مسؤول: أهالي صعدة مستعدون للانتفاض ضد الحوثيين

بشر أكد لـ «الشرق الأوسط» تحصن الميليشيات بالأطفال

مسؤول: أهالي صعدة مستعدون للانتفاض ضد الحوثيين
TT

مسؤول: أهالي صعدة مستعدون للانتفاض ضد الحوثيين

مسؤول: أهالي صعدة مستعدون للانتفاض ضد الحوثيين

قال مسؤول محلي في محافظة صعدة إن الميليشيات الحوثية تستخدم المنازل والمستشفيات ودور العبادة مراكز تدريب للأطفال، ومخازن للأسلحة، ومنصات إطلاق للصواريخ على السعودية.
وأوضح عبد الخالق بشر، عضو مجلس إعمار محافظة صعدة، لـ«الشرق الأوسط»، أن الحوثيين دأبوا على وضع الأطفال المجندين قسرًا في منازل الشخصيات الاجتماعية والمساجد، حتى إذا تم قصفها من التحالف يأتون بصور الأطفال بحجة المظلومية وقتل الأبرياء، كما يدعون، وأضاف: «الميليشيات تستخدم هذه الأماكن مراكز تدريب، ومخازن أسلحة، ومنصات إطلاق صواريخ على الأراضي السعودية، وعادة ما يتم الرد على مصادر النيران، وقد حذرت قوات التحالف في حينه أن المناطق التي يتم إطلاق النار منها سيتم الرد الفوري عليها».
وتابع بشر، وهو شيخ شمل قبيلة خولان بن عامر، قائلا: «لقد أبلغنا القبائل أن يرفضوا دخول الصواريخ والراجمات والأسلحة في قراهم ومنازلهم ومزارعهم، وأن عليهم النزوح لأماكن آمنة، وفعلاً نزح الكثيرون، لكن الميليشيات ما زالت تمارس الدور نفسه عبر استخدام المواطنين والأطفال والنساء دروعًا بشرية لعملياتها العسكرية».
وبيّن بشر أن الميليشيات الحوثية تعتمد على التدريب الروحي، وغسل المخ والأفكار، أكثر من اعتمادها على التدريب البدني، وأردف: «عادة ما يستخدمون المنشطات في مسألة التدريب البدني، لكن التدريب الروحي يقومون به في المنازل والمستشفيات، ولا يحتاج الأمر لأماكن تدريب واسعة، وعندما يصل الحوثيون إلى منطقة ما يسحبون في البداية أطفال الموالين لهم بين سن 12 – 15 سنة، ويذهبون بهم إلى صعدة.. وحاليًا يحدث الأمر نفسه، حيث يحاولون سحب أطفال كثر من المناطق التي يسيطرون عليها بحجج وإغراءات لأولياء الأمور من أبناء صنعاء، وذمار، وتعز، والحديدة، ويذهبون بهم إلى صعدة». ويكشف عبد الخالق بشر أن الميليشيات تشجع الأطفال بعد الوصول إلى صعدة على استخدام السلاح، وقتل الحيوانات، وعمليات السطو، ويكون هناك مدربون متمرسون لإلقاء محاضرات، وترسيخ فكر المظلومية لدى هؤلاء الأطفال.
وفي أحيان أخرى – وفقًا لبشر – لا يتلقى الأطفال أي محاضرات أو تدريبات عسكرية، وإنما يزج بهم مباشرة للجبهات، ويوضعون قسرًا تحت الأمر الواقع، وحدث أن تم إلقاء القبض على بعض الأطفال، وعند التحقيق معهم قالوا إن الحوثيين وعدوهم بدورات تعليمية، أو وظائف ومنح دراسية في الخارج.
وضمن التضليل الذي تمارسه الميليشيات على السكان، أوضح بشر أنهم انتقلوا اليوم من مرحلة المظلومية إلى مرحلة إحياء ما يسمونه «المسيرة القرآنية» التي لا تفصلها أرض جغرافية، ولا فترة زمنية معينة، والتي يقصدون بها تخطي حدود اليمن إلى العالم أجمع.
وأدت خيانة المخلوع صالح، وانضمامه للميليشيا الحوثية إلى تعزيز افتراءاتهم التي كانوا يسوقونها للناس، كما يقول عبد الخالق بشر، ويضيف: «للأسف، خيانة المخلوع صالح كانت مساهمة في تصديق ما يروجه الحوثيون في شعاراتهم، حيث أقسموا لأتباعهم قبل سنوات أن المخلوع صالح سيطلق الصرخة الحوثية، وعندما تحالف المخلوع معهم الآن قالوا لأتباعهم ألم نخبركم أنه سيصرخ.. وهذه الأمور يستخدمها الدجالون».
وكشف بشر عن ترتيبات تجري في الوقت الراهن بين أبناء صعدة والفريق علي محسن الأحمر الذي يقود عمليات الحسم من مأرب، وقال: «لدينا تأكيدات قوية من نائب الرئيس ورئيس الوزراء بعدم المساومة على صعدة أبدًا، وأنها لن تكون جزءًا من أملاك الحوثي كما يروج لذلك البعض. وقد التحق مئات من أبناء صعدة في جبهات مأرب والجوف ضمن قوات الشرعية، ونحن جاهزون لبدء معركة تحرير المحافظة، ونؤكد أنه فور اقتراب جيش الشرعية من صعدة، ستنتفض المحافظة من الداخل دعمًا لهم، نظرًا لما يعانونه من كبت وحرمان في ظل سلطة الميليشيا الإجرامية». كما تحدث عبد الخالق عن انهيار ملموس في صفوف الميليشيا، بعد أن كانوا في الشهر الماضي يعيثون فسادًا، عقب توقف عمليات التحالف لإعطاء فرصة للسلام، وتابع: «خلال الفترة القليلة الماضية، أعادوا ترتيب صفوفهم، وواصلوا الانتهاكات بحق المواطنين، وتجنيد الأطفال، لكن عودة الزخم لعمليات التحالف والجيش الوطني والمقاومة أربكت مخططاتهم، وحاول البعض منهم الهروب، فيما ترك آخرون أسلحتهم، بعد أن رأوا جبال هيلان وصنعاء تسقط واحدًا تلو الآخر، إلى جانب التقدم في جبهات تعز والجوف وغيرها».



«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».