العراق: هيئة النزاهة تطعن بقرار الإفراج عن الجبوري.. والقضاء يتعهد بمواصلة التحقيق

العبادي يتعهد بنهاية «داعش» نهاية العام مع بدء المرحلة 3 لمعركة الموصل

العراق: هيئة النزاهة تطعن بقرار الإفراج عن الجبوري.. والقضاء يتعهد بمواصلة التحقيق
TT

العراق: هيئة النزاهة تطعن بقرار الإفراج عن الجبوري.. والقضاء يتعهد بمواصلة التحقيق

العراق: هيئة النزاهة تطعن بقرار الإفراج عن الجبوري.. والقضاء يتعهد بمواصلة التحقيق

فيما طعنت هيئة النزاهة بالقرار الذي اتخذه القضاء العراقي بالإفراج عن رئيس البرلمان سليم الجبوري لعدم كفاية الأدلة، أكدت الهيئة القضائية أن القرار لم يكن بمثابة براءة للجبوري، بل غلق الملف مؤقتا مع التعهد بإعادة فتحه في حال توفرت أدلة جديدة. وقال بيان لهيئة النزاهة أمس إنها «طعنت بقرار القضاء الخاص بغلق الدعوى في قضية استجواب وزير الدفاع». كما طعن بالقرار نفسه وزير الدفاع خالد العبيدي.
وعد العبيدي في تصريح صحافي أن «ما
صدر من قرار قضائي سنطعن به في ظل وجود الكثير من الشهود الذين يملكون وثائق تتعلق بالإرهاب والفساد»، مؤكدا أن «ما قمت به ليس صراعا سياسيا ولا أتطلع لأي مستقبل سياسي».
وفي هذا السياق أكد القاضي رحيم العكيلي، الرئيس الأسبق لهيئة النزاهة، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «القرار الذي اتخذته السلطة القضائية بخصوص الإفراج عن الدكتور سليم الجبوري انطوى على مخالفات كثيرة، حيث إن من الأمور المعروفة أن قاضي التحقيق، أو الهيئة القضائية، مكلفة بجمع الأدلة وإحالة الدعوى إلى محكمة الجنايات للمحاكمة إذا توفرت أدلة كافية للإحالة، وفي حين أن الشهادة الواحدة لا تكفي، فإنه من الواضح أن هناك شهادة الوزير مع وجود قرائن وشهادات أخرى وتسجيلات صوتية». وأضاف العكيلي موضحا أن «قاضي التحقيق ممنوع من النظر في تقدير الأدلة وفق ما استقر عليه القضاء منذ عشرات السنين، وبالتالي فإن ما فعلته الهيئة القضائية التحقيقية هو أنها تدخلت في فحص الأدلة من حيث كفايتها للإدانة وهذا يعد خارج اختصاصها»، موضحا أن «قرار الإفراج لا يصدره قاضي التحقيق إلا بعد اكتمال التحقيق بشكل نهائي، بينما اكتمال التحقيق مستحيل في قضية مثل هذه خلال أسبوع، أو حتى شهر، وهو ما جعل هيئة النزاهة تتفاجأ بهذا القرار لأنها تملك أدلة تبدو قاطعة في وقوع عمليات ابتزاز واضحة ضمنها تسجيلات صوتية».
من جانبها، أوضحت الهيئة القضائية المكلفة التحقيق فيما ورد على لسان وزير الدفاع خالد العبيدي عن حقيقة قرارها بالإفراج عن رئيس مجلس النواب سليم الجبوري، بالإشارة إلى أن الإجراءات مستمرة بحق بقية المتهمين، إذ قال رئيس الهيئة القاضي محمد سلمان في بيان صحافي إن «التحقيق في القضية كان يتعلق بموضوع الابتزاز والمساومة التي ذكرها العبيدي خلال استجوابه، ولم يتعلق بالعقود الخاصة بالاستجواب لاختلاف طبيعتها التحقيقية، إضافة إلى وجوب إرسالها من النائب المستجوب ليتسنى التحقيق فيها»، وأضاف سلمان أن «تدوين أقوال وزير الدفاع جاء بصفته مشتكٍ بعد أدائه اليمين القانونية»، لافتًا النظر إلى «أنه ادعى قيام بعض الأشخاص والنواب، ومنهم رئيس مجلس النواب، بالضغط عليه وابتزازه، ونسب لكل شخص واقعة معينة».
وأكد رئيس الهيئة أن «العبيدي طلب الاستماع إلى أقوال 5 شهود وهم وزراء وضباط.. وجميعهم لم تكن لديهم شهادة عيانية أو سماعية بعد مثولهم أمام الهيئة، وبعضهم استغرب من طلبه للشهادة»، مضيفا أن «وزير الدفاع قدم قرصا مدمجا (CD) تم تفريغه، وتبين أنه يحتوي على مداولات سياسية بين الحاضرين وبعض الأمور والعقود في الوزارة، ليس بينهم رئيس مجلس النواب»، وشدد على أن «جميع العقود التي تحدث عنها العبيدي خلال تدوين إفادته لم تبرم.. والهيئة أصدرت قرارًا باستقدام الجبوري وفق المادة 331 من قانون العقوبات وفاتحت مجلس النواب لرفع الحصانة عنه مع بقية المتهمين»، مضيفا أن «الجبوري حضر أمام الهيئة وباشر بتدوين أقواله، وبعدها لا بد من تقرير مصيره عن القضية وفق الأدلة المتحصلة، حيث وجدت الهيئة أنها غير كافية لإحالته، وقررت الإفراج عنه وغلق التحقيق، مؤقتًا استنادًا إلى المادة 130- بـمن قانون أصول المحاكمات الجزائية».
وبيّن سلمان أن «القرار جاء بشكل طبيعي ويتخذه أي قاض في قضية أخرى وفق الأدلة»، مؤكدًا أن «الإجراءات بحق بقية المتهمين مستمرة وفق القانون.. وأن القانون منح المحكمة الحق في فتح التحقيق مجدّدًا إذا ما ظهرت أدلة جديدة خلال سنتين»، داعيًا «من لديه دليل إلى تقديمه إلى الهيئة خلال هذه المدة».
من جهة ثانية، تعهد رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، بالاحتفال بنهاية تنظيم داعش في العراق هذا العام، في وقت تستعد فيه القوات العراقية لبدء المرحلة الثالثة من معركة الموصل.
وقال العبادي، خلال كلمته في المؤتمر الدولي الثاني للعمليات النفسية والإعلامية لمواجهة «داعش»، الذي عقد في بغداد، أمس الأربعاء، بحضور ممثلين عن كثير من الدول، بالإضافة إلى الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي إن «الحرب النفسية والإعلامية جزء مهم من المعركة فنحن نحقق الانتصارات عليهم عسكريا وهم يحاولون استغلال كل الأسلحة بما فيها الحرب النفسية والإعلامية للتغطية على هزائمهم، مستغلين حالات الاختلاف فينا لاستمرارهم، وهناك من يساعدها بهذا الأمر».
وأكد العبادي أن «تحرير الموصل ونهاية (داعش) عسكريا بات قريبا وسنحتفل قريبا به»، مشيرا إلى «محاولة البعض تأخيرنا عن معركة الموصل وعلينا الحذر منهم»، ولفت إلى أن «العالم استوعب خطورة عصابات (داعش) ويقف حاليا معنا، فنحن نحارب الإرهاب من أجل شعبنا وبلدنا وفي الوقت نفسه فإننا دافعنا عن دول المنطقة ولو تركنا (داعش) دون قتال لوصل إلى الخليج ولجميع الدول».
وانتقد العبادي «الصيحات التي تتعالى كلما جاء مستشارون ومدربون أجانب للعراق»، مؤكدا أن «من يقاتل هم أبناؤنا ولا يوجد مقاتل أجنبي وإنما قواتنا بحاجة إلى تدريب وهذا الأمر يساعدنا في بناء أجهزتنا وفي معاركنا ضد الإرهاب». كما اتهم العبادي أطرافا لم يسمها بـ«المراهنة لإضعاف الدولة»، وأشار إلى وجود «أجندات خارجية كثيرة» دون الإفصاح عنها.
من جهته، أكد مستشار الأمن الوطني فالح الفياض أن هدف العراق محاربة الإرهاب عالميا. وقال الفياض، في كلمة ألقاها خلال المؤتمر، إن «من أهدافنا العمل على تطوير الجهد النفسي في المؤسسات العراقية خصوصا بعد تحرير المناطق من سيطرة (داعش)، وتأكيد دعم وقوف العالم في حرب العراق ضد الإرهاب، وتكريس أنماط متباينة من حرب (داعش)، والتركيز على العمليات النفسية وتطويق الأطر النفسية». وشدد على أهمية أن يكون هناك تعاون مع دول المنطقة في محاربة الإرهاب حيث إن «سياسة العراق هو أن نحارب الإرهاب عالميا بالإضافة إلى حل الصراعات والخلافات».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.