أعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي استعادة السيطرة على قاعدة القيارة ذات الأهمية الاستراتيجية (55 كم جنوب مدينة الموصل)، داعيًا أهالي محافظة نينوى إلى المساهمة في تحرير مدنهم من تنظيم داعش. وقال بيان لمكتب العبادي أن «القوات العراقية تلاحق (الدواعش) في قواطع العمليات في الموصل دون ضجيج إعلامي، حيث إنه تم خلال الأيام القليلة الماضية تحرير أكثر من مسافة 100 كم». واتهم العبادي جهات لم يسمها بـ«المتاجرة بدماء العراقيين واستغلاله، وهو ما لا يمكن أن نسمح به»، مشيرًا إلى أن «السلاح مكانه في جبهات القتال وليس في بغداد»، في إشارة إلى الأدوار التي تقوم بها بعض الفصائل المسلحة في بغداد، والتي بات يعدها العبادي مصدر قلق للاستقرار الأمني».
إلى ذلك أكد الخبير العسكري المتخصص فاضل أبو رغيف في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «معركة القيارة كانت مباغتة كاملة لتنظيم داعش، حيث كانوا يتوقعون أن الهجوم عليهم سيكون من قاطع مخمور بينما قوات الفرقة التاسعة التابعة لقيادة عمليات الأنبار هاجمتهم من مفرق الحضر». وأضاف أبو رغيف أن «هول المفاجأة كان صاعقًا إلى الحد الذي وجدت القوة المهاجمة أكواب الشاي التي تركوها لا تزال ساخنة». وأوضح أبو رغيف أن «عملية الهجوم التي قادها اللواء الركن قاسم نزال قائد الفرقة التاسعة كانت ناجحة من حيث الخطة العسكرية وطبيعة المباغتة والالتفاف». وحول الأهمية التي تتمتع بها هذه القاعدة قال أبو رغيف أن «هذه القاعدة مهمة لكونها سوف تجعل مهمة الطيران العراقي أسهل في مهاجمة (داعش) في الموصل لجهة التزود بالوقود، حيث لن تحتاج الطائرات المقاتلة بعد اليوم إلى العودة إلى قاعدة بلد لغرض التزود بالوقود». لكن مجلس محافظة نينوى كشف أن تنظيم داعش قام بتدمير قاعدة القيارة قبل تحريرها من قبل القوات الأمنية. وقال عضو مجلس محافظة نينوى علي خضير أحمد، أن «قاعدة القيارة التي تم تحريرها، من قبل القوات الأمنية، قد تم تدميرها بالكامل من قبل عصابات (داعش) الإرهابية، بعد تفجير أغلب مواقعها قبل هروبهم منها».وأضاف خضير، أن «عناصر التنظيم قاموا أيضا بتفخيخ المنازل الواقعة في قريتي جدالات وحويزة، اللتين تقعان في أطراف قاعدة القيارة، تمهيدًا لتفجيرها»، مؤكدًا أن «أغلب عناصر التنظيم الأجانب وعوائلهم، هربوا من ناحية القيارة باتجاه مدينة الموصل».
من جهته أكد عضو البرلمان العراقي أحمد مدلول الجربا وأحد شيوخ عشيرة شمر ذات النفوذ الواسع في محافظة نينوى في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «قاعدة القيارة في الواقع تحتل أهمية استراتيجية لكل من الحكومة العراقية وتنظيم داعش، وبالتالي فإن التنظيم كان يحرص على الاحتفاظ بالقاعدة، لأن استمرار سيطرته عليها سيجعل من معركة الموصل في غاية الصعوبة، بينما اليوم، حيث أعلنت القوات العراقية استعادة هذه القاعدة، فإني أستطيع القول بأن ما نسبته نحو 40 في المائة من معركة الموصل تكون قد حسمت». وأضاف الجربا أن «الجهد القادم على صعيد تحرير، ليس الموصل فقط بل كل محافظة نينوى، يتطلب في الواقع الالتفات إلى العشائر ودعمها، ولكن ليس على المستوى الإعلامي مثلما نلاحظ الآن» مؤكدًا أن «هناك نحو 15 ألف مقاتل من أبناء نينوى منخرطون في الحشد العشائري، لكنهم من الناحية العملية لا يحظون بالاهتمام الذي يجعلهم قادرين على خوض المعركة. فبالإضافة إلى عدم تأمين الرواتب لهم فإنهم لا يحظون حتى بالأرزاق التي لا يمكن للمقاتل أن يقاتل دون توفيرها، فضلاً عن التسليح شبه المعدوم، وهو أمر كررناه كثيرًا، لكن ليس هناك من يسمع». ودعا الجربا إلى «إعادة الحسابات من جديد، لأن تنظيم داعش لا يزال غامضا، حيث إنه في الوقت الذي يخسر الأراضي وينهزم لكنه لا يزال قادرًا على توجيه ضربات موجعة، مما يتطلب الالتفات إلى هذه المسألة، وعدم الاكتفاء بنشوة النصر دون وضع حسابات دقيقة للمستقبل».
العراق: استعادة قاعدة القيارة الاستراتيجية.. والحكومة تتهم فصائل بالمتاجرة بالدماء
«داعش» فخخ القرى المحيطة قبل هروبه منها
العراق: استعادة قاعدة القيارة الاستراتيجية.. والحكومة تتهم فصائل بالمتاجرة بالدماء
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة