خطة روسية لمشاركة حاملة الطائرات «الأدميرال كوزنيتسوف» في حرب سوريا

تواصل استغلالها العمليات العسكرية لاختبار أسلحتها

حاملة الطائرات «الأدميرال كوزنيتسوف»
حاملة الطائرات «الأدميرال كوزنيتسوف»
TT

خطة روسية لمشاركة حاملة الطائرات «الأدميرال كوزنيتسوف» في حرب سوريا

حاملة الطائرات «الأدميرال كوزنيتسوف»
حاملة الطائرات «الأدميرال كوزنيتسوف»

تواصل روسيا الاستفادة من عملياتها العسكرية في سوريا في مجال اختبار أنواع جديدة من الأسلحة، وتدريب قواتها على العمل في ظروف حرب حقيقية، هذا ما يؤكده خبر حول نية وزارة الدفاع الروسية إشراك حاملة الطائرات «الأدميرال كوزنيتسوف» في عمليات القصف الجوي على الأراضي السورية. ونقلت وكالة «تاس» عما قالت إنه «مصدر عسكري - دبلوماسي» قوله إن الطائرات متحركة الأجنحة ستشارك من على متن حاملة الطائرات «الأدميرال كوزنيتسوف» من شرق المتوسط بقصف مواقع «المجموعات الإرهابية» في سوريا اعتبارًا من شهر أكتوبر (تشرين الأول) عام 2016، ولغاية يناير (كانون الثاني) عام 2017.
ونقلت الوكالة عن المصدر تأكيده إن «قيادة الأركان في الجيش الروسي أعدت خطة مشاركة الطائرات بجناح متحرك في توجيه ضربات لمواقع المجموعات الإرهابية في سوريا»، موضحًا أن «الهدف من الخطة هو منح الطيارين خبرة عملية في تنفيذ طلعات قتالية من على متن حاملة الطائرات لتدمير أهداف أرضية». وبهذا الشكل ستقوم الطائرات المناوبة على متن حاملة الطائرات «الأدميرال كوزنيتسوف» بتوجيه ضربات في سوريا إلى جانب طائرات المجموعة الجوية من مطار حميميم، ضمن تنسيق بينهما، في فترة خريف العام الحالي شتاء العام المقبل، حسب قول المصدر.
وفي توضيح لبعض الجوانب التكتيكية - العملياتية قال المصدر العسكري - الدبلوماسي الروسي إن الحاملة «الأدميرال كوزنيتسوف»، التي تقود مجموعة القوات البحرية الروسية الدائمة في البحر الأبيض للمتوسط، ستستقر أمام الساحل السوري خلال فترة الضربات الجوية «كي يكفي الوقود الذي تتزود به المقاتلات لقيامها بتنفيذ مهامها والعودة»، مضيفًا أن قرابة 15 مقاتلة ستكون حينها على متن حاملة الطائرات الروسية، وهي مقاتلات من طراز سوخوي «سو - 33»، وميغ «29 كا / كوب»، فضلاً عما يزيد على عشر مروحيات من طراز «(كا - 52ك»، و«كا - 27» و«كا - 31». وستبقى حاملة الطائرات «الأدميرال كوزنيستوف» قبالة الساحل السوري حتى نهاية يناير مطلع فبراير (شباط) عام 2017، لتتجه بعد ذلك عائدة إلى روسيا، حيث ستخضع لعمليات صيانة وتحديث، وفق ما يقول المصدر، كما نقلت عنه وكالة تاس التي ختمت من جانبها الخبر بالإشارة إلى أنه «لا تتوفر لدى وكالة تاس تأكيدات رسمية لهذه المعلومات».
تجدر الإشارة إلى أن حاملة الطائرات «الأدميرال كوزنيتسوف» كانت قد أخضعت أخيرًا لعمليات صيانة وتحديث تقني في ميناء مورمانسك (أقصى شمال غرب روسيا)، ومنذ مطلع الشهر الماضي يونيو (حزيران) تجري طلعات جوية تدريبية من على متنها. والخبر عن توجه الحاملة الروسية إلى المتوسط بغية «منح خبرة عملية لطياريها» من خلال ضرب أهداف على الأراضي السورية، ليس الأول من نوعه، الذي تؤكد روسيا فيه أنها تختبر في سوريا أسلحتها الحديثة، وتزيد من الخبرة القتالية لوحداتها العسكرية.
ففي الثامن عشر من نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2015 استخدمت القاذفات الروسية أحدث صاروخ من طراز «إكس - 101» في قصف أهداف على الأراضي السورية، وحينذاك لم تؤكد وزارة الدفاع الروسية نوعية الصاروخ المستخدم، واكتفت بالإشارة إلى «توجيه ضربة بصواريخ حديثة عالية الدقة من على متن القاذفة الاستراتيجية توبوليف «تو - 160». وقبل ذلك بيوم كانت روسيا قد استخدمت مجموعة من قاذفاتها الاستراتيجية في تنفيذ مهام ضمن ظروف حرب حقيقية لأول مرة، ومن بين القاذفات التي شاركت في قصف مواقع على الأراضي السورية يومها كانت القاذفة الشهيرة «تو - 160» المعروفة باسم «البجعة البيضاء»، والتي قامت لاحقًا باستخدام الصاروخ «إكس - 101» في ضرب مواقع «داعش» في سوريا، وفق ما يؤكد الجانب الروسي.
قبل ذلك وفي السابع عشر من أكتوبر قامت روسيا لأول مرة بتوجيه ضربات صاروخية، في ظروف حرب حقيقية، حين أطلقت أربع سفن من بحر قزوين 26 صاروخًا من طراز «كاليبر» على مواقع «داعش»، وفق ما أكد وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو خلال لقاء مع الرئيس بوتين، نقلته القنوات الروسية حينها على الهواء مباشرة، وقدم شويغو خلاله تقريرًا حول القصف لأول مرة ضمن ظروف حرب حقيقية من على متن قطع في بحر قزوين وباستخدام صاروخ «كاليبر» لأول مرة أيضًا في ظروف حرب حقيقية.
كذلك اختبرت روسيا خلال عمليتها في سوريا أحدث طائراتها من الجيل الرابع، القاذفة - المقاتلة من طراز سوخوي «سو - 34». ولم يقتصر الهدف من هذا كله على اختبار فاعلية الأسلحة الروسية في ظروف الحرب الحقيقية، بل وسعت روسيا عبر ذلك إلى رفع صادراتها من الأسلحة، وهو ما حققته، حين أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال حواره السنوي مع المواطنين ضمن (مع بوتين على الهواء مباشرة) في الرابع عشر من أبريل (نيسان) العام الحالي أن الطلب على الأسلحة الروسي ارتفع في العالم بشكل ملحوظ على خلفية عملية القوات الجوية الروسية في سوريا. وقبل ذلك وتحت عنوان «سو - 34 الرابح الأكبر من العملية في سوريا»، نقلت وسائل إعلام روسية عن سيرغي غوريسلافسكي، نائب رئيس شركة «أوبورون إكسبورت» تصريحات أكد فيها «ارتفاع الاهتمام بشكل ملموس في العالم بالأسلحة الروسية}.



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.