{رسوم الأراضي} يدفع بتنويع الاستثمار العقاري في السعودية

مختصون أكدوا أن بدء التحصيل سيؤثر إيجابًا على الراغبين في التملك

رسوم الأراضي البيضاء تقود السوق العقارية السعودية إلى الانخفاض للمرة الأولى ({الشرق الأوسط})
رسوم الأراضي البيضاء تقود السوق العقارية السعودية إلى الانخفاض للمرة الأولى ({الشرق الأوسط})
TT

{رسوم الأراضي} يدفع بتنويع الاستثمار العقاري في السعودية

رسوم الأراضي البيضاء تقود السوق العقارية السعودية إلى الانخفاض للمرة الأولى ({الشرق الأوسط})
رسوم الأراضي البيضاء تقود السوق العقارية السعودية إلى الانخفاض للمرة الأولى ({الشرق الأوسط})

بعد شهر ونصف من بدء تطبيق نظام رسوم الأراضي البيضاء في السعودية، سجّل قطاع العقار للمرة الأولى انخفاضا في أسعار الفروع العقارية، وعلى رأسها العمائر السكنية، ثم الأراضي، تلاها انخفاض أسعار الفيلات السكنية، ثم الشقق السكنية التي تعتبر الأقل تضررًا والأكثر حركة.
وأوضح عقاريون أن هذا الانخفاض في السعر يعتبر مؤثرًا جدًا في مسيرة العقار المحلي، الذي طالما عانى من الارتفاع، ما من شأنه أن يفتح أبوابًا أوسع فور بدء دفع الرسوم، وهو ما يراهن عليه كثير من الراغبين في التملك الذين ينتظرون ما ستؤول إليه الأمور فور بدء دفع الرسوم، خصوصًا أن القطاع لا يزال يشهد انخفاضا متتاليًا مدعومًا بامتناع عدد كبير من الناس عن الشراء نظرًا للفجوة الكبيرة بين أسعار البائعين وقدرة المشترين.
وأكد طارق آل شهيل، العضو المنتدب لشركة «تقادم العقارية»، أن مستويات الانخفاض كبيرة وليست محدودة قياسًا ببدء تطبيق الرسوم، وتعد مؤشرًا مهمًا للمستقبل الذي سيكون عليه القطاع العقاري، خصوصًا أن المؤشرات العقارية ثابتة ومن الصعب جدًا أن تتحرك إلا في مجال الارتفاع، ما يعني أن الانخفاض الحاصل كان من السيناريوهات شبه المستحيلة، إلا أن الواقع الجديد سيجبر الشركات على التعاطي مع الانخفاض الذي سيدفع بالسوق نحو تحقيق أرباح، عبر كميات كبيرة من حركات البيع والشراء بأرباح قليلة وليس بالاعتماد على فائدة كبيرة من بيع قطع صغيرة من الأراضي، وهو النوع الأكثر انتشارًا الآن، في الوقت الذي تعاني فيه السوق بجميع قطاعاتها من العزوف وتوقف معظم مشاريع شركات التطوير.
ولفت إلى أن تنويع الاستثمارات العقارية مهم، خصوصًا لمن كان يراهن فقط على عمليات بيع الأراضي المطورة، إذ أن السيولة لدى بعض تجار العقار تشهد هبوطًا ملحوظًا في ظل توقف عمليات البيع والشراء، رغم توجه بعضهم إلى تجزئة الأراضي إلى مساحات صغيرة لا تتجاوز 350 مترًا في محاولة لبيعها، إلا أنها لم تكن ذات انعكاس ملحوظ على الحركة، مضيفًا أن انتعاش السوق مرتبط بمزيد من الانخفاض، الذي سيمكن الجميع من التملك، ما سيعكس ازدهارًا في الحركة العقارية يستفيد منه الجميع.
وسجلت الأراضي السكنية بصفتها أكثر الأصول العقارية تداولا انخفاضا نسبته 18.7 في المائة، فيما وصلت نسبة الانخفاض في الفيلات إلى 7.7 في المائة، وفي العمائر السكنية إلى نحو 27.8 في المائة، وفي الشقق السكنية إلى نحو 6.5 في المائة.
إلى ذلك، أكد سعيد الغامدي، الذي يمتلك شركة عقارية خاصة، أن منطقة شمال الرياض هي المسيطرة تقريبًا على نشاط الأراضي، تليها الأحياء الجديدة القائمة حديثا في شمال شرقي العاصمة، أما البقية البسيطة فقد نشطت في الجنوب والغرب نتيجة وجود الوزارات والدوائر الحكومية المهمة والشوارع الرئيسية والخدمات الأساسية، إضافة إلى مدى جودتها، فكلما ابتعدت عن هذه المميزات قل النشاط الحاصل فيها، خصوصًا في الأراضي الواقعة على حدود الرياض من جهتيه الشرقية والشمالية التي تشهد معدلات طلب عالية.
ولفت الغامدي إلى أن أراضي المنح خصوصًا الواقعة على أطراف مدينة الرياض هي الأكثر حركة مقارنة بالأراضي المطورة رغم عدم احتواء بعضها على خدمات أساسية مثل المياه. وأشار إلى تخوف يسود بعض المستثمرين في القطاع من قرب تسجيل انخفاض حقيقي سيحدث مفاجأة كبيرة وسيهبط اضطراريًا بالأسعار، وهو أمر يرونه كارثيًا، ولذلك يعتقدون أن التنازل عن بعض المكسب خير من فقد مكاسب أكبر قد يفرضها الواقع قريبًا، إذ أن انخفاض أسعار الأراضي هو المؤشر الأول لقرب نزول أسعار العقار عمومًا، خصوصًا أن ارتفاع قيمة الأراضي هو السبب الرئيسي في ارتفاع العقار بشكل عام.
وتطرق الغامدي إلى وجود حركة جيدة على مستوى بيع الشقق ذات التصميم الواسع التي تشبه الدور المستقل، متوقعًا أن يشهد العقار مزيدًا من الانخفاض وهو ما يحاول العقاريون التكيف معه بتصريف ما يمتلكون بأقل الأضرار وإثبات أن السوق لا تزال تشهد معدلات جيدة من الإقبال.
وأضاف أن تداول العقار بين المستثمرين أصبح محدودًا بشكل كبير تخوفًا من النزول المتتالي في القيمة وهو ما لا يستطيعون تحمله، نظرًا لجهل ما ستؤول إليه الأمور مستقبلاً في ظل استمرار العزوف ودخول الحكومة كمنافس غير ربحي لهم.
ويتزامن هذا الانحدار في مستوى الأسعار السوقية للأصول العقارية لمتوسط آخر 12 شهرا، مع الركود الكبير الذي زادت سيطرته على تعاملات السوق العقارية، نظير انخفاض عمليات الشراء مقابل ارتفاع عروض بيع الأصول العقارية باختلاف أنواعها، وزاد من ضغوطه انخفاض مستويات السيولة المحلية التي بدأت تسجل معدلات نمو سلبية منذ مطلع العام الجاري للمرة الأولى منذ أكثر من 21 عامًا، حيث سجلت السيولة المحلية بمعناها الواسع انخفاضا سنويا بنهاية مايو (أيار) الماضي بلغت نسبته 3.2 في المائة، وانخفاضا سنويًا لعرض النقود بنسبة 3.8 في المائة، وانخفاضا سنويا في حجم كل من الودائع البنكية والودائع البنكية للشركات والأفراد بنسبتي 3.4 في المائة ونحو 4.0 في المائة على التوالي.
واعتبر المستثمر العقاري بدر التميمي، أن هذا الانخفاض ليس بسبب تجاذبات فرض الضريبة بل أتى من التجار أنفسهم لتحريك ما يمتلكون من عقار، فأكثرهم بحاجة ماسة إلى السيولة والأموال في ظل شبه توقف العقار منذ فترات طويلة، مشيرًا إلى أن هذا الانخفاض لم تشهد السوق مثله منذ عقد، متوقعًا أن تشهد السوق انخفاضا يلامس الثلث إذا أقر نظام الضريبة، وهو القرار الذي سينعكس بشكل مباشر على الأسعار، أما الانخفاض الحالي فهو مجرد الحصول على بعض السيولة، خصوصًا أن العقار لا تحركه الشائعات بل الأفعال والقرارات.
ولفت التميمي إلى أن خفض الأسعار ليس إلا خيارا يجب الخضوع له، خصوصًا أن المستثمرين ظلوا صائمين عن تحقيق الأرباح طوال الفترة الماضية. وقال: «الانخفاض جاء لرغبة المستثمرين في تحريك السوق وفتح جبهات تجارية جديدة، تمكنهم من جني الأرباح بشكل مضاعف وهو ما ستشهده السوق إذا لم يتم اتخاذ إجراءات تقييدية على المستثمرين».
وتأتي كل هذه المتغيرات السلبية المؤثرة في أداء السوق العقارية، في الوقت الذي انعكست فيه سابقا على مستوى الأداء الاقتصادي الكلي وليس فحسب السوق العقارية، إذ سجل الناتج المحلي الإجمالي أضعف أداء ربع سنوي له منذ أعوام عدة، أظهرته أحدث البيانات الصادرة أخيرًا عن الهيئة العامة للإحصاء بتباطؤ معدل نموه الحقيقي إلى 1.5 في المائة بنهاية الربع الأول من 2016، كما أظهر أداءً أضعف للقطاع الخاص لم يتجاوز 0.2 في المائة للفترة ذاتها.



تأثيرات «كورونا» تظهر على العقارات المصرية

سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس
سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس
TT

تأثيرات «كورونا» تظهر على العقارات المصرية

سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس
سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس

بعد الانتشار المتزايد لفيروس «كورونا المستجد» في معظم أنحاء العالم، يحذّر خبراء الاقتصاد من التداعيات السلبية التي يشهدها الاقتصاد العالمي خصوصاً بعد الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الدول ومن بينها إغلاق الحدود وتعليق الرحلات الجوية والبحرية، وهو ما امتد بدوره إلى قطاع العقارات في مصر، حيث تشهد السوق العقارية في البلاد حالياً تراجعاً في نسب المبيعات، بالإضافة إلى إلغاء فعاليات ومؤتمرات تسويقية عقارية.
ويؤكد مستثمرون عقاريون مصريون من بينهم المهندس ممدوح بدر الدين، رئيس مجلس إدارة شعبة الاستثمار العقاري بالاتحاد العام للغرف التجارية، أن «القطاعات الاقتصادية تشهد تباطؤاً وجموداً حاداً في الآونة الأخيرة، وهذا سيكون له تبعاته على سوق العقار»، ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «أتوقع أن تخرج مصر من الأزمة سريعاً، وبأقل الخسائر نتيجة للإجراءات الاحترازية التي اتخذتها أخيراً للحد من انتشار المرض».
وشهدت سوق مبيعات العقارات في مصر «تراجعاً نسبياً منذ بداية أزمة كورونا»، وفق الخبير والمسوق العقاري محمود سامي، الذي قدّر «نسبة التراجع في مستويات البيع والشراء، بنسبة تتراوح من 20 إلى 30%، في بداية الأزمة، لتصل إلى 50% مع نهاية الأسبوع الماضي، مع اتخاذ مصر وعدد من الدول العربية إجراءات احترازية جريئة للحد من انتشار المرض».
ورغم أن مؤشرات الطلب على شراء العقارات التي تقاس وفق حجم الطلب على المواقع الإلكترونية المخصصة لبيع وشراء العقارات، لم تعكس هذا التراجع في شهر فبراير (شباط) الماضي، وفقاً لمؤشر موقع «عقار ماب» المتخصص في السوق العقارية، بعدما سجل ثبات مستوى الطلب على العقارات في شهري يناير (كانون الثاني) وفبراير الماضيين، لكن المؤشر أوضح أنه «كان هناك تزايد في الطلب في النصف الأول من شهر فبراير، إلا أن هذا التزايد تراجع في الأسبوعين الأخيرين ليستقر المؤشر عند نفس معدل الشهر السابق»، ولا توجد إحصائيات واضحة عن شهر مارس (آذار) الجاري، والذي تفاقمت فيه أزمة «كورونا».
وعكس ما يؤكده المسوق العقاري محمود سامي، من وجود تراجع في نسب مبيعات العقارات في مصر، يقول الدكتور ماجد عبد العظيم، أستاذ الاقتصاد والخبير العقاري، أن «السوق العقارية في مصر لم تتأثر حتى الآن بأزمة (كورونا)»، وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «لا يوجد ارتباط بين فيروس (كورونا) والعقارات، فمن يريد شراء شقة سيفعل ذلك»، مشيراً إلى أن «السوق العقارية المصرية تعاني من حالة ركود بدأت منذ نحو أربعة أشهر، وتظهر ملامحها في العروض التسويقية التي تقدمها شركات العقارات، ومن بينها زيادة عمولة المسوقين العقاريين، والإعلان عن تسهيلات في السداد تصل إلى عشر سنوات من دون مقدم، والدفعة الأولى بعد التسلم»، لافتاً إلى أن «حالة الركود هذه سببها الرئيسي زيادة المعروض، وارتفاع الأسعار بشكل مبالغ فيه».
ورغم أن العاملين في التسويق العقاري لا ينكرون وجود حالة ركود في السوق، فإنهم يرون أن المسألة تزايدت مع الخوف من انتشار «كورونا»، حتى حدث «انكماش في السوق العقارية»، على حد تعبير سامي الذي أوضح أن «شركات التسويق العقاري تأقلمت مع حالة الركود، ونفّذت عمليات إعادة هيكلة وتقليص لعدد الموظفين والمقرات»، مضيفاً: «ما نشهده الآن مختلف، فهناك حالة شلل لم نشهدها من قبل إلا مع ثورتي 30 يونيو (حزيران) 2013، و25 يناير 2011. وإن كان ما نشهده حالياً أكثر حدة، فهناك إلغاء لحجوزات ومواعيد معاينات للوحدات العقارية، وتأجيل لقرارات الشراء بشكل عام حتى انتهاء الأزمة واتضاح الرؤية».
ولا يقتصر تأثير انتشار «كورونا» على حركة البيع والشراء في قطاع العقارات، بل من المتوقع أن «ينعكس التأثير على اقتصاد الشركات العقارية واستثماراتها» حسب بدر الدين، الذي أشار إلى أن «قطاع النفط تأثر بصورة كبيرة خصوصاً بعد إصرار منظمة (أوبك) على عدم تقليل إنتاجها، ليهبط سعر البرميل إلى أقل من 30 دولاراً، ما سبب خسائر للمستثمرين والصناديق العالمية، وترتبت على ذلك انخفاضات في أسعار مواد البناء وبالتالي فإن أي مستثمر لديه مخزون من هذه السلع، سيحقق خسائر بلا شك».
وتماشياً مع قرارات الحكومة المصرية إلغاء التجمعات، تم تأجيل مؤتمر ومعرض «سيتي سكيب مصر للتسويق العقاري»، الذي يعده الخبراء أحد أكبر معارض التسويق العقاري في مصر، والذي كان من المقرر عقده في منتصف الشهر الجاري، لتكتفي الشركات العقارية بالعروض التسويقية التي تقدمها وتعلن عنها إلكترونياً أو تلفزيونياً.
والتأجيل يحمي شركات العقارات من خسائر متوقعة، نظراً لصعوبة حضور العملاء، مما سيؤثر بشكل سلبي على صورة القطاع العقاري، حسب بدر الدين.
ويخشى العاملون في السوق العقارية من استمرار الأزمة فترة طويلة، وهو ما سيؤدي إلى خسائر كبيرة في القطاع، قد تضطر الشركات إلى عمليات إعادة هيكلة وتخفيض عمالة -على حد تعبير سامي- الذي قال إن «الشركات تأقلمت مع انخفاض المبيعات خلال الشهور الماضية، لكن لو استمر الوضع الحالي لمدة شهر، فالمسألة ستكون صعبة وقد تؤدي إلى إغلاق شركات وتسريح موظفين، حيث ستحتاج كل شركة إلى تخفيض نفقاتها بنسبة 40% على الأقل».
ورغم تأكيدات عبد العظيم أنه لا يوجد تأثير لأزمة «كورونا» على السوق العقارية حتى الآن، فإنه يقول: «إذا تفاقمت أزمة (كورونا) فستكون لها تأثيرات على جوانب الحياة كافة، ومنها العقارات»، وهو ما يؤكده بدر الدين بقوله إن «العالم كله سيشهد تراجعاً في معدلات النمو الاقتصادي».