ماذا قال القادة العرب عن قمة الأمل؟

توافق على سَن قرارات تخدم المنطقة العربية والعمل العربي المشترك

ماذا قال القادة العرب عن قمة الأمل؟
TT

ماذا قال القادة العرب عن قمة الأمل؟

ماذا قال القادة العرب عن قمة الأمل؟

أعرب الدكتور أنور قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية في دولة الإمارات، عن إدراكه أهمية خروج هذه القمة بقيادة موريتانيا العاقلة، برسائل واضحة وإيجابية إلى المنطقة العربية. وقال بخصوص التدخلات الإيرانية في الشأن العربي: إن «على طهران أن تمتنع عن تصدير الثورة، وأن يتم تعاملها مع المنطقة العربية بمنطق أفضل». أما بخصوص تحفظ لبنان والعراق فيما يتعلق بإدانة إيران وما يسمى «حزب الله»، فأوضح أن «تحفظ دولة أو اثنتين لا يؤثر، وإن هناك إجماعا من كل الدول بأن المسار الصحيح هو احترام السيادة والجوار».
وذكر المسؤول الإماراتي، أن قمة نواكشوط ستبعث برسائل مفادها أن العالم العربي لن يقبل بأي تدخل خارجي، وأن هذه السياسات التي تمت ممارستها منذ أكثر من عقد مرفوضة، سواء كانت إيرانية أم من أي دولة محيطة بالدول العربية، مبرزا أن قمة نواكشوط تحاول تكريس دور الجامعة العربية في تقديم الحلول للقضايا والأزمات العربية. أما بخصوص تطوير الجامعة العربية، فقد أوضح بأن هناك دراسات كثيرة حول هذا الموضوع، وأن هناك لجنة تم تشكيلها برئاسة موريتانيا لمتابعة الأمر، وهو من بين أولويات العمل العربي.
من جهته، عبر وزير الخارجية القطري السيد محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني عن شكره لموريتانيا شعبا وقيادة «على حسن الإعداد والترتيب لاستضافة هذه القمة التاريخية، التي تعد حدثا مهما في حد ذاته، وتأتي في ظروف صعبة تمر بها الأمة العربية»، وأضاف أنه «يتمنى أن تتمخض عن هذه القمة قرارات تخدم المنطقة العربية والعمل العربي المشترك».
من جانبه، أكد رئيس مجلس الأمة الجزائري عبد القادر بن صالح، أن «قيادة رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز للقمة العربية الـ27 ستكون مميزة، وستعمل على تخفيف ومعالجة القضايا العربية الراهنة».
وأضاف، أن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة يولي اهتماما كبيرا بهذه القمة، كما أن القضايا المطروحة على «هذا اللقاء التاريخي الذي تحتضنه نواكشوط كونها عاصمة مغاربية، كثيرة ولكن الرئيس، بما لديه من حكمة وبعد نظر، سيكون في المستوى الذي يساعده على تجاوز كل الصعوبات التي تواجه الأمة العربية».
في المقابل، قال وزير الخارجية الليبي محمد طاهر سيالة، في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط»: إن الجانب الليبي راض تماما عن مشروع القرار الذي يصدر عن القمة العربية، وكشف عن فتن تحاك ضد ليبيا من الخارج، ويدفع بها للداخل وتطبق بأيد ليبية، موضحا أن الدولة الليبية قادرة على التصدي لظاهرة الإرهاب، مشددا على أهمية التفاهم بالحوار مع مجلس النواب الليبي.
وفي تصريحات خاصة لوزير الخارجية اليمني عبد الملك المخلافي، قال: إن «القمة ستؤكد على استمرار الدعم للشرعية وتنفيذ القرار الدولي، وكذلك القرار الذي صدر عن قمة شرم الشيخ الماضية، باعتبار ذلك مدخلا للاستقرار في اليمن». وأضاف: إن «مفاوضات الكويت مستمرة حتى يتم تنفيذها وفق جدول زمني، ونحن مع السلام بدعم الأشقاء ونحرص عليه، ولكن الطرف الآخر يرفض، وبالتالي كل الخيارات مفتوحة».
أما وزير الشؤون الخارجية في مملكة البحرين الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة، فقد أعرب عن أمله في أن تكون الدورة الـ27 لقمة جامعة الدول العربية قمة لم الشمل العربي، مبرزا أن هذه القمة مهمة ليس لموريتانيا فحسب، بل لكل الشعوب العربية، داعيا إلى الاستفادة من التجربة الموريتانية في المجال الأمني للحفاظ على أمن الأمة العربية.
من جهته، كلف الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، المهندس شريف إسماعيل، رئيس مجلس الوزراء ، برئاسة وفد مصر خلال القمة، حيث تم بحث عدد من الملفات الداخلية والخارجية، وفي مقدمتها القمة العربية، ونقل رسالة إلى الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز، تتضمن الإعراب عن أطيب التمنيات بنجاح القمة في اعتماد القرارات اللازمة التي من شأنها تعزيز العمل العربي المشترك، ودعم التكاتف والتضامن العربي في مواجهة مختلف التحديات التي تواجهها الأمة العربية في الوقت الراهن.



هدنة غزة: انتشار «حماس» في القطاع يثير تساؤلات بشأن مستقبل الاتفاق

مسلحو «حماس» يسلمون رهينة إسرائيلية إلى أعضاء اللجنة الدولية للصليب الأحمر (رويترز)
مسلحو «حماس» يسلمون رهينة إسرائيلية إلى أعضاء اللجنة الدولية للصليب الأحمر (رويترز)
TT

هدنة غزة: انتشار «حماس» في القطاع يثير تساؤلات بشأن مستقبل الاتفاق

مسلحو «حماس» يسلمون رهينة إسرائيلية إلى أعضاء اللجنة الدولية للصليب الأحمر (رويترز)
مسلحو «حماس» يسلمون رهينة إسرائيلية إلى أعضاء اللجنة الدولية للصليب الأحمر (رويترز)

أثار انتشار عسكري وأمني لعناصر من «حماس» وموالين لها، عقب بدء تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بقطاع غزة، تساؤلات بشأن مستقبل الصفقة، في ظل ردود فعل إسرائيلية تتمسك بالقضاء على الحركة، وجهود للوسطاء تطالب الأطراف بالالتزام بالاتفاق.

تلك المشاهد التي أثارت جدلاً بمنصات التواصل بين مؤيد ورافض، يراها خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، ستكون ذريعة محتملة لإسرائيل للانقلاب على الاتفاق بعد إنهاء المرحلة الأولى والعودة للحرب، معولين على جهود للوسطاء أكبر لإثناء «حماس» عن تلك المظاهر الاستعراضية التي تضر مسار تنفيذ الاتفاق.

بينما قلل محلل فلسطيني مختص بشؤون «حماس» ومقرب منها، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، من تأثير تلك الأجواء، وعدّها «بروتوكولية» حدثت من قبل أثناء صفقة الهدنة الأولى في نوفمبر (تشرين الثاني) 2023.

وبزي نظيف وسيارات جديدة وأسلحة مشهرة، خرج مسلحون يرتدون شارة الجناح العسكري لـ«حماس» يجوبون قطاع غزة مع بداية تنفيذ اتفاق الهدنة، الأحد، وسط بيان من وزارة الداخلية بالقطاع التي تديرها عناصر موالية للحركة، كشف عن مباشرة «الانتشار بالشوارع»، وخلفت تلك المشاهد جدلاً بمنصات التواصل بين مؤيد يراها «هزيمة لإسرائيل وتأكيداً لقوة وبقاء (حماس) بالقطاع»، وآخر معارض يراها «استفزازية وتهدد الاتفاق».

عناصر من شرطة «حماس» يقفون للحراسة بعد انتشارهم في الشوارع عقب اتفاق وقف إطلاق النار (رويترز)

إسرائيلياً، تساءل المعلق العسكري للقناة 14 نوعام أمير، بغضب قائلاً: «لماذا لم يتم ضرب (تلك الاستعراضات) جواً؟»، بينما هدد وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، بإسقاط الحكومة في حال الانتقال إلى تنفيذ المرحلة الثانية من الاتفاق.

وأكد مكتب رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، في بيان الاثنين، «مواصلة العمل لإعادة كل المختطفين؛ الأحياء منهم والأموات، وتحقيق كل أهداف الحرب في غزة»، التي تتضمن القضاء على «حماس».

ويصف الخبير في الشؤون الإسرائيلية، الدكتور سعيد عكاشة، ما قامت به «حماس» بأنه «استعراض مزيف لعلمها بأنها لن تدير غزة، لكنها تحاول أن تظهر بمظهر القوة، وأنها تستطيع أن تحدث أزمة لو لم توضع بالحسبان في حكم القطاع مستقبلاً، وهذا يهدد الاتفاق ويعطي ذريعة لنتنياهو لعودة القتال مع تأييد الرأي العام العالمي لعدم تكرار ما حدث في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023».

ويتفق معه المحلل السياسي الفلسطيني، عبد المهدي مطاوع، قائلاً إن «(حماس) لا تزال بعقلية المقامرة التي حدثت في 7 أكتوبر، وتريد إرسال رسالتين لإسرائيل وللداخل الفلسطيني بأنها باقية رغم أنها تعطي ذرائع لإسرائيل لهدم الاتفاق».

بالمقابل، يرى الباحث الفلسطيني المختص في شؤون «حماس» والمقرب منها، إبراهيم المدهون، أن «الاستعراض لا يحمل أي رسائل وظهر بشكل بروتوكولي معتاد أثناء تسليم الأسرى، وحدث ذلك في الصفقة الأولى دون أي أزمات»، مشيراً إلى أن «الحركة لها جاهزية ونفوذ بالقطاع رغم الحرب، والانتشار الأمني يعدّ دور وزارة الداخلية بالقطاع وتنفذه مع توفر الظروف».

وعقب دخول الاتفاق حيز التنفيذ، استقبل رئيس وزراء قطر، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في مكتبه بالدوحة، وفداً من الفصائل الفلسطينية، مؤكداً ضرورة العمل على ضمان التطبيق الكامل للاتفاق، وضمان استمراره، وفق بيان لـ«الخارجية» القطرية الأحد.

وبينما شدد وزير الخارجية المصري، خلال لقاء مع رئيس المجلس الأوروبي، أنطونيو كوستا، ببروكسل، مساء الأحد، على «أهمية التزام أطراف الاتفاق ببنوده»، وفق بيان لـ«الخارجية» المصرية، سبقه تأكيد مجلس الوزراء الفلسطيني، الأحد، استعداد رام الله لتولي مسؤولياتها الكاملة في غزة.

وبتقدير عكاشة، فإن جهود الوسطاء ستتواصل، لا سيما من مصر وقطر، لوقف تلك المواقف غير العقلانية التي تحدث من «حماس» أو من جانب إسرائيل، متوقعاً أن «تلعب غرفة العمليات المشتركة التي تدار من القاهرة لمتابعة الاتفاق في منع تدهوره»، ويعتقد مطاوع أن تركز جهود الوسطاء بشكل أكبر على دفع الصفقة للأمام وعدم السماح بأي تضرر لذلك المسار المهم في إنهاء الحرب.

وفي اتصال هاتفي مع المستشار النمساوي ألكسندر شالينبرغ، الاثنين، شدد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، على «ضرورة البدء في جهود إعادة إعمار القطاع، وجعله صالحاً للحياة، بما يضمن استعادة الحياة الطبيعية لسكان القطاع في أقرب فرصة». بينما نقل بيان للرئاسة المصرية، عن المستشار النمساوي، تقديره للجهود المصرية المتواصلة على مدار الشهور الماضية للوساطة وحقن الدماء.

ويرى المدهون أنه ليس من حق إسرائيل أن تحدد من يدير غزة، فهذا شأن داخلي وهناك مشاورات بشأنه، خصوصاً مع مصر، وهناك مبادرة مصرية رحبت بها «حماس»، في إشارة إلى «لجنة الإسناد المجتمعي» والمشاورات التي استضافتها القاهرة مع حركتي «فتح» و«حماس» على مدار الثلاثة أشهر الأخيرة، ولم تسفر عن اتفاق نهائي بعد بشأن إدارة لجنة تكنوقراط القطاع في اليوم التالي من الحرب.