جنوب السودان: أموم يدعو إلى تشكيل حكومة جديدة تحت إشراف الأمم المتحدة

جوبا: الدعوة تخدم أجندة أجنبية وضد سيادة البلاد

جنوب السودان: أموم يدعو إلى تشكيل حكومة جديدة تحت إشراف الأمم المتحدة
TT

جنوب السودان: أموم يدعو إلى تشكيل حكومة جديدة تحت إشراف الأمم المتحدة

جنوب السودان: أموم يدعو إلى تشكيل حكومة جديدة تحت إشراف الأمم المتحدة

دعا باقان أموم، الأمين العام السابق لحزب الحركة الشعبية الحاكم في جنوب السودان، المجتمع الدولي للتدخل في بلاده التي تشهد حربًا أهلية منذ أكثر من عامين، وأكد أنه يقوم مع مجموعة من أبناء شعبه بحملة واسعة لحشد الدعم الإقليمي والدولي لفرض وصاية على جنوب السودان، وتشكيل حكومة انتقالية تحت إشراف الأمم المتحدة، وذلك بعد إجبار حكومة الرئيس سلفا كير على التنحي عن السلطة لحمايتها من الانهيار، متهمًا كير ميارديت بأنه وراء تقويض اتفاقية السلام التي تم توقيعها العام الماضي، فيما رفضت جوبا دعوة أموم، وقالت إنه أصبح يخدم أجندة أجنبية ضد سيادة أراضي بلاده، وطالبت مجموعته التي تعمل في حكومة الوحدة الوطنية بتوضيح موقفها من قائدها أموم.
وقال أموم في تصريحات من مقر إقامته في الولايات المتحدة، التي اختارها منفى له منذ توقيع اتفاقية السلام في العام الماضي، إنه يقود حملة واسعة مع عدد من أبناء جنوب السودان لحشد الجهود الإقليمية والدولية لإجبار حكومة الرئيس سلفا كير على التنحي وتشكيل حكومة «تكنوقراط» تدير شؤون البلاد لفترة انتقالية تحت إشراف الأمم المتحدة، وطالب المجتمع الدولي بوقف انهيار جنوب السودان عبر إجبار سلفا كير على التخلي عن السلطة ووقف الحرب، متهمًا الرئيس كير بسوء إدارة البلاد، وتقويض اتفاقية السلام التي وقع عليها مع النائب الأول السابق رياك مشار في أغسطس (آب) الماضي، منتقدا الإجراءات التي اتخذها كير مؤخرًا، وإجبار مشار على الخروج من جوبا، وإقالته من منصب النائب الأول، وتعيين تعبان دينق قاي بديلاً عنه.
وقال أموم إن بلاده ستولد من جديد عبر حملة التضامن، والتوعية والتعليم، والحملة التي يقودها للحفاظ على الدولة، بدل تقسيمها على أساس قبلي، مشيرًا إلى أن هذه الحملة ستشمل دول الـ«إيقاد»، والاتحاد الأفريقي، ودول الترويكا (الولايات المتحدة وبريطانيا والنرويج) لإنقاذ جنوب السودان، مشددًا على أن الرئيس سلفا كير ونائبه الأول السابق رياك مشار فشلا تمامًا في قيادة الدولة المستقلة حديثًا، والحفاظ على اتفاقية السلام التي وقعها الزعيمان. وقال بهذا الخصوص: «لقد قاد الرئيس سلفا كير البلاد إلى حرب أهلية قبلية ووحشية، وفشل فشلاً ذريعًا في قيادة البلاد إلى السلام».
ودعا أموم القيادات الحالية، بمن فيهم الرئيس سلفا كير ونائبه السابق رياك مشار إلى التنحي لتمهيد الطريق لحكومة «تكنوقراط»، مشددا على أن جنوب السودان «لا يمكن أن يحقق أي نجاح إلا عبر تكليف إدارة جديدة مكان الحكومة الحالية، بقصد بناء مؤسسات قوية تعزز الحكم الرشيد، وحقوق الإنسان والديمقراطية».
وسبق أن اقترح السفير بريستون ليمان، المبعوث الأميركي الأسبق إلى السودان وجنوب السودان في الفترة من 2011 إلى 2013، في مقاله المشترك الذي نشرته صحيفة «فايننشيال تايمز» الشهر الماضي، إنشاء إدارة مشتركة من الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي تتولى حكم دولة جنوب السودان لمدة تتراوح بين 10 أعوام و15 عامًا، ويتم تسليمها لجيل جديد. وجاء في التوصية إلى دول الترويكا التي تضم الولايات المتحدة وبريطانيا والنرويج، أن تضع الإدارة التنفيذية التي ستحكم أحدث دولة في العالم يدها على عائدات نفط البلاد، وأن تعتمد على دعم قبائل أخرى في البلاد من غير قبيلة الدينكا التي ينتمي إليها الرئيس سلفا كير. واعتبر الكاتبان أن النخب الحالية هي التي قادت هذه الدولة إلى هذه الحالة التي تشهدها، واقترحا إنشاء محكمة خاصة لمحاكمة الذين تورطوا في جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.



مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
TT

مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)

رجحت سلطات أرخبيل مايوت في المحيط الهندي، الأحد، مقتل «مئات» أو حتى «بضعة آلاف» من السكان جراء الإعصار شيدو الذي دمر في اليوم السابق قسماً كبيراً من المقاطعة الفرنسية الأفقر التي بدأت في تلقي المساعدات. وصرّح حاكم الأرخبيل، فرانسوا كزافييه بيوفيل، لقناة «مايوت لا بريميير» التلفزيونية: «أعتقد أنه سيكون هناك مئات بالتأكيد، وربما نقترب من ألف أو حتى بضعة آلاف» من القتلى، بعد أن دمر الإعصار إلى حد كبير الأحياء الفقيرة التي يعيش فيها نحو ثلث السكان، كما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية. وأضاف أنه سيكون «من الصعب للغاية الوصول إلى حصيلة نهائية»، نظراً لأن «معظم السكان مسلمون ويدفنون موتاهم في غضون يوم من وفاتهم».

صور التقطتها الأقمار الاصطناعية للمعهد التعاوني لأبحاث الغلاف الجوي (CIRA) في جامعة ولاية كولورادو ترصد الإعصار «شيدو» فوق مايوت غرب مدغشقر وشرق موزمبيق (أ.ف.ب)

وصباح الأحد، أفاد مصدر أمني لوكالة الصحافة الفرنسية بأن الإعصار الاستوائي الاستثنائي خلّف 14 قتيلاً في حصيلة أولية. كما قال عبد الواحد سومايلا، رئيس بلدية مامودزو، كبرى مدن الأرخبيل، إن «الأضرار طالت المستشفى والمدارس. ودمّرت منازل بالكامل. ولم يسلم شيء». وضربت رياح عاتية جداً الأرخبيل، مما أدى إلى اقتلاع أعمدة كهرباء وأشجار وأسقف منازل.

الأضرار التي سببها الإعصار «شيدو» في إقليم مايوت الفرنسي (رويترز)

كانت سلطات مايوت، التي يبلغ عدد سكانها 320 ألف نسمة، قد فرضت حظر تجول، يوم السبت، مع اقتراب الإعصار «شيدو» من الجزر التي تبعد نحو 500 كيلومتر شرق موزمبيق، مصحوباً برياح تبلغ سرعتها 226 كيلومتراً في الساعة على الأقل. و«شيدو» هو الإعصار الأعنف الذي يضرب مايوت منذ أكثر من 90 عاماً، حسب مصلحة الأرصاد الجوية الفرنسية (فرانس-ميتيو). ويُرتقَب أن يزور وزير الداخلية الفرنسي برونو روتايو، مايوت، يوم الاثنين. وما زالت المعلومات الواردة من الميدان جدّ شحيحة، إذ إن السّكان معزولون في منازلهم تحت الصدمة ومحرومون من المياه والكهرباء، حسبما أفاد مصدر مطلع على التطوّرات للوكالة الفرنسية.

آثار الدمار التي خلَّفها الإعصار (أ.ف.ب)

في الأثناء، أعلن إقليم لاريونيون الواقع أيضاً في المحيط الهندي ويبعد نحو 1400 كيلومتر على الجانب الآخر من مدغشقر، أنه جرى نقل طواقم بشرية ومعدات الطبية اعتباراً من الأحد عن طريق الجو والبحر. وأعرب البابا فرنسيس خلال زيارته كورسيكا، الأحد، تضامنه «الروحي» مع ضحايا «هذه المأساة».

وخفّض مستوى الإنذار في الأرخبيل لتيسير حركة عناصر الإسعاف، لكنَّ السلطات طلبت من السكان ملازمة المنازل وإبداء «تضامن» في «هذه المحنة». واتّجه الإعصار «شيدو»، صباح الأحد، إلى شمال موزمبيق، ولم تسجَّل سوى أضرار بسيطة في جزر القمر المجاورة من دون سقوط أيّ ضحايا.