«الفساد الاقتصادي» مواجهة مفتوحة بين الحرس الثوري وحكومة روحاني

قائد الحرس: سياسيون متورطون في «شبكة فساد واسعة»

الرئيس الإيراني حسن روحاني وقائد الحرس الثوري محمد علي جعفري في سبتمبر 2015
الرئيس الإيراني حسن روحاني وقائد الحرس الثوري محمد علي جعفري في سبتمبر 2015
TT

«الفساد الاقتصادي» مواجهة مفتوحة بين الحرس الثوري وحكومة روحاني

الرئيس الإيراني حسن روحاني وقائد الحرس الثوري محمد علي جعفري في سبتمبر 2015
الرئيس الإيراني حسن روحاني وقائد الحرس الثوري محمد علي جعفري في سبتمبر 2015

لم ينتهِ أسبوع على وعود قائد مخابرات الحرس الثوري حسين طائب بملاحقة المتورطين في ملفات الفساد الاقتصادي، حتى أعلن خلال اليومين الماضيين عن اعتقال اثنين من المقربين للرئيس الإيراني حسن روحاني.
وتناقلت وسائل إعلام إيرانية، أمس، اعتقال رئيس الصندوق الوطني للتنمية صفدر حسيني، المقرب من حلقة الرئيس الإيراني، غداة الإعلان عن اعتقال المدير التنفيذي لبنك «ملت» علي رستغار سرخئي.
وكان حسيني، وهو من أبرز المتورطين بـ«فضيحة الرواتب»، ترك منصبه قبل أسبوعين بعد موافقة روحاني على قبول استقالته.
نهاية الشهر الماضي قرر مجلس إدارة بنك «ملت» إقالة سرخئي، بعدما تعرضت الحكومة الإيرانية لضغوط من وسائل الإعلام، لكنه رفض توقيع محضر إقالته. حينها قالت وكالة «تسنيم» إن سرخئي يحاول تفادي إدراج اسمه على قائمة المتورطين في الرواتب الفلكية للتمسك بمنصبه في رئاسة البنك. خلال اليومين الماضيين نشرت وكالات الحرس الثوري وثائق حول ممتلكاته وتفاصيل أخرى عن حياته الخاصة لإثبات تورطه. فيما ترددت أنباء في الأيام الأخيرة حول دور محتمل لحسين فريدون، شقيق الرئيس الإيراني، في تعيين رؤساء تنفيذيين في البنوك الإيرانية الكبيرة. وكان برلمانيون اتهموا فريدون بإدارة «شبكة فساد كبيرة» في البلاد.
وقالت مخابرات الحرس الثوري إنها اعتقلت سرخئي؛ بسبب «نشاطه الواسع في عصابة منظمة في الفساد البنكي»، فيما أشارت «تسنيم» إلى اعتقال المساعد الدولي لرئيس بنك «ملت» المقال، ويذكر أن بنك «ملت» ثالث بنوك إيران برأسمال يتجاوز 62 مليار دولار، ويملك 1900 فرع داخل إيران، وفرعين خارج البلاد.
وكان موقع «راه دانا» المقرب من الحرس الثوري قدم أدلة بشأن دور روحاني في تعيين رستغار في منصب رئيس بنك «ملت»، وفي إشارة إلى مدينة «سرخة» بمحافظة سمنان التي ينتمي إليها كل من روحاني ورستغار، قال الموقع على سبيل التهكم أنه يكفي أن تكون من مدينة روحاني، لكي تصبح رئيسا لأحد البنوك الكبيرة في إيران كما أطلق الموقع على مقربين روحاني من المسؤولين عصابة «سرخئي».
يأتي هذا بعدما وجهت اتهامات كبيرة إلى روحاني وشقيقه بتعيين رئيس بنك «رفاه» علي صدقي المقال بدوره بسبب «الرواتب الفلكية».
وتعمقت الأزمة السياسية داخل إيران عقب تبادل الاتهامات بين دوائر السلطة؛ بسبب تبادل الاتهامات حول الفساد، ووسط كل هذا الجدل يعاني الشارع الإيراني تناقض المعلومات وغياب الشفافية على الرغم من تأكيدات متكررة حول توضيح الملابسات للرأي العام، لكنه من المؤكد يشكل جانب من الصراع الخفي الدائر بين الدوائر الإيرانية، خاصة أن تجاوزات الفساد أصبحت حديث الساعة لدى المواطن الإيراني الذي «يعاني مشكلات حقيقية في الاقتصاد والثقافة» وفق ما نقلته وكالة «تسنيم» من المساعد الأول للرئيس الإيراني إسحاق جهانغيري.
وتنذر الأزمة بالتفاقم مع دخول إعلان الحرس الثوري نيته للعب دور كبير في مكافحة الفساد في حين أن الجهاز العسكري تردد اسمه بين الدوائر المطالبة بالشفافية المالية ونشر ما يتقاضاه قادته، ورفض الحرس الثوري التجاوب مع دعوات الشفافية ونشر معلومات عن رواتب قادته لدعاوى «أمنية» وفق المتحدث باسمه رمضان شريف. بدورها، اعتبرت أوساط مقربة من الحكومة الإيرانية نشر الوثائق استهدافا لروحاني قبل أشهر من الترشح لفترة رئاسية ثانية، وحذر سياسيون خلال الفترة الماضية من تحول فضيحة الرواتب الفلكية إلى ذريعة بين الأطراف المتصارعة على السلطة لـ«تصفية حسابات سياسية».
في المقابل، أفادت وكالة «إيسنا» أمس نقلا عن المتحدث باسم الحكومة محمد رضا نوبخت أن «عددا محدودا» من المسؤولين الحكوميين تلقوا رواتب خارج إطار القانون، وأشار إلى أن المتورطين هم رؤساء لمكاتب اقتصادية «غير مرتبطة ومرتبطة» بالحكومة.
أول من أمس، نفى قائد الحرس الثوري الجنرال محمد علي جعفري أن تكون الاعتقالات الجديدة التي تطال مسؤولين كبار على صلة بـ«الرواتب الفلكية»، قائلا إنها تأتي على خلفية «اكتشاف شبكة فساد اقتصادية واسعة». وجدد جعفري مخاوفه من «استحالة النظام الثوري» بعدما يقارب أربعة عقود على يد من وصفهم بـ«المندسين».
وتحدث جعفري خلال مؤتمر لقادة بحرية الحرس الثوري في مشهد، أول من أمس، حول «دعم» السلطة القضائية لتحرك الحرس الثوري على هذا الصعيد، ملمحا إلى اعتقال «بعض السياسيين في شبكة فساد». في غضون ذلك ذكر جعفري أن اعتقال رئيس بنك «ملت» جاء بـ«قرار قضائي»، نافيا أن تكون «فضيحة الرواتب الفلكية» السبب الوحيد.
وأشار جعفري إلى أن دخول الحرس الثوري في ملف «الفساد» الاقتصادي جاء بعد جملة من التحذيرات أصدرها المرشد الإيراني علي خامنئي في خطاباته الأخيرة للتعبير عن مخاوفه، وقال جعفري إن المرشد أصدرها «بعدما تعرضت الثورة لمخاطر حقيقية، وأن بعض المعارضين تغلغلوا في الحكومة».
يشار إلى أن الحديث عن تورط أعضاء مكتب روحاني بالفساد بدأ فعليا منذ منتصف فبراير (شباط) الماضي في مؤتمر صحافي لعضو البرلمان السابق حسين زاكاني، عندما وجَّه اتهاما إلى مكتب روحاني وتحديدا إلى رئيس مكتبه محمد نهاونديان وشقيقه حسين فريدون بإدارة «مافيا اقتصادية».
آنذاك هدد خصوم روحاني بتقديم «أدلة دامغة» لأجهزة الأمن و«الداخلية» حول فساد مكتب روحاني و«استغلال» الاتفاق النووي في إبرام صفقات تجارية «سرية». المعلومات التي قال زاكاني إنه بصدد تقديم وثائق عنها لا تختصر على مكتب روحاني، بل شملت وزارتي الخارجية والنفط. «شبكة خطيرة من السماسرة» التي تحدث عنها زاكاني شملت وزير النفط الإيراني بيجن زنغنه وممثل إيران السابق في الأمم المتحدة سيروس ناصري. حينها فسرت تهديداته على أنها تأتي لأغراض انتخابية؛ لأنها سبقت الانتخابات البرلمانية التي جرت في 26 من فبراير الماضي بأيام.
خلال الفترة الماضية هدد كل من زنغنة وفريدون برفع قضية إلى السلطة القضائية ضد نواب البرلمان؛ بسبب الاتهامات، كما أعلن وزير الداخلية رحمان فضلي أن النواب لم يقدموا لوزارته أي وثيقة تثبت الفساد في مكتب الرئيس.
وكان فريدون محور الضغط على روحاني، خاصة عقب غياب استمر شهرين بين أبريل (نيسان) ومايو (أيار)، أثارت تكهنات حول اعتقاله.
بذلك يقود الحرس الثوري معسكر خصوم روحاني في المبارزة المفتوحة على كل الاحتمالات تحت مظلة الفساد الاقتصادي، في حين يوجه المنتقدون اتهاما واحدا لكل الدوائر الفاعلة بالسلطة هو تجاهلها مكافحة الفساد الاقتصادي. وكان روحاني انتقد الحرس الثوري في مناسبات مختلفة؛ بسبب دوره الاقتصادي الذي يؤثر سلبا في سياسة حكومة الاقتصادية، كما أنه تحول إلى كابوس يهدد تطلعات الحكومة لتشجيع الاستثمار الأجنبي. خلال السنوات الثلاثة الأولى حاول روحاني تبرير فشل وعوده الاقتصادية والفساد إلى سلفه محمود أحمدي نجاد، وهو موضوع أصبح غير مقنع لكثيرين.



واشنطن تحاكم إيرانيين اعترفا بتحويل «الخُمس» لمكتب خامنئي

خامنئي يلوح لحشد من المعلمين في طهران في 1 مايو 2024 (رويترز)
خامنئي يلوح لحشد من المعلمين في طهران في 1 مايو 2024 (رويترز)
TT

واشنطن تحاكم إيرانيين اعترفا بتحويل «الخُمس» لمكتب خامنئي

خامنئي يلوح لحشد من المعلمين في طهران في 1 مايو 2024 (رويترز)
خامنئي يلوح لحشد من المعلمين في طهران في 1 مايو 2024 (رويترز)

اعترف إيرانيان بخرق العقوبات الأميركية على طهران، وأقرا أمام محققين فيدراليين بتحويل عشرات الآلاف من الدولارات من الولايات المتحدة إلى المرشد الإيراني علي خامنئي، وفقاً لوزارة العدل الأميركية.

وقال بيان للوزارة، اليوم الخميس، إن «تهمة التآمر لانتهاك العقوبات الأميركية على إيران وجِهت لكل من عاصم مجتبى نفقي ومزمل زيدي».

ونقل بيان الوزارة عن وثائق محكمة أميركية أن زيدي حصل في ديسمبر (كانون الأول) 2018، على إذن بجمع ما يعرف بـ«الخمس»، وهي بمثابة «الزكاة المفروضة على الثروة نيابة عن العديد من الأئمة».

وبين ديسمبر 2018 وديسمبر 2019، جمع زيدي ومجتبى نقفي مدفوعات هذه الضريبة، بالإضافة إلى «تبرعات مزعومة لمساعدة ضحايا الحرب الأهلية المستمرة في اليمن، من أفراد في الولايات المتحدة».

وقالت العدل الأميركية إن زيدي ومجتبى نقفي رتّبا لتحويل الأموال من الولايات المتحدة إلى إيران وتسلمها من قبل مكتب المرشد الإيراني، من خلال تجنيد «أصدقاء وأفراد الأسرة وشركاء آخرين لنقل الأموال النقدية إلى خارج الولايات المتحدة، بمبالغ أقل من 10000 دولار لتجنب تدقيق سلطات إنفاذ القانون».

وشملت إحدى عمليات تحويل الدولارات إلى إيران، وفقاً لوزارة العدل، مجموعة مكونة من 25 مسافراً كانوا في طريقهم لزيارة العراق، وما تلا ذلك من نقل للدولار الأميركي يحمله هؤلاء المسافرون يدوياً إلى إيران.

وزيدي ومجتبى نقفي معتقلان في هيوستن منذ 18 أغسطس (آب) 2020، نتيجة لهذا المخطط.

ويعد تحويل الأموال من الولايات المتحدة إلى إيران غير قانوني منذ عام 1995، بينما كانت وزارة الخارجية الأميركية قد صنفت هذا البلد «راعياً للإرهاب» عام 1984.

وقالت وزارة العدل إن كلاً من زيدي ومجتبى نقفي اعترفا بالذنب في التآمر وانتهاك القانون أمام قاضية المحكمة الأميركية تانيا س تشوتكان.

المرشد الإيراني علي خامنئي (رويترز)

عقوبات إيرانية

في المقابل، أعلنت إيران فرض عقوبات على أفراد وكيانات أميركية وبريطانية «تدعم إسرائيل في حربها على قطاع غزة»، وفقاً لوزارة الخارجية الإيرانية.

وقال بيان الوزارة، اليوم الخميس، إن العقوبات تستهدف سبعة أميركيين من بينهم الجنرال براين ب فينتون قائد قوات العمليات الخاصة في الجيش الأميركي، ونائب الأدميرال براد كوبر وهو قائد سابق للأسطول الخامس للبحرية الأميركية.

ومن بين المسؤولين والكيانات البريطانية المستهدفة بالعقوبات وزير الدفاع غرانت شابس، وقائد القيادة الاستراتيجية للجيش البريطاني جيمس هوكنهال والبحرية الملكية البريطانية في البحر الأحمر.

وشملت قائمة العقوبات شركتَي «لوكهيد مارتن» و«شيفرون» الأميركيتين، وشركات «إلبيت سيستمز» و«باركر ميغيت» و«رافايل يو كيه» البريطانية.

وزعمت وكالة «تسنيم» التابعة لـ«لحرس الثوري» أن بعض هذه الشركات « لديها دور في فرض عقوبات وزارة الخزانة الأميركية ضد حركة (حماس)، ومحاولتها قطع التمويل عنها ووصولها شبكة العملات المشفرة بحجة غسل الأموال».

وأعلنت الخزانة الأميركية، في مارس (آذار) الماضي، أنها فرضت بالتنسيق مع بريطانيا عقوبات استهدفت شخصين و3 كيانات بتهمة جمع أموال لحركة «حماس».

وأشارت وزارة الخارجية الإيرانية إلى أن العقوبات تشمل «تجميد الحسابات والمعاملات في النظامين المالي والمصرفي الإيرانيين وتجميد الأصول الواقعة ضمن نطاق الولاية القضائية لجمهورية إيران الإسلامية، فضلاً عن تعليق إصدار تأشيرات ومنع الدخول إلى الأراضي الإيرانية».

وأفادت وكالة «تسنيم» التابعة لـ«الحرس الثوري»، بأن إيران أصدرت هذه العقوبات «في إطار التزاماتها الدولية في مجال حقوق الإنسان، وكذلك في مكافحة الإرهاب وتمويله، ولا سيما مكافحة إرهاب الدولة الذي تمارسه الولايات المتحدة الأميركية»، وتفرض عقوبات ضد الشخصيات والمؤسسات المذكورة.

وأشارت الوكالة الإيرانية إلى أن العقوبات استندت إلى قانون إيراني يحمل عنوان «مكافحة انتهاكات حقوق الإنسان والعمليات المتهورة والإرهابية للولايات المتحدة الأميركية في المنطقة».


الرئيس الإسرائيلي: «الكراهية ومعاداة السامية لوّثت» جامعات أميركية

الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ خلال اجتماع مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في تل أبيب 30 نوفمبر 2023 (رويترز)
الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ خلال اجتماع مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في تل أبيب 30 نوفمبر 2023 (رويترز)
TT

الرئيس الإسرائيلي: «الكراهية ومعاداة السامية لوّثت» جامعات أميركية

الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ خلال اجتماع مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في تل أبيب 30 نوفمبر 2023 (رويترز)
الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ خلال اجتماع مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في تل أبيب 30 نوفمبر 2023 (رويترز)

انتقد الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ، اليوم (الخميس)، جامعات أميركية بسبب الاضطرابات التي تشهدها احتجاجاً على الحرب في قطاع غزة، معتبراً أن هذه المؤسسات الأكاديمية «ملوثة بالكراهية ومعاداة السامية».

وقال هرتسوغ في بيان داعم للطلاب اليهود في الجامعات الأميركية: «نرى المؤسسات الأكاديمية البارزة وقاعات التاريخ والثقافة والتعليم ملوثة بالكراهية (ضد اليهود) ومعاداة السامية التي تغذيها الغطرسة والجهل... نشاهد (ذلك) برعب بينما يتم الاحتفال بالأعمال الوحشية التي وقعت في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) ضد إسرائيل وتبريرها».


الحكومة الإسرائيلية تحصل على تمديد لمهلة وضع خطة لتجنيد اليهود المتشددين

مظاهرة لليهود المتشددين ضد التجنيد الإجباري في إسرائيل (رويترز)
مظاهرة لليهود المتشددين ضد التجنيد الإجباري في إسرائيل (رويترز)
TT

الحكومة الإسرائيلية تحصل على تمديد لمهلة وضع خطة لتجنيد اليهود المتشددين

مظاهرة لليهود المتشددين ضد التجنيد الإجباري في إسرائيل (رويترز)
مظاهرة لليهود المتشددين ضد التجنيد الإجباري في إسرائيل (رويترز)

حصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على تأجيل جديد في خلاف طويل الأمد حول إعفاء اليهود المتشددين دينيا من التجنيد الإجباري بعد أن أجلت المحكمة العليا اليوم (الخميس) الموعد النهائي لوضع خطة تجنيد جديدة إلى 16 مايو (أيار)، بحسب «رويترز».

وكانت المحكمة، التي نظرت في طعون وصفت الإعفاء الذي مضت عليه عقود من الزمن بأنه تمييزي، حددت يوم 31 مارس (آذار) موعدا نهائيا في البداية، قبل تمديده حتى 30 أبريل (نيسان) بناء على طلب الحكومة، التي قالت إنها مشغولة بشن حرب غزة، وطلبت الأسبوع الماضي تأجيلا إضافيا.

ويضم ائتلاف نتنياهو حزبين للمتزمتين دينيا يعدان الإعفاءات عاملا مهما للاحتفاظ بدعم ناخبيهما في المعاهد الدينية ولمنع انصهار هؤلاء المؤيدين في الجيش، وهو أمر قد يصطدم مع عاداتهم المحافظة.

وجاء التمديد الأخير لمدة أقصر مما طلبت الحكومة، لكنه قد يجنب نتنياهو المساءلة في قضية ساخنة قبل يوم إحياء ذكرى قتلى معارك إسرائيل في 13 مايو، ويوم إعلان قيام إسرائيل في 14 مايو.

ومن المتوقع أن تسيطر أجواء مشحونة على العطلتين وسط استمرار الحرب في غزة ومواجهات على جبهات أخرى، والتي أدت إلى وقوع خسائر هي الأسوأ منذ عقود في صفوف الإسرائيليين، معظمها من المجندين صغار السن وجنود الاحتياط.

ويشكل اليهود المتزمتون دينيا 13 في المائة من سكان إسرائيل البالغ عددهم 10 ملايين نسمة، ومن المتوقع أن تصل نسبتهم إلى 19 في المائة بحلول عام 2035 بسبب ارتفاع معدلات المواليد لديهم.

ويقول اقتصاديون إن الإعفاء من التجنيد الإلزامي يتيح لبعض أفراد المجتمع البقاء خارج القوى العاملة دون داع، ما يؤدي إلى تزايد عبء الرعاية الاجتماعية على دافعي الضرائب من الطبقة المتوسطة.

والأقلية العربية التي تشكل 21 في المائة من سكان إسرائيل أيضا معفاة في الغالب من أداء الخدمة العسكرية التي تلزم الإسرائيليين عموما في سن 18 عاما بالخدمة لمدة 32 شهرا للرجال و24 شهرا للنساء.


قضاء إيران يستدعي صحافيين نشروا تحقيقاً عن مقتل شاكرمي

الفتاة الإيرانية نيكا شاكرمي (أ.ف.ب)
الفتاة الإيرانية نيكا شاكرمي (أ.ف.ب)
TT

قضاء إيران يستدعي صحافيين نشروا تحقيقاً عن مقتل شاكرمي

الفتاة الإيرانية نيكا شاكرمي (أ.ف.ب)
الفتاة الإيرانية نيكا شاكرمي (أ.ف.ب)

استدعى القضاء الإيراني ناشرين وصحافيين إيرانيين على خلفية إعادة نشر تحقيق اتهم «الحرس الثوري» بقتل ناشطة مراهقة في شوارع طهران.

ونقلت وكالة «إسنا» الإيرانية، الخميس، أن مكتب المدعي العام في طهران رفع قضية جنائية على ناشطين وصحافيين لنشرهم مواد كاذبة، في إشارة إلى تحقيق نشرته «بي بي سي» عن حادثة مقتل الناشطة نيكا شاكرمي.

وقالت الوكالة الإيرانية إن المدعي العام في طهران «استدعى هؤلاء (دون الإشارة إلى أسمائهم) لتقديم توضيحات».

وأشار المدعي العام، وفقاً للوكالة، إلى أن الناشطين متهمون بـ«إخلال الأمن المجتمعي والعقلي في إيران».

سيدة تحمل صورة شاكرمي في وقفة احتجاج ضد قمع السلطات الإيرانية بمدينة ملبورن (وكالة الحماية الأميركية)

واهتمت صحف إيرانية من بينها «كيهان» و«جام جام»، بتحقيق «بي بي سي»، لكنها وصفته بالكاذب وقالت إنه يهدف إلى صرف الأنظار عن حرب غزة.

وقالت وكالة «إسنا»، إن «الناشطين المطالبين بالإصلاح بشكل وقح استخدموا وثائق (بي بي سي) المزورة للتحريض على النظام».

وقالت «بي بي سي» إنها حصلت على وثائق تحمل علامة «سري للغاية»، تلخص جلسة استماع بشأن قضية المراهقة نيكا شاكرمي عقدها «الحرس الثوري»، تضمنت «أسماء قتلتها، وكبار القادة الذين حاولوا إخفاء الحقيقة».

وفُقدت نيكا شاكرمي، في 20 سبتمبر (أيلول) 2022، بعد توجهها للانضمام إلى احتجاج في طهران، قبل أسبوعين من احتفالها بعيد ميلادها الـ17، كما كتبت عمتها آتش شاكرمي على مواقع التواصل الاجتماعي.

وتحتوي الوثائق على «تفاصيل مزعجة للأحداث التي وقعت في الجزء الخلفي من شاحنة سرية، حيث كانت قوات الأمن تقيد نيكا»، تشمل أن «أحد الرجال (من الحرس الثوري) تحرّش بشاكرمي أثناء جلوسه عليها، ورغم تقييد يديها، فإنها قاومت بالركل والسب؛ ما دفع الرجال إلى ضربها بالهراوات».

كيف قُتلت شاكرمي

وتعرضت شاكرمي إلى تحرش جنسي، وقُتلت على يد 3 من عناصر «الحرس الثوري»، وجاء في وثائق «بي بي سي» أن رجل أمن تحرش جنسياً بنيكا بالجلوس عليها، لكنها قاومت بالركل والشتم.

وقام عناصر «الحرس الثوري» الثلاثة بضرب الفتاة المراهقة بهراوة وصاعق بقوة حتى ماتت داخل شاحنة في أحد شوارع طهران.

وزعمت السلطات الإيرانية أن موت شاكرمي «لا صلة له بالاحتجاجات، وأنها دفعت من أعلى سطح أحد المباني، حيث تم العثور على جثتها في صباح يوم 21 سبتمبر»، ولم يُسمح لوالدتها بالتعرف عليها إلا بعد 8 أيام.

وفي مارس (آذار) الماضي، خلص تقرير لخبراء مكلّفين من مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة إلى أن القمع العنيف في إيران للمظاهرات السلمية بعد وفاة الشابة مهسا أميني في سبتمبر 2022، و«التمييز المؤسسي» ضد النساء والفتيات، أدى إلى «جرائم ضد الإنسانية».

وكانت حركة المرأة والحياة والحرية قد انطلقت بعد أيام من وفاة مهسا أميني، متأثرة بجراح أصيبت بها أثناء احتجازها لدى الشرطة، وفقاً لبعثة تقصي حقائق تابعة للأمم المتحدة، بعد اتهامها بعدم ارتداء الحجاب بشكل صحيح.


«الرهائن» واجتياح رفح على طاولة مجلس الحرب الإسرائيلي اليوم

دبابات إسرائيلية متمركزة عند الحدود مع قطاع غزة (إ.ب.أ)
دبابات إسرائيلية متمركزة عند الحدود مع قطاع غزة (إ.ب.أ)
TT

«الرهائن» واجتياح رفح على طاولة مجلس الحرب الإسرائيلي اليوم

دبابات إسرائيلية متمركزة عند الحدود مع قطاع غزة (إ.ب.أ)
دبابات إسرائيلية متمركزة عند الحدود مع قطاع غزة (إ.ب.أ)

قال مصدر حكومي إن وزراء إسرائيليين كباراً سيجتمعون، (الخميس)، لبحث مقترح اتفاق هدنة في غزة لإطلاق سراح بعض الرهائن الذين تحتجزهم «حركة حماس»، وكذلك احتمالات مضي الجيش قدماً في عملية برية لاجتياح مدينة رفح المكتظة بالنازحين في الطرف الجنوبي للقطاع.

وقال المصدر إن من المقرر أن تجتمع حكومة الحرب بقيادة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مبدئياً في 06:30 مساء (15:30 بتوقيت غرينيتش)، على أن يليها اجتماع لمجلس الوزراء الأمني الموسع. ولا تنشر إسرائيل بشكل عام معلومات عن جلسات المجلسين.

وتنتظر إسرائيل رد «حماس» على أحدث مقترح لوقف إطلاق النار قدمه وسطاء مصريون، الذي سيؤدي إلى إطلاق سراح بعض الرهائن الذين احتجزتهم الحركة الفلسطينية بعد هجوم شنته في السابع من أكتوبر (تشرين الأول.

وتعثرت الجهود السابقة بسبب مطالبة «حماس» بالتزام إسرائيل بإنهاء الحرب المستمرة منذ سبعة أشهر تقريباً.

ووصفت إسرائيل أيضاً التوغل الذي تلوح به منذ فترة طويلة في رفح على الحدود الجنوبية لقطاع غزة مع مصر بالوشيك. وتقول إن رفح هي المعقل الأخير لـ«حماس». وتعد رفح الملاذ الأخير لنحو مليون نازح فلسطيني يثير مصيرهم قلق المجتمع الدولي.

وبينما تقول إسرائيل إنها ستعمل على ضمان الإجلاء الآمن للمدنيين من رفح، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن خلال زيارته لإسرائيل، أمس، إنه لم ير مثل هذه الخطة بعد.


صمت رسمي تركي على ترحيل 16 ألف سوري في شهر

أرشيفية لسوريين ينتظرون أمام بوابة أكتشا قلعة (تل أبيض) للدخول إلى شمال الرقة
أرشيفية لسوريين ينتظرون أمام بوابة أكتشا قلعة (تل أبيض) للدخول إلى شمال الرقة
TT

صمت رسمي تركي على ترحيل 16 ألف سوري في شهر

أرشيفية لسوريين ينتظرون أمام بوابة أكتشا قلعة (تل أبيض) للدخول إلى شمال الرقة
أرشيفية لسوريين ينتظرون أمام بوابة أكتشا قلعة (تل أبيض) للدخول إلى شمال الرقة

أوقفت تركيا منح الجنسيات الاستثنائية للسوريين، وشددت شروط التجديد لحملة الإقامات السياحية، في ظل هجوم مكثّف من المعارضة على حكومة الرئيس رجب طيب إردوغان في هذا الملف. وجاء ذلك وسط صمت رسمي حيال تقارير عن ترحيل نحو 16 ألف سوري من البلاد خلال شهر واحد.

وقالت مصادر إدارية في المعابر الحدودية الأربعة بين تركيا وشمال سوريا؛ وهي باب الهوى وباب السلامة وجرابلس وتل أبيض، إنه جرى ترحيل نحو 16 ألف سوري خلال شهر أبريل (نيسان) الماضي وحده. وتزامنت هذه المعلومات مع تأكيد ناشطين سوريين على منصات التواصل الاجتماعي أن أنقرة جمّدت منذ أشهر ملفات مَن كانوا في مراحل الحصول على الجنسية التركية، من دون أن تتضح أسباب ذلك.

وذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، أول من أمس (الثلاثاء)، أن السلطات التركية طردت 50 لاجئاً سورياً «بطريقة غير إنسانية» من داخل حدودها، معظمهم من حاملي بطاقات الحماية المؤقتة (كيملك)، من خلال معبر باب السلامة الحدودي في ريف أعزاز شمال حلب.


منفذ الطعن بالقدس كان يتمنى «الشهادة»... واستنكار لتصريحات إمام أوغلو عن «حماس» 

حسن ساكلانان الإمام التركي منفذ حادث الطعن في القدس (متداولة)
حسن ساكلانان الإمام التركي منفذ حادث الطعن في القدس (متداولة)
TT

منفذ الطعن بالقدس كان يتمنى «الشهادة»... واستنكار لتصريحات إمام أوغلو عن «حماس» 

حسن ساكلانان الإمام التركي منفذ حادث الطعن في القدس (متداولة)
حسن ساكلانان الإمام التركي منفذ حادث الطعن في القدس (متداولة)

تكشفت معلومات جديدة حول إمام المسجد التركي، حسن ساكلانان، الذي قُتل، الثلاثاء، على يد قوات الشرطة الإسرائيلية في البلدة القديمة في القدس الشرقية إثر طعنه شرطياً إسرائيلياً وإصابته بجروح. كما تعرّض رئيس بلدية إسطنبول من حزب الشعب الجمهوري المعارض، أكرم إمام أوغلو، لانتقادات حادة بسبب وصفه حركة «حماس» بـ«المنظمة الإرهابية»، في حين قال وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، إن بلاده ستنضم إلى جنوب أفريقيا في الاستئناف على قرار محكمة العدل الدولية في دعوى الإبادة الجماعية التي رفعتها ضد إسرائيل.

وكشف بعض المقربين من حسن ساكلانان، إمام المسجد التركي الذي قُتل على يد الشرطة الإسرائيلية عند بوابة الساهرة في البلدة القديمة بالقدس الشرقية بعد طعنه أحد الجنود الإسرائيليين وأصابه بجروح، عن أنه كان من المتأثرين بشدة بالقضية الفلسطينية وما يجري في سوريا، وأنه كان يسعى لأن يكون «شهيداً»، وأن هذا الأمر كان مهماً جداً بالنسبة له.

وتبيّن من السجل الوظيفي لــساكلانان، المولود في قرية أيوبية في شانلي أورفا جنوب شرقي تركيا في الأول من يناير (كانون الثاني) 1990 والأب لأربعة أطفال أكبرهم 10 سنوات، أنه عمل أولا في قية آجي كويو في منطقة شريفلي كوتش هيصار في العاصمة أنقرة، إماماً متعاقداً لمدة عام ونصف العام تقريباً، ثم عيّن من قِبل هيئة الشؤون الدينية إماماً لأحد المساجد في حي كيبيز في منطقة خليلي في شانلي أورفا.

ونقلت وسائل إعلام تركية عن عمدة قرية آجي كويو في أنقرة، أنه كان يجيد اللغة العربية ويميل إلى العزلة. وقال إنه اتصل به قبل أيام من حادث الطعن في القدس وكان في شانلي أوفا، مشيراً إلى أنه كان «حساساً للغاية تجاه القضية الفلسطينية»، مضيفاً: «لم نعتقد أبداً أنه سيذهب إلى القدس، لو كنا نعرف لكنا حاولنا منع ذلك، لديه 4 أطفال صغار أكبرهم بعمر الـ10 سنوات».

كما روى زميل له في تلك الفترة أنه كان متأثراً بشدة بالقضية الفلسطينية وبما يجري في سوريا، وأنه سمعه أكثر من مرة يقول: «لو أعطت الدولة الفرصة، لنذهب إلى الجبهة»، وأنه كان يتمنى أن يكون شهيداً.

جواز سفر حسن ساكلانان السائح التركي المنفذ للهجوم في القدس (إكس)

وأفادت تقارير بأن ساكلانان كان يحمل جواز سفر عادياً، وليس جواز سفر خاصاً (رمادياً أو أخضر)، وحصل على عطلة وإذن بالسفر قبل ذهابه إلى القدس، ودخل إسرائيل عبر جسر اللنبي من الأردن.

وترددت مزاعم تفيد بأن ساكلانان، الذي لا يزال يتصدر منصات التواصل الاجتماعي في تركيا تحت وسم «البطل التركي الشهيد» والذي احتفى به مواطنون أتراك بتوزيع الحلوى في الشوارع وأمام مسجد السلطان أحمد، أحد أكبر مساجد إسطنبول، أقلع عن التدخين واهتم بنظامه الغذائي لمدة شهرين قبل توجهه ضمن فوج إلى القدس كسائح، وأن هدفه الأساسي كان الانضمام إلى حركة «حماس»، وكان ينوي الانتقال إلى قطاع غزة.

ونشرت حركة «حماس» بياناً نعت فيه ساكلانان، قالت فيه: «نحن أمة واحدة، جسد واحد، دم واحد، قضية واحدة وعدونا واحد، وبهذا الفهم نحيي الشهيد التركي حسن ساكلانان الذي قام بعمل بطولي في القدس، نعلنه شهيداً لفلسطين وغزة والقدس والمسجد الأقصى».

هجوم على إمام أوغلو

في المقابل، تعرّض رئيس بلدية إسطنبول، أكرم إمام أوغلو، لهجوم من حزبي العدالة والتنمية الحاكم وحليفه حزب الحركة القومية، بعد وصفه «حماس» بـ«المنظمة الإرهابية» في مقابلة مع شبكة «سي إن إن» الأميركية.

وقال المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية عمر تشيليك، للصحافيين عقب اجتماع للجنة التنفيذية للحزب، مساء الثلاثاء، إن الحزب يرى أنه من الخطأ تماماً وصف «حماس» واتهامها بأنها منظمة إرهابية.

وأضاف: «في هذه المرحلة، القضية الرئيسية ليست (حماس)، بل سياسة الإبادة الجماعية والمذابح ضد الفلسطينيين التي ينتهجها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وإذا كان هناك إرهاب، فهذا هو الاسم الذي يجب أن يطلق على سياسة الإبادة الجماعية التي تتبعها حكومة نتنياهو، وسيكون من الخطأ وصف (حماس) بهذه الطريقة».

وكتب مراد كوروم، النائب البرلماني عن إسطنبول من حزب العدالة والتنمية، والذي خسر السباق على رئاسة بلدية إسطنبول في مواجهة إمام أوغلو في 31 مارس (آذار) الماضي، على حسابه في «إكس»: «بينما يتم ذبح عشرات الآلاف من الأبرياء أمام أعين العالم، وبينما ترتكب أكبر جرائم الحرب في العالم وترتكب الإبادة الجماعية في فلسطين، فإن كلمات رئيس بلدية إسطنبول إمام أوغلو عن (حماس) ليست إنسانية».

وهاجم رئيس حزب الحركة القومية، حليف الحزب الحاكم في «تحالف الشعب»، دولت بهشلي إمام أوغلو، خلال كلمة أمام مجموعة حزبه بالبرلمان الثلاثاء، قائلاً: «هل نحن الوحيدون الذين نعتقد أنه ليس من المعقول أن يقوم رئيس بلدية إسطنبول، الذي لا يستطيع وصف حزب العمال الكردستاني (منظمة إرهابية)، بتصنيف (حماس) كذلك. يا أبناء السياسة أين أنتم؟ لماذا لا تتكلمون؟».

وزير الخارجية التركي هاكان فيدان خلال استقباله نظيرته الإندونيسية في أنقرة الأربعاء (وزارة الخارجية التركية)

في الأثناء، قال وزير الخارجية التركي، فيدان، خلال مؤتمر صحافي مع نظيرته الإندونيسية ريتنو مرسودي عقب مباحثاتهما في أنقرة الأربعاء: «قررنا الانضمام إلى الدعوى المرفوعة من جنوب أفريقيا ضد إسرائيل في محكمة العدل الدولية».

ولفت إلى أن إسرائيل تواصل جرائمها بحق الشعب الفلسطيني، وأن على المجتمع الدولي إيقاف هذه الجرائم، مؤكداً أن إقامة دولة فلسطينية وحل الدولتين أمران أساسيان أكّدنا عليهما مع قادة دول الغرب، وأن بعض الدول الغربية أصبحت تعترف بأن حل الدولتين أمر لا مفر منه.

وقال فيدان: «يسعدنا أن نرى أن مواقفنا وإندونيسيا بشأن فلسطين هي نفسها، لقد شاركنا في عمل مهم معاً لوقف الهجمات على غزة»، مضيفا أن العالم يواجه اختباراً بين أن ننحاز إلى الإنسانية أو نتقاسم تكلفة الجرائم.

قضاة محكمة العدل الدولية خلال نظر دعوى جنوب أفريقياً ضد إسرائيل في يناير الماضي (رويترز)

اعتقال نتنياهو

في السياق ذاته، أكد رئيس لجنة العدالة في البرلمان التركي نائب حزب العدالة والتنمية الحاكم، جنيد يوكسل، ضرورة تحرك المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية وتسريع التحقيق وإصدار مذكرة اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وبعض المسؤولين الإسرائيليين.

وأكد يوكسل، في كلمة خلال اجتماع للجنة بالبرلمان التركي، أن أفعال إسرائيل تحمل صفة جريمة إبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب، وأن إسرائيل تتحرك بشكل ينافي القانون الإنساني الدولي، وما يشجعها على ذلك هو تصورها أنها ستفلت من العقاب.

وأضاف أنه «من أجل القضاء على هذا التصور، يجب على النظام العالمي التحرك بشكل سريع من أجل تنفيذ القرارات القضائية التي تتخذها المحاكم الدولية مثل المحكمة الجنائية الدولية ومحكمة العدل الدولية ومعاقبة إسرائيل ومن ارتكبوا هذه الجرائم».


نتنياهو يمتنع عن اللقاءات الجماهيرية و64 % يريدون استقالته

صور الرهائن الإسرائيليين موضوعة على كراسي مائدة عشاء عيد الفصح اليهودي خلال احتجاج خارج مقر إقامة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو 24 أبريل (إ.ب.أ)
صور الرهائن الإسرائيليين موضوعة على كراسي مائدة عشاء عيد الفصح اليهودي خلال احتجاج خارج مقر إقامة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو 24 أبريل (إ.ب.أ)
TT

نتنياهو يمتنع عن اللقاءات الجماهيرية و64 % يريدون استقالته

صور الرهائن الإسرائيليين موضوعة على كراسي مائدة عشاء عيد الفصح اليهودي خلال احتجاج خارج مقر إقامة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو 24 أبريل (إ.ب.أ)
صور الرهائن الإسرائيليين موضوعة على كراسي مائدة عشاء عيد الفصح اليهودي خلال احتجاج خارج مقر إقامة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو 24 أبريل (إ.ب.أ)

في وقت نشرت فيه نتائج استطلاعين جديدين للرأي أجرتهما القناتان 11 و12، كل واحد على حدة، يستدل منها أن الأغلبيّة الإسرائيليّة تطالب بإعفاء قيادتها السياسية وحتى العسكرية، وتحثهما على الاستقالة، كشفت مصادر سياسية أن رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، اختار «مقاطعة الجمهور»، ولأول مرة في تاريخ رؤساء الحكومات، لم يشارك في أي لقاءات جماهيرية مرت أخيراً، عيد الفصح أو عيد الميمونة، كما أنه لن يشارك في «احتفالات الاستقلال» الرسمية، ولا توزيع جائزة إسرائيل، ولا المشاركة في مسابقة التوراة التي تقيمها الحكومة خلال الشهر الحالي.

وأكد مقرب من نتنياهو هذه المعلومات، وأرجع الأمر إلى «وسائل الإعلام التي تتعامل معه من دون رحمة»، وقال: «لو حضر أي برنامج يحتوي على مظاهر احتفالية، لكانوا مزقوا لحمه واتهموه بانعدام الأحاسيس تجاه ضحايا الحرب». لكنّ متابعي السياسة الإسرائيلية يرون أن نتنياهو يخشى في الحقيقة من مظاهرات عائلات الأسرى التي تلاحقه في أي مكان يحل فيه. وهو يقرأ استطلاعات الرأي التي تشير إلى مدى الغضب الجماهيري منه.

متظاهرة ضد الحكومة ترفع لافتة خارج مبنى الكنيست نهاية مارس تطالب بوقف الحرب (إ.ب.أ)

وكانت نتائج الاستطلاعين قد أكدت حقيقة انعدام الثقة حيال نتنياهو ومعسكره. ومع أنه استرد بعض شعبيته التي فقدها في الحرب، وبلغ عدد المصوتين الذين عادوا إليه حوالي 150 ألفاً، فإن نسبتها بقيت سيئة بالنسبة إليه ولمعسكره، وترجح سقوطهما. وكشفت النتائج أن رئيس «المعسكر الوطني»، بيني غانتس، يواصل تفوقه على نتنياهو في عدد المقاعد البرلمانية التي قد يحصل عليها في انتخابات تُجرى الخميس، مع تقليص الهوة بعض الشيء لصالح نتنياهو.

مظاهرة ضد حكومة نتنياهو تطالب بالعمل على إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين لدى «حماس» (أ.ب)

ووفقاً لاستطلاع القناة 12 للتلفزيون الإسرائيلي، فإن 58 في المائة من المشاركين، أجابوا بأنه يتوجّب على نتنياهو الاستقالة على الفور من منصبه. وحتى في صفوف المصوتين لأحزاب اليمين، اتخذ كثيرون الموقف نفسه، وقال أكثر من ربعهم (28 في المائة)، إن على نتنياهو أن يستقيل على الفور. والسبب في هذا المطلب أنهم يحملونه مسؤولية الإخفاقات في 7 أكتوبر (تشرين الأول) والطريقة التي يدير فيها الحرب.

وللسبب نفسه، قال 48 في المائة من المشاركين في الاستطلاع، إن وزير الدفاع الإسرائيليّ، يوآف غالانت، أيضاً يجب أن يستقيل فوراً من منصبه. وقال 51 في المائة من المشاركين في الاستطلاع إن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، هرتسي هليفي يجب أن يستقيل. فيما رأى 56 في المائة أنه يتوجّب على رئيس جهاز الأمن الإسرائيلي العامّ (الشاباك)، رونين بار، أن يستقيل في ظلّ الوضع الراهن.

الوزير بيني غانتس مشاركاً في تحرك عائلات المحتجزين الإسرائيليين بغزة (رويترز)

وقال 54 في المائة من المستطلعة آراؤهم، إنه يجب تقديم موعد الانتخابات؛ كما قال 37 في المائة من المشاركين في الاستطلاع، إنه يجب على الوزيرين في «كابينت الحرب»، بيني غانتس، وغادي آيزنكوت مغادرة الحكومة.

وأظهر استطلاع هيئة البثّ الإسرائيلية العامة «كان 11»، أن 54 في المائة من الإسرائيليين يؤيدون التوصّل إلى صفقة تتضمّن إطلاق سراح 30 أسيراً إسرائيلياً مُحتجزاً في غزة، مقابل إطلاق سراح مئات الأسرى في سجون إسرائيل، ووقف إطلاق النار لمدّة 40 يوماً. وقال 53 في المائة من المستطلعة آراؤهم، إن نتنياهو لا يقوم بما يكفي، لتحرير الأسرى الإسرائيليين. بالإضافة إلى ذلك، أيدّ 47 في المائة من المشاركين في الاستطلاع، التوصّل إلى اتفاق يتضمّن إطلاق سراح جميع الأسرى الإسرائيليين، مقابل وقف كامل للقتال، وإطلاق سراح آلاف الأسرى في سجون إسرائيل.

وتوجه الاستطلاعان بسؤال كيف ستصوت لو جرت الانتخابات البرلمانية اليوم؟ وجاءت نتائج استطلاع القناة 12 على النحو الآتي: «المعسكر الوطني» (غانتس) 31 مقعداً، والليكود 18 مقعداً، و«ييش عتيد» (لبيد) 15 مقعداً، و«شاس» 10 مقاعد. «إسرائيل بيتينو» (ليبرمان) 10 مقاعد، و«عوتسما يهوديت» (بن غفير) 10 مقاعد، و«يهدوت هتوراة» 8 مقاعد، وتحالف الجبهة العربية للتغيير (أيمن عودة وأحمد طيبي) 5 مقاعد، والقائمة الموحدة (منصور عباس) 5 مقاعد، وميرتس 4 مقاعد، ومثلها (4 مقاعد) لـ«الصهيونية الدينية». فيما فشل «حزب العمل»، وحزب «جدعون ساعر»، وحزب «التجمع العربي الوطني» في عبور نسبة الحسم. وبموجب هذه النتائج يهبط معسكر نتنياهو الحالي من 64 إلى 51 مقعداً، ويرتفع معسكر المعارضة من 56 إلى 69 مقعداً.

النائبان في الكنيست أيمن عودة وأحمد الطيبي خلال مشاركتهما بجنازة ناشطة السلام الكندية - الإسرائيلية فيفيان سيلفر (74 سنة) التي قُتلت بهجوم «حماس» على كيبوتز بيري يوم 7 أكتوبر (إ.ب.أ)

أما استطلاع «كان 12» فجاءت نتائجه على النحو الآتي: «المعسكر الوطني» 29 مقعداً، والليكود 21 مقعداً، و«ييش عتيد» 15 مقعداً، و«إسرائيل بيتينو» 11 مقعداً، و«شاس» 10 مقاعد، و«عوتسما يهوديت» 9 مقاعد، و«يهدوت هتوراة» 7 مقاعد، وتحالف الجبهة العربية للتغيير 5 مقاعد، والقائمة الموحدة 4 مقاعد، وميرتس 4 مقاعد. وبموجب هذه النتائج يحصل معسكر اليمين برئاسة نتنياهو على 52 مقعداً والمعارضة على 68 مقعداً.


إسرائيل تحذّر واشنطن من تقويض «السلطة» إذا صدرت مذكرات اعتقال بحق قادتها

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال مؤتمر صحافي في قاعدة كيريا العسكرية في تل أبيب بإسرائيل 28 أكتوبر 2023 (أ.ب)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال مؤتمر صحافي في قاعدة كيريا العسكرية في تل أبيب بإسرائيل 28 أكتوبر 2023 (أ.ب)
TT

إسرائيل تحذّر واشنطن من تقويض «السلطة» إذا صدرت مذكرات اعتقال بحق قادتها

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال مؤتمر صحافي في قاعدة كيريا العسكرية في تل أبيب بإسرائيل 28 أكتوبر 2023 (أ.ب)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال مؤتمر صحافي في قاعدة كيريا العسكرية في تل أبيب بإسرائيل 28 أكتوبر 2023 (أ.ب)

نقل موقع «أكسيوس»، اليوم (الأربعاء)، عن مسؤولين أحدهما إسرائيلي والآخر أميركي أن إسرائيل حذرت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن من أنها ستتخذ خطوات قد تؤدي إلى انهيار السلطة الفلسطينية إذا أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرات اعتقال بحق قادتها، وفق ما نقلته وكالة «أنباء العالم العربي».

ويخشى مسؤولون إسرائيليون بحسب الموقع من أنّ المحكمة الجنائية الدولية تستعد لإصدار مذكرات اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووزير دفاعه يوآف غالانت، ورئيس الأركان هيرتسي هاليفي.

ونقل الموقع عن المسؤولين الإسرائيلي والأميركي أن إسرائيل أبلغت إدارة بايدن بأنها ستعتبر السلطة الفلسطينية مسؤولة إذا صدرت مذكرات اعتقال، وستنتقم عبر اتخاذ إجراءات قد تؤدي إلى انهيارها.

وأشار إلى أنّ أحد الإجراءات المحتملة في هذه الحالة سيكون تجميد تحويل الإيرادات الضريبية التي تحصّلها إسرائيل لصالح السلطة الفلسطينية، والتي من دونها ستفلس السلطة.


توقيف أكثر من 200 شخص خلال تجمعات عيد العمال في إسطنبول

الشرطة التركية توقف 210 أشخاص خلال تجمعات الأول من مايو في إسطنبول (إ.ب.أ)
الشرطة التركية توقف 210 أشخاص خلال تجمعات الأول من مايو في إسطنبول (إ.ب.أ)
TT

توقيف أكثر من 200 شخص خلال تجمعات عيد العمال في إسطنبول

الشرطة التركية توقف 210 أشخاص خلال تجمعات الأول من مايو في إسطنبول (إ.ب.أ)
الشرطة التركية توقف 210 أشخاص خلال تجمعات الأول من مايو في إسطنبول (إ.ب.أ)

أُوقف 210 أشخاص، اليوم (الأربعاء)، خلال مسيرات الأول من مايو (أيار) الذي يوافق عيد العمال في إسطنبول، وفق ما أعلن وزير الداخلية علي يرلي قايا.

وحسب «وكالة الصحافة الفرنسية»، قال الوزير في منشور على منصة «إكس»: «أُوقف 210 أشخاص لم يستجيبوا للتحذيرات، وحاولوا التقدم نحو ساحة تقسيم، وهاجموا شرطيينا في الأول من مايو، يوم عيد العمال والتضامن في إسطنبول».

ونشر أكثر من 40 ألف شرطي في أنحاء إسطنبول وأغلقوا حتى الشوارع الجانبية الصغيرة بحواجز معدنية لمحاولة منع المتظاهرين من التجمع.

ووقعت صدامات بين الشرطة والمتظاهرين عندما حاول هؤلاء اختراق حواجز الشرطة للوصول إلى ساحة تقسيم التي كانت في عام 2013 مركز الاحتجاجات ضد الرئيس رجب طيب إردوغان.

وأوقف بعض المتظاهرين في أثناء محاولتهم دخول ساحة تقسيم.

ووقعت حوادث أخرى أمام بلدية إسطنبول، حيث أطلقت شرطة مكافحة الشغب الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاط ضد المتظاهرين الذين حاولوا اختراق الحواجز التي نصبتها قوات الأمن، على ما أشار مراسلون لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

ونصبت حواجز معدنية حول الساحة، حيث حظرت السلطات التجمعات منذ عام 2013.

وكانت تقسيم ساحة للتجمع لاحتفالات عيد العمال حتى عام 1977 عندما قُتل 34 شخصاً على الأقل خلال التظاهرات. وأعادت السلطات فتحها في عام 2010، لكنها أغلقتها مجدداً بعد احتجاجات عام 2013.

وفي منطقة بشكتاش، أوقفت الشرطة 30 متظاهراً يسارياً على الأقل كانوا يهتفون «لا يمكن حظر (الوصول إلى) تقسيم»، وفق ما أفاد صحافي في «وكالة الصحافة الفرنسية» في مكان الحادث.

وجرّت الشرطة متظاهراً وأوقفت المجموعة التي ينتمي إليها.

وفي منطقة شيشلي، أوقف 30 متظاهراً.

وقالت مجموعة «إم إل إس إيه» الحقوقية، إن كثيراً من الصحافيين دفعوا أرضاً خلال الاضطرابات.

وأُغلقت الطرق الرئيسية في أنحاء إسطنبول أمام حركة المرور، فيما علّق عمل وسائل النقل العام بما فيها العبارات وقطارات الأنفاق. وضرب طوق أمني حول معالم مثل قصر توبكابي.

وقال وزير الداخلية التركي علي يرلي كايا «لن نسمح للتنظيمات الإرهابية (...) بأن تجعل من الأول من مايو ميداناً للتحرّك والدعاية».

وضغط حزب الشعب الجمهوري المعارض والنقابات على الحكومة لفتح الساحة أمام المسيرات العمالية، لكن إردوغان، حذر الثلاثاء، من أي خطوات استفزازية.

وتجمع رئيس حزب الشعب الجمهوري أوزغور أوزيل مع رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو والنقابات العمالية، في حي ساراتشان الذي يضم مجلس بلدية المدينة.

وقال أوزيل: «سنواصل القتال حتى تتحرر تقسيم».

وأضاف: «تقسيم للعمال». قبل أن يتوجّه إلى عناصر الشرطة قائلاً: «هؤلاء العمال ليسوا أعداءكم. أمنيتنا الوحيدة أن نحتفل بهذا اليوم... لا نريد مواجهات».

وفي عام 2023، قضت المحكمة الدستورية العليا في تركيا بأن إغلاق ساحة تقسيم بسبب الاحتجاجات انتهاك للحقوق.