الكرة الإنجليزية.. فشل 50 عامًا مضت

الأداء الهزلي في بطولة فرنسا يسلط الضوء على فشل إنجلترا في مواكبة العصر

ايسلندا تتأهل على حساب انجلترا الى دور الثمانية (إ.ب.أ) - روني وراشفورد بعد الخروج المهين من يورو 2016 - هودجسون مدرب انجلترا بعد اعلانه استقالته (رويترز)
ايسلندا تتأهل على حساب انجلترا الى دور الثمانية (إ.ب.أ) - روني وراشفورد بعد الخروج المهين من يورو 2016 - هودجسون مدرب انجلترا بعد اعلانه استقالته (رويترز)
TT

الكرة الإنجليزية.. فشل 50 عامًا مضت

ايسلندا تتأهل على حساب انجلترا الى دور الثمانية (إ.ب.أ) - روني وراشفورد بعد الخروج المهين من يورو 2016 - هودجسون مدرب انجلترا بعد اعلانه استقالته (رويترز)
ايسلندا تتأهل على حساب انجلترا الى دور الثمانية (إ.ب.أ) - روني وراشفورد بعد الخروج المهين من يورو 2016 - هودجسون مدرب انجلترا بعد اعلانه استقالته (رويترز)

ها نحن من جديد. في الدائرة نفسها مرة أخرى. كل عامين يبدأ التحقيق، ويمكن أن يكون محيرا، وفوضويا ومتعسفا شأنه شأن القرارات التي أوصلتنا إلى هذه النقطة. انظر على سبيل المثال المسائل الصغيرة (التكتيكات، والمدرب، واختيارات اللاعبين) واربطها بعيوب أوسع نطاقا (الخلل في بناء الكرة الإنجليزية، ونقص الفرص المتاحة للاعبين الإنجليز، والعقليات الثقافية المنغلقة، وغياب ذكاء المباريات في لحظات تزايد الضغوط ونحو هذا)، وأضف إلى هذا دموع خيبة الأمل المريرة، بجانب إحساس الملل والذل. وهذا على الأقل حتى دخولنا في ملحمة الصفقات القادمة في الدوري الممتاز (البريميرليغ). بعد ذلك، إلى اللقاء مرة أخرى هنا في 2018.
لم ينتبه كثيرون وسط مشهد الرحيل المحرج لمدرب إنجلترا روي هودجسون، المنكسر الذي يشعر بالمرارة، أن إخفاق إنجلترا المحزن ضد آيسلندا قد أسدل الستار كذلك على ولاية غريغ دايك، بصفته رئيسا للاتحاد الإنجليزي لكرة القدم. يغادر دايك منصبه رسميا في 22 يوليو (تموز) الحالي، لكن عملية اختيار خليفته من قائمة قصيرة من اسمين أو ثلاثة أسماء تجري بالفعل على قدم وساق وقد انتهى أمره، وكان من المفترض أن يكون آخر مشهد له أن يثير ضجة حول ما إذا كان عليه أن يعدل من خطط هودجسون عشية مباراة سلوفاكيا. (اكتفت إنجلترا بالتعادل السلبي مع سلوفاكيا لتنهي المجموعة الثانية في بطولة أوروبا لكرة القدم 2016 في المركز الثاني خلف ويلز التي انتصرت 3 - صفر على روسيا في المباراة الأخيرة بالمجموعة الثانية. وسيطرت إنجلترا على اللعب أغلب فترات المباراة وصنعت كثيرا من الفرص حيث اقترب جيمي فاردي وآدم لالانا والظهير ناثانيل كلاين والبديل ديلي الي من التسجيل. لكن رغم المساندة الكبيرة لجماهير إنجلترا التي تفوقت في عددها على جماهير سلوفاكيا فقد فشل الفريق في هز شباك منافسه).
لقد انتهى عصر بدأ فيه دايك بوعود جريئة بالتصدي لعملية تطوير اللاعبين الإنجليز الشباب وتعهد بالفوز بكأس العالم 2022، وانتهى بالقضاء على محاولته المتأخرة لمعالجة مسائل تتعلق بإصلاح كثير من الأخطاء داخل الاتحاد الذي يترنح بالفعل. إن خيبة الأمل التي بدأت بالأمل انتهى بها المطاف إلى الفشل وتبادل الاتهامات. هل يبدو هذا مألوفا؟ ومجرد التركيز على الأخطاء التي حدثت خلال الشهر الذي قضاه المنتخب الإنجليزي في شانتيلي، بفرنسا، هو أمر يعوزه بعد النظر. وكذلك، فإن القول إن هودجسون ولاعبيه لا يتحملون أي مسؤولية وإن أداءهم الهزلي في فرنسا يعود بشكل كلي إلى عوامل أوسع نطاقا، هو خطأ بين. وبين الاثنين تكمن الحقيقة المعقدة.
والفكرة بالطبع أن بعضا من هذه التفاصيل الصغيرة المدمرة (الشكاوى حول الأغطية، ولعبة الأسد السخيفة، والكلام الذي قاله اللاعب الإنجليزي ولاعب ليفربول السابق جيمي كاريغر، الذي كان دالا وكاشفا، عن أنه عندما كان مع منتخب إنجلترا في مباريات خارجية، لم يكن سوى لاعبين أو ثلاثة فقط هم من يهتمون بمشاهدة تسجيلات تلفزيونية للفرق الأخرى) كلها تعد أمورا ترمز لإخفاقات أوسع مدى.
إن قصة ألم إنجلترا على مدى 50 عاما، هي قصة متعددة الطبقات والجوانب. لكن مجرد تكرار أخطاء الماضي وألا نفعل أي شيء سوى أن نتمنى أن آخر دورة لعجلة الروليت ستقودنا إلى مخلص يستطيع أن يجمع أجزاء الأحجية، فهذا هو الجنون بعينه. ومع هذا، فمن جديد سيجلس ثلاثة رجال - يبدون على نحو لافت كما لو أنهم نسخة جديدة من مجموعة (نادي إنجلترا) داخل الاتحاد، التي ألغيت في عهد دايك، عندما تولى منصبه قبل 4 سنوات -في غرفة مغلقة ويبحثون عن الحل السحري. أين المساهمة أو المعارضة الرسمية من الخارج؟ هل سيكون تحقيقا مستندا فعليا على الحقائق؟ هل ستكون هناك مساهمة حقيقية من اللاعبين والمدربين السابقين؟
وكأمر جانبي، يعتبر من قبيل الحقائق المثيرة للفضول أن نائب رئيس الاتحاد الإنجليزي ديفيد غيل بات هو الإجابة لكل سؤال في الكرة الإنجليزية. يجمع الرئيس التنفيذي السابق لمانشستر يونايتد، الذي رغم كفاءته فإنه مستنزف حيث يجمع الآن بين أدواره في ناديه، والاتحاد الأوروبي لكرة القادم «يويفا» والاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا»، مع دوره نائبا لرئيس الاتحاد الإنجليزي.
وبجانب الرئيس التنفيذي لاتحاد الكرة، مارتن غلين، والمدير الفني صاحب التأثير المتزايد، دان أشورث، الذي بنى قاعدة نفوذه في سانت جورج بارك (المركز الوطني لكرة القدم التابع للاتحاد الإنجليزي)، فإن غيل سيقرر من سيكون هو المدرب الجديد للمنتخب الوطني. ويعد التشابه بين الأسترالي إدي جونز، مدرب منتخب إنجلترا الحالي في الرغبي ولعبة الرغبي الإنجليزية أمر مغر، فالوضع يشبه هودجسون بستيوارت لانكاستر المدرب السابق لمنتخب إنجلترا في لعبة الرغبي، الرجل صاحب النيات الحسنة الذي فعل كل شيء صحيح، عدا وظيفته الأساسية وعانى من جمود فكري وسط ضغوط فريدة من نوعها لبطولة كبرى.
لكن هذا يتجاهل حقيقة أن كرة القدم ليست الرغبي. وللتدليل على هذا بوضوح، فإن إنجلترا لم تفز بكأس العالم للرغبي منذ 13 عاما فقط، وليس نصف قرن. وفي حين أن الدخول إلى بينيهيل بارك خلال ضغط بطولة لكأس العالم تستضيفها البلاد، كان يذكر بشكل لافت بالأجواء القاتمة لمسيرة المنتخب في كرة القدم، فإن جذور الإخفاق والخوف لم تكن بهذا العمق. في الرغبي، وعلى رغم المفاوضات المؤلمة التي تجري على نحو دوري، فإن المنتخب الوطني لا يزال يتمتع بتأثير كبير ومعظم الأشياء في اللعبة تؤدي إلى نجاحه.
إذن، لا بد أن نوسع دائرة الرؤية بشكل أكبر. بالعودة إلى كأس العالم 2010. والهزيمة المذلة لإنجلترا في بلومفونتين بجنوب أفريقيا (على يد ألمانيا وليس آيسلندا، لا يمكن إنكار هذا).
تم التصدي لعدد من المسائل الإشكالية في ذلك الوقت بطريقة ما، إن لم يكن بصورة شاملة أو مرضية على الدوام. هناك توحد أكبر حول هدف تطوير اللاعبين، من المباريات الصغيرة على مستوى الناشئين إلى استثمار ضخم في الأكاديميات على مستوى الأندية الكبرى. أصدر الاتحاد الإنجليزي كتيبا إرشاديا تدريبيا مناسبا، وهو الأول من نوعه منذ عصر تشالز هيوز والكرة الطويلة، لمحاولة إدخال بنية لكيفية تلقين اللعبة.
هناك التحركات الأولى ضمن المحاولات التي طال انتظارها لتصحيح عدم التوازن المخيف في عدد الملاعب المصممة بتقنية الجيل الثالث والمنشآت على مستوى القاعدة العامة - حتى ولو أن 20 عاما من الاستثمارات دون المستوى في عصر البريميرليغ قد تركت فجوة هائلة تحتاج لسدها. كما يعتبر عدم التوازن المحرج في عدد المدربين المؤهلين مقارنة بالدول الأخرى أمرا صادما يحتاج إلى معالجة، بسرعة كافية، إن لم يكن قريبا. ولطالما كان ملعب فريق نيوكاسل سانت جيمس بارك، تحفة كرة القدم الإنجليزية، الذي شيد في الريف على مسافة أميال من أي مكان آخر، يذكر على أنه ترس مهم في العجلة وما زال يثير انقساما في الآراء. وفي ظل مكتبتها والكتيبات التدريبية والأجواء العلمية، كانت هذه جزئيا محاولة لمواجهة الانحياز التقليدي في كرة القدم الإنجليزية ضد الفهم - الذي كان يهدف لإلغاء تفكير الأولاد، وأعاق محاولة تطوير مدربين محليين ومحاولة تطوير بعض الاستمرارية خلال المراحل العمرية.
مع هذا، فرغم أن القوة الحقيقية تكمن في مكان آخر، فإنها يمكن أن تبدو بادرة مهمة.
كان مشروع «البصمة الوراثية الإنجليزية» الذي يتعرض للسخرية الآن، الذي بدأه أشورث، كان محاولة للبدء على الأقل في التصدي للانتقادات المعتادة والمحقة بأن الاتحاد الإنجليزي يقوم ببساطة بتقليد أحدث الصيحات، سواء من فرنسا أو إسبانيا أو ألمانيا - وتحديد ما الذي يجب أن تتطلع إليه كرة القدم الإنجليزية. وكون ذلك انتهى به المطاف كتجربة لم تكتمل في ظل حالة الفوضى الإدارية، هو أمر ذو دلالة.
لقد زادت أندية الدوري الإنجليزي الممتاز (البريميرليغ) بشكل هائل من استثماراتها في أكاديميات الناشئين.
وسواء كان هذا يحقق الغاية المرجوة هو أمر محل نقاش، مع قلق خاص بشأن الآثار المترتبة على المدى الطويل لتعليم عشرات الآلاف من الرياضيين الذين تم جلبهم وهم في السادسة أو السابعة من العمر، ثم غربلتهم بشكل دوري بعد ذلك، ثم التخلي عنهم، وتركهم في حالة من خيبة الأمل واليأس.
وفي قمة الهرم، فإن فرص أولئك الذين ينجحون في استكمال الطريق لاكتساب الخبرة تظل محدودة. وفي الوقت نفسه، فإن كل الأدلة توحي بأن نظام تطوير الناشئين لدينا لا ينتج لاعبين يمكنهم التفكير بأنفسهم - سواء داخل أو خارج الملعب. ورغم أن المحاضرات «الجيل الذهبي» الموصوم، قد لا تكون مفهومة، فمن المستحيل مقارنة لاعبينا باللاعبين من دول أخرى وألا نستنتج أنه في الغالبية الكاسحة من الحالات يفتقر لاعبونا إلى الصلابة.
وهي نقطة تثار في كثير من الأحيان لدرجة أنها صارت أقرب إلى العبارات المبتذلة، لكن عند الاستماع إلى مدافع ألمانيا ماتس هاميلز، على سبيل المثال، وهو يتحدث باستفاضة عقب المباراة، بلغته الثانية، حول كيف أن اللاعبين الألمان يتعاملون مع الضغوط والانتقادات، يدرك المرء الشوط الطويل الذي تحتاج إنجلترا إلى أن تقطعه.
وبسبب العلاقة غير المتوازنة بين البريميرليغ والاتحاد الإنجليزي، فإن كرة القدم الإنجليزية تفتقر إلى القدرة على التنفس من جميع الوجوه - من اللاعب صاحب التسعة أعوام في أكاديمية للناشئين في البريميرليغ، الممنوع من اللعب مع زملائه، إلى كيانات صناعة القرار المتعسفة والخانقة.
والحقيقة أن هذه لن تكون اللحظة الفارقة لأنها لا يمكن أن تكون كذلك. لقد غادرت السفينة الميناء منذ وقت طويل. ولنكون منصفين مع دايك، فإنه قد تحدث كثيرا عن خوفه من أن البريميرليغ بات مسابقة تستقي قيمها من المناخ المتولد هنا، لكنه إلى حد بعيد «مملوك لأجانب، ويسيطر على التدريب فيه الأجانب، ويهيمن عليه اللاعبون الأجانب».
ومع هذا، فمن المستحيل أن ينتظر المرء من أندية البريميرليغ أن تضع مصالح المنتخب الوطني في أي مكان قريب من مصالحها. لماذا قد يفعلون ذلك؟ ولماذا يضع المدربون الذين يعيشون كل مباراة على حدة، أكثر اهتماماتهم على تطوير موهبة صاعدة؟
أما الجانب الآخر، فهو عامل قلق آخر مألوف بالنسبة لنا وله ما يبرره، وهو أن مكاسب وتفرد الدوري الإنجليزي عملت ضد تألق لاعبين ومدربين إنجليز خارج حدودنا. وبالفعل بدأ الحديث عن الصفقات والانتقالات يطغى على ما تبقى من البطولة، وقريبا يعود مسلسل البريميرليغ، مدعما بطاقم جديد من الشخصيات – رحبوا ببيب غوارديولا، وجوزيه مورينهو، وأنطونيو كونتي، وكلاوديو رانييري، وكلوبو، والبقية – ويمول كل هذا اتفاق ضخم للبث التلفزيوني بقيمة 8.3 مليار جنيه إسترليني.
سيهبط الممثلون المملون إلى قاع العلبة. هذا إضافة إلى الأزمة على مستوى مجلس إدارة الاتحاد، التي تجعله محاصرا في معركة لا نهاية لها، بين مصالح اللعبة الاحترافية، ومصالح ما يسمى «اللعبة الوطنية»، بدلا من مصالح اللعبة بالكامل. ويجعل هذا الأمر من المستحيل تحقيق التوازن بين الاثنين الذي نجحت ألمانيا في تحقيقه.
هذا، وإما الفشل في إصلاح مجلس الاتحاد الإنجليزي، الذي يهيمن عليه كبار السن، والبيض والرجال، ليصبح هيئة أكثر تنوعا وتمثيلا للجميع. أو الرؤية ضيقة الأفق للدوري المحلي لدينا، التي تمنع أي ناد من اتخاذ القرارات التي يمكن أن تفيد المنتخب الوطني على المدى الطويل. في عالم مثالي، يتصرف مجلس الاتحاد الإنجليزي هذا باعتباره ضمير اللعبة، فيقدم المشورة والرؤية الحكمية حول كل شيء، من تطوير الناشئين إلى مشتري الأندية، ونعم، البحث عن مدرب جديد لإنجلترا. لكن بدلا من هذا، يظل هذا المجلس رمزا لعجز الكرة الإنجليزية على مواكبة العصر.
في المؤتمر الصحافي الكئيب في تشانتيلي، تحدث غلين عن الأفكار الجديدة التي تمكن من التفاوض عليها – تداول السجلات الطبية، والإخلاء المبكر للاعبين، وفكرة تطوير الكرة الإنجليزية – لكن بدا من الواضح أن كل هذه تمثل أمورا صغيرة مقارنة بالتحديات الهيكلية الضخمة التي تواجهها اللعبة التي كشفت قلة حيلته.
ربما بدت خسارة إنجلترا 2 - 1 أمام آيسلندا في بطولة أوروبا 2016 واحدة من أسوأ الهزائم في تاريخها، لكنها كانت نتيجة منطقية للغاية. وبالنسبة لإنجلترا فإن الهزيمة في دور الستة عشر هي ذروة سلسلة من العروض الضعيفة تضمنت الفشل في التأهل لبطولة أوروبا 2008 والخروج من الدور الأول في كأس العالم 2014 بعد الخسارة أمام إيطاليا وأوروغواي والتعادل مع كوستاريكا. وبالنسبة لمنافسها الآيسلندي المنتصر الذي سيواجه فرنسا صاحبة الضيافة في دور الثمانية اليوم فإنها كانت الخطوة التالية في تقدم مذهل حقق خلاله الفوز على هولندا داخل وخارج ملعبه إضافة للتغلب على جمهورية التشيك وتركيا في التصفيات. ومع وضع ذلك في الاعتبار وبالنظر لطريقة لعب الفريقين في فرنسا فإن نتيجة إنجلترا ليس من المفترض أن تكون مفاجأة على الإطلاق.
وسجلت إنجلترا ثلاثة أهداف فقط في ثلاث مباريات بدور المجموعات، وهو ما يقل بهدف واحد عن آيسلندا رغم مواجهة منافسين متواضعين، مثل روسيا وويلز وسلوفاكيا. وألغت آيسلندا خطورة كريستيانو رونالدو لتفرض تعادلا مستحقا 1 - 1 على البرتغال وتقدمت لأغلب الوقت ضد المجر قبل التعادل 1 - 1 ثم هزمت النمسا - وهو منافس آخر أعلى شأنا - بنتيجة 2 - 1.
وفي الواقع إذا دخل أي شخص ليس على دراية مسبقة بالمباراة إلى الاستاد كان سيواجه صعوبات في تحديد من هو الفريق بطل العالم السابق ومن فريق الدولة الصغيرة التي يبلغ تعداد سكانها 330 ألف نسمة، ويشارك في أول بطولة كبيرة في تاريخه. ويعود نجاح آيسلندا على المستوى الدولي بشكل كبير إلى دفاعها الصلب، والجهد الكبير، لكنها أظهرت أن أسلوب لعبها أكثر تطورا من ذلك.



«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
TT

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)

أسفرت قرعة بطولة كأس الخليج (خليجي 26) لكرة القدم التي أجريت السبت، وتستضيفها الكويت خلال الفترة من 21 ديسمبر (كانون الأول) 2024، وحتى 3 يناير (كانون الثاني) 2025، عن مجموعتين متوازنتين.

فقد ضمت الأولى منتخبات الكويت، وقطر، والإمارات وعمان، والثانية العراق والسعودية والبحرين واليمن.

ويتأهل بطل ووصيف كل مجموعة إلى الدور نصف النهائي.

وسُحبت مراسم القرعة في فندق «والدورف أستوريا» بحضور ممثلي المنتخبات المشارِكة في البطولة المقبلة.

وشهد الحفل الذي أقيم في العاصمة الكويت الكشف عن تعويذة البطولة «هيدو»، وهي عبارة عن جمل يرتدي قميص منتخب الكويت الأزرق، بحضور رئيس اتحاد كأس الخليج العربي للعبة القطري الشيخ حمد بن خليفة، إلى جانب مسؤولي الاتحاد وممثلين عن الاتحادات والمنتخبات المشاركة ونجوم حاليين وسابقين.

السعودية والعراق وقعا في المجموعة الثانية (الشرق الأوسط)

وجرى وضع الكويت على رأس المجموعة الأولى بصفتها المضيفة، والعراق على رأس الثانية بصفته حاملاً للقب النسخة السابقة التي أقيمت في البصرة، بينما تم توزيع المنتخبات الستة المتبقية على 3 مستويات، بحسب التصنيف الأخير الصادر عن الاتحاد الدولي (فيفا) في 24 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وتقام المباريات على استادي «جابر الأحمد الدولي» و«جابر مبارك الصباح»، على أن يبقى استاد علي صباح السالم بديلاً، ويترافق ذلك مع تخصيص 8 ملاعب للتدريبات.

وستكون البطولة المقبلة النسخة الرابعة التي تقام تحت مظلة اتحاد كأس الخليج العربي بعد الأولى (23) التي استضافتها الكويت أيضاً عام 2017. وشهدت النسخ الأخيرة من «العرس الخليجي» غياب منتخبات الصف الأول ومشاركة منتخبات رديفة أو أولمبية، بيد أن النسخة المقبلة مرشحة لتكون جدية أكثر في ظل حاجة 7 من أصل المنتخبات الثمانية، إلى الاستعداد لاستكمال التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2026 المقررة في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

وباستثناء اليمن، فإن المنتخبات السبعة الأخرى تخوض غمار الدور الثالث الحاسم من التصفيات عينها، التي ستتوقف بعد الجولتين المقبلتين، على أن تعود في مارس (آذار) 2025.

ويحمل المنتخب الكويتي الرقم القياسي في عدد مرات التتويج باللقب الخليجي (10) آخرها في 2010.

الكويت المستضيفة والأكثر تتويجا باللقب جاءت في المجموعة الأولى (الشرق الأوسط)

ووجهت اللجنة المنظمة للبطولة الدعوة لعدد من المدربين الذين وضعوا بصمات لهم في مشوار البطولة مع منتخبات بلادهم، إذ حضر من السعودية ناصر الجوهر ومحمد الخراشي، والإماراتي مهدي علي، والعراقي الراحل عمو بابا، إذ حضر شقيقه بالنيابة.

ومن المقرر أن تقام مباريات البطولة على ملعبي استاد جابر الأحمد الدولي، الذي يتسع لنحو 60 ألف متفرج، وكذلك استاد الصليبيخات، وهو أحدث الملاعب في الكويت، ويتسع لـ15 ألف متفرج.

وتقرر أن يستضيف عدد من ملاعب الأندية مثل نادي القادسية والكويت تدريبات المنتخبات الـ8.