شفاينشتايغر يعتزل دوليًا ويواجه لحظة حرجة مع مانشستر يونايتد

قائد منتخب ألمانيا يخرج من حسابات مورينهو مع 8 لاعبين آخرين

شفاينشتايغر عانى في موسمه الأول مع يونايتد (إ.ب.أ) - شفاينشتايغر قائد ألمانيا يتوسط زملاءه حاملاً كأس العالم 2014 في أبرز إنجاز في مسيرته الدولية (أ.ب)
شفاينشتايغر عانى في موسمه الأول مع يونايتد (إ.ب.أ) - شفاينشتايغر قائد ألمانيا يتوسط زملاءه حاملاً كأس العالم 2014 في أبرز إنجاز في مسيرته الدولية (أ.ب)
TT

شفاينشتايغر يعتزل دوليًا ويواجه لحظة حرجة مع مانشستر يونايتد

شفاينشتايغر عانى في موسمه الأول مع يونايتد (إ.ب.أ) - شفاينشتايغر قائد ألمانيا يتوسط زملاءه حاملاً كأس العالم 2014 في أبرز إنجاز في مسيرته الدولية (أ.ب)
شفاينشتايغر عانى في موسمه الأول مع يونايتد (إ.ب.أ) - شفاينشتايغر قائد ألمانيا يتوسط زملاءه حاملاً كأس العالم 2014 في أبرز إنجاز في مسيرته الدولية (أ.ب)

قرر قائد المنتخب الألماني باستيان شفاينشتايغر، أمس، وضع حد لمسيرته الدولية بمفعول فوري، وذلك في لحظة حرجة من مسيرته الكروية وتهديد بالخروج من تشكيلة فريقه مانشستر يونايتد الإنجليزي.
وكانت المباراة الـ102 لشفاينشتايغر، 31 عامًا، مع المنتخب الألماني في الدور نصف النهائي من كأس أوروبا 2016 التي خسرها أبطال العالم أمام فرنسا المضيفة صفر - 2، هي الأخيرة في مشواره الدولي.
ويأتي الاعتزال الدولي للاعب وسط بايرن ميونيخ السابق وسط تزايد الحديث في الساعات الأخيرة عن أن مدرب يونايتد الجديد البرتغالي جوزيه مورينهو يعتزم التخلي أيضًا عنه، وانه من بين تسعة لاعبين سيتركون «أولدترافورد».
وذكرت مصادر إعلامية بريطانية أن شفاينشتايغر واللاعبين الثمانية الآخرين المهددين بالتخلي عن خدماتهم لن يشاركوا في المباراة الودية المقررة اليوم ضد غلاطة سراي التركي في مدينة غوتبورغ السويدية.
وأشارت إلى أن مورينهو يريد تقليص تشكيلة الفريق إلى 24 لاعبًا ولهذا السبب سيتخلى عن شفاينشتايغر وكاميرون بورثويك - جاكسون الذي لفت الأنظار الموسم الماضي تحت إشراف الهولندي لويس فان غال، والبرازيلي أندرياس بيريرا والهولندي تيم فوسو - منساه وجيمس ويلسون والبلجيكي عدنان يانوزاي وويل كين وتايلر بلاكيت وبادي ماكنير، كما أن هناك حديثًا عن إمكانية التخلي عن لاعب كبير آخر بجانب الألماني وتردد انه البلجيكي مروان فلايني.
وقال شفاينشتايغر الذي شارك مع المنتخب الألماني في كأس أوروبا أعوام 2004 و2008 و2012 و2016 وكأس العالم أعوام 2006 و2010 و2014، في حسابه على «تويتر» أمس: «أخبرت مدرب المنتخب الألماني (يواكيم لوف) بأن لا يدخلني بعد الآن في حسابات المنتخب لأنني أريد الاعتزال».
وأضاف: «أريد أن أشكر المشجعين، المنتخب، الاتحاد الألماني لكرة القدم والمدربين».
وقرر «شفايني» الذي سجل بدايته مع المنتخب في يونيو (حزيران) 2004 وخاض معه 38 مباراة في بطولة كبرى وهو أمر لم يحققه أي لاعب في العالم، إعلان اعتزاله قبل أسابيع معدودة على المباراة الأولى لبلاده في تصفيات مونديال روسيا 2018، التي تجمعها بالنرويج في التاسع من سبتمبر (أيلول) المقبل.
وتحدث شفاينشتايغر عن مشواره مع المنتخب الألماني، قائلا: «في المباريات الدولية الـ120، حصلت على فرصة الدفاع عن ألوان بلادي واختبار لحظات جميلة وناجحة بشكل لا يوصف»، وأبرزها على الإطلاق إحراز لقب بطل العالم عام 2014 في مونديال البرازيل على حساب ليونيل ميسي ورفاقه في المنتخب الأرجنتيني.
وتطرق إلى التتويج العالمي الرابع لبلاده، قائلا: «الفوز بكأس العالم 2014 شكل لحظة تاريخية وعاطفية بالنسبة لنا ولن تتكرر مجددا في مسيرتي. وبالتالي، فإنها اللحظة المناسبة. إنهاء مسيرتي الآن قرار عاقل وأنا أتمنى للمنتخب الوطني الأفضل في التصفيات المؤهلة لمونديال 2018».
وواصل: «أخيرا، أريد أن أقول لمشجعينا: كان شرفا لي أن ألعب من أجلكم، شكرا جزيلا على كل شيء تمكنت من اختباره معكم»، معربًا أيضًا عن خيبته لعدم التمكن من الذهاب إلى أبعد من نصف النهائي في كأس أوروبا التي ذهب لقبها للبرتغال بعد فوزها على فرنسا المضيفة 1 - صفر في المباراة النهائية.
وختم: «لوف كان يدرك أهمية كأس أوروبا 2016 في فرنسا بالنسبة لي. إنه اللقب الذي أردت الفوز به واللقب الذي لم تفز به ألمانيا منذ 1996. لم يتحقق هذا الأمر وعلي تقبل الوضع».
وأشاد لوف بالنجم المخضرم قائلا: «كان بيننا ثقة تامة في كل النواحي.. دائما ما كنت أشعر بأنه يقدم كل ما لديه من أجل الفريق وأنه ملتزم تماما بقيمنا وأهدافنا. أنا كمدرب، استفدت منه كثيرًا، ولا يسعني سوى أن أشكره على كل شيء. أتمنى أن يحالفه الحظ في المستقبل».
* الإصابة وبداية التدهور
من المؤكد أن الإصابة التي تعرض لها في الرباط الداخلي لركبته مطلع يناير (كانون الثاني) أثرت على مستوى شفاينشتايغر الذي استدعي إلى تشكيلة ألمانيا لكأس أوروبا وهو ليس في قمة لياقته البدنية، مما تسبب بجلوسه على مقاعد الاحتياط.
وخاض شفايني البطولة القارية وسط تشكيك بقدرته على قيادة منتخب متوج بطل للعالم قبلها بعامين، خصوصًا أنه لم يتمكن من فرض نفسه في تشكيلة مانشستر يونايتد منذ أن انتقل إليه الصيف الماضي من بايرن، حتى إن الحارس الدولي السابق أوليفر كان، زميله السابق في بايرن ميونيخ، قال إنه «إذا كان يريد القيام بدور القائد، فعليه أن يستعيد مستواه بأسرع ما يمكن. اختيار لاعبين في التشكيلة على أساس ماضيهم أمر لا معنى له».
وذهب لوثار ماتيوس أحد النجوم السابقين في الفريق البافاري والمنتخب إلى أبعد من ذلك قائلا: «لا مكان للاعب لا يلبي المتطلبات حتى لو ورث شارة القائد بعد اعتزال فيليب لام».
أما قائد بايرن والمنتخب سابقا مايكل بالاك، فحث زميله السابق شفاينشتايغر بعد كأس أوروبا على التفكير بالاعتزال الدولي قائلا لصحيفة «إكسبرس» الألمانية: «أعلم أنه يتمتع بطموح هائل لكن عندما تراه في العامين الماضيين فيجب أن تقول بصراحة إن وضعه البدني مقلق بعد الإصابات الكثيرة التي تعرض لها». وواصل: «سيكون من الصعب عليه أن يقدم ما هو مأمول منه في مانشستر في ظل المنافسة القوية. لا أعلم إذا كان يسدي نفسه خدمة بالإعلان أن مونديال 2018 في روسيا سيكون هدفه المقبل. أنصحه بأن يفكر مليا بخطوته».
ويبدو أن شفاينشتايغر استمع لنصيحة بالاك وفكر مليا بمستقبله الكروي الذي بدأ يتدهور منذ انتقاله إلى مانشستر يونايتد، وعوضا عن تصدر العناوين الرياضية كان نجم صفحات التواصل الاجتماعي مع إعلان حطبته ثم زواجه أخيرا من نجمة التنس الصربية آنا إيفانوفيتش.
وبعد 7 أشهر على انضمامه إلى النادي الإنجليزي، كانت حصيلة شفاينشتايغر هزيلة: «هدف وحيد دون أي تمريرة حاسمة وأثر محدود (65 في المائة من الركلات ضائعة) وهو الذي كان من قبل منوطا به دور قائد المجموعة البافارية».
ولم يلفت شفاينشتايغر كثيرا نظر المدرب السابق فان غال الذي أوصله إلى القمة في 2010 خلال إشرافه على بايرن ولا يبدو أن نظرة المدرب الحالي مورينهو مختلفة أيضًا وهو يريد أن يتخلص بأسرع وقت ممكن من عبء الراتب الأسبوعي الذي يتقاضاه اللاعب الألماني، وقدره 160 ألف جنيه إسترليني، بحسب الصحف البريطانية، خصوصا أن عقده مع «الشياطين الحمر» يمتد لعامين إضافيين، مما يثقل كاهل الفريق. ويذكر أن الشياطين الحمر بصدد إنهاء إجراءات صفقة انتقال لاعب الوسط الفرنسي بول بوغبا إلى الفريق مقابل مبلغ قياسي عالمي في الساعات القليلة المقبلة، بعد أن تم الاتفاق مع يوفنتوس ووكيل أعمال اللاعب مينو رايولا على جميع التفاصيل، وتردد أن اللاعب خضع بالفعل للفحص الطبي الروتيني أمس في لوس أنجليس حيث يوجد في إجازة بعد مشاركته في نهائيات كأس أوروبا التي استضافتها بلاده.
على جانب آخر، أشاد واين روني قائد مانشستر يونايتد بثقافة الانتصار التي يتحلى بها المدرب مورينهو وقال لإذاعة «كاي 103»: «أحضر مورينهو معه ثقافة الفوز. علينا حصد الانتصارات لأجله».
وأضاف روني (30 عاما): «نحن جاهزون تماما. ندرك جيدا أنّ موسما حافلا بانتظارنا». ومنذ قدومه، عزّز مورينهو صفوف يوناتيد بشكل كبير استعدادا للموسم المقبل، حيث تعاقد مع الأرميني هنريك مخيتاريان والسويدي زلاتان إبراهيموفيتش، فيما يترقب العالم مجيء بوغبا في صفقة خيالية ستجعله الأعلى في العالم.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».