رحلات الـ{كروز» النرويجية.. استكشاف عالم القطب الشمالي من مقعد وثير

سياحة على مدار أشهر السنة

روعة السفر بالباخرة - مطاعم عديدة ومطابخ حول العالم
روعة السفر بالباخرة - مطاعم عديدة ومطابخ حول العالم
TT

رحلات الـ{كروز» النرويجية.. استكشاف عالم القطب الشمالي من مقعد وثير

روعة السفر بالباخرة - مطاعم عديدة ومطابخ حول العالم
روعة السفر بالباخرة - مطاعم عديدة ومطابخ حول العالم

على الرغم من أن فصل الصيف هو فترة الذروة في الإقبال على رحلات الكروز النرويجية، فإنها صناعة مستمرة طوال شهور العام حتى في فصل الشتاء قارص البرودة. وقد يفضل السائح العربي فصل الصيف لأنه يعد أفضل مقدمة لهذا النوع من السياحة الذي يستعرض جمال الطبيعة في فيوردات النرويج الهادئة وموانيها الناعسة.
وهي فرصة استرخاء نادرة للسائح في استعراض جمال الطبيعة القطبي في شمال الكرة الأرضية من مقعده الوثير في مقصورته الخاصة التي تطل على هذا العالم الطبيعي بنافذة خاصة على جانب سفينة الكروز. ولكن ذلك لا يعني قضاء كل الرحلة في استجمام وكسل فهناك من الأنشطة المتعددة ما يكفل قمة النشاط للضيوف.
بعض هذه النشاطات تكون داخل سفن الكروز نفسها من حمامات سباحة وقاعات تريض وأخرى للتمرينات، ومنها خارج السفينة في صيغة رحلات استكشاف تنظمها إدارة السفينة عند كل توقف في ميناء نرويجي. وتذهب هذه الرحلات لاستكشاف مدن داخلية وجبال ومتابعة شمس منتصف الليل في فصل الصيف ومشاهدة شلالات مائية هائلة الارتفاع وخلجان مائية هادئة وتنطلق بعض الرحلات على سطح الجليد باستخدام منصات تجرها الكلاب.
وقد يكون عدد الرحلات البحرية أقل خلال فصل الشتاء وتقتصر على السفن النرويجية فقط، إلا أنها تجذب بعض السياح الذين يتوقون إلى مغامرات من نوع مختلف حيث تنطلق الرحلات الشتوية لمشاهدة أضواء الشفق الشمالي (أوروا) وهي ظاهرة طبيعية تظهر خلالها موجات ضوئية ملونة في ظلمة شتاء القطب الشمالي لتضيء الأرجاء في عرض رائع للأضواء المتحركة.
وتتيح سياحة الفيوردات النرويجية فرص تصوير جيدة لمظاهر الطبيعة وأيضا للأحياء البحرية من حيتان ودلافين. وتمر السفن على جبال بركانية يكسوها الجليد ووديان خضراء تنتهي إلى حافة المياه. وبين هذه المظاهر الطبيعية النقية تتناثر الموانئ النرويجية الصغيرة بتعدادها الصغير وأسلوب حياتها البطيء.
وتختلف سفن الكروز النرويجية عن غيرها في أنها تؤدي وظيفة عملية بالإضافة إلى نقل السياح. فهي تنقل البضائع بين الموانئ وتحمل البريد وتقل الركاب المحليين بين ميناء وآخر. وقد لا تكون بدرجة فخامة سفن الكروز العالمية التي تجوب المحيطات ولكنها تقدم درجة فخامة مناسبة للسياح وتوفر لهم المياه الساخنة والطعام الجيد ومقصورات تشبه غرف فنادق الثلاث نجوم.
وهناك كثير من شركات الكروز النرويجية المشهورة مثل فريد أولسون وهرتيغروتن وكلاهما يمثل عماد صناعة الكروز النرويجية. وتتميز سفن هرتيغروتن بألوانها الثلاثية الحمراء والبيضاء والسوداء. وتمر هذه السفن على كل الموانئ النرويجية الصغيرة.
وللعائلات التي تسافر مع أطفال يمكن اختيار سفن «إيكلبس» التي توفر برامج خاصة للأطفال مع كثير من المطاعم التي تلائم مذاقاتهم. وتوفر السفينة حديقة واسعة يلعب الأطفال على سطحها.
وهناك من يفضل السفن صغيرة الحجم التي تصل إلى أخاديد الفيوردات النرويجية التي لا تصل إليها السفن الكبيرة. ومن هذه السفن «سيرينيسما» التي تتبع خطوط نوبل كاليدونيا، وهي تتسع لمائة راكب فقط وتذهب في رحلات مدتها أسبوعان تنطلق خلالهما بين جزر نائية ومواقع صخرية مهجورة يشاهد فيها السياح النسور ومسطحات الجليد وشلالات المياه. ويختار الركاب بين الذهاب في رحلات استكشاف على الأقدام عند رسو السفينة أو الاكتفاء بالمشاهدة عن بعد من داخل السفينة نفسها.
ولمن يبغي الفخامة في رحلات الكروز النرويجية فعليه بسفينة مثل كوين إليزابيث من خطوط كونارد التي تمر على الموانئ الرئيسية في النرويج مثل بيرغن والسوند وترومسو وألتا. وتتوقف السفينة لمدة يوم وليلة في كل ميناء وتتيح فرصة للركاب لقضاء ليلة في منزل من الجليد في الموانئ الشمالية مثل ألتا.
ولكن أحد أكثر خطوط الكروز خبرة في منطقة الفيوردات النرويجية هي خطوط شركة نرويج كروز لاين التي توفر كثيرا من المزايا لركابها مثل الكبائن المجاورة للعائلات كبيرة العدد والجمع بين الإقامة التقليدية والتجديد في الديكور والمطاعم.
وعلى رغم اسمها فإن المقر الرئيسي للشركة يقع في ميامي الأميركية، كما أنها توسعت في تنظيم رحلات الكروز لمناطق أخرى في العالم تمتد من أستراليا إلى البحر الكاريبي. وهي تعتمد على فلسفة «الأسلوب الحر» في التخلص من ضرورات الملبس الرسمي أثناء تناول الطعام وخيارات الوجبات المحدودة إلى درجة أن شركات الكروز الأخرى بدأت في تقليد الخطوط النرويجية.
ومن بين أحدث السفن التي تجري رحلات كروز دورية في خلجان النرويج السفينة أزورا التي تبحر من ميناء ساوثهامتون البريطاني وتصل بعده إلى العرين التاريخي لقبائل الفايكنغ في ميناء ستافنجر النرويجي. ويعد الميناء التاريخي هو المدخل الطبيعي لفيوردات النرويج، وبعدها تنطلق السفينة إلى ميناء السوند الذي يتميز بفنونه ومعماره ومتاحفه، وبه أيضا أكبر حديقة أسماك في أوروبا. ويأتي بعده ميناء غيرانجر الذي يوفر رحلات على الأقدام للإطلال على فيورد قريب يتميز بالجمال الطبيعي ونقاء مناخه. وتستمر السفينة لمسافة تسعة أميال في فيورد غيرانجر الذي يعد من أجمل فيوردات النرويج وأكثرها شهرة بين السياح. أما الميناء الأخير في الرحلة فهو برغن، وهو مصنف ضمن التراث الإنساني من منظمة اليونيسكو وكان في الأصل مستعمرة لقبائل الفايكنغ.
ولمن يفضل الالتحاق بهذه الرحلة الدورية التي تستمر أسبوعا يمكنه أن يبدأ من ميناء ساوثهامتون الذي يبعد عن لندن نحو 90 دقيقة بالسيارة. ويمكن الاستعانة بطاقم الخدمة لصف السيارة في موقع أمن ونقل الأمتعة وتسهيل مهمة الانتقال إلى سفينة الكروز.
وتشمل التكلفة الإجمالية لرحلات الكروز الإقامة الفاخرة في مقصورة من اختيار الضيف وجميع الوجبات أثناء الرحلة وبرامج الترفيه ونوادي الأطفال بالإضافة إلى النشاطات الترفيهية والرياضية. ويختار الضيف مقصورته بين كثير من المقصورات مكيفة الهواء كما يتمتع بمضيف شخصي وتلفزيون وراديو ومجفف شعر وبراد وخزانة بالإضافة إلى معدات لتحضير المشروبات الساخنة ومفروشات نظيفة يوميا.
ويستقبل المطعم الرئيسي في السفينة كل الضيوف لثلاث وجبات يوميا، بالإضافة إلى الوجبات الخفيفة في كثير من المطاعم والكافيتريات. وفي وقت العصر يقدم بوفيه السفينة الشاي والكعك والسندويتشات إلى الضيوف يوميا.
وتوفر السفينة على مسرح خاص عروضا فنية يوميا منها الكوميدي ومنها الاستعراض الراقص ومقطوعات الموسيقى وحفلات الرقص. كما توفر قاعة سينما لمن يفضل مشاهدة أحدث الأفلام. ويتمتع الأطفال بأندية توفر كثيرا من النشاطات تحت رعاية مشرفين متخصصين. وتقدم الأندية كثيرا من أنواع التسلية والنشاطات طوال اليوم كما توفر خدمة رعاية أطفال لمن هم دون الخامسة عمرا أثناء الليل.
وتشمل الأنشطة الترفيهية الأخرى المتاحة للضيوف ألعاب كرة القدم والتنس وكرة السلة وحمامات السباحة والجاكوزي، مع صالة تريض كاملة المعدات وتطل بمشاهد على البحر. ويمكن للضيوف التمتع بخدمات السونا وحمامات البخار. ويترك كثير من زبائن الشركة السابقين كثيرا من التعليقات الإيجابية على موقعها الإلكتروني يشرحون فيها كيف استمتعوا بالرحلة البحرية وبجميع الخدمات التي قدمت لهم. وتبدأ أسعار هذه الرحلة من نحو ألف دولار للفرد الواحد.
ويمكن الجمع بين النرويج ومواقع أوروبية أخرى في رحلات كروز تستمر لمدة عشرة أيام وتبدأ أيضا من مدينة ساوثهامتون. وهي لا تختلف كثيرا في سعرها عن رحلات الأسبوع الواحد التي تقتصر على فيوردات النرويج. وأحد نماذج هذه الرحلات رحلة تقوم بها السفينة أورورا وتشمل زيارات موانئ هامبورغ الألمانية وكوبنهاغن الدانمركية وأوسلو وأمستردام بالإضافة إلى موانئ النرويج.

* بعض الحقائق حول رحلات الكروز:

- تصل قيمة صناعة الكروز العالمية إلى 40 مليار دولار سنويًا
- عدد السياح الذين يستخدمون سفن الكروز في أوروبا وحدها يصل إلى 6.7 مليون سائح
- أكبر سفينة كروز في العالم اسمها «أواسيس أوف ذا سيز» (واحة البحار) وتصل حمولتها إلى 225 ألف طن وتحمل 5400 راكب ويخدمها 2200 بحار. ويصل طول السفينة إلى 1187 قدما وارتفاعها فوق سطح المياه إلى 213 قدما. وبها 3300 ميل من الكابلات الكهربائية أي ما يماثل عرض مساحة الولايات المتحدة.
- يمكن البقاء في أحد الموانئ النرويجية لفترة من الوقت والالتحاق بالسفينة في رحلة العودة. ويمكن هذا مع رحلات شركة هرتيغروتن التي تمر على 34 ميناء خلال فترة 12 يوما.
- بعض رحلات الكروز النرويجية تواصل الإبحار شمالا حتى تدخل الدائرة القطبية.
- على عكس الفنادق التي يصلها الضيوف على فترات مختلفة فإن ركاب سفن الكروز يصلون بأمتعتهم في الوقت نفسه تقريبا. ولذلك قد تمضي عدة ساعات قبل وصول الحقائب إلى مقصورة الضيوف. والأفضل هو الذهاب لتناول مشروب والإطلال على البحر حتى تصل الحقائب.



طابا... ملاذ عشاق الطبيعة بين جبال مصر وبحرها

مدينة طابا بمنتجعاتها السياحية الفاخرة تمنح الزائر تجربة إقامة استثنائية (الهيئة المصرية لتنشيط السياحة)
مدينة طابا بمنتجعاتها السياحية الفاخرة تمنح الزائر تجربة إقامة استثنائية (الهيئة المصرية لتنشيط السياحة)
TT

طابا... ملاذ عشاق الطبيعة بين جبال مصر وبحرها

مدينة طابا بمنتجعاتها السياحية الفاخرة تمنح الزائر تجربة إقامة استثنائية (الهيئة المصرية لتنشيط السياحة)
مدينة طابا بمنتجعاتها السياحية الفاخرة تمنح الزائر تجربة إقامة استثنائية (الهيئة المصرية لتنشيط السياحة)

مكان يجمع بين البحر الصافي وجمال الطبيعة ودفء الشمس والشعور براحة البال، هناك في طابا، أقصى الشرق من شبه جزيرة سيناء، حيث تختبئ المدينة المصرية كواحدة من أكثر الوجهات السياحية سحراً وهدوءاً.

تلك البقعة الساحلية التي تقدم لزوارها تجربة فريدة تجمع بين جمال الطبيعة البكر وهدوء العزلة، ما يجعلها وجهة مثالية للمسافرين الباحثين عن الاسترخاء، حيث تُعرف طابا بكونها المكان الأمثل لمن يبحث عن الانعزال عن صخب الحياة اليومية وقضاء عطلة مميزة وسط الطبيعة الخلابة، كما أن تميز المدينة بأجوائها الدافئة والمشمسة، يجعلها القرار الأمثل لقضاء وقت هادئ وممتع خلال أشهر الشتاء.

تتميز أعماق المياه في طابا بكثافة الشعاب المرجانية والأسماك الملونة (الهيئة المصرية لتنشيط السياحة)

تقع طابا على رأس خليج العقبة على شواطئ البحر الأحمر، وتمتاز بأنها من أصغر المدن السياحية المصرية، إذ لا تتعدى مساحتها 508.8 أفدنة، ورغم صغرها، فإنها وجهة تقدم مشهداً بانورامياً يسيطر عليه التناغم بين زرقة مياه البحر الزاهية الممتدة أمام الأعين، والهدوء الذي تفرضه جبال جنوب سيناء.

زيارة قلعة "صلاح الدين" تتيح التعمق في التاريخ (الهيئة المصرية لتنشيط السياحة)

ماذا تزور في طابا؟

إذا كانت وجهتك هي طابا، فإن جدول رحلتك سيكون مميزاً، فقط عليك اصطحاب كتابك المفضل ونظارتك الشمسية، وترك نفسك للطبيعة البكر.

تظل التجربة تحت الماء هي العنوان الأبرز في طابا، إذ يزخر خليج العقبة بالشعاب المرجانية والحياة البحرية المتنوعة، مما يجعلها وجهةً مثاليةً للغوص والغطس، تنتقل معهما إلى عالم آخر من الألوان والجمال الفطري.

ويُعد خليج «فيورد باي» (جنوب المدينة) قبلة عالمية لهواة الغوص، يضم هذا الخليج الطبيعي حفرة غطس فريدة، تتميز بكثافة الشعاب المرجانية والأسماك الملونة، مما يجعل الخليج قبلة للغواصين المحترفين، كما الخليج له قيمة استراتيجية وتاريخية نادرة، حيث يتيح للزوار فرصة فريدة لمشاهدة حدود أربع دول هي مصر، السعودية، الأردن، وفلسطين من موقعه المتميز.

جزيرة فرعون تسمح لزائرها بممارسة اليوغا أمام مشهد خلاب وسط الطبيعة (الهيئة المصرية لتنشيط السياحة)

لعشاق التاريخ والهدوء، فيمكن لهم زيارة «جزيرة فرعون» قبالة شاطئ المدينة الجنوبي، على بعد 8 كيلومترات منه، ويمكن الوصول إلى هذه الجزيرة الساحرة عبر رحلة بحرية بمركب أو لانش يخترق مياه الخليج الهادئة، حيث يمكن قضاء اليوم في الاسترخاء أو الغطس، والتمتع بمنظر غروب الشمس الذي لا مثيل له.

تحتضن الجزيرة معلماً تاريخياً هو حصن أو «قلعة صلاح الدين»، التي بنيت عام 1171 ميلادية من الحجر الناري الجرانيتي، لحماية مصر من خطر الحملات الصليبية، والتي تم ترميمها مؤخراً، ليُكمل المشهد السياحي الذي تقدمه المدينة ما بين استرخاء في الطبيعة وتعمق في التاريخ، فما يميز زيارة الجزيرة هو جمعها بين عظمة القلعة التاريخية وإمكانية ممارسة رياضات الاستجمام، مثل اليوغا، أمام هذا المنظر الساحر، الذي يمنح الزائر صفاءً ذهنياً وعلاجاً للروح.

لا تكتمل مغامرة طابا دون زيارة «الوادي الملون»، إحدى العجائب الطبيعية في جنوب سيناء، إذ يوفر هذا الوادي متاهة من الصخور الرملية المنحوتة بفعل الطبيعة، واكتسب الوادي الملون اسمه بفضل ظلال الألوان التي تكسو جدرانه بفعل الأملاح المعدنية، والتي تتدرج ألوانها بين الأصفر الدافئ والأحمر القاني والذهبي اللامع، وهو مكان مثالي لرحلات السفاري والمشي، حيث يمكن للزوار الاستمتاع بجمال الطبيعة الصارخ في حضور عظمة الجيولوجيا.

جمال الطبيعة وعظمة الجيولوجيا يجتمعان في "الوادي الملون" بطابا (الهيئة المصرية لتنشيط السياحة)

كذلك، تمنح طابا فرصة لا تُنسى لمحبي المغامرة، فموقعها المميز يجعلها نقطة انطلاق مثالية لرحلات استكشاف الطبيعة البرية والجبلية، إذ يمكن للسائح أن يعيش تجربة استثنائية من المغامرات الصحراوية، أو استكشاف سلسلة جبال وهضاب طابا الشرقية. وبعد أن يقضي الزائر لطابا نهاره أمام البحر والغوص، أو التمتع بجمال الطبيعة، يحل خلال الليل موعد السهرات البدوية، على الرمال وأسفل النجوم ووسط الجو الدافئ. فمع حلول المساء، تدعو طابا زوارها إلى الاستمتاع بسهرات بدوية، تزينها المشاوي والمشروبات، ويتخللها الغناء والاستعراض، ما يعرف الزائر بالتراث التقليدي للبدو المقيميين.

خليج "فيورد باي" في طابا قبلة عالمية لهواة الغوص (الهيئة المصرية لتنشيط السياحة)

محمية طابا

لا تقتصر متعة طابا على شواطئها فحسب، إذ تُعد طابا أيضاً محمية طبيعية منذ عام 1998، وبفضل مساحتها التي تغطي حوالي 2800 كيلومتر مربع، تتربع المحمية على الساحل الشمالي الشرقي لخليج العقبة، لتقدم للزائر تجربة فريدة تتجاوز مجرد الاستمتاع بالشاطئ، ما يجعل المحمية من أكثر الأماكن المفضلة لدى السياح بالمدينة.

تتميز محمية طابا بكونها محمية ذات إرث طبيعي ومنطقة لإدارة الموارد الطبيعية، وتشتهر بتكويناتها الجيولوجية الفريدة التي يعود تاريخها إلى 5000 عام، وهي ليست مجرد أرض، بل متحف طبيعي مفتوح يضم مناظر طبيعية خلابة مثل الواحات والأخدود الملون وعيون المياه المنتشرة داخلها، حيث تحتوي على كهوف وممرات جبلية، ووديان أشهرها وادي وتير والزلجة والصوانة نخيل وواحة عين خضرة، بالإضافة إلى أنواع نادرة من الحيوانات و50 نوعاً من الطيور وأكثر من 450 نبات نادر.

الإقامة في طابا

تشتهر مدينة طابا بمنتجعاتها السياحية الفاخرة، التي تمنح المقيمين فيها تجربة إقامة استثنائية، خصوصاً أن هذه المنتجعات تحتمي بالجبال الشاهقة من حولها، مما يوفر خصوصية للزائرين، مع إطلالات بانورامية خلابة وأجواء هادئة ومريحة. وتوفر هذه المنتجعات مجموعة متميزة من الخدمات، أبرزها حمامات السباحة المتنوعة، بالإضافة إلى بعضها يضم بحيرات الملح العلاجية، التي تضمن تجربة استجمام فريدة.


كيف يكون الفندق «بيئياً» حقاً؟

الاستدامة في الضيافة على رأس أوليات الكثير من السياح (الشرق الاوسط)
الاستدامة في الضيافة على رأس أوليات الكثير من السياح (الشرق الاوسط)
TT

كيف يكون الفندق «بيئياً» حقاً؟

الاستدامة في الضيافة على رأس أوليات الكثير من السياح (الشرق الاوسط)
الاستدامة في الضيافة على رأس أوليات الكثير من السياح (الشرق الاوسط)

افتُتح فندق «ديسا بوتاتو هيد بالي» عام 2010، وتم تطويره في 2016 ليجسد رؤية جديدة لمؤسسه رونالد أكيلي حول الشكل الذي ينبغي أن يكون عليه الفندق. إنه ليس مشروعاً تجارياً مستداماً فحسب، بل يقوم على التجديد، ويحدث أثراً إيجابياً بشكل فعّال. أمام ذلك الفندق هدف طموح، يتمثل في أن يصبح خالياً من الفضلات والمخلفات تماماً، وقد اقترب كثيراً من تحقيق هذا الهدف. يقول أكيلي: «لم نصل إلى نقطة عدم وجود مخلفات، وصدقاً ربما لا نصل أبداً. مع ذلك لقد حققنا تقدماً كبيراً، حيث تحول 99.5 في المائة من مخلفاتنا بعيداً عن مكبّ النفايات». ويأتي هذا الرقم مع وجود أكثر من ألف نزيل يومياً في القرية.

مشروع "سويت بوتيتو" (الشرق الاوسط)

يجب أن تمثل الفضلات والمخلفات دائرة مكتملة. عندما تسمع عبارة «فندق بيئي»، من المرجح أن يكون مصطلح البصمة البيئية هو أول ما يخطر ببالك، والتدوير هو الوقود الذي يشغل محرك فندق «بوتاتو هيد». لقد حظرنا استخدام المواد البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد في المكان منذ 2017، ويُمنح كل شيء ضروري فرصة حياة ثانية داخل «معمل المخلفات»، حيث يُعاد إنتاج كل شيء، بدءاً بقواعد الأكواب، وصولاً إلى زجاجات المياه وقطع الأثاث، بل بُنيت بعض مباني الفندق من قوالب الطوب المهملة المستبعدة والمواد البلاستيكية.

الرياضة واليوغا من النشاطات المرغوبة في السفر (الشرق الاوسط)

ويعمل طاهٍ يكرّس جهده للوصول إلى مستوى الخلو من الفضلات تماماً في كل المطاعم لضمان الإبداع والفاعلية. ويشارك فريق العمل بانتظام في دورات تعليمية خاصة بالطهي من دون مخلفات. كذلك يُهدى كل نزيل عند وصوله مجموعة أدوات خاصة بتحقيق هذا الهدف، ويُدعى إلى المشاركة في جولة «متابعة الفضلات» لرؤية عملية التدوير على أرض الواقع.

المشروع الأكثر تأثيراً للفندق هو «مشروع المخلفات المجتمعي»، وهو مركز لتجميع المخلفات والنفايات افتُتح عام 2024 بالتعاون مع جهات تجارية محلية أخرى. ولإدراكنا أن الفصل السليم أمر ضروري، شارك فندق «بوتاتو هيد» خبرته مع الجهات الشريكة لضمان نجاح العمل. ويقول أكيلي: «أكبر إنجاز نفتخر به ليس الحدّ من المخلفات داخل الفندق، بل مشاركة ما تعلمناه خارج جدرانه». وتتم معالجة ما يصل إلى نحو 5 أطنان من المخلفات والنفايات يومياً، وقد وسّع ذلك نطاق تأثير الفندق، وأسّس لمستقبل أكثر نظافة للسكان المحليين، ووفّر وظائف جديدة في إطار هذا العمل. ويُعاد استثمار كل الأرباح، التي تدرّها عملية بيع المنتجات، التي خضعت لعملية إعادة التدوير، في المجتمع. وأوضح قائلاً: «الفكرة هي أن يستمر تحسين وتطوير النموذج بما يساعد الجزيرة، لا نحن فقط، في الاقتراب من تحقيق هدف عدم تشكل أي مخلفات».

الاستدامة مطلوبة في السفر العصري (الشرق الاوسط)

المجتمع مهم

أصبح الإخلاص لمناصرة المجتمع المحلي ضرورياً لتحقيق الاستدامة الشاملة حين يتعلق الأمر بالفنادق. كثيراً ما يتم إغفال وتجاهل الجانب الاجتماعي للاستدامة، لكن مجال الضيافة يتمحور حول الناس، ولا يمكن لفندق أن يصبح موجوداً بشكل مستدام دون أن يضع في الاعتبار كيفية تأثيره على النزلاء والعاملين والسكان المحليين. ويقول أكيلي: «المجتمع يمنح الفندق روحه، ومن دون ذلك سيصبح مجرد مبنى آخر. نحن نرى أنفسنا جزءاً من النظام البيئي، لا جزءاً منفصلاً عنه. ونتعاون مع المبادرات المحلية ونفتح أبوابنا للمشروعات المجتمعية، سواء أكانت برامج توعية بالمخلفات والنفايات أم ورش عمل ثقافية وأماكن إقامة إبداعية. ليس هدفنا هو استضافة النزلاء فحسب، بل تقديم شيء ذي معنى إلى المكان الذي يضمّنا».

وقد وزّع مشروع «سويت بوتاتو»، الذي نفّذه الفندق، أكثر من 38 ألف وجبة على المحتاجين خلال عام 2024، وشارك العاملون في أعمال الزراعة والتوصيل التطوعي وتنظيف الشاطئ. وأوضح أكيلي قائلاً: «يحدث التغيير عندما يدرك الناس الأمور المهمة. لهذا السبب نبدأ بفريق العمل لدينا أولاً. عندما يعيشون ويتنفسون الغرض والغاية، ويشعرون باتصالهم به، يشاركونه بشكل عفوي وتلقائي مع نزلائنا ومجتمعنا». يمنح الفندق سلامة وسعادة فريق العمل به الأولوية. يقول أكيلي: «نريد ضمان تطور كل من يعمل معنا، ليس على المستوى المهني فقط، بل فيما يتعلق بجودة الحياة أيضاً، بما في ذلك الصحة والسعادة والاستقرار المالي».

المنتجات التي تستخدم في الفنادق تخضع لعنصر الاستدامة ايضا (الشرق الاوسط)

الإحساس بالمكان

يمكن أن يصبح تسليط الضوء على الموطن جزءاً قوياً ومؤثراً بوجه خاص من استراتيجية الاستدامة للفنادق، حيث يدعم الأنظمة الاقتصادية المحلية، مع تقديم مذاق فريد للثقافة والتراث إلى النزلاء. ويوضح أكيلي: «الموطن همزة وصل بين ما نفعله وبين المكان الذي نوجد فيه. منذ اللحظة التي يصل فيها النزلاء نريد أن يشعروا بروح بالي من خلال الطعام والناس والحكايات التي تجعل هذا المكان مميزاً. يتعلق الأمر بالاتصال بالوجهة، لا إعادة تكوين شيء يمكن أن يتوفر في أي مكان آخر في العالم».

إن فخر فندق «ديسا بوتاتو هيد» بهويته يتضح ويبرز منذ اللحظة التي يُقدّم فيها إلى النزيل مشروب الـ«جامو»، وهو مشروب عشبي إندونيسي تقليدي، عند تسجيل دخوله إلى الفندق، ويتجلى في كل قرار يتعلق بمشتريات الفندق. تعمل المطابخ عن كثب مع المزارعين المحليين، وتدعم التنوع البيولوجي بالمنطقة من خلال تقديم النباتات الأصيلة قدر الإمكان. ويساعد التعاون والعمل مع الحرفيين بالجزيرة في الحفاظ على المهارات التراثية. على سبيل المثال، بُنيت الأجنحة في الفندق باستخدام قوالب طوب المعبد المضغوطة يدوياً، وهي طريقة بناء تقليدية في بالي. ويقول أكيلي: «نحن لا نشتري المكونات أو المواد الأولية فقط، بل نصنع نظام تدوير يعود بالنفع على الآخر. بهذه الطريقة نكوّن حلقة إيجابية متجددة بدلاً من حلقة سلبية استبعادية».

جناح كاتامانا الذي يراعي الاستدامة (الشرق الاوسط)

يتعلق الأمر بتحقيق التقدم لا المثالية

أهم جزء من تعريف مشروع تجاري مسؤول هو التزامه بالتطوير والتحسين المستمر.

المثالية أمر لا يمكن الوصول إليه. الاستدامة هي ببساطة التقدم خطوة نحو الأمام في المرة الواحدة. ويعدّ التواصل الشفاف عنصراً أساسياً من هذا الأمر، حيث يساعد في توعية العملاء وتحفيز العاملين والحثّ على إحداث تغيير أكبر في مجال العمل. يقول أكيلي: «نحن لا نروي قصصاً للتسويق، بل نحثّهم على إلهام الآخرين ليكونوا جزءاً من هذه الحركة. تبني الشفافية والثقة، والثقة تصنع الفعل».

الإخلاص للرحلة هي أهم ما في الأمر، ولا يقتصر ذلك على المنتجعات الفاخرة أو الوجهات الفريدة. إن أي فندق مستعد دائماً لمواصلة التعلم واتخاذ خطوات ملموسة قابلة للقياس نحو مستقبل أكثر استدامة هو فندق بيئي. ويضيف أكيلي: «سوف نواصل تطوير كل جزء مما نفعله، بدءاً بالمشتريات، ووصولاً إلى تصميم المنتج والعمليات اليومية حتى نظل متجددين ومشاركين في التجديد قدر الإمكان. وسوف نواصل مشاركة ما نتعلمه، وندعو الآخرين إلى الانضمام إلينا في إحداث تغير من أجل التجديد. نحن نختار التقدم لا المثالية. لا يهم الحجم، لكن الأمر المهم حقاً هو بدء إحداث تغييرات».


سافوي في فلورنسا وعلامة «باينيدر» يحتفلان بمتعة الكتابة وتعليم الخط

تعاون ما بين سافوي وبايندر لاكتشاف متعة الكتابة (الشرق الأوسط)
تعاون ما بين سافوي وبايندر لاكتشاف متعة الكتابة (الشرق الأوسط)
TT

سافوي في فلورنسا وعلامة «باينيدر» يحتفلان بمتعة الكتابة وتعليم الخط

تعاون ما بين سافوي وبايندر لاكتشاف متعة الكتابة (الشرق الأوسط)
تعاون ما بين سافوي وبايندر لاكتشاف متعة الكتابة (الشرق الأوسط)

تعاون فندق «سافوي»، في فلورنسا، مع علامة القرطاسية التاريخية «باينيدر» للاحتفال بموسم الأعياد القادمة عبر فعالية «Wrapped in Time» أو «مغلف بالزمن»، وتدعو هذه الشراكة الضيوف إلى تبنّي روح السفر البطيء وإعادة اكتشاف الوقت كهدية ثمينة، وتشجيع لحظات التوقّف والتأمل وإعادة التواصل في عالم اليوم السريع الإيقاع.

تعاون ما بين سافوي وبايندر لاكتشاف متعة الكتابة (الشرق الأوسط)

استلهم الفندق ديكورات موسم الأعياد من فن الخط، حيث تبرز في الردهة شجرة لافتة مزيّنة بظروف مختومة بالشمع مع لمسات ذهبية وفضية وحمراء، إلى جانب الأختام الأيقونية لـ«باينيدر». يجسّد هذا العرض التزام علامة القرطاسية الفلورنسية بالحرفية والاهتمام بالتفاصيل.

وتعكس الشجرة أيضاً الرؤية المشتركة بين العلامتين الفلورنسيتين، ليس فقط من خلال تصميمها، بل أيضاً عبر تجربة «A Wish for Florence»؛ حيث يكتب الضيوف أمنياتهم ورسائلهم للمدينة على ورق كتابة من «باينيدر». ثم تُوضع الرسائل في صندوق عيد ميلاد خاص ليتم حفظها وإرسالها لاحقاً إلى عمدة فلورنسا.

رسائل مكتوبة بخط اليد (الشرق الأوسط)

ويدعو فندق سافوي ضيوف الأجنحة إلى عيش سحر عيد الميلاد من خلال تجارب باينيدر الخاصة والقرطاسية الفاخرة، بما في ذلك ورش الخط المخصّصة، وأقلام الحبر الفاخرة، وورق الكتابة المميز. في هذه اللحظات الحميمة، حيث يتوقف الزمن، يصنع الضيوف ذكريات مكتوبة بخط اليد ويعيدون اكتشاف متعة الكتابة.

تعاون ما بين أهم شركة قرطاسية وسافوي في فلورنسا فترة الأعياد (الشرق الأوسط)

كما تشمل فعالية «Wrapped in Time» جانباً خيرياً من خلال التعاون مع مستشفى جيميلي للأطفال في روما، حيث اجتمعت فرق باينيدر وفندق سافوي لكتابة رسائل مليئة بالأماني الطيبة للأطفال، تحمل رسائل أمل وخيال ودهشة. ومن خلال هذه اللفتة، يعيدون إحياء السحر الحقيقي لعيد الميلاد، الذي ينبض حين نمنح وقتنا واهتمامنا ورعايتنا للآخرين.