كأس العالم لـ«المشردين» يعيد للكرة بسمتها

بعد مشاهدة مباريات مملة وأداء متواضع واختفاء نجوم في «يورو 2016»

لقطة من مباراة افتتاح كأس العالم للمشردين التي أقيمت بميدان جورج في غلاسكو
لقطة من مباراة افتتاح كأس العالم للمشردين التي أقيمت بميدان جورج في غلاسكو
TT

كأس العالم لـ«المشردين» يعيد للكرة بسمتها

لقطة من مباراة افتتاح كأس العالم للمشردين التي أقيمت بميدان جورج في غلاسكو
لقطة من مباراة افتتاح كأس العالم للمشردين التي أقيمت بميدان جورج في غلاسكو

في قلب غلاسكو عادت يوم الأحد الماضي القيم الحقيقية لكرة القدم. ففي اليوم الذي أسدلت فيه باريس الستار على بطولة يورو 2016 بمباراة تضم 22 مليونيرًا، سترفع غلاسكو الستار عن مباراة بين فريقين من الأشخاص المشردين. المباراة بين فريقين من الأشخاص المشردين التي أُقيمت الأحد الماضي شاهدها 3500 متفرج في ميدان جورج لحضور حفل افتتاح «كأس العالم للمشردين»، الذي يعقد للمرة الـ14 هذا العام.
وقد كانت بداية هذه البطولة متزامنة تمامًا مع تحرر كرة القدم الاحترافية في أوروبا من آخر ما كان يربطها بالحياة على أرض الواقع. إن هؤلاء الذين يعشقون كرة القدم منا سلّموا منذ وقت طويل بأن الأموال الضخمة ومصالح الشركات هي جزء حتمي من اللعبة الشعبية الأولى في العالم. ومن ثم كنا نظن بأنه طالما ظل عنصر المنافسة قائما فإن جزءًا على الأقل من روح كرة القدم يمكن أن يبقى. ومع هذا فحتى هذا المثال عن المنافسة الشريفة، الذي كان يومًا من المقدسات، قد تم التخلي عنه في مواجهة الغش المالي في بطولة دوري أبطال أوروبا التي ينظمها الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا). ويعمل هذا لصالح دول كرة القدم الأغنى. ومن غير المرجح أن تستفيد الأندية من الدول الأصغر من الكميات الهائلة من الأموال التي تتدفق على هذه البطولة.
ومن ثم فإن الفرق التي يمكنها فعليًا أن تستفيد من الأموال التي يمكن أن يجلبها دخول مرحلة المجموعات التمهيدية، تحرم منها بينما الأندية التي أصبحت ألعوبة في يد المليارديرات تتمكن من تفريغ كل شيء. إن دوري الأبطال هو الحلم المثير الذي يداعب خيال كل شخصية محافظة، فهو الشكل المحض للرأسمالية كونه يكافئ القوة المالية الغاشمة ويميز ضد الضعف المالي أو الجغرافي.
ولقد أعطانا «يورو 2016» لمحة مما يمكن أن يتحقق عندما لا يكون المال وكسب النفوذ العاملين الرئيسيين في تحديد أي الفرق سينجح. بعد وقت طويل من تتويج البرتغال بلقب البطولة سيتذكر الناس هذه المباريات بالأساس للمسيرات الجريئة لآيسلندا وويلز وآيرلندا الشمالية، وهي بلدان تحرم أنديتها المحلية من الحصول على حق متساوٍ في المنافسة مع أفضل الأندية في دوري الأبطال. وبخلاف ذلك، فإن مليارات الجنيهات التي أُنفقت على استضافة فرنسا لـ«يورو 2016»، خلال أربعة أسابيع عجزت عن الارتقاء بالمشهد عن الابتذال والتفاهة.
وصلت فرنسا للنهائي على الرغم من تفوق ألمانيا عليها في نصف النهائي، بينما يعلم الله وحده كيف شقت البرتغال طريقها وصولاً إلى حصد اللقب. يضم هذا المنتخب بين صفوفه كريستيانو رونالدو، وهو لاعب كرة قدم رائع، ولكنه يلعب فقط لمجده الشخصي. إن رونالدو هو النقيض لكل شيء جعل ويلز وآيسلندا وآيرلندا الشمالية يظهرون بالمستوى الذي ظهروا عليه.
وكوني اسكوتلنديًا، فنحن بطبيعة الحال تخلينا منذ وقت طويل عن أي أمل على الإطلاق في التأهل إلى بطولة كبرى مرة أخرى. لم نشارك في أي من هذه البطولات منذ 18 عاما. نحن بلد يلعب كرة قدم «متخلفة»، والطريق الوحيد الذي سنتأهل من خلاله لبطولة مثل هذه في المستقبل القريب، هو إذا منحتنا السلطات القائمة على شأن كرة القدم تكريمًا على خدمتنا الطويلة لكرة القدم.
إذن الحمد لله على كأس العالم للمشردين. اعتدت أن أتحدث بغضب عن هامبدن بارك، ملعبنا الوطني، الذي لم يعد صالحًا لأغراض استضافة أي حدث أوروبي كبير على مستوى الأندية. كانت آخر مرة استضفنا فيها نهائي الكأس الأوروبية في 2002، لكننا لن نشهد ذلك مرة أخرى بعد محاولة الاتحاد الاسكوتلندي لكرة القدم المثيرة للشفقة إعادة بناء الملعب الذي وفر للبلد جناحا لكبار الزائرين على الطراز العالمي وملعبا من الفئة الثالثة.
لكنني سعيد الآن بأننا لن نضيع وقتًا ولا موارد ولا مالاً عامًا في المنافسة على طلب استضافة هذه الأحداث الكروية الكبرى التي تتحول على نحو متزايد إلى فعاليات تافهة لا معنى لها. في العقود الأخيرة، أصبحت استضافة بطولة رياضية كبرى طريقة مفضلة للحكومات والديكتاتوريات لشغل الجماهير في الوقت الذي تكتوي فيه ببطء من جميع جوانب حياتهم الأخرى.
وخلال الأسابيع القليلة الماضية، بات من المثير للاكتئاب أن يسمع المرء بأن اثنين من أعظم أندية العالم، برشلونة وريال مدريد، يخضعان للتحقيق حول اتهامات بحصولهما على دعم من قبل الدولة على نطاق كبير. كما صدرت بحق ليونيل ميسي، أعظم لاعب كرة قدم على الكوكب، وواحد من أغنى الأغنياء عقوبة بالسجن مع إيقاف التنفيذ بسبب قضية تهرب ضريبي.
ومع بداية كأس العالم للمشردين في غلاسكو الأحد الماضي، ينبغي أن نتذكر أن ما يقرب من 5000 من العائلات في غلاسكو، كانوا يعتبرون مشردين، وفقا لمنظمة «إيواء اسكوتلندا». كان ما يقرب من 1800 من العائلات، بمن في ذلك 1126 طفلاً، يعيشون في مساكن إيواء مؤقتة.
وعلى الرغم من أن هذه الأرقام تظهر تحسنًا مقارنة بما كان عليه الوضع قبل بضع سنوات خلت، فإن هناك إشارات مقلقة من منظمات خيرية أخرى معنية بالمشردين مطلع هذا العام، حول زيادة في عدد الناس الذين ينامون خارج بيوتهم.
وأفادت منظمة «غلاسكو سيتي ميشن» المسيحية الخيرية اكتمال الإشغال لديها في 32 ليلة في 2015 - 2016، فيما استخدام متوسط 33 شخصًا المأوى ليلة واحدة، مقارنة بـ17 فقط في الشتاء السابق. في إدنبرة وجدت منظمة «بيثاني كريستيان تراست» زيادة في الطلب على الأسرة بواقع 131 في المائة في السنوات الثلاث منذ 2013، حيث قام 48 شخصًا في المتوسط باللجوء في أي ليلة خلال شتاء 2015 - 2016.
واعتبر أكثر من 50 في المائة من المنشآت المشغولة في منطقة السلطة المحلية في غلاسكو في بداية العام الماضي دون مستوى الجودة المطلوب على مستوى السكن في اسكوتلندا. ومنذ ذلك الوقت تجد الكثير من الأسر التي لم تعد تعتبر مشردة نفسها تحت رحمة الأباطرة من أصحاب العقارات، الذين أخفقت الإدارات المتعاقبة من حزب العمال في هذه المدينة في التصدي لوجودهم الطاغي.
وهؤلاء الرجال والنساء المشردون كانوا هم أول من قدم التشجيع والمساندة المعنوية لكثير من فرق كرة القدم. كانت قيم كبرياء وكرامة العمال من الرجال والنساء، وهي القيم التي يحرمون منها في أماكن عملهم أو على يد الدولة، كانت متأصلة في هذه الأندية.
تظل الروابط بين كرة القدم والفقر وجذور اللعبة الأولى التي تعود للطبقة العاملة، قوية، حتى وإن كان كثير من الأندية يتصرف كما لو كانوا يتمنون أن تختفي هذه الجذور. ومن ثم دعونا نحتفل اليوم في غلاسكو، وخلال الأسبوع المقبل، بالقيم الحقيقية لكرة القدم، مع 64 فريقًا يتنافسون في كأس العالم للمشردين. ودعونا لا ننسى أن مشكلة انعدام المساواة في السكن ما زالت واقعًا بالنسبة لكثيرين، مع مرور قرن ونصف القرن على اختراع كرة القدم.



«البريميرليغ»: بعشرة لاعبين... سيتي يتعادل من جديد

مانشستر سيتي اكتفى بنقطة التعادل أمام مستضيفه كريستال بالاس (رويترز)
مانشستر سيتي اكتفى بنقطة التعادل أمام مستضيفه كريستال بالاس (رويترز)
TT

«البريميرليغ»: بعشرة لاعبين... سيتي يتعادل من جديد

مانشستر سيتي اكتفى بنقطة التعادل أمام مستضيفه كريستال بالاس (رويترز)
مانشستر سيتي اكتفى بنقطة التعادل أمام مستضيفه كريستال بالاس (رويترز)

سجَّل ريكو لويس لاعب مانشستر سيتي هدفاً في الشوط الثاني، قبل أن يحصل على بطاقة حمراء في الدقائق الأخيرة ليخرج سيتي بنقطة التعادل 2 - 2 أمام مستضيفه كريستال بالاس في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم، السبت.

كما سجَّل إرلينغ هالاند هدفاً لسيتي بقيادة المدرب بيب غوارديولا، الذي ظلَّ في المركز الرابع مؤقتاً في جدول الدوري برصيد 27 نقطة بعد 15 مباراة، بينما يحتل بالاس المركز الـ15.

وضع دانييل مونوز بالاس في المقدمة مبكراً في الدقيقة الرابعة، حين تلقى تمريرة من ويل هيوز ليضع الكرة في الزاوية البعيدة في مرمى شتيفان أورتيغا.

وأدرك سيتي التعادل في الدقيقة 30 بضربة رأس رائعة من هالاند.

وأعاد ماكسينس لاكروا بالاس للمقدمة على عكس سير اللعب في الدقيقة 56، عندما أفلت من الرقابة ليسجِّل برأسه في الشباك من ركلة ركنية نفَّذها ويل هيوز.

لكن سيتي تعادل مرة أخرى في الدقيقة 68 عندما مرَّر برناردو سيلفا كرة بينية جميلة إلى لويس الذي سدَّدها في الشباك.

ولعب سيتي بعشرة لاعبين منذ الدقيقة 84 بعد أن حصل لويس على الإنذار الثاني؛ بسبب تدخل عنيف على تريفوه تشالوبا، وتم طرده.