ليبيا: مطالب بإشراك الولايات المتحدة في القتال ضد «داعش» في سرت

غرفة عمليات «البنيان المرصوص» لمحت إلى الاستعانة بغارات عسكرية أميركية

ليبيا: مطالب بإشراك الولايات المتحدة في القتال ضد «داعش» في سرت
TT

ليبيا: مطالب بإشراك الولايات المتحدة في القتال ضد «داعش» في سرت

ليبيا: مطالب بإشراك الولايات المتحدة في القتال ضد «داعش» في سرت

في تطور مفاجئ، دعت غرفة العمليات العسكرية لعملية البنيان المرصوص التي تشنها قوات موالية لحكومة الوفاق الوطني التي يترأسها فائز السراج، المجلس الرئاسي للحكومة إلى الاستعانة بالولايات المتحدة لضرب أهداف لتنظيم داعش في مدينة سرت الساحلية.
وقالت الغرفة في رسالة إلى السراج، رئيس الحكومة المدعومة من بعثة الأمم المتحدة، باعتباره القائد الأعلى للجيش الليبي، إنه «في هذه المرحلة الحاسمة من المعركة، فإن طبيعة التمركزات والمحاور وقواعد الاشتباك والتكتيك العسكري لحسن إدارة المعركة صارت مختلفة».
وأضافت، في الرسالة التي بثت وكالة الأنباء الليبية الرسمية مقتطفات منها، أن «بعض الأهداف الخطيرة المحصنة داخل مدينة سرت يتطلب استهدافها تقنيات عسكرية متقدمة غير متاحة للغرفة، وتتمثل في عمليات جوية بالقنابل الموجهة، وهى تقنيات متوفرة لدى بعض الدول الصديقة، وتحديدًا الولايات المتحدة الأميركية». كما أكدت الغرفة على «الأهمية القصوى للتعاون مع الدول الشقيقة والصديقة على الصعيد الاستخباري والأمني والعسكري».
ولم يتسن على الفور الحصول على تأكيد من العميد محمد الغصرى، الناطق الرسمي باسم قوات عملية البنان المرصوص، بشأن مدى صحة هذه الرسالة، كما لم يرد مركزها الإعلامي على أسئلة لـ«الشرق الأوسط» مساء أمس.
وأعلنت الغرفة أن قواتها تحقق ما وصفته بتقدم عسكري كبير على جميع المحاور، على الرغم من ارتفاع عدد الضحايا من قواتها إلى 338 قتيلاً و1500 جريح. ولفتت إلى أن شراسة المعركة وطبيعة أعمال العدو التي تعتمد على الكمائن والمفخخات والقنص، أديتا إلى وقوع أعداد كبيرة من الشباب من الشهداء والجرحى، وتأخر في حسم المعركة».
وفى إيجاز صحافي لسير العمليات العسكرية أمس، قالت الغرفة إن قواتها خاضت معارك ضارية ضد تنظيم داعش وسط مدينة سرت، مشيرة إلى أنه بعد قصف الطيران على تمركزات التنظيم المتشدد، تقدمت القوات في حي الدولار لتنفيذ مهام قتالية محددة. وتابعت: «تمكنت قواتنا المتوغلة في الحي من السيطرة عليه باستثناء بعض الجيوب، حيث أخرت الألغام تقدم قواتنا».
إلى ذلك، أعلن المجلس الرئاسي لحكومة السراج عن تخصيص مستحقات مالية مستعجلة للمجالس البلدية بقيمة 150 مليون دينار (110 ملايين دولار أميركي).
وبحسب بيان نشره المكتب الإعلامي للحكومة فقد قرر المجلس توزيع -150 مليون دينار- هذا المبلغ على المجالس البلدية، في إطار توفير حاجات المواطن من خدمات أساسية، والدور المحوري والمهم لمجالس البلديات، فيما أوضح وزير الحكم المحلي المفوض بالحكومة بداد قنصو أن المبلغ سيتم توزيعه خلال الأسبوع القادم لصالح المجالس البلدية.
وجاء هذا التطور بعدما وقعت حكومة السراج اتفاقًا مع فصيل مسلح يسيطر على مينائي رأس لانوف والسدر النفطيين، اللذين أغلقا قبل نحو عامين، من أجل إنهاء حصارهما واستئناف الصادرات من الميناءين الكبيرين.
ولم يذكر مسؤولون من المجلس الرئاسي وحرس المنشآت النفطية موعدًا محددًا لاستئناف الصادرات، لكن موسى الكوني عضو المجلس الرئاسي الليبي الذي وقع الاتفاق مساء يوم الخميس الماضي، مع إبراهيم الجضران قائد قوات حرس المنشآت النفطية التي تسيطر على المرافئ، قال إنه يعتقد أن استئناف الصادرات بات يتوقف على الشق الفني، وأنه يعتقد أنه سيتم خلال مدة تتراوح بين أسبوع وأسبوعين وليس أكثر.
وأضاف أن الاتفاق تضمن دفع رواتب - لم يحدد قدرها - لقوات الجضران. وقال إنهم لم يحصلوا على أجور منذ 26 شهرًا.
من جهته، قال علي الحاسي، المتحدث باسم جهاز حرس منشآت النفط الليبية، إنه لم يتحدد بعد موعد لإعادة فتح المرافئ، لأن ذلك سيعتمد على المؤسسة الوطنية للنفط. ومن شأن فتح رأس لانوف والسدر إضافة 600 ألف برميل يوميا من الطاقة المحتملة إلى صادرات النفط الليبية، على الرغم من أن خبراء يقولون إنه ينبغي إصلاح الدمار الذي نتج عن القتال، والتوقف الطويل أولا، قبل أن تصل الصادرات إلى الطاقة القصوى من جديد.
وقالت المؤسسة الوطنية للنفط الليبية إن الأضرار التي نتجت في الآونة الأخيرة عن هجمات مسلحي تنظيم داعش، الذي تغلغل في ظل الفوضى التي ألمت بالبلاد، تعني أن الموانئ ستواجه صعوبات كبيرة لرفع طاقتها أكثر من 100 ألف برميل يوميًا في الأجل القريب.
ويحتاج المجلس الرئاسي للإيرادات النفطية من أجل تحسين الخدمات، وإرساء الاستقرار بالاقتصاد، بهدف دعم شرعيته في مواجهة معارضين متشددين واحتجاجات بشأن ظروف المعيشة.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.