«خلية أزمة» للأحياء الشرقية في حلب.. والمساعدات تنتظر تأمين طريق الراموسة

العبدة: لا تزال هناك فرصة للضباط والجنود للانشقاق عن النظام

سكان الاحياء الشرقية في حلب يحملون علم الجيش الحر و«جبهة فتح الشام» أحتفالا بفك الحصار عن أحيائهم السبت الماضي (رويترز)
سكان الاحياء الشرقية في حلب يحملون علم الجيش الحر و«جبهة فتح الشام» أحتفالا بفك الحصار عن أحيائهم السبت الماضي (رويترز)
TT

«خلية أزمة» للأحياء الشرقية في حلب.. والمساعدات تنتظر تأمين طريق الراموسة

سكان الاحياء الشرقية في حلب يحملون علم الجيش الحر و«جبهة فتح الشام» أحتفالا بفك الحصار عن أحيائهم السبت الماضي (رويترز)
سكان الاحياء الشرقية في حلب يحملون علم الجيش الحر و«جبهة فتح الشام» أحتفالا بفك الحصار عن أحيائهم السبت الماضي (رويترز)

لا تزال المساعدات التي دخلت إلى أحياء حلب الشرقية في الساعات الـ48 الماضية، التي أرسلتها فعاليات ومؤسسات أهلية من مدينة إدلب غير كافية لإغاثة أهالي المنطقة، باعتبار أنها اقتصرت على 3 شاحنات صغيرة حملت فواكه وخضارًا، وعبرت طريق الراموسة تحت القصف، في وقت تزداد احتياجات السكان في ظل شح في المواد الأساسية، كالسكر والطحين والمعلبات.
وأفادت مصادر في الحكومة السورية المؤقتة، يوم أمس، بتشكيل خلية أزمة برئاسة رئيس الحكومة جواد أبو حطب، رئيس الحكومة، وعضوية وزراء الصحة، والخدمات، والإدارة المحلية، والأمين العام للحكومة؛ لتلقي احتياجات المناطق المحررة في مدينة حلب، كما تلك التي ستتحرر من خلال معركة كسر الحصار، للعمل على تأمينها وإيصالها بالتعاون مع كل الجهات المدنية والعسكرية. وإذ رجحت المصادر في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن يكون هناك مستجدات على هذا الصعيد في الساعات الـ48 المقبلة، قالت وعد، وهي ممرضة تعيش في الأحياء الشرقية، إن السكان لم يتلقوا بعد أي مساعدات تُذكر، لافتة في اتصال لـ«الشرق الأوسط» إلى أن هناك «قوافل وسيارات جاهزة ومحملة تستعد للدخول إلا أنها تنتظر أن يتم تأمين الممر الجديد الذي أوجدته المعارضة، باعتبار أنه لا يزال يتعرض لعمليات عسكرية شتى وهو غير آمن».
من جهته، تحدث هادي العبد الله، الناشط البارز في حلب لـ«الشرق الأوسط» عن دخول عدد ضئيل من المساعدات التي أرسلها أهالي إدلب، التي وزعت مجانا على بعض سكان الأحياء الشرقية، لافتا إلى أن «طريق الراموسة لا يزال طريقا عسكريا ويتعرض لقصف جوي وبري ما يجعل عبوره بالوقت الحالي شديد الخطورة».
وعقد رئيس الائتلاف المعارض أنس العبدة ورئيس الحكومة السورية المؤقتة جواد أبو حطب، يوم أمس، مؤتمرا صحافيا مشتركا تناولا خلاله آخر المستجدات التي تشهدها حلب. وقال العبدة إن «الثوار انتقلوا من حالة الحصار إلى فك الحصار، والآن يخوضون معارك حقيقية لتحرير الأرض والإنسان في كامل مدينة حلب».
واعتبر العبدة أنه «ما زال هناك فرصة للضباط والجنود الذين يقاتلون مع النظام للانشقاق والانضمام لثورة الشعب السوري»، وقال: «إن هناك عملا كبيرا أمام الأمم المتحدة واستحقاقا كبيرا أمام المجموعة الدولية لدعم سوريا إن كان لديها الجدية في تحقيق الانتقال السياسي»، مضيفا أن جدية المعارضة السورية في العمل 10 أضعاف مما لدى المجتمع الدولي، لافتًا إلى أن ذلك لن يكون بالقول وإنما بالفعل على الأرض، وإذ شدد على وجوب أن يكون ذلك واضحًا في ردع استهداف المستشفيات واستخدام السلاح المحرم مثل ما حصل في إدلب واستخدام النابالم كما حصل في داريا، تحدث رئيس الحكومة المؤقتة جواد أبو حطب عن «خطة تم وضعها بالتنسيق مع المجالس المحلية لكل من محافظة حلب وإدلب، وتشمل 3 مسارات، كما تم التواصل مع شرطة حلب الحرة ليكونوا جاهزين في ضمان سير العمل المدني».
وأدان أبو حطب عمليات الحصار التي ينتهجها نظام الأسد، مشيرا إلى أن ذلك يعتبر جريمة حرب تدينها كل القوانين الدولية، التي يمنع عن المدنيين من خلالها الغذاء والدواء، ولفت إلى جريمة أخرى وهي قصف المرافق الطبية وإخراجها عن العمل، إضافة إلى جريمة التطهير العرقي، مشددا على أن هذه الجرائم الكبيرة التي ترتكبها العصابة القابعة في دمشق لا يقابلها المجتمع الدولي إلا ببعض التصريحات.
من جهته، طالب الصليب الأحمر الألماني بوقف القتال في مدينة حلب السورية المحاصرة لإدخال المساعدات الإنسانية، وقال خبير الشؤون السورية في المنظمة كريستيان هورل في تصريحات لإذاعة جنوب غربي ألمانيا، إن إتاحة دخول آمن للمدينة شرط أساسي لتوصيل المواد الغذائية الضرورية والماء والأدوية للمواطنين هناك. وذكر هورل أن المنطقة الغربية لحلب متاحة الدخول للصليب الأحمر الآن، موضحا أنه ليس من المتاح في المقابل حتى للهلال الأحمر إدخال المساعدات للمنطقة الشرقية.
وأشار هورل إلى أن أوضاع المواطنين المحاصرين ساءت بشدة خلال الساعات الماضية، معتبرا أن «الهجمات الحالية لا تسهم بالطبع في تحسين أوضاع المواطنين».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.