رئيسة وزراء بريطانيا توجه أنظارها إلى الملفات الدولية الساخنة

تيريزا ماي تريد تحسي علاقات لندن بموسكو وبيونس إيرس

تيريزا ماي تغادر مقر رئاسة الوزراء في «10 داونينغ ستريت» في طريقها إلى وارسو (رويترز)
تيريزا ماي تغادر مقر رئاسة الوزراء في «10 داونينغ ستريت» في طريقها إلى وارسو (رويترز)
TT

رئيسة وزراء بريطانيا توجه أنظارها إلى الملفات الدولية الساخنة

تيريزا ماي تغادر مقر رئاسة الوزراء في «10 داونينغ ستريت» في طريقها إلى وارسو (رويترز)
تيريزا ماي تغادر مقر رئاسة الوزراء في «10 داونينغ ستريت» في طريقها إلى وارسو (رويترز)

بعد رحلاتها المكوكية التي أخذتها أولا إلى أطراف المملكة المتحدة، اسكوتلندا وويلز وشمال آيرلندا، ومن ثم إلى عدد من دول الاتحاد الأوروبي، مثل ألمانيا وفرنسا وإيطاليا، اتجهت الآن أنظار رئيسة الوزراء البريطانية الجديدة تيريزا ماي إلى المناطق الساخنة في العلاقات الدولية والأرجنتين. وقد تأتي روسيا الاتحادية في مقدمة هذه الدول. وتحدثت في الأمس مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عبر الهاتف، واتفقا على عقد الاجتماع في المستقبل القريب في محاولة لتحسين العلاقات بين موسكو ولندن.
ومن المقرر أن يحضر بوتين وماي قمة مجموعة العشرين المقبلة في الصين أوائل الشهر المقبل، في فرصة للاجتماع لأول مرة منذ أن تولت ماي رئاسة الوزراء في يوليو (تموز)، بعد استقالة ديفيد كاميرون إثر استفتاء خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. وكانت قد توترت العلاقات بين روسيا وبريطانيا بسبب خلافات بشأن نشاطات المخابرات الروسية ضد خصوم بوتين السياسيين الذين يتخذون من لندن مقرا لهم، وبسبب الوضع في سوريا، فضلا عما تقول لندن إنها زيادة حادة في الطلعات الجوية التي تقوم بها القاذفات الروسية بعيدة المدى قرب المجال الجوي البريطاني. أوكرانيا ستكون أحد الملفات الساخنة التي ستناقشها ماي مع بوتين.
وفي الأمس أكدت روسيا أنها أحبطت «هجمات إرهابية» خططت لها الاستخبارات العسكرية الأوكرانية في شبه جزيرة القرم بهدف «زعزعة الاستقرار» في شبه الجزيرة قبل انتخابات سبتمبر (أيلول) المقبل.
وقالت الاستخبارات الروسية في بيان إنها «أحبطت في القرم هجمات إرهابية كانت تستهدف عناصر رئيسية في البنى التحتية ووسائل التموين في شبه الجزيرة» التي ضمتها موسكو في مارس (آذار) 2014، موضحة أن عنصرا في الاستخبارات الروسية وجنديا روسيا قتلا خلال عمليتين هدفتا إلى اعتقال «مخربين» أوكرانيين.
وذكر مفوض الحكومة الألمانية للشؤون الروسية، جيرنوت إرلر، أنه ليس من المتوقع أن يكون هناك إلغاء للعقوبات التي يفرضها الاتحاد الأوروبي على روسيا قريبا. وقال إرلر في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) أمس (الأربعاء) في إشارة إلى الأوضاع في شرق أوكرانيا: «شاهدنا في الأسابيع الماضية فعليا وبصفة يومية مزيدا من الانتهاك لوقف إطلاق النار والهدنة، ما خلف الكثير من الضحايا من الجانبين».
وذكر إرلر، أنه لذلك هناك إجماع بين الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي على ربط مسألة العقوبات تماما بالتنفيذ الكامل لاتفاقية مينسك.
ووصف إرلر الأوضاع في شرق أوكرانيا بأنها مثيرة للقلق، وبعيدة عن تحقيق الشروط اللازمة لتخفيف أو إلغاء العقوبات عن روسيا. يذكر أن الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات اقتصادية على روسيا في صيف عام 2014 على خلفية ضم الأخيرة شبه جزيرة القرم، والنزاع مع شرق أوكرانيا.
وتوافقت أطراف النزاع على اتفاقية مينسك مطلع عام 2015، التي تنص على وقف إطلاق النار وسحب الأسلحة وإجراء إصلاح دستوري في أوكرانيا، إلا أن وقف إطلاق النار يشهد خروقات باستمرار.
كما تحاول تيريزا ماي تحسين علاقات بلدها مع بيونس آيرس؛ إذ ذكرت تقارير أرجنتينية أن حوارا سيبدأ حول جزر فوكلاند (المالفيناس) التابعة لبريطانيا وتطالب الأرجنتين بالسيادة عليها، وهي التي تسببت في حرب بين البلدين عام 1982. الحوار الحالي يتناول استئناف الرحلات الجوية إلى الأرخبيل واستغلال النفط. وفي رسالة إلكترونية كشفتها الصحيفة الأرجنتينية «كلارين»، اقترحت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي على رئيس الدولة الأرجنتيني استئناف الرحلات الجوية إلى هذه الجزر عبر الأرجنتين. وهذه الرحلات متوقفة منذ 1982. والرحلات الجوية المتجهة إلى الأرخبيل تسيرها حاليا شركة الطيران التشيلية «لان» عن طريق تشيلي وتلتف على الأرجنتين بسبب قيود تفرضها بيونس آيرس في مجالها الجوي.
وعبرت ماي أيضا عن أملها في رفع العقوبات التي فرضتها حكومة الرئيسة الاشتراكية السابقة كريستينا كيرشنر على الشركات النفطية التي تعمل في فوكلاند (المالفيناس كما تسميها الأرجنتين). وقالت رئيسة الوزراء البريطانية إنها تأمل في أن تدخل العلاقات بين البلدين «مرحلة مثمرة».
وأكدت وزيرة الخارجية الأرجنتينية سوزانا مالكورا تبادل الرسائل هذا بين ماي والرئيس ماوريسيو ماكري. وقالت في بيان: «بدأنا نتحدث عن إمكانية استئناف الرحلات، وسنحاول أن نجد طريقة لذلك». وأضافت مالكورا المرشحة لمنصب الأمين العام للأمم المتحدة أن المملكة المتحدة ترغب في «دراسة القانون المتعلق بالمحروقات، وأجهزتنا تدرس هذا الموضوع».
وتبعد المالفيناس 400 كيلومتر (كلم) عن السواحل الأرجنتينية و12 ألفا و700 كلم عن لندن.
وما زالت الأرجنتين تطالب بها، بعد أكثر من 30 عاما على الحرب الخاطفة بينها وبين بريطانيا التي استمرت 74 يوما في 1982 وأسفرت عن أكثر من 700 قتيل؛ هم 469 جنديا أرجنتينيا، و255 بريطانيا، وثلاثة من سكان الجزر.
من جانب آخر، ذكرت دراسة نشرت أمس الخميس أن مدينة فرنكفورت الألمانية باعتبارها المركز المالي الرئيسي في ألمانيا قد تصبح من أكبر الرابحين من خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
يذكر أن مدينة فرنكفورت التي يطلق عليها اسم «مانهاتن» في إشارة إلى حي المال الأشهر في نيويورك بالولايات المتحدة، تخوض صراعا مع باريس ودبلن ولوكسمبورغ لاستقطاب الأنشطة المالية الموجودة في حي المال في لندن «سيتي أوف لندن» بمجرد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. وبحسب دراسة أجراها «معهد كولونيا للأبحاث الاقتصادية» فإن فرنكفورت تمتلك أفضل الفرص لجذب الشركات والوظائف من لندن التي تمثل حاليا المركز المالي الرئيسي لأوروبا. وأضافت الدراسة أن «باريس تحرز نقاطا باعتبارها مقرا لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، ولوكسمبورغ بفضل ضرائبها المنخفضة، ودبلن بفضل لغتها الإنجليزية. لكن فرنكفورت تتفوق عليها جميعا.. فرنكفورت ليس فقط القلب المالي لأكبر اقتصاد في أوروبا، لكنها أيضا مقر للبنك المركزي الأوروبي».
وذكرت الدراسة أنه يمكن أيضا الوصول إلى فرنكفورت بفضل امتلاكها أحد أكبر مطارات أوروبا إلى جانب ارتفاع مستوى وسائل المعيشة فيها، بما في ذلك مستوى الرعاية الطبية والأمن. في الوقت نفسه، فإن فرنكفورت لديها كمّ كبير من المكاتب والمساحات الإدارية الخالية المتاحة أمام الشركات، مقارنة بالمدن الأخرى التي تنافسها على استقطاب الشركات العاملة في لندن، كما أن معدلات إيجار الأماكن التجارية في فرنكفورت أقل منها في كثير من المدن الأخرى. وقال ميشائيل فويجتلاندر، خبير سوق العقارات في المعهد، إن «سعر إيجار مكتب في مبنى جيد في باريس يزيد بنحو 50 في المائة على سعره في فرنكفورت».



إحراق سيارة تحمل لافتة لمناسبة عيد يهودي في ملبورن الأسترالية

الشرطة الأسترالية ذكرت أن «الحريق المشبوه» وقع في ضاحية سانت كيلدا إيست التابعة لملبورن (أرشيفية - رويترز)
الشرطة الأسترالية ذكرت أن «الحريق المشبوه» وقع في ضاحية سانت كيلدا إيست التابعة لملبورن (أرشيفية - رويترز)
TT

إحراق سيارة تحمل لافتة لمناسبة عيد يهودي في ملبورن الأسترالية

الشرطة الأسترالية ذكرت أن «الحريق المشبوه» وقع في ضاحية سانت كيلدا إيست التابعة لملبورن (أرشيفية - رويترز)
الشرطة الأسترالية ذكرت أن «الحريق المشبوه» وقع في ضاحية سانت كيلدا إيست التابعة لملبورن (أرشيفية - رويترز)

تحقق الشرطة الأسترالية بشأن «حريق مشبوه» بعدما اندلعت النيران في سيارة وُضعت عليها لافتة للاحتفال بعيد الأنوار اليهودي (حانوكا) في ملبورن، اليوم (الخميس).

وأُحرقت السيارة الخالية التي وُضعت على سقفها لافتة كُتب عليها «عيد حانوكا سعيد» بينما كانت متوقفة عند منزل، بحسب ما أظهرت صور بثّتها شبكة «إيه بي سي».

وذكرت شرطة فيكتوريا، في بيان، أن «الحريق المشبوه» وقع في الساعات الأولى من صباح الخميس في ضاحية سانت كيلدا إيست التابعة لملبورن.

وتم إخلاء المنزل كإجراء احترازي.

وقالت الشرطة إن «المحققين تعرّفوا على شخص قد يكون قادراً على مساعدتهم في تحقيقهم ويجرون عمليات بحث بشأن مكانه».

وشددت السلطات الأسترالية القوانين والعقوبات المرتبطة بجرائم الكراهية بعد إطلاق النار الذي استهدف حفلاً لمناسبة «حانوكا» على شاطئ بونداي في سيدني، وأسفر عن مقتل 15 شخصاً.

وقال الحاخام إيفي بلوك من كنيس حاباد في سانت كيلدا إنه من الواضح أن حادثة إحراق السيارة تندرج في إطار الاعتداءات المعادية للسامية.

وأفاد لوكالة الصحافة الفرنسية: «نشكر الله لأن أحداً لم يتعرض إلى الأذى... لكن ما يجري هو تصعيد متواصل مع تكرار هذه الأحداث».

وأضاف: «لا يشعر أفراد جاليتي اليهودية في سانت كيلدا وملبورن بالأمان في منازلهم وبلدهم».


تنديد أوروبي بفرض واشنطن حظر تأشيرات على شخصيات أوروبية

المفوض الأوروبي السابق تييري بروتون (أ.ف.ب)
المفوض الأوروبي السابق تييري بروتون (أ.ف.ب)
TT

تنديد أوروبي بفرض واشنطن حظر تأشيرات على شخصيات أوروبية

المفوض الأوروبي السابق تييري بروتون (أ.ف.ب)
المفوض الأوروبي السابق تييري بروتون (أ.ف.ب)

أدانت المفوضية الأوروبية ومسؤولون في الاتحاد، الأربعاء، بشدة العقوبات الأميركية المفروضة على خمس شخصيات أوروبية ذات صلة بتنظيم قطاع التكنولوجيا، ومن بينها المفوض السابق تييري بروتون.

كانت وزارة الخارجية الأميركية أعلنت، الثلاثاء، حظر منح تأشيرات دخول لبروتون وأربعة نشطاء، متهمة إياهم بالسعي إلى «إجبار» منصات التواصل الاجتماعي الأميركية على فرض رقابة على وجهات النظر التي يعارضونها.

وصعّدت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب هجماتها على قواعد الاتحاد الأوروبي بعدما فرضت بروكسل في وقت سابق من هذا الشهر غرامة على شركة «إكس» التابعة لإيلون ماسك، لانتهاكها بنود قانون الخدمات الرقمية (DSA) المتعلقة بالشفافية في الإعلانات وطرقها، لضمان التحقق من المستخدمين، ومن أنهم أشخاص حقيقيون.

«محاولة للطعن في سيادتنا»

وجاء في بيان صادر عن المفوضية: «لقد طلبنا توضيحات من السلطات الأميركية وما زلنا على تواصل معها. وإذا لزم الأمر، فسنرد بسرعة وحزم للدفاع عن استقلاليتنا التنظيمية ضد الإجراءات غير المبررة».

وأضافت: «تضمن قواعدنا الرقمية بيئة عمل آمنة وعادلة ومتكافئة لجميع الشركات، ويتم تطبيقها بشكل عادل ودون تمييز»، مشددة على أن «حرية التعبير حق أساسي في أوروبا، وقيمة جوهرية مشتركة مع الولايات المتحدة»، وفق ما نقلته «وكالة الصحافة الفرنسية».

وقالت المفوضية إن «الاتحاد الأوروبي سوق موحدة مفتوحة وقائمة على القواعد، وله الحق السيادي في تنظيم النشاط الاقتصادي، بما يتماشى مع قيمنا الديمقراطية والتزاماتنا الدولية».

بدورها، قالت مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، إن «قرار الولايات المتحدة فرض قيود على سفر مواطنين ومسؤولين أوروبيين غير مقبول»، وإن «فرض أميركا قيوداً على سفر مواطنين ومسؤولين أوروبيين محاولة للطعن في سيادتنا».

وأضافت أن أوروبا «ستواصل الدفاع عن قيمها والقواعد الرقمية العادلة والحق في تنظيم فضائنا الخاص».

«يرقى إلى مستوى الترهيب»

ونددت دول في الاتحاد الأوروبي بالإجراء الأميركي.

وعد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الأربعاء، أن حظر التأشيرات «يرقى إلى مستوى الترهيب والإكراه ضد السيادة الرقمية الأوروبية».

وقال على «إكس»: «تدين فرنسا قرارات تقييد التأشيرات التي اتخذتها الولايات المتحدة ضد تييري بروتون وأربع شخصيات أوروبية أخرى»، مؤكداً أن الأوروبيين سيواصلون الدفاع عن «سيادتهم الرقمية» و«استقلالهم التنظيمي».

بدوره، أعلن متحدث ​باسم الحكومة البريطانية، الأربعاء، أن بريطانيا ملتزمة بدعم الحق في حرية التعبير. وقال في بيان نقلته وكالة «رويترز»: «مع أن كل ⁠دولة تمتلك الحق في ‌وضع قواعد التأشيرات ‍الخاصة بها، إلا أننا ‍ندعم القوانين والمؤسسات التي تعمل على إبقاء (شبكة) الإنترنت خالية من ​المحتوى الأكثر ضرراً».

وأضاف: «يجب ألا تُستخدم ⁠منصات التواصل الاجتماعي لنشر مواد الاستغلال الجنسي للأطفال أو التحريض على الكراهية والعنف أو نشر معلومات زائفة ومقاطع فيديو لهذا الغرض».

وفي برلين، أكد وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول أن القرار «غير مقبول»، مضيفاً: «يضمن قانون الخدمات الرقمية أن أي نشاط غير قانوني خارج الإنترنت، يكون غير قانوني أيضاً عبر الإنترنت».

«إجراءات غير مقبولة بين الحلفاء»

كما دانت وزارة الخارجية الإسبانية حظر التأشيرات، منددة بـ«إجراءات غير مقبولة بين الشركاء والحلفاء».

وقالت في بيان: «تعرب الحكومة الإسبانية عن تضامنها مع المفوض الأوروبي السابق تييري بروتون وقادة منظمات المجتمع المدني الذين يكافحون التضليل وخطاب الكراهية»، مشددة على أن ضمان «مساحة رقمية آمنة» أمر «أساسي للديمقراطية في أوروبا».

وشمل الحظر بروتون، المسؤول الأوروبي السابق عن تنظيم قطاع التكنولوجيا، الذي غالباً ما تصادم مع كبار النافذين فيه مثل ماسك بشأن التزاماتهم قواعد الاتحاد الأوروبي.

كما استهدف الإجراء عمران أحمد من مركز مكافحة الكراهية الرقمية (CCDH)، وهي منظمة تحارب الكراهية عبر الإنترنت والمعلومات المضللة والكاذبة، وآنا لينا فون هودنبرغ وجوزفين بالون من منظمة «هايت إيد» (HateAid) الألمانية، وكلير ميلفورد التي تقود مؤشر التضليل العالمي (GDI) ومقره المملكة المتحدة.

«إدارة تحتقر سيادة القانون»

وقال مفوض الاتحاد الأوروبي للسوق الداخلية والخدمات ستيفان سيجورنيه، الأربعاء، إن العقوبات الأميركية على سلفه، لن تمنعه من القيام بعمله.

وكتب على منصة «إكس»: «لقد عمل سلفي تييري بروتون بما يخدم المصلحة العامة الأوروبية، ملتزماً بالتفويض الذي منحه الناخبون عام 2019».

وأضاف: «لن تسكت أي عقوبة سيادة الشعوب الأوروبية. تضامني الكامل معه ومع جميع الأوروبيين المتضررين».

ونددت منظمة «هايت إيد» بالعقوبات. ووصفت في بيان الخطوة الأميركية بأنها «عمل قمعي من قبل إدارة تحتقر سيادة القانون بشكل كبير، وتحاول بكل الوسائل إسكات منتقديها».

ويقود ترمب هجوماً كبيراً على قواعد التكنولوجيا في الاتحاد الأوروبي التي تفرض لوائح على ضوابط مثل الإبلاغ عن المحتوى الإشكالي، وهو ما تعده الولايات المتحدة هجوماً على حرية التعبير.

وقد نددت واشنطن بالغرامة البالغة 140 مليون دولار التي فرضها الاتحاد الأوروبي في بداية ديسمبر (كانون الأول) على منصة «إكس» المملوكة لماسك، ووصفها وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو بأنها «هجوم على جميع منصات التكنولوجيا الأميركية والشعب الأميركي من جانب حكومات أجنبية».


ولاية أسترالية تشدد قوانين حيازة الأسلحة ومكافحة الإرهاب بعد هجوم بونداي

نصب تذكاري بالقرب من شاطئ بونداي (نيويورك تايمز)
نصب تذكاري بالقرب من شاطئ بونداي (نيويورك تايمز)
TT

ولاية أسترالية تشدد قوانين حيازة الأسلحة ومكافحة الإرهاب بعد هجوم بونداي

نصب تذكاري بالقرب من شاطئ بونداي (نيويورك تايمز)
نصب تذكاري بالقرب من شاطئ بونداي (نيويورك تايمز)

أقرت ولاية نيو ساوث ويلز في أستراليا، الأربعاء، حزمة واسعة من القواعد الجديدة المتعلقة بحيازة الأسلحة ومكافحة الإرهاب، وذلك عقب واقعة إطلاق النار العشوائي التي حدثت على شاطئ بونداي، وأدت إلى فرض «قيود على حيازة الأسلحة النارية» وحظر عرض «الرموز المتعلقة بالإرهاب» في الأماكن العامة، و«تعزيز صلاحيات الشرطة للحد من الاحتجاجات».

وأقر برلمان ولاية نيو ساوث ويلز مشروع قانون لتعديل تشريع الإرهاب وتشريعات أخرى، في الساعات الأولى من صباح الأربعاء، بعد أن وافقت الغرفة العليا في البرلمان عليه، بغالبية 18 صوتاً مقابل 8 أصوات، خلال جلسة طارئة.

كريس مينز رئيس وزراء ولاية نيو ساوث ويلز (رويترز)

وقال كريس مينز، رئيس وزراء نيو ساوث ويلز، إن بعض السكان في الولاية يرفضون حزمة التعديلات ‌الصارمة، لكنه أكد ‌أن الحكومة ستبذل قصارى جهدها للحفاظ على سلامة ‌المواطنين.

يأتي ​ذلك ‌في أعقاب إطلاق النار الذي وقع في 14 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، خلال احتفال بعيد «حانوكا» اليهودي، وأدى إلى مقتل 15 شخصاً وإصابة العشرات.

وأضاف مينز للصحافيين: «لقد تغيّرت سيدني وولاية نيو ساوث ويلز إلى الأبد نتيجة ذلك العمل الإرهابي».

وكانت الغرفة الأدنى في البرلمان أقرت مشروع القانون، الثلاثاء، بدعم من «حزب العمال» الحاكم المنتمي إلى تيار يسار الوسط، و«حزب الأحرار» المعارض، فيما عارض «الحزب الوطني» إجراء تعديلات على تشريعات الأسلحة، قائلاً إن «وضع حد لحيازة الأسلحة سيضر بالمزارعين».

وأدى هجوم بونداي المسلح، الأكثر ‌إزهاقاً للأرواح في أستراليا منذ نحو ‍3 عقود، إلى إطلاق دعوات لتشديد قوانين الأسلحة النارية، واتخاذ إجراءات أشد صرامة ضد معاداة السامية.

خبراء الأدلة الجنائية خلال معاينة جثة أحد الضحايا بموقع إطلاق النار بشاطئ بونداي في سيدني (أرشيفية - إ.ب.أ)

وتنص القوانين الجديدة على أن يكون الحد الأقصى لمعظم التراخيص الممنوحة للأفراد هو 4 قطع من الأسلحة النارية، مع السماح بما يصل إلى 10 للمزارعين.

وتعتقد الشرطة أن المسلحَين المشتبه في تنفيذهما الهجوم استلهما أفكارهما من تنظيم «داعش» الإرهابي. وقُتل أحد المنفذَين واسمه ساجد أكرم (50 عاماً) برصاص الشرطة، في حين اتُّهم ابنه نافيد (24 عاماً) بارتكاب 59 جريمة؛ منها القتل والإرهاب.

لكن جماعات ناشطة نددت بالقانون، وأشارت إلى عزمها الطعن فيه دستورياً. وقالت جماعات «فلسطين أكشن» و«يهود ضد الاحتلال» و«بلاك كوكاس»، إنها ستتقدم بطعن قانوني ضد ما وصفتها بأنها «قوانين قمعية مناهضة للاحتجاج» جرى تمريرها على عجل في برلمان الولاية.

وأضافت في بيان: «من الواضح أن حكومة (الولاية) تستغل هجوم بونداي المروع للدفع بأجندة سياسية تقمع المعارضة السياسية وانتقاد إسرائيل، وتحد من الحريات الديمقراطية».

لقطة من فيديو بصفحة رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز على «إكس» تُظهره وهو يلتقي بمستشفى في سيدني السوري أحمد الأحمد الذي انتزع سلاح أحد المهاجمَين خلال هجوم شاطئ بونداي (أ.ف.ب)

وتوعد رئيس الوزراء، أنتوني ألبانيزي، بتشديد الإجراءات ضد خطاب الكراهية، إذ تعتزم الحكومة الاتحادية تقديم تشريعات لتسهيل ملاحقة من يروجون للكراهية والعنف، وإلغاء أو رفض منح التأشيرة لأي شخص متورط في خطاب الكراهية.

ورداً على الانتقادات الموجهة للحكومة بأنها لا تبذل جهوداً كافية ‌للحد من معاداة السامية، قال ألبانيزي إنه تحدث إلى الرئيس الإسرائيلي إسحاق هيرتسوغ، الثلاثاء، ودعاه إلى إجراء زيارة رسمية لأستراليا في أقرب وقت ممكن.

اعتقال مؤيد

وفي السياق ذاته، قالت شرطة أستراليا الغربية إن رجلاً اعتقل في بيرث عقب تحقيق في كتابته «تعليقات معادية للسامية على مواقع التواصل الاجتماعي». وبعد ساعات من الهجوم المميت على احتفال يهودي بشاطئ بونداي تردد أن الرجل أبدى دعمه لمطلقَي النار عبر تطبيق «إنستغرام». ونقلت وسائل الإعلام المحلية المنشور الذي يقول: «أدعم مائة في المائة مطلقَي النار في نيو ساوث ويلز. الحق في الدفاع عن النفس ضد اليهود، وكل اليهود المستقبليين». واتُّهم الرجل، الذي يبلغ 39 عاماً، «بارتكاب سلوك يهدف إلى المضايقة العنصرية، وحمل أو حيازة سلاح ممنوع، وتخزين سلاح ناري ومواد ذات صلة في مخزن غير ملائم».

رواد شاطئ بونداي يفرون بعد إطلاق النار (أ.ف.ب)

وصادرت الشرطة كثيراً من الأسلحة المسجلة، وكذلك كمية من الذخيرة عند تنفيذ مذكرة تفتيش بمنزل الرجل، الثلاثاء، في إطار «عملية دالوود» التي أطلقتها شرطة أستراليا الغربية عقب الهجوم الإرهابي بشاطئ بونداي. وقالت نائبة رئيس وزراء أستراليا الغربية، ريتا سافيوتي، في مؤتمر صحافي الأربعاء، إن الشرطة عثرت «على أسلحة ممنوعة وأعلام على صلة (بميليشيا) حزب الله و(حماس)». وقالت شبكة «إيه بي سي» الأسترالية إن ممثلي الادعاء قالوا، أمام إحدى محاكم بيرث، إن قائمة تسوق لإعداد قنبلة، و6 بنادق مسجلة، ونحو 4 آلاف طلقة، عثر عليها في مقر سكن الرجل».