الحكومة اليمنية: تلقينا وعودًا بموقف واضح ضد تعنت الانقلابيين

«الشرق الأوسط» تكشف عن تبلور خريطة جديدة لـ«ولد الشيخ» في «الكويت 2»

الحكومة اليمنية: تلقينا وعودًا بموقف واضح ضد تعنت الانقلابيين
TT

الحكومة اليمنية: تلقينا وعودًا بموقف واضح ضد تعنت الانقلابيين

الحكومة اليمنية: تلقينا وعودًا بموقف واضح ضد تعنت الانقلابيين

أكد مصدر يمني رفيع في الحكومة اليمنية، أن وفد الحكومة الشرعية تلقى وعودًا من الأمم المتحدة والدول الراعية لعملية السلام اليمنية، والكويت التي تستضيف المشاورات، بتحديد موقف واضح وحازم خلال الأيام القليلة المقبلة، في حال استمرار الوفد الانقلابيين على المنوال ذاته في إنكار الوعود التي قطعها بصنعاء.
ويخوض المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، جولة صعبة من المشاورات في الكويت في ملف التسوية اليمنية، حيث يكثف لقاءاته بوفدي المشاورات، كل على حدة، في وقت كشفت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط» عن تفاصيل اللقاء الذي ضم المبعوث الأممي، أمس، بوفد الحكومة اليمنية، وقالت المصادر أن ولد الشيخ لخص الجهود المبذولة خلال اليومين الماضيين «والتزامه وسعيه لتحقيق السلام للشعب اليمني»، وأن تلك الجهود باتت بمثابة خطة عمل أو خريطة طريق جديدة لمشاورات السلام في اليمن، وتعد تنفيذية كـ«مرحلة أولى»، يمكن عكسها كاتفاق مكتوب.
ولفتت المصادر إلى أن الحكومة اليمنية لن تدخل في نقاشات أو مشاورات قبل تنفيذ القرار الأممي 2216 بحذافيره، القاضي بالانسحاب من المدن وتسليم السلاح، وعودة مؤسسات الدولة إلى جانب الإفراج غير المشروط عن المعتقلين والسجناء.
وتشير معلومات «الشرق الأوسط» إلى أن أبرز النقاط التي يعمل عليها مبعوث الأمم المتحدة، إسماعيل ولد الشيخ أحمد في الجولة الثانية من مشاورات الكويت لتضمينها اتفاقا مكتوبا، تكمن في النقاط التالية: «تفعيل وقف إطلاق النار ولجان التواصل والتهدئة، اللجنة العسكرية ووضع المعايير الخاصة بتشكيلها، تسليم السلاح وإتمام الانسحابات في المنطقة (أ) خلال فترة محددة، تفعيل لجنة السجناء والأسرى من أجل الإفراج عنهم كافة بمن فيهم من شملهم قرار مجلس الأمن 2216، فتح الممرات الإنسانية الآمنة للسماح بنقل الأدوية والمواد الغذائية والسلع الضرورية، وتسهيل نقل الجرحى والمرضى والنازحين، وتشجيع دخول البواخر المحملة بالمواد السلعية المرتبطة بحاجات المواطن الضرورية للتخفيف عن كاهله».
وبحسب المعلومات من داخل الاجتماع، فقد «شدد المبعوث على أن هذه المرحلة ستكون حافزا فعالا لاستمرار المشاورات حتى نصل لاحقا إلى الشروع في استئناف العملية السياسية، حيث اعتبر أن هذا الطريق سيلقى ترحيبًا وتعاونًا على تنفيذه من كل الراغبين في المضي قدما لتحقيق السلام الدائم لليمنيين»، مع الإشارة إلى أن جولة المشاورات الحالية في الكويت لن تتطرق إلى الملف السياسي.
من جانبه، أكد وفد الحكومة اليمنية إلى مشاورات الكويت، في لقاء ولد الشيخ، أمس، على «تمسكه بخيار السلام الذي سيعم كل اليمنيين.. السلام الذي ينهي الانقلاب ويحصر السلاح في يد الدولة ويستعيد مؤسساتها»، وأكد مسؤولون في الوفد لـ«الشرق الأوسط» على أن الوفد «سيعمل على التعاون مع المبعوث فيما يحقق تنفيذ القرار الأممي 2216، والقرارات ذات الصلة، والمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ومخرجات الحوار الوطني»، وقال المسؤولون إنه «وفي الوقت الذي تمت الإشادة بجهود المبعوث الدولي إسماعيل ولد الشيخ أحمد التي يبذلها لتحقيق السلام، وتواصله المستمر من خلال زياراته لعدد من العواصم دون كلل من الوصول للسلام الدائم»، فقد أكد المسؤولون أن الانقلابيين يحاولون «إفشال تلك الجهود من خلال إصرارهم على استمرار الحرب، دون النظر للحالة التدميرية التي أوصلوا البلاد إليها على المستويات الإنسانية والبنيوية والاقتصادية، غير عابئين بما يعانيه شعبنا».
وكشفت مصادر كويتية مطلعة أن المفاوضات الثانية بين الأطراف اليمنية المتنازعة «لن يأمل منها خيرًا»، ولن تأتي بنتائج، مشيرة إلى أنها «غير متفائلة» في الوصول لتوافق بين الطرفين.
وقالت المصادر الكويتية إن الكل متمسك في شروطه، ولن يتنازل عنها أحد الطرفين، فالحوثيون يشترطون أن تشكل في البداية حكومة انتقالية مشتركة ومن ثم الانسحاب وجمع الأسلحة، والحكومة اليمنية تطالب بأن يتم جمع السلاح أولا ومن ثمة الانسحاب، فتشكيل حكومة انتقالية مشتركة. وحول موقف الحوثيين من هذه المفاوضات أوضحت المصادر أن سياستهم لن تتغير كثيرا رغم وجود ضمانات مكتوبة من قبلهم.
وكان وفد الانقلابيين رفض أول من أمس مقترحات إسماعيل ولد الشيخ أحمد مبعوث الأمم المتحدة لليمن الخاصة بحل الأزمة اليمنية، والتي ركز فيها على البدء في الجانب العسكري والأمني والإنساني. وأبلغ وفد الانقلابيين إلى مشاورات الكويت، مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن، رفضهم المقترحات التي قدمها لهم أول من أمس، معتبرين ذلك تغيرًا في موقف الأمم المتحدة.
وكان ولد الشيخ أحمد دعا أطراف النزاع اليمني إلى أخذ «قرارات حاسمة» خلال المفاوضات التي استؤنفت بينهم برعاية الأمم المتحدة في الكويت السبت الماضي، محذرًا من أنها قد تكون «الفرصة الأخيرة» لتحقيق السلام.
وأوضح ولد الشيخ أن هذه القرارات ترتكز بشكل رئيسي على قرار مجلس الأمن 2216 والقرارات ذات الصلة، ومبادرة مجلس التعاون الخليجي وآلية تنفيذها، ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني.
فيما ذكر محمد عبد السلام رئيس الوفد الحوثي، إن الوفد التقى إسماعيل ولد الشيخ أحمد الذي عرض أفكارًا، تمت مناقشتها والرد عليه أول من أمس. واستعبد تحديد سقف زمني للمشاورات في الكويت، وأردف: «لا نتوقع أن يكون هناك سقف زمني لمفاوضات الكويت، وستكون المشاورات مفتوحة».
وهو ما يناقض تصريحات إسماعيل ولد الشيخ أحمد الذي أكد أن المشاورات ستكون لأسبوعين مقبلين، وقال في كلمته أول من أمس: «سنجتمع في الكويت لأسبوعين إضافيين، وسنركز خلالهما على تثبيت وقف الأعمال القتالية الكامل والشامل، وتفعيل لجنة التهدئة والتنسيق واللجان المحلية، إضافة إلى تشكيل اللجان العسكرية التي تشرف على الانسحاب وتسليم السلاح».
وشدد المسؤولون اليمنيون في مشاورات الكويت على أن «تلك هي الثقافة المتراكمة لهذه الفئة». وتطرق المسؤولون إلى مسألة «مراهنة الانقلابيين على الرعاية الكريمة التي تحظى بها المشاورات اليمنية، سواء من الأطراف العربية أو الدولية في الكويت، من أجل تحقيق السلام واعتبارها اعترافًا بالانقلاب»، وأضافوا أن «هذه الانطباعات أو القراءات الخاطئة لدى الانقلابيين، تدفعهم نحو مزيد من التشدد إزاء الكثير من القضايا».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.