النفط الصخري.. عودة التهديد لخام برنت

الشركات الأميركية زادت 10 منصات حفر الأسبوع الماضي

النفط الصخري.. عودة التهديد لخام برنت
TT

النفط الصخري.. عودة التهديد لخام برنت

النفط الصخري.. عودة التهديد لخام برنت

وسط تكهنات بالتوقف عن تخفيض عدد منصات الحفر الأميركية بحقول النفط في الولايات المنتجة للخام الصخري، تراجعت الأسعار إلى ما دون 47 دولارًا لبرميل برنت، فيما يبدو أنها مؤشرات قوية لزيادة المعروض المنتج من الحقول الأميركية الذي وصل حاليًا إلى 7.7 مليون برميل يوميًا.
وأضافت شركات النفط الأميركية عشر منصات في الأسبوع المنتهي في الثامن من يوليو (تموز)، الأسبوع الخامس في ستة أسابيع، ليصل إجمالي عدد الحفارات العاملة إلى 351، انخفاضا من 645 حفارًا كانت قيد التشغيل قبل نحو عام.
وقبل الأسبوع الحالي لم تزد الشركات عدد المنصات هذا العام إلا خمس مرات فقط. وخفضت الشركات العدد بمتوسط ثماني منصات أسبوعيًا وبإجمالي 195 هذا العام، وفقًا لتقرير شركة بيكر هيوز للخدمات النفطية، الذي صدر مساء الجمعة. والزيادة الأخيرة دفعت محللين للتكهن بأن العدد بلغ بالفعل أدنى مستوى للهبوط، وأن الإنتاج سيبدأ في الارتفاع مطلع العام المقبل. وقال محللون لدى «بنك يو.بي.إس» السويسري في تقرير «نعتقد أن عدد المنصات النفطية في الولايات المتحدة بلغ أدنى مستوى للهبوط في أواخر مايو (أيار) عند نحو 316 منصة.. ونتوقع أن يبدأ إنتاج النفط الأميركي الصعود في فبراير (شباط) 2017 من أدنى مستوى يبلغ نحو 735.7 مليون برميل يوميًا». ويهدد وجود النفط الصخري ارتفاع أسعار خام برنت واستقراره، وهو ما يدعم استراتيجية منظمة أوبك في إبقاء مستويات إنتاج الدول الأعضاء دون تغيير، رغم زيادة المعروض، إلا أن انخفاض الأسعار نتيجة ذلك، أجبر شركات الحفر النفطية على تخفيض عدد المنصات بمتوسط 18 حفارًا في الأسبوع، وبعدد إجمالي لعام 2015 بلغ 963، وهو أكبر انخفاض سنوي منذ عام 1988 على الأقل. ومن خلال تحركات شركات النفط الأميركية خلال الأسابيع القليلة الماضية، والبدء في زيادة عدد منصات الحفر على مدار نحو شهرين، يتضح أنها تخلت عن سياسة التخفيض التي كانت تتبعها خلال العام الماضي، فيما كان يواصل برميل النفط اتجاهه النزولي، بينما بدأت زيادة منصات الحفر بعد استقرار النفط عند مستويات 40 - 50 دولارًا للبرميل.
ويمثل مستوى 40 دولارًا الحد الأدنى الذي تحتاج إليه شركات الحفر الأميركية، لبدء الإنتاج؛ إذ يتكلف إنتاج البرميل حاليًا نحو 40 دولارًا، بعد تطوير تكنولوجيا هيدروليكية لتكسير الصخر، فيما كانت التكلفة السابقة لإنتاج البرميل نحو 70 دولارًا.
وقد تمثل الخلافات بين الدول الأعضاء في «أوبك»، التي ساهمت في تراجع الأسعار دون المستوى الذي يأمله النفط الصخري، ضربة له؛ نظرًا لأن المدة التي تحتاج إليها منصة الحفر الأميركية للعودة للإنتاج مرة أخرى بعد توقفها، تصل إلى نحو عام كامل.
واستقرت أسعار النفط الخام في ختام تعاملات الأسبوع، رغم التقلبات الشديدة التي شهدتها الجلسة؛ إذ أغلق خام برنت عند 46.76 دولار للبرميل، بينما أغلق الخام الأميركي عند 45.12 دولار للبرميل. وما بين مستوى الأسعار الذي يأمله منتجو النفط الصخري للعودة للإنتاج مرة أخرى، وبين زيادة المعروض في السوق، وقعت هجمات مسلحة على خطوط غاز في نيجيريا بمنطقة دلتا النيجر الغنية بالموارد الطبيعية في ولاية بايلسا. وأكد فرد من قوات الأمن بالولاية وقوع الهجوم على خطوط نفط خام تشغلها شركة «أجيب أويل». و«أجيب» هي فرع لشركة «إيني» الإيطالية متعددة الجنسيات للنفط والغاز. وهاجمت جماعة «منتقمو دلتا النيجر» خطوط نفط تشغلها شركات دولية بشكل متكرر في الأشهر الأخيرة، وتطالب بحصة أكبر من أرباح الثروة النفطية للسكان المحليين والحكم الذاتي أيضًا. وتعتمد نيجيريا صاحبة أكبر الاقتصاديات في أفريقيا على البترول والغاز، حيث يمثلان 70 في المائة من دخلها، غير أن الهجمات قلصت من حجم إنتاج النفط، الذي كان يبلغ 2.2 مليون برميل يوميًا وانخفض إلى 1.9 مليون برميل يوميًا، قبل الهجمات الأخيرة. ومن شأن تراجع الإنتاج للدول المنتجة للنفط، رفع الأسعار على المدى القصير.



إنشاء 18 منطقة لوجيستية في السعودية باستثمارات تتجاوز 2.6 مليار دولار

وزير النقل والخدمات اللوجيستية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)
وزير النقل والخدمات اللوجيستية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)
TT

إنشاء 18 منطقة لوجيستية في السعودية باستثمارات تتجاوز 2.6 مليار دولار

وزير النقل والخدمات اللوجيستية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)
وزير النقل والخدمات اللوجيستية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)

أعلن وزير النقل والخدمات اللوجيستية السعودي، المهندس صالح الجاسر، عن تحقيق الموانئ تقدماً كبيراً بإضافة 231.7 نقطة في مؤشر اتصال شبكة الملاحة البحرية، وفق تقرير «مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (أونكتاد)» لعام 2024، إلى جانب إدخال 30 خطاً بحرياً جديداً للشحن.

كما كشف عن توقيع عقود لإنشاء 18 منطقة لوجيستية باستثمارات تتجاوز 10 مليارات ريال (2.6 مليار دولار).

جاء حديث المهندس الجاسر خلال افتتاح النسخة السادسة من «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»، في الرياض، الذي يهدف إلى تعزيز التكامل بين أنماط النقل ورفع كفاءة الخدمات اللوجيستية، ويأتي ضمن مساعي البلاد لتعزيز موقعها مركزاً لوجيستياً عالمياً.

وقال الوزير السعودي، خلال كلمته الافتتاحية في المؤتمر، إن «كبرى الشركات العالمية تواصل إقبالها على الاستثمار في القطاع اللوجيستي؛ من القطاع الخاص المحلي والدولي، لإنشاء عدد من المناطق اللوجيستية».

يستضيف المؤتمر، الذي يقام يومي 15 و16 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، عدداً من الخبراء العالميين والمختصين، بهدف طرح التجارب حول أفضل الطرق وأحدث الممارسات لتحسين أداء سلاسل الإمداد ورفع كفاءتها. كما استُحدثت منصة تهدف إلى تمكين المرأة في القطاع من خلال الفرص التدريبية والتطويرية.

وأبان الجاسر أن منظومة النقل والخدمات اللوجيستية «ستواصل السعي الحثيث والعمل للوصول بعدد المناطق اللوجيستية في السعودية إلى 59 منطقة بحلول 2030، من أصل 22 منطقة قائمة حالياً، لتعزيز القدرة التنافسية للمملكة ودعم الحركة التجارية».

وتحقيقاً لتكامل أنماط النقل ورفع كفاءة العمليات اللوجيستية، أفصح الجاسر عن «نجاح تطبيق أولى مراحل الربط اللوجيستي بين الموانئ والمطارات والسكك الحديدية بآليات وبروتوكولات عمل متناغمة؛ لتحقيق انسيابية حركة البضائع بحراً وجواً وبراً، بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة، ودعم العمليات والخدمات اللوجيستية وترسيخ مكانة المملكة مركزاً لوجيستياً عالمياً».

وخلال جلسة بعنوان «دور الازدهار اللوجيستي في تعزيز أعمال سلاسل الإمداد بالمملكة وتحقيق التنافسية العالمية وفق (رؤية 2030)»، أضاف الجاسر أن «الشركة السعودية للخطوط الحديدية (سار)» تعمل على تنفيذ ازدواج وتوسعة لـ«قطار الشمال» بما يتجاوز 5 مليارات ريال (1.3 مليار دولار)، وذلك مواكبةً للتوسعات المستقبلية في مجال التعدين بالسعودية.

إعادة التصدير

من جهته، أوضح وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي، بندر الخريف، أن السعودية سجلت في العام الحالي صادرات بلغت 61 مليار ريال (16.2 مليار دولار) من قطاع إعادة التصدير، بنمو قدره 23 في المائة مقارنة بالعام الماضي، «وهو ما تحقق بفضل البنية التحتية القوية والتكامل بين الجهات المعنية التي أسهمت في تقديم خدمات عالية الكفاءة».

وأشار، خلال مشاركته في جلسة حوارية، إلى أن شركة «معادن» صدّرت ما قيمته 7 مليارات ريال (1.8 مليار دولار) من منتجاتها، «وتحتل السعودية حالياً المركز الرابع عالمياً في صادرات الأسمدة، مع خطط لتحقيق المركز الأول في المستقبل».

جلسة حوارية تضم وزير النقل المهندس صالح الجاسر ووزير الصناعة والثروة المعدنية بندر الخريف (الشرق الأوسط)

وبين الخريف أن البلاد «تتمتع بسوق محلية قوية، إلى جانب تعزيز الشركات العالمية استثماراتها في السعودية، والقوة الشرائية الممتازة في منطقة الخليج»، مما يرفع معدلات التنمية، مبيناً أن «قوة السعودية في المشاركة الفاعلة بسلاسل الإمداد تأتي بفضل الموارد الطبيعية التي تمتلكها. وسلاسل الإمداد تساهم في خفض التكاليف على المصنعين والمستثمرين، مما يعزز التنافسية المحلية».

وفي كلمة له، أفاد نائب رئيس «أرامكو السعودية» للمشتريات وإدارة سلاسل الإمداد، المهندس سليمان الربيعان، بأن برنامج «اكتفاء»، الذي يهدف إلى تعزيز القيمة المُضافة الإجمالية لقطاع التوريد في البلاد، «أسهم في بناء قاعدة تضم أكثر من 3 آلاف مورد ومقدم خدمات محلية، وبناء سلاسل إمداد قوية داخل البلاد؛ الأمر الذي يمكّن الشركة في الاستمرار في إمداد الطاقة بموثوقية خلال الأزمات والاضطرابات في الأسواق العالمية».

توقيع 86 اتفاقية

إلى ذلك، شهد «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية» في يومه الأول توقيع 86 اتفاقية؛ بهدف تعزيز أداء سلاسل الإمداد، كما يضم معرضاً مصاحباً لـ65 شركة دولية ومحلية، بالإضافة إلى 8 ورشات عمل تخصصية.

جولة لوزيرَي النقل والخدمات اللوجيستية والصناعة والثروة المعدنية في المعرض المصاحب للمؤتمر (الشرق الأوسط)

وتسعى السعودية إلى لعب دور فاعل على المستوى العالمي في قطاع الخدمات اللوجيستية وسلاسل التوريد، حيث عملت على تنفيذ حزمة من الإصلاحات الهيكلية والإنجازات التشغيلية خلال الفترة الماضية، مما ساهم في تقدمها 17 مرتبة على (المؤشر اللوجيستي العالمي) الصادر عن (البنك الدولي)، وساعد على زيادة استثمارات كبرى الشركات العالمية في الموانئ السعودية».