دعا تجمع عربي إلى مكافحة خطاب الطائفية والتطرف ومحاولة نشر ثقافة الحوار والتعايش مع الآخر، مطالبًا بزيادة أواصر العمل الثقافي والإعلاء من قيم المشتركات الإنسانية، في حين قال مصدر مصري شارك في الملتقى، إنه «هدف إلى تحصين المجتمع العربي، وحماية الخطاب الإعلامي، ضد فكر الجماعات الإرهابية المُتطرفة وفي مقدمتهم تنظيم داعش الإرهابي، الذي نشط بقوة إعلاميا خلال الفترة الماضية».
وطالب المشاركون بضرورة التعايش الدائم بين الثقافات، ولعب دور في تحفيز الناس ليكونوا فاعلين أكثر وملتزمين بالتعايش ومواجهة الكراهية وتقبل المشترك، لأن وسائل الإعلام هي قوة مهمة للتخفيف من أسباب النزاع والحد من التطرف والإرهاب.
ويشار إلى أن «داعش» يمتلك آلة إعلامية مكنته الفترة الماضية من أن يصبح التنظيم المتطرف الأشهر في العالم، ولدى التنظيم مواقع ومنابر إعلامية كثيرة من بينها، «مركز الحياة» و«شبكة شموخ الإسلام» و«منبر التوحيد والجهاد» و«مجلة دابق»، إضافة إلى إذاعة البيان، فضلا عن آلاف الصفحات على موقع التواصل الاجتماعي (تويتر).
واختتمت أول من أمس فعاليات ورشة العمل التي نظمتها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونيسكو)، بالتعاون بين أكاديمية الحوار للتدريب التابعة لمركز الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات، ومكتب اليونيسكو الإقليمي في بيروت حول «الحوار بين الثقافات والإعلام»، تحت عنوان «تطوير الأدلة الإجرائية لحقيبة الحوار الإعلامي»، الذي عُقد بمقر المركز في مدينة الرياض لمدة يومين، تم خلالها تناول مبادئ توجيهية للحوار بين الثقافات والإعلام، وتعزيز بنية إقليمية لدعم الإعلام لتعزيز ثقافة الحوار في الدول العربية.
واتفق المشاركون في الملتقى على تطوير برامج دائمة تجمع ممثلين عن مختلف الجماعات الدينية لتبادل الآراء عن مسائل التنوع الثقافي، إلى جانب المشاركة الفعالة في مكافحة نشر خطاب الكراهية والتعصب والعنف والإرهاب.
وأكد المشاركون حيوية دور الإعلامي في مساعدة المجتمع على التطور وعلى حماية الخصوصية بالوقت نفسه، والوصول إلى الحريات واحترام حقوق الإنسان، الذي لا يتأتى إلا عبر التنوع والتعدد الثقافي، لافتين إلى ضرورة التنوع في جميع تفاصيل الحياة بدءا من الفروق بين الرجل والمرأة وصولا إلى التنوع الطائفي والعرقي، إضافة إلى ضرورة تقبل التنوع في الفكر والثقافة والميول الاجتماعية والثقافية من أجل المحافظة على الهوية وتعزيزها.
وشارك في التجمع ما يقرب من 60 إعلاميًا وصحافيًا وخبيرًا من دول عربية، لتبادل الخبرات، وتعزيز ثقافة الحوار في وسائل الإعلام بالمجتمعات العربية، ونشر ثقافة الحوار على مستوى شامل.
وهدف الملتقى - بحسب مصدر شارك فيه من مصر - إلى تحصين المجتمع العربي ضد فكر الجماعات الإرهابية المُتطرفة، وإشاعة الوسطية والاعتدال وتقبل الآخر خلال الحوار في الإعلام باعتباره أساس نجاح أي حوار أو نقاش عام، والابتعاد عن التشبث في وسائل الإعلام بالفكر الخاص دون تفهم للآخر وفكره.
وأكد الدكتور أيمن بريك المشرف على المركز الإعلامي بالأزهر، أحد المشاركين في الفعاليات من مصر، أن استراتيجية التطوير الأزهر خلال الفترة المقبلة ترتكز في أحد جوانبها على توظيف وسائل الاتصال الحديثة في نشر ثقافة الحوار، من خلال برامج شبابية ومقاطع دعوية تؤكد قيم التعايش المشترك وقبول الآخر، إضافة إلى انطلاقة قوية على مواقع التواصل الاجتماعي، فضلا عن جهود الأزهر في تصحيح المفاهيم المغلوطة لدى جماعات العنف، من خلال مخاطبة المسلمين وغير المسلمين حول العالم بأكثر من 10 لغات.
يُذكر أن مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمي للحوار، عقد في نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2014 مؤتمرًا دوليًا في العاصمة النمساوية فيينا بعنوان «متحدون لمناهضة العنف باسم الدين»، وتم التركيز على الأوضاع التي تحدُث من قبل تنظيم داعش في العراق وسوريا وليبيا.. وتعهد المركز بدعم مبادرات في مجالات الترابط الاجتماعي عبر وسائل التواصل الاجتماعي، والتربية الحاضنة للتنوع الديني والثقافي.
وقال مراقبون إن خطاب «داعش» الإعلامي يعد أداة قتال رئيسية من أدوات المعركة التي يخوضها، وليس مجرد آلية للترويج الخارجي، لافتين إلى أن «داعش» يصوغ استراتيجيته الاتصالية ليخاطب ثلاثة مستويات مختلفة تمامًا؛ فهناك خطاب للمتعاطفين والمؤيدين، وهناك خطاب يستهدف المتابعين الذين يقفون على الحياد أو في مفترق طرق إزاء التنظيم وأعدائه، أما الخطاب الثالث فيستهدف الذين يخوضون الحرب ضد التنظيم.
التجمع العربي الأخير ناقش المبادئ التوجيهية للإعلام والحوار بين الثقافات، ومواجهة التطرف وتوعية ووقاية الشباب من الفكر المتطرف، إضافة إلى الاستماع إلى وجهات النظر المختلفة من كل بلد عربي ومحاولة الاستفادة منها، وإتاحة فرص جديدة للحوار والفهم المتبادل، وذلك من أجل تحقيق أهداف البرنامج الثقافي.
من جانبه، أكد فيصل بن عبد الرحمن الأمين العام لمركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني، دور الحوار بين الثقافات في تأكيد مبادئ التعايش والتواصل الفكري والمعرفي الإنساني وكذلك دوره الأهم في الحد من التنافر والصراعات، مشيرًا خلال مشاركته في الملتقى إلى تجربة مركز الملك عبد الله الحوارية واستلهامه قيم الحوار واحترام الرأي والرأي الآخر، وتأكيده في مختلف لقاءاته على تعزيز التلاحم الوطني، وكذلك الوعي المجتمعي من خلال العمل على حماية النسيج المجتمعي وترسيخ قيم التنوع والتعايش والتلاحم الوطني.
بينما فنّد الدكتور حمد بن سيف الهمامي مدير مكتب اليونيسكو الإقليمي للتربية في الدول العربية، «دور الإعلام في محاربة التعصب والتطرف والحد من الصراعات»، فيما قال زياد الدريس المندوب الدائم للمملكة العربية السعودية لدى منظمة اليونيسكو، إن «الإعلام اليوم هو الأكثر تأثيرا في موضوع التطرف»، لافتا إلى أن الإعلام قادر على أن يؤجج خطاب العنف، وهذه اللغة الحادة والعنيفة تبيع أكثر.. وبالتالي ممكن أن يصبح الإعلام شريكًا في تصعيد خطاب الكراهية.
تجمع عربي يدعو لمكافحة الطائفية والتطرف.. وتعزيز ثقافة التعايش
مصدر مصري: الهدف تحصين المجتمع العربي ضد فكر الجماعات الإرهابية
تجمع عربي يدعو لمكافحة الطائفية والتطرف.. وتعزيز ثقافة التعايش
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة