دبلوماسي فرنسي: سلوك موسكو في سوريا يتنافى مع محاربة الإرهاب

قال إن حادث الكنيسة شمال فرنسا يضع العالم أمام «إرهاب المختلين»

أهالي بلدة دوما بريف دمشق أمام ركام المباني التي تهدمت بفعل الغارات الجوية التي استهدفت المنطقة أول من أمس (إ.ب.أ) .. وفي الإطار براتران بزانسنو السفير الفرنسي لدى السعودية
أهالي بلدة دوما بريف دمشق أمام ركام المباني التي تهدمت بفعل الغارات الجوية التي استهدفت المنطقة أول من أمس (إ.ب.أ) .. وفي الإطار براتران بزانسنو السفير الفرنسي لدى السعودية
TT

دبلوماسي فرنسي: سلوك موسكو في سوريا يتنافى مع محاربة الإرهاب

أهالي بلدة دوما بريف دمشق أمام ركام المباني التي تهدمت بفعل الغارات الجوية التي استهدفت المنطقة أول من أمس (إ.ب.أ) .. وفي الإطار براتران بزانسنو السفير الفرنسي لدى السعودية
أهالي بلدة دوما بريف دمشق أمام ركام المباني التي تهدمت بفعل الغارات الجوية التي استهدفت المنطقة أول من أمس (إ.ب.أ) .. وفي الإطار براتران بزانسنو السفير الفرنسي لدى السعودية

كشف مسؤول فرنسي أن الخلاف بين باريس وموسكو، يكمن في نواياها الغامضة في تفسيرها لتركيز ضرباتها الجوية على المدنيين والمعارضة في حلب، مشيرا إلى عدم انسجام السلوك الروسي مع جهود محاربة الإرهاب مما يفشل مواجهة «داعش»، ويطيل أمد بقاء الأسد الذي اتخذ الإرهاب ذريعة لضرب المدنيين في مناطق المعارضة.
وعلق السفير الفرنسي لدى السعودية براتران بزانسنو على حادثة الكنيسة في روان شمال فرنسا، بقوله لـ«الشرق الأوسط»: «نحن نواجه ظاهرة إرهاب المختلين حاليا، فما حدث في ميونيخ وما حدث الآن في الكنيسة في روان، يضعنا أمام تحد جديد، وأعتقد أنه جاء من رحم الإرهاب المنظم»، مضيفا أنه لا يستبعد «أن يكون هؤلاء المجانين، يحاولون تطبيق أفكار (داعش) الإرهابية التي يشاهدونها في القنوات الفضائية وغيرها من وسائل الإعلام». وأضاف بزانسنو: «إن الإرهاب يواصل ضرباته في البلاد الأوروبية بأشكال مختلفة، ولكنه يضرب العالم كله بشكل منظم من قبل الميليشيات والتنظيمات الإرهابية».
وفسّر السفير الفرنسي انتشار ظاهرة المختلين عقليا الذين يمارسون الإرهاب على طريقتهم، بأن هؤلاء الأفراد يمثلون انعكاسا حقيقيا لما يشاهدونه في القنوات الفضائية ووسائل الإعلام المختلفة التي تنقل الممارسات الوحشية من هجوم وضربات مفزعة ينفذها «داعش» و«القاعدة»، وغيرهما من المنظمات الإرهابية في كثير من أنحاء العالم، غير أنه في الوقت نفسه، أقرّ بأن ذلك ولّد شيئا من الحذر والريبة لمثل الأحداث التي يرتكبها المختلّون. ولم يستبعد أن يكون بعض المختلّين غير واقعين فقط تحت تأثير «داعش»، وإنما منتمون بشكل أو بآخر إليه.
وشدد بزانسنو على ضرورة أن ينتبه العالم إلى أهمية عمل استراتيجية دولية شاملة وموحدة، من حيث التنسيق وتبادل المعلومات والخبرات، لمحاصرة والحدّ من نشاطات الإرهابيين، مشيرا إلى جدية مشاركة بلاده ضمن العالم المصطف لمحاربة «داعش» في سوريا، «ولكن ليس بالطريقة الروسية».
وقال: «هناك تعاون فرنسي ضمن قوات التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب غير أن هناك خلافات كما هو الحال مع روسيا، حيث إننا نرى أن القصف الروسي وقصف النظام السوري في حلب، يستهدف المدنيين والمعارضة، ويسقط فيه العشرات بذريعة أن (قصفهم ضد الإرهاب)، غير أن الحقيقة غير ذلك، وبالتالي هناك بون وخلاف بين باريس وموسكو في هذا النهج». وفيما يتعلق بالمبادرة التي أطلقتها فرنسا للتهدئة في حلب في سوريا، قال بزانسنو: «هناك أكثر من بعد للطلب الفرنسي، إذ إن باريس تطالب الأمم المتحدة باتخاذ خطوة أكثر عملية وفعالية ضد الجريمة الإنسانية التي يرتكبها الروس والنظام السوري في حلب»، مشيرا إلى أن مندوب فرنسا لدى الأمم المتحدة طلب من المنظمة الدولية اتخاذ موقف جاد حيال هذا الوضع وليس الاكتفاء فقط بإصدار البيانات.
وأوضح أن ما ينفذه الروس والنظام السوري من قصف جوي في حلب يمثل قمة الجريمة الإنسانية، ولكن بعض البلدان لا تتعاون مع هذه المبادرة الفرنسية، مشددا على «ضرورة تدخل الأمم المتحدة كي توقف روسيا هجومها الصاروخي في حلب»، محملا موسكو «مسؤولية نتائج العمل الإجرامي في سوريا، لأنه عمل ضد السلام وضد الحل السياسي»، على حدّ تعبيره.
وتابع السفير بزانسنو: «إن فرنسا تدعو الأمم المتحدة للطلب من موسكو ضرورة احترام وتنفيذ الشروط التي كفلتها القرارات التي أصدرها مجلس الأمن، فيما يتعلق بحماية المدنيين وإيصال المساعدات الإنسانية ودعم الحل السياسي بشكل جدي دون رهنه بإشراك بشار الأسد في مستقبل سوريا».
وعلى صعيد التعاون السعودي - الفرنسي فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب، لفت بزانسنو إلى التعاون الاستراتيجي بين الرياض وباريس في مكافحة الإرهاب، وتبادل المعلومات والخبرات، مؤكدا أنه «تعاون ممتاز جدا ووثيق في تبادل المعلومات الاستخباراتية المتعلقة بملاحقة الإرهابيين وتتبع نشاطهم».
وقال بزانسنو: «إن التعاون الأمني والاستخباراتي والعسكري بين الرياض وباريس، يمثل حلقة مهمة جدا من تعزيز السلام والأمن، ليس فقط على المستوى الثنائي، وإنما على المستويين الإقليمي والدولي»، منوها إلى أن هناك تعاونا عسكريا في مجال التدريب والحرب ضد الإرهاب في سوريا وفي العراق.



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.