوكاسيل جدا في استعانته ببينيتيز. ومع هذا، فالمعروض يفوق الطلب بكثير - والأندية الإنجليزية قادرة على أن تدفع الأموال. وليس بالضرورة أن يكون هذا الوضع صحيا أو مبشرا بالخير إذا نظرنا إلى الأمور من زاوية كرة القدم الإنجليزية، في ظل تضاؤل الفرص أمام المدربين المحليين. ولكن الدوري الإنجليزي الممتاز توقف عن الاهتمام بالتفاصيل الصغيرة مثل المستقبل بعد 20 عاما، لأنه عرف أن لديه منتجا يرغب العالم في مشاهدته.
وقد تكون أكبر مفارقة هي، بالنظر إلى كل ما تغير في العقدين الماضيين، أن فينغر لم يعد المعلم الذي ترمقه نظرات الشك، وإنما الوجه المعتدل الذي دائما ما يكون تحفظه كرويا وماليا محل سخرية. وفي حين أن المعايير التدريبية في هذا البلد لم تصل من قبل إلى هذا المستوى الرفيع، فلقد وصلنا إلى مرحلة عندما أصبح حتى المدربون أصحاب الفكر التقليدي في الكرة الإنجليزية يتم استيرادهم من خارج إنجلترا.
مؤخرا أكد فينغر أن فريقه يتطلع لإنفاق قدر من المال قبل نهاية فترة الانتقالات الصيفية الحالية نهاية الشهر الحالي، لكن ذلك يتوقف على ضم اللاعب المناسب بالسعر الملائم. ويتعرض فينغر لانتقادات مستمرة بسبب الشح في إنفاق الأموال على ضم لاعبين جدد، ولكن المدرب الفرنسي أكد أنه لن يغير فلسفته. وقال فينغر: «لا نخشى أنفاق الأموال، ولكن الشراء في حدث ذاته ليس مهارة، ولكن المهارة هي التعاقد مع اللاعب المناسب». وأضاف: «هذا النادي تأسس على هذه الفلسفة، سياسة الانتقالات التي نتبعها هنا ساعدت على بناء النادي». وأنفق آرسنال 35 مليون جنيه إسترليني على التعاقد مع غرانيت تشاكا من صفوف بوروسيا مونشنغلادباخ، ولكن الجماهير تطالب بالمزيد من الصفقات. وأشار فينغر: «أدرك أننا لم نقم بالكثير كباقي الأندية، لكننا مستمرون، لقد أبرمت 400 صفقة خلال حياتي». وتابع: «الأفضل بالنسبة إلي عدم الحديث عن أي لاعب، لكني أعيد التأكيد على أننا لا نخشى أنفاق المال ونعمل بشكل شاق جدا».



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».