بوفون ونوير.. صراع بين أفضل حارسين في «يورو 2016»

حافظا على نظافة شباكهما ويتطلعان لترصيع سجلهما بإنجاز أوروبي

بوفون حارس إيطاليا وقائده (أ.ف.ب) - نوير حارس ألمانيا (إ.ب.أ)
بوفون حارس إيطاليا وقائده (أ.ف.ب) - نوير حارس ألمانيا (إ.ب.أ)
TT

بوفون ونوير.. صراع بين أفضل حارسين في «يورو 2016»

بوفون حارس إيطاليا وقائده (أ.ف.ب) - نوير حارس ألمانيا (إ.ب.أ)
بوفون حارس إيطاليا وقائده (أ.ف.ب) - نوير حارس ألمانيا (إ.ب.أ)

نجح كل من حارس المرمى الإيطالي جيانلويغي بوفون والألماني مانويل نوير في الحفاظ على نظافة شباكهما حتى الآن في بطولة كأس الأمم الأوروبية لكرة القدم (يورو 2016) المقامة بفرنسا، والآن يترقب عشاق الكرة الأوروبية الصدام الذي يجمع بينهما عندما يلتقي المنتخبان اليوم في دور الثمانية.
وتوج كل من الحارسين بلقب كأس العالم مع منتخبي بلديهما، كما حصدا الكثير من الألقاب على مستوى الأندية، لكن لقب البطولة الأوروبية لا يزال غائبا عن سجل إنجازاتهما.
ويعد نوير وبوفون الحارسين العملاقين الحاليين لمنتخبين كثيرا ما اشتهرا بظهور نجوم بارزين في حراسة المرمى أمثال سيب ماير وأوليفر كان وتوني شوماخر وجيانبييرو كومبي ووالتر زينغا ودينو زوف.
وبدأ بوفون، 38 عاما، مسيرته الاحترافية قبل عقدين وستكون مباراة اليوم هي المباراة رقم 161 له مع المنتخب. وشهدت مسيرة قائد المنتخب الإيطالي منعطفات عدة، من الفوز مع المنتخب بكأس العالم 2006 إلى المشاركة مع يوفنتوس في دوري الدرجة الثانية.
ولا يزال بوفون حارس المرمى الأعلى قيمة، وكان يوفنتوس قد دفع 40 مليون يورو على الأقل (44 مليون دولار) في عام 2001 للتعاقد معه من بارما، بينما كلف نوير نادي بايرن ميونيخ أكثر من نصف هذا المبلغ بقليل في عام 2011 عند التعاقد معه من شالكة.
ولم يفقد بوفون، وهو الأكبر سنا، شيئا من مهاراته وكذلك قدراته القيادية، لكن نوير الذي يصغره بثمانية أعوام والذي خاض 69 مباراة دولية فقط، فقد أضاف مفهوما جديدا لمركز حراسة المرمى في الأعوام الأخيرة من خلال خروجه في اللحظات الحاسمة والأداء مدافعا وقت الحاجة.
وقال بوفون عقب فوز المنتخب الإيطالي على نظيره الإسباني 2 - صفر الاثنين الماضي في دور الستة عشر: «نوير حارس مرمى استثنائي، لكن تلك المقارنات لا تناسبني.. اهتمامي منصب فقط على ألا يكون هناك من يتمنى إسناد مكاني في المرمى لحارس آخر». ومن المستبعد أن تكون تلك الفكرة طرأت على ذهن الكثيرين بعد أن نجح بوفون في الحفاظ على شباكه نظيفة في المباراتين اللتين انتهيتا بالفوز أمام بلجيكا 2 - صفر والسويد 1 - صفر، وقد جرى إراحته في المباراة التي خسرتها إيطاليا أمام آيرلندا صفر - 1 قبل أن يعود ويتألق في المباراة التي انتهت بالفوز على إسبانيا 2 - صفر. ولا شك في أن بوفون لقي بعض الدعم من زملائه مدافعي يوفنتوس والمنتخب الإيطالي، ليوناردو بونوتشي وأندريا بارزالي وجيورجيو كيليني. وقال بوفون: «زملائي أقوياء للغاية. ضمنوا تخفيف المهمة الملقاة على عاتقي، ولكن عليّ أيضا الاستعداد». ويدرك بوفون صعوبة مواجهة المنتخب الألماني بطل العالم رغم أنه لم يسبق له الفوز على المنتخب الإيطالي في أي بطولة كبيرة، وقد كان بوفون حاضرا لفوز إيطاليا على ألمانيا في الدور قبل النهائي لكل من كأس العالم 2006 و«يورو 2008».
ومع ذلك، اهتزت شباك بوفون هذا العام بعشرة أهداف ألمانية، ستة منها من لاعبي بايرن ميونيخ ببطولة دوري أبطال أوروبا، وأربعة في المباراة الودية التي فازت فيها ألمانيا على إيطاليا 4 - 1 في مارس (آذار) الماضي. وقال بوفون: «أخشى مواجهة ألمانيا للغاية، مثل إسبانيا، لأنهم أقوى منا من الناحية النظرية. ولكننا سنخوض مباراة، وأحيانا تحمل المباريات إجابات مختلفة».
ومن جانبه، قال نوير: «بوفون يقدم عروضا جيدة للغاية»، لكن الحارس الألماني حقق رقما قياسيا مع المنتخب بالحفاظ على شباكه نظيفة في خمس مباريات متتالية، اعتبارا من مباراة ودية أمام المجر (2 - صفر) ثم مباريات الفريق في «يورو 2016» أمام أوكرانيا (2 - صفر) وبولندا (صفر- صفر) وآيرلندا الشمالية (1 - صفر) وسلوفاكيا (3 - صفر).
ويحظى نوير بدعم ثنائي قلب الدفاع غيروم بواتنغ وماتس هومليس، علما بأن نوير يرتدي شارة القيادة، حيث لم يشارك شفاينشتايغر أساسيا في أي مباراة بالبطولة حتى الآن.
وقال نوير: «لا ينبغي أن نسمح بأي أهداف تهز شباكنا. ولكننا نعلم أيضا أن ذلك أمر وارد. حتى الآن، دافعنا جيدا كفريق واستثمرنا الكثير من الفرص».



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».