خروج العرب يتواصل.. والبكاء مستمر

التونسية بسباس تفشل في تخطي دور الثمانية في سيف المبارزة.. والمصري قمر يهدر فرصة إحراز ميدالية في الحفرة

لاعبة المبارزة التونسية عزة بسباس (أ.ف.ب)
لاعبة المبارزة التونسية عزة بسباس (أ.ف.ب)
TT

خروج العرب يتواصل.. والبكاء مستمر

لاعبة المبارزة التونسية عزة بسباس (أ.ف.ب)
لاعبة المبارزة التونسية عزة بسباس (أ.ف.ب)

أهدر المصري أحمد قمر فرصة أن يصبح أول رياضي عربي يحرز ميدالية في ألعاب ريو دي جانيرو الأولمبية عندما حل خامسا في مسابقة الحفرة (تراب) التي توج بلقبها الكرواتي يوسيب غلاسينوفيتش على حساب الإيطالي جوفاني بيلييلو. في الجولة النهائية، أسقط قمر 12 طبقا من أصل 15، ليتعادل مع البريطاني إدوارد لينغ، فخاضا جولة تمايز انتهت لمصلحة الأخير 3 - 2.
وحقق قمر (29 عاما) نتيجة طيبة في التصفيات، إذ احتل المركز الرابع برصيد 119 من أصل 125، وراء الإيطالي بيلييلو (122) ولينغ (120) وغلاسينوفيتش (120)، وتقدم على التشيكي ديفيد كوستيليتسكي (118) والإيطالي ماسيمو فابريتسي (118). وفي نصف النهائي الذي شهد مشاركة 6 رماة، بدأ قمر بطيئا وأهدر طبقين من أول ثلاثة، لكنه استهل رحلة التعويض وأنزل 11 من 12. وتصدر غلاسينوفيتش الجولة النهائية بالعلامة الكاملة (15) أمام بيلييلو (14) وكوستيليتسكي (13)، وكانت الفرصة متاحة لقمر كي يحتل المركز الرابع ويخوض مواجهة البرونزية مع كوستيليتسكي، بيد أنه أهدر مرتين وسمح للينغ بالتأهل (3 - 2) ثم نيل البرونزية بعد فوزه على خصمه التشيكي (13 - 9). وفي المباراة النهائية، حرم غلاسينوفيتش (33 عاما) خصمه بيلييلو (46 عاما) من إحراز ذهبيته الأولمبية الأولى بعد برونزية سيدني 2000 وفضيتي أثينا 2004 وبكين 2008. وحسم غلاسينوفيتش جولة التمايز 4 - 3 بعد تعادلهما 13 - 13 من أصل 15 طبقا. وحل الكويتيان أحمد المضف وعبد الرحمن الفيحان اللذان يشاركان تحت الراية الأولمبية بسبب وقف الرياضة الكويتية لتعارض قوانينها المحلية مع الأنظمة والقواعد العالمية، في المركزين الثامن (117 نقطة) والرابع عشر (115) على التوالي. وجاء المصري عبد العزيز محيلبة في المركز الرابع والعشرين (112 نقطة)، والمغربي محمد رماح في المركز الثلاثين (106 نقاط) تاركا خلفه 3 متنافسين فقط.
وفي مسابقة بندقية الهواء المضغوط 10م، حل المصري حمادة طلال في المركز الثامن والثلاثين والجزائري شفيق بوعود في المركز 47، وفي منافسات الملاكمة، خرج التونسي حسان الشقطامي والجزائري شعيب بولودينات من الدور الأول لوزن 91 كلغم بخسارة الأول أمام الإيطالي كليمنتي روسو صفر - 3. والثاني أمام بيار كينيدي من موريشيوس 1 - 2. وخرج أيضا المصري وليد محمد من الدور الأول لوزن 69 كلغم بخسارته أمام البريطاني جوش كيلي صفر - 3 وحلت الرباعة الإماراتية عائشة البلوشي في المركز الأخير لمنافسات وزن 58 كلغم. والبلوشي هي واحدة بين 4 رياضيات إماراتيات يشاركن في الألعاب إلى جانب السباحة ندى البدواوي والعداءتين بيلنه بيلتحم وعلياء سعيد، وهذا العدد هو الأكبر منذ بدأت المرأة الإماراتية تعرف طريقها إلى الألعاب الأولمبية الصيفية. وسبق للإمارات أن شهدت مشاركة نسائية لأول مرة في أولمبياد بكين 2008 عبر الشيخة ميثاء بنت محمد بن راشد آل مكتوم في الكاراتيه، والشيخة لطيفة آل مكتوم في الفروسية، ثم حافظت على نفس العدد في لندن عبر بيلتحم وخديجة محمد (رفع الأثقال).
وبلغت التونسية عزة بسباس دور الثمانية في سيف المبارزة بفوزها على الأذربيجانية سابينا ميكينا في الدور الثاني والبولندية كوشاشوك في الثالث قبل أن تخسر أمام الفرنسية مانون برونيه، فيما ودعت المصرية ندى حافظ من الدور الأول بخسارتها أمام الفنزويلية اليخاندرا بينيتيز روميرو.
ونفى محمد الربعي مدرب بسباس أن يكون خروجها المبكر من مسابقة سيف الحسام ناتجا عن مشكلة في اللياقة البدنية. واستهلت بسباس مسيرتها في المسابقة بالفوز على سابينا ميكينا لاعبة أذربيجان 15 - 12 في دور ال32 ثم تغلبت على البولندية مالغورزاتا كوزاتشوك 15 - 12 في دور الستة عشر، ولكنها سقطت أمام الفرنسية مانون برونيه 14 - 15 في دور الثمانية للمسابقة. وقال الربعي: «لم تكن المشكلة في المستوى البدني. لم تنفذ بسباس التعليمات في ظل الضغوط المسلطة عليها. لم تتخذ القرار الصحيح. أملنا في إيناس البوبكي لاحقا. وإن شاء الله، تتوج بالذهب». وبدت بسباس بحالة نفسية صعبة بعد المباراة، ورفضت الإدلاء بأي تصريحات لانخراطها في البكاء حيث كانت متقدمة على منافستها الفرنسية معظم الوقت قبل أن تقلب برونيه النتيجة لصالحها في النهاية. وقالت برونيه: «دافعت على فرصي لآخر لحظة. أعتقد أنني كنت الأقوى. ساعدني مدربي على العودة في المباراة. عزة بسباس كانت قوية للغاية، واستطاعت العودة بقوة هائلة، ولكنني كنت الأجدر بالفوز».
وفي منافسات الجودو، وحده الإماراتي فيكتور سكفورتوف بلغ الدور الثاني بفوزه على اليمني زياد عبد الكريم ماطر، قبل أن يخسر أمام الياباني شوهي أونو الذي نال الذهبية. وخرج من الدور الأول كل من السوري محمد قاسم بخسارته أمام الكوري الجنوبي تشأنغريم ان، والقطري مراد الزموري بخسارته أمام البلجيكي ديرك فإن تيشيلت، والمصري محمد محيي الدين بخسارته أمام المنغولي أودبايار غانباتارو.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».