مويز: تحقيق الانتصارات يأتي قبل الكرة الجميلة أحيانًا

مدرب سندرلاند الجديد يؤكد أنه تعرض لمعاملة ظالمة في مانشستر يونايتد

مويز وفيرغسون ويتوسطهما مدرب إنجلترا ألاردايس في مباراة ودية بين مانشستر يونايتد وإيفرتون هذا الأسبوع  - مويز مر بأيام عصيبة في مانشستر يونايتد  - مويز وروني و10 شهور فقط معًا في يونايتد  - مويز يبدأ مشواره  في سندرلاند («الشرق الأوسط»)
مويز وفيرغسون ويتوسطهما مدرب إنجلترا ألاردايس في مباراة ودية بين مانشستر يونايتد وإيفرتون هذا الأسبوع - مويز مر بأيام عصيبة في مانشستر يونايتد - مويز وروني و10 شهور فقط معًا في يونايتد - مويز يبدأ مشواره في سندرلاند («الشرق الأوسط»)
TT

مويز: تحقيق الانتصارات يأتي قبل الكرة الجميلة أحيانًا

مويز وفيرغسون ويتوسطهما مدرب إنجلترا ألاردايس في مباراة ودية بين مانشستر يونايتد وإيفرتون هذا الأسبوع  - مويز مر بأيام عصيبة في مانشستر يونايتد  - مويز وروني و10 شهور فقط معًا في يونايتد  - مويز يبدأ مشواره  في سندرلاند («الشرق الأوسط»)
مويز وفيرغسون ويتوسطهما مدرب إنجلترا ألاردايس في مباراة ودية بين مانشستر يونايتد وإيفرتون هذا الأسبوع - مويز مر بأيام عصيبة في مانشستر يونايتد - مويز وروني و10 شهور فقط معًا في يونايتد - مويز يبدأ مشواره في سندرلاند («الشرق الأوسط»)

لم يكن ديفيد مويز بحاجة لوقت طويل للتفكير في السؤال المطروح عليه. كان مدرب سندرلاند، الذي يعتبر المدرب الخامس الذي يفد على النادي خلال 3 سنوات ونصف السنة، تعج بالتوتر والاضطراب، قد سئل لتوه حول ما إذا كان سيشعر بالسعادة إذا أنهى موسم الدوري الإنجليزي الممتاز في الربيع المقبل في المركز الرابع من الأسفل أم لا.
وفي رده، سارع إلى القول: «نعم، أعتقد سأقبل هذا الأمر»، قبل أن يضيف عبارة مهمة تؤكد طموحه باعتباره الرجل الذي أنهى دورة الاضطراب والقلاقل التي عصفت بسندرلاند: «سأقبل بهذا الأمر إذا شعرت بأنني استقدمت إلى النادي لاعبين قادرين على معاونتنا على التقدم، وباستطاعتهم أن يشكلوا عمودًا فقريًا للفريق». وأوضح مويز، الذي سبق له تدريب إيفرتون ومانشستر يونايتد وريال سوسيداد، أن مثل هذه النوعية من اللاعبين التي يمكنها تشكيل عصب قوي داخل الفريق تحتاج إلى وقت لتعزيزها ودمجها مع بعضها بعضًا، الأمر الذي يتعذر إنجازه بين عشية وضحاها. ومن دون مثل هذا الإطار العام، سيكون من المستحيل إنجاز هدفيه المرتبطين باستعادة مكانة سندرلاند الرفيعة، وإثبات أنه بالفعل واحد من أفضل المدربين على الساحة الرياضية في الوقت الحالي.
الواضح أن مويز لا يزال مقتنعًا بأن مانشستر يونايتد لم يوفر له فرصة مناسبة، وألمح إلى أن الفترة المضطربة التي قضاها لويس فان غال داخل مانشستر يونايتد تسلط الضوء على السبب وراء ضرورة التحلي بالصبر داخل النادي. وقال المدرب البالغ من العمر 53 عامًا، الذي يبدو رشيق القوام ومهندم الملبس في حلته الزرقاء: «مهمة تدريب مانشستر يونايتد قدمت لي فرصة لا تتكرر للتعرف على ما تبدو عليه الحياة على القمة. أعتقد بأن القمة هي المكان المناسب لي للعمل والمكان الذي ينتمي إليه مستواي، وهذا ما عاينته خلال الفترة التي قضيتها هناك».
كان من الممكن بسهولة أن تتسبب التجربة العصيبة المتمثلة في التعرض للطرد بعد 10 شهور فقط بعد أن جرى تعيينه مدربًا خلفًا لسير أليكس فيرغسون في تحطيم معنوياته، لكن مويز ليس من هذا النمط من الشخصيات، بل خرج من هذه التجربة أقوى مما كان عليه. وقال مويز: «أنت لا تتلقى عروضًا من مثل تلك الأسماء الكبرى.. ريال مدريد وبرشلونة ومانشستر يونايتد من دون سبب وجيه. ولطالما أكدت أنني تعرضت لمعاملة ظالمة هناك. عندما توقع عقدًا لمدة 6 سنوات وينتهي الحال إلى استمرارك بالعمل 10 شهور فحسب.. نعم إنني لم أفز بما يكفي من المباريات، لكن ينبغي الإقرار بأن ثمة ظروفًا مثبطة كانت قائمة آنذاك. وأعتقد بأنه يمكنك القول إن ثمة أمورًا وقعت منذ ذلك الحين بررتْ موقفي».
جدير بالذكر أنه في الوقت الذي بدأت لمسة فان غال الواثقة في التلاشي داخل مانشستر يونايتد، كان مويز يعايش صدمة ثقافية داخل ريال سوسيداد، حتى وصل الأمر في النهاية إلى طرده من النادي الإسباني في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي. وقال: «لقد قضيت وقتًا رائعًا في إسبانيا، وأعتقد بأنني أصبحت مدربًا أفضل الآن. وقد نلت فرصة معايشة ثقافة مختلفة، وعقلية مختلفة، ونمط مختلف من كرة القدم، وأسلوب مختلف في القيام بالأشياء. هناك كثير من الأمور المريعة هناك، لكنها تبقى تجربة عظيمة». وأضاف: «في إسبانيا، وقفت في مواجهة أفضل الفرق بالعالم وأفضل لاعبي العالم. وأتمنى أن أتمكن من استغلال ما تعلمته هنا».
من ناحية أخرى، فإن سمعة مويز قد تكون قد تعرضت لبضع صفعات منذ أن رحل مخلفًا وراءه 11 عامًا ناجحة في إيفرتون. ومع ذلك، تبقى ثقته بنفسه راسخة. وقد قال: «أعتقد بأنني حققت أفضل رابع أفضل رقم قياسي من حيث مرات الفوز على مستوى مدربي الدوري الممتاز على الإطلاق. والآن، أواجه مهمة كبرى هنا تتمثل في استقدام اللاعبين الجيدين، ممن يملكون العقلية المناسبة لتغيير الأمور والقدرة على تقديم الأداء الذي أرغبه».
ومن المحتمل أن يبدو هذا الأسلوب أقل رغماتية بعض الشيء عن ذلك الذي كان ينتهجه سلفه، مدرب المنتخب الإنجليزي سام ألاردايس، إلا أن مويز قد أوضح أنه ليس عبدًا للفلسفة. ومن الواضح أن الأيام التي تحدث خلالها لي كنغرتون، مدير الكرة السابق داخل سندرلاند عن أن فريقه سيكون رائدًا للعب «بأسلوب إسباني بقلب بريطاني»، والأخرى التي أعرب خلالها مارتن أونيل، مدرب آخر سابق له، عن حلمه بأن يحول فريقه إلى «برشلونة آخر»، قد ولت منذ أمد بعيد.
وقال مويز: «ما أود تحقيقه هو الفوز»، وبدت نبرته متناغمة للغاية مع حقبة جديدة في تاريخ الكرة الإنجليزية بدأت باقتناص ليستر سيتي لقب بطل الدوري الممتاز وفاز خلالها المنتخب البرتغالي ببطولة أمم أوروبا لكرة القدم. وأضاف: «أود أن أثير الحماس في نفوس مشجعي الفريق، وأود رؤية تمريرات وأهداف بالرأس وأداء دفاعي جيد. والملاحظ أن هناك عددًا قليلاً للغاية من الفرق الناجحة لا تملك دفاعًا جيدًا. لقد شاهدنا جميعًا بطولة أمم أوروبية مختلفة تمامًا هذا الصيف، وأعتقد بأن إنجلترا تقول الآن إنها تريد العودة إلى أسلوب اللعب الذي كان معتادًا بالنسبة لها».
واستطرد موضحًا أن «الناس يرغبون في رؤية مباريات تنتهي بالفوز والتزام من جانب اللاعبين داخل الملعب وتمسكهم بروح إيجابية. وأنا أيضًا أرغب في كل ذلك، لكنني أرغب كذلك في رؤية فريقي يتحسن ويلعب كرة قدم جيدة. وستكون هناك اختلافات عما كان عليه الحال تحت قيادة سام، لكن إذا اضطررت للفوز بأداء قبيح، سأفعل ذلك، ثم سأحاول تحسين هذا الأداء القبيح بعض الشيء».
الملاحظ أن أداء سندرلاند خلا من الطابع الجمالي خلال السنوات الأخيرة، وكذلك جاءت نتائجه أكثر افتقارًا إلى التوازن. ومن جانبه، يقر مويز بأن كثيرًا من أقرانه قد يرون أن وظيفته الجديدة لا يحسد عليها. وأضاف: «المشكلة الكبرى أن الفريق يعاني من نقص بالغ في اللاعبين، منذ الموسم الماضي. ولا شك أننا بحاجة لضم لاعبين جدد». واستطرد موضحًا: «نحن بحاجة إلى ظهير أيمن، ولا يتوافر لدينا سوى قلب هجوم واحد وهو جيرمين ديفو. كما أنني أرغب في تعزيز معظم المراكز، لكن الحقيقة أنه من المتعذر تحقيق كل هذا خلال هذا الصيف».
في ظل ظروف مثالية، كان مويز يرغب في ضم لاعبين مثل مروان فيلايني وعدنان يانوزاي من مانشستر يونايتد. وقال: «أود الحصول على لاعبين يتمتعون بمثل هذا المستوى من الأداء، وهذا هو هدفي»، قبل أن يلمح إلى أن يانوزاي يبدو هدفًا أكثر واقعية عن فيلايني. وأضاف: «إذا كان هذان اللاعبان يرغبان في القدوم إلى الشمال الشرقي حيث تقع مدينة سندرلاند، فسأقود سيارتي إلى مانشستر وأقلهم إلى هنا». وفي حال تم الاستغناء عن اللاعبين وانضمامهما إلى سندرلاند، فهما سينتقلان إلى نادٍ نجا بصعوبة من الهبوط في مايو (أيار) الماضي. وكان مويز قد منح الفرصة ليانوزاي للظهور مع يونايتد للمرة الأولى، حينما كان مدربًا للفريق قبل 3 أعوام.
وقال مويز: «أعتقد بأن سام بذل مجهودًا رائعًا للإبقاء على سندرلاند بمنأى عن الهبوط. إن ما فعله مذهل ورائع. لقد سبق أن رفضت هذه الوظيفة الخريف الماضي، وكان السبب الرئيس لرفضي أنني لم أكن أعتقد بأن سندرلاند سينجو من الهبوط».
ووقع مويز على عقد لـ4 سنوات ليخلف سام ألاردايس المدرب الجديد لمنتخب إنجلترا، الذي قاد الفريق للبقاء في دوري الأضواء الموسم الماضي، بفارق نقطتين عن مراكز الهبوط.
ومنذ ذلك الحين، أعاد سندرلاند اللاعبين المعارين إليه، وهما لاعب الوسط الفرنسي يان مافيلا والمدافع الأميركي الدولي دياندري يدلين، إلى روبين كازان وتوتنهام على الترتيب. وهنا، قال مويز: «نحن بحاجة للتنافس على المراكز، لكننا نفتقد هذا في الوقت الراهن».
ويتدرب الجنوب أفريقي ستيفن بينار مع سندرلاند والأمل يحدوه بنيل إعجاب مسؤولي النادي. وسبق لمويز أن ضم بينار إلى صفوف إيفرتون عام 2008، ويبدو متلهفًا لمشاهدة ما يمكن أن يقدمه الجنوب أفريقي للمجموعة ككل. وفسخ إيفرتون عقد بينار (34 عامًا) نهاية الموسم الماضي، وقد حصد على امتداد حقبتين 25 هدفًا في 230 مباراة. ويسعى بينار جاهدًا لإظهار علو كعبه عقب سلسلة من الإصابات ألمت به في الأشهر الـ18 الماضية، علمًا بأن التقارير ربطته بالانتقال إلى أورلاندو بايرتس الجنوب أفريقي. وقد يشكل لاعب أياكس أمستردام الهولندي وبوروسيا دورتموند الألماني وتوتنهام السابق، باكورة انتدابات سندرلاند للموسم الجديد، فيما يسعى المدرب مويز لتجربة الفرنسي شارل نزوغبيا لاعب خط وسط أستون فيلا.
كان إليس شورت ﻣﺎﻟﻚ ورﺋﻴﺲ ﻧﺎدي سندرلاند، قد أحبط ألاردايس بحجم الموازنة المخصصة للانتقالات هذا الموسم، لكن مويز الذي حاول مالك سندرلاند استقدامه مرارًا من قبل، لديه ثقة واضحة في رجل الأعمال الأميركي ومارتن بين، الرئيس التنفيذي الجديد للنادي. وأوضح: «إليس أعطاني شيكًا على بياض لفعل ما أحتاجه. وأنا أثق به. لكن هل يعني ذلك أنني سأشتري لاعبًا بـ50 مليون جنيه إسترليني؟ لا. إلا أنني أدرك أنه سيفعل كل ما بوسعه لتيسير الأمور بالنسبة لي، كما أنني شعرت بالانبهار حيال مارتن بين. وقد تلقيت تأكيدات بأنه بمقدورنا تحسين مستوى الفريق. ورغم أننا ربما لا ندفع مبالغ فلكية، لكن المفاوضات والمساومات أصبحت جزءًا من عمل المدربين الآن».
الواضح أنه في كثير من الجوانب يذكره هذا التحدي بما سبق أن واجهه ذات مرة داخل إيفرتون. وعن هذا، قال: «لقد أتيح لي كثير من الفرص للاضطلاع بوظائف أخرى في الدوري الممتاز، وللعمل بالخارج من جديد». وقال: «يتميز الدوري الممتاز بمجموعة مثيرة من المدربين وأرغب في التنافس معهم، لكن الأمر الرائع حقًا يبقى هو الإمكانات الكبرى لسندرلاند».
وأضاف: «إننا نستقبل قرابة 45.000 مشجع أسبوعيًا، ونملك استادًا رائعًا وملعب تدريب ممتازًا، ولدينا مالك للنادي يذكرني بشدة ببيل كينرايت في إيفرتون. لقد أتاح لي بيل فرصة بناء النادي. ولم يتوافر لدي كثير من المال؛ 5 ملايين جنيه إسترليني سنويًا كان كل ما سمح لي به، لكن أعتقد بأن جهود استقدامنا للاعبين جدد كانت جيدة ولا تقل عن مثيلاتها بالأندية الأخرى. في الواقع، يمكنني القول إنه كانت لدينا أفضل جهود استقدام لاعبين في تاريخ الدوري الممتاز».
وأضاف: «أعتقد بأن سندرلاند يمتلك كثيرًا عن إيفرتون؛ مثل الاستاد على سبيل المثال، لكننا بحاجة للتحول من مجرد المنافسة في قاع الدوري، وآمل أن يتاح لي الوقت اللازم لتطبيق رؤيتي. وعلينا استقدام لاعبين يشاركون بالفريق على المدى الطويل، الذين قد يستغرقون 6 شهور قبل أن يتركوا بصمة واضحة على أداء الفريق».
واستطرد محذرًا: «إذا لم نتقدم، قد نسقط في أي لحظة، لكنني على ثقة بقدراتي. وإذا كان بإمكاني بناء فريق جيد، فسنحقق إنجازات كبرى بهذا المكان. وهذا الأمر يثير حماسي بشدة».
وقال مويز إن سندرلاند سيحتاج وقتًا طويلاً لتجنب تكرار سيناريو السنوات القليلة الماضية، عندما كان يفلت من الهبوط في الجولات الأخيرة. وتوقع المدرب السابق لإيفرتون ومانشستر يونايتد مرور فترة طويلة حتى يعم الاستقرار سندرلاند الذي كافح لتجنب الهبوط في المواسم الأربعة الماضية. وتابع مويز: «لن يتغير الحال في فترة انتقالات واحدة. نريد جلب لاعبين جيدين بأسعار مناسبة، ويمكنهم التطور وتحسين حظوظ الفريق». وتابع المدرب الاسكوتلندي: «أنا هنا لـ4 سنوات وأنشد الاستقرار، ويتعلق عملي بالفوز بمباريات، وأريد أن تستمتع الجماهير». وبدا مويز متحمسًا للعودة لإنجلترا بعد تجربته غير الناجحة مع ريال سوسيداد. وواصل: «أنا متحفز أكثر للتحدي بفضل الاستاد والجماهير والمالك». ويستهل سندرلاند مشواره في الدوري بمواجهة مضيفه مانشستر سيتي يوم 13 أغسطس (آب) الحالي.
وختم مويز حديثه قائلاً: «أنا سعيد للغاية بالانضمام إلى سندرلاند. سعيد جدًا بالتحدي وبالحصول على هذه الفرصة». وتابع: «أتولى مسؤولية فريق بريطاني له مشجعون رائعون، وأتطلع للعمل في الدوري الإنجليزي الممتاز من جديد». وأضاف: «أتطلع لمواصلة العمل الجيد الذي قام به سام».
وكان إليس شورت رئيس سندرلاند قال في وقت سابق: «يسعدنا أن نرحب وبكل حفاوة بانضمام ديفيد مويز الذي كان دومًا على رأس اختياراتنا». وبهذا أصبح مويز رابع مدرب يعينه سندرلاند منذ إقالة الإيطالي باولو دي كانيو في سبتمبر (أيلول) 2013.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».