نفت الرئاسة المصرية، أمس، إجراء أي اتصالات مصالحة مع جماعة الإخوان المسلمين وأكدت أنه «لا مكان للإرهاب في الوطن»، بينما قررت النيابة حبس أربعة ضباط شرطة في قضية مقتل 49 سجينا قبل شهرين، في حين نفت الحكومة عزمها تمديد حالة الطوارئ.
وقالت الرئاسة، أمس، إنه لا وجود لأي اتصالات للمصالحة مع جماعة الإخوان المسلمين، وأكدت في بيان لها أنه لا صحة لما تتداوله وسائل الإعلام في هذا الشأن. ويأتي تأكيد الرئاسة بعد أن تداولت عدة تقارير محلية أنباء عن قيام الدولة، ممثلة في رئيسها وحكومتها، بإجراء اتصالات مع بعض الفصائل والجماعات التي تتخذ من العنف أسلوبا لفرض إرادتها، حيث قالت التقارير إن أي اتصالات للمصالحة مع جماعة الإخوان التي ينتمي إليها الرئيس المعزول محمد مرسي تخالف إرادة الشعب، ممثلة في «خارطة المستقبل» التي أعلنت منذ الثالث من يوليو (تموز) الماضي.
وأضاف البيان أن «مؤسسة الرئاسة تؤكد عدم صحة هذه الأخبار جملة وتفصيلا»، وأنها «لم توفد أحدا أو توكله في إجراء هذه الاتصالات»، وأهابت بوسائل الإعلام توخي الحذر وعدم التورط في نقل أخبار لا تمت إلى الحقيقة بصلة.
في غضون ذلك، تواصل أجهزة الأمن المصرية عملياتها للقبض على مرتكبي حادث الهجوم على كنيسة في منطقة الوراق بالجيزة (غرب القاهرة)، الذي تسبب في مقتل أربعة وإصابة 17. وقالت مصادر أمنية، إنها ترجح قيام متشددين إسلاميين بتنفيذ الحادث. وقال اللواء هاني عبد اللطيف، المتحدث باسم وزارة الداخلية، إن اللواء محمد إبراهيم، وزير الداخلية، أمر بتشكيل فريق بحث من أمن الجيزة و«الأمن الوطني» و«الأدلة الجنائية»، مشيرا إلى أنه توافرت لديهم بعض المعلومات التي من المقرر أن توصلهم إلى هوية الجناة وملابسات الجريمة التي وقعت بـ«كنيسة العذراء والملاك» بمنطقة الوراق. كما أكد أنه جرى وضع خطة لتكثيف الوجود الأمني على الكنائس والمساجد على حد سواء، خاصة أثناء المناسبات.
وتقدمت الرئاسة بالعزاء في ضحايا الكنيسة وأعربت عن الأسى البالغ لأحداث «العملية الإرهابية». وقال بيان الرئاسة أمس إنها «إذ تتقدم ببالغ العزاء للمصريين جميعا في كل ضحايا الغدر، فإنها تؤكد في هذا الصدد أنه لن يكون هناك مكان للإرهاب في هذا الوطن». وأضاف البيان أن «الشعب المصري ومؤسسات دولته سيجتثون بتلاحمهم ووحدة رؤيتهم وثبات خطواتهم نحو المستقبل كل جذوره، حفظ الله الوطن وأهله». كما قدم الفريق أول عبد الفتاح السيسي، النائب الأول لرئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي، تعازي القوات المسلحة في ضحايا الحادث. وأدان السيسي خلال اتصال هاتفي مع البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، هذه «الأعمال الإرهابية الخسيسة»، بحسب ما جاء على صفحة المتحدث العسكري على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك».
وأكد السيسي أن القوات المسلحة ستقف بكل قوة وحسم أمام أي عمل إرهابي يستهدف المواطنين المصريين، مشددا على قدرة الشعب المصري على مواجهة «الإرهاب» وتجاوز تداعياته الغاشمة.
وعلى صعيد مظاهرات طلاب «الإخوان» بجامعة الأزهر التي دخلت يومها الرابع، حث الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، الطلاب على الهدوء والالتزام بآداب الإسلام في طلب العلم والاهتمام بالدراسة حتى يتمكنوا من الإسهام في بناء الوطن. وشدد شيخ الأزهر على ضرورة الالتزام بمنهج الأزهر الوسطي والمعتدل وبطبيعة جامعة الأزهر العلمية والشرعية.
وسادت حالة من الهدوء الحذر كليات جامعة الأزهر بعد أن وقعت مصادمات بين الطلاب وقوات الأمن والطلاب المؤيدين للجيش والنظام الجديد، في محيط الجامعة، في اليومين الماضيين. وأكدت إدارة الجامعة عدم تعطيل أو تأجيل الدراسة لأي سبب، لافتة إلى أن المظاهرات يقوم بها «قلة من الطلاب».
ونظم العشرات من الطالبات مظاهرة أمام كليتي التجارة وكلية البنات بجامعة الأزهر، رددن فيها هتافات مؤيدة للجيش ولوزير الدفاع، وهتافات أخرى داعمة لشيخ الأزهر. وفي جامعة عين شمس القريبة من جامعة الأزهر، نظم طلاب جماعة الإخوان مسيرة بالطبول أمام مبنى إدارة الجامعة، مرددين هتافات مناهضة للجيش والشرطة. وشهدت كلية أصول الدين، التابعة لجامعة الأزهر، بمدينة المنصورة، مشادات بين طلاب «الإخوان» والطلاب المعارضين لهم.
وذكرت مصادر مطلعة أن كلية الدراسات الإسلامية للبنات بجامعة الأزهر قررت فصل ثلاث طالبات لتورطهن في استخدام مبنى الكلية دون تصريح، والتصوير مع قناة «الجزيرة» القطرية بادعاء أنهن مصابات ودماؤهن تنزف، إثر هجوم أفراد القوات المسلحة عليهن، وذلك بعدما كشف تحقيق أجراه مجلس التأديب بالكلية كذب الطالبات الثلاث.
وشاهدت إدارة الكلية عبر قناة «الجزيرة» الطالبات الثلاث وثيابهن ملطخة بألوان حمراء، بزعم أنها دماء، فجرى التحري عن الأمر، واكتشفت الإدارة أنها مساحيق ومحاليل حمراء، جرى وضعها لإظهار أن الأمن تدخل بعنف ضد الطالبات تحديدا، وهو ما نفته إدارة الجامعة والجهات الأمنية.
من جهة أخرى، وفي وقت قالت فيه الحكومة إنه لا يوجد نية لتمديد حالة الطوارئ، أمر النائب العام، المستشار هشام بركات، بحبس ثلاثة ضباط ونائب مأمور قسم مصر الجديدة، أربعة أيام على ذمة التحقيقات لاتهامهم بالضلوع في مقتل 49 سجينا خلال ترحيلهم بسيارة الترحيلات إلى سجن أبو زعبل يوم 18 أغسطس (آب) الماضي.
الرئاسة المصرية: لا اتصالات مصالحة مع الإخوان
سجن أربعة ضباط شرطة في قضية مقتل 49 سجينا.. والحكومة تنفي تمديد الطوارئ
الرئاسة المصرية: لا اتصالات مصالحة مع الإخوان
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة