«جيش الإسلام» يسقط طائرة للأسد في الغوطة.. بسلاح روسي

رداً على ادعاءات موسكو بتدميرها نظام {أوسا}

صورة لجانب من المعارك الدائرة على جبهة البحارية في الغوطة الشرقية لدمشق حيث أسقط {جيش الإسلام} طائرة للنظام نشرتها شبكة شام
صورة لجانب من المعارك الدائرة على جبهة البحارية في الغوطة الشرقية لدمشق حيث أسقط {جيش الإسلام} طائرة للنظام نشرتها شبكة شام
TT

«جيش الإسلام» يسقط طائرة للأسد في الغوطة.. بسلاح روسي

صورة لجانب من المعارك الدائرة على جبهة البحارية في الغوطة الشرقية لدمشق حيث أسقط {جيش الإسلام} طائرة للنظام نشرتها شبكة شام
صورة لجانب من المعارك الدائرة على جبهة البحارية في الغوطة الشرقية لدمشق حيث أسقط {جيش الإسلام} طائرة للنظام نشرتها شبكة شام

خلال أقل من 24 ساعة أعلن «جيش الإسلام» عن تدميره طائرة مروحية تابعة للنظام السوري في الغوطة الشرقية بريف دمشق وإسقاطه طائرة حربية أخرى، بالقرب من مطار السين في القلمون الشرقي، بعربة «أوسا»، وهو ما اعتبره الناطق باسم «جيش الإسلام» إسلام علوش، «رسالة بأن العمل العسكري مستمر حتى إسقاط النظام». هذا في الوقت الذي قال فيه المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن الطائرة الحربية من طراز «ميغ23» التي أصيبت في منطقة القلمون الشرقي، لم تتحطم وتمكنت من الهبوط في مطار السين العسكري.
وقد أعاد إسقاط الطائرة المروحية بالغوطة الحديث عن منظومة «أوسا» التي كان قد سيطر عليها «جيش الإسلام» في نهاية عام 2012، لتعود بعدها موسكو وتعلن في نوفمبر (تشرين الثاني) 2015، أي بعد شهرين على تدخلّها في سوريا أنها قامت بتدميرها، مما طمأن النظام وأعاد طائراته إلى التحليق فوق الغوطة، إلى أن نجح الفصيل المعارض في إثبات عكس ذلك بإسقاط إحداها بعدما كان قد تكتّم على الموضوع، بحسب ما أشار المستشار القانوني لـ«الجيش الحر» أسامة أبو زيد. وقال أبو زيد لـ«الشرق الأوسط»: «تقصّدنا عدم نفي ما أعلنته موسكو لجهة تدميرها العربة، إلى أن يأتي الوقت المناسب ويعلموا ذلك بأنفسهم، وإسقاط الطائرة في الغوطة لا بدّ أنه أثبت لهم هذا الأمر»، مذكرا بأن عام 2015 كان «جيش الإسلام» استخدم العربة نفسها من الغوطة في استهداف مروحية قصفت داريا بالبراميل المتفجرة، كما كان قد أسقط في شهر أغسطس (آب) عام 2013 طائرة استطلاع في منطقة العجمي الواقعة بمدينة حرستا بالغوطة الشرقية.
وفي حين لم يستبعد أبو زيد أن يعمد النظام ومن خلفه روسيا إلى تصعيد وتكثيف قصف الغوطة لا سيما ضد المدنيين كردة فعل على إسقاط الطائرة بنظام «أوسا» الروسي، نفى نفيا قاطعا حصول المعارضة على أي أسلحة نوعية جديدة، قائلا: «لو أن هذا الأمر صحيح، لكان قد ظهر ذلك في المعارك بمناطق عدّة، لا سيما حلب».
ونظام الدفاع الجوي «أوسا»، المعروف بأنه أول سلاح مضاد للطائرات بعربة واحدة، هو أول نظام صواريخ دفاع جوي محمولة ومدمج بها رادار في سيارة واحدة. وقد دخل الخدمة في القوات المسلحة السوفياتية عام 1977. ويتم نقل النظام عبر سيارات بستة عجلات يُمكن تشغيلها وتجهيزها للإطلاق في غضون خمس دقائق، وتتميز بأنها برمائية تسير على اليابسة والماء، وتستطيع السير حتى 500 كيلومتر دون الحاجة إلى وقود.
واستمد نظام الصواريخ شكله الحالي من نظام بحري يدعى «Pop Group»، لكنه بشكل أصغر، لأنه يتطلب التنقل السريع وعدم الاستقرار في مكان واحد. وقد تم استعمال النظام لأول مرة في ألمانيا في عام 1980، وتم تطويره منذ ذلك الوقت بإضافة قاذفة صواريخ تحمل ستة صواريخ في حاوية مضلعة الشكل. ويحتوي النظام كذلك على هوائي للمراقبة الدورية بيضاوي الشكل، ويمكن لهذا الهوائي أن يلتقط الإشارات على بعد 30 كيلومترًا.
وللصاروخ الموجّه المضاد للطّائرات «أوسا» رسم بياني ديناميكي هوائي عادي، وهو مجهّز بالوقود الصلب. ويقع على جانبي الهوائي جهاز رادار لتتبع الصواريخ الذي أطلقها وتوجيهها إلى الأهداف بدقة عالية، ومما يتميز النظام به أيضًا هو إمكانية توجيه صاروخين في الوقت نفسه وإرسالهما معا للهدف. ويحتوي النظام كذلك على جهاز تعقب كهربائي يمكن استخدامه لتحديد الأهداف في حالة التشويش على الرادار. يُذكر أن النظام تم استخدامه بشكل واسع في حرب لبنان عام 1982 وحرب الخليج 1991 وكذلك حرب ليبيا 2011ن وتمكن الجيش السوري الحر من اغتنام بعض من هذه الأنظمة من قوات النظام.
واعتبر إسلام علوش، الناطق الرسمي باسم «جيش الإسلام»، أن إسقاط طائرتين تابعتين للنظام السوري خلال أقل من 24 ساعة، رسالة واضحة بأن «عملنا العسكري مستمر لا يتوقف إلا باستبدال هذا النظام المجرم بآخر يضمن للسوريين العدل وإحقاق الحقوق»، وفق ما قاله في تصريح لشبكة «شام» المعارضة.
وأشار إلى أن ما شهدته منطقتا الغوطة والقلمون خلال الساعات القليلة الماضية ليس بنقلة نوعية، موضحًا أنه ليست الطائرة الأولى التي تسقطها منظومة الدفاع الجوي «أوسا» التي اغتنمها «جيش الإسلام» منذ عام 2013، مشيرًا إلى أن الاستهداف بهذه العربة صعب للغاية لاعتمادها على نظام الملاحة (الرادار) التي يجعل احتمال استهدافها من قبل القوات المعادية أكبر، وأضاف: «لذلك نتحين الفرصة كي تكون الطائرة في السماء تحلق وحيدة ومن طراز هليكوبتر، لئلا تتمكن الطائرة الأخرى - في حال كانت أكثر من طائرة - من كشف مكان تمركز (أوسا) واستهدافها».
وفي حين رفض علوش الإفصاح عن نوعية السلاح الذي أسقط الطائرة الحربية الثانية في القلمون، وهي من طراز «ميغ29» تابعة للنظام السوري، مكتفيا بالقول: «نتحفظ على السلاح الذي استهدفها لأسباب خاصة»، رجّح أبو زيد أن تكون قد أسقطت بمضادات أرضية (رشاش 23 ملم) خلال تحليقها على علو منخفض.
وبعدما كان «جيش الإسلام» بث مساء أول من أمس، تسجيلاً مصورًا يظهر إسقاط طائرة مروحية في الغوطة الشرقية بعد ساعات من زيارة قام بها رئيس النظام بشار الأسد للمنطقة، عاد وأعلن صباح أمس عن إسقاط طائرة حربية من طراز «ميغ29» بالقرب من مطار السين في القلمون الشرقي، مؤكدا مقتل طاقمها بالكامل من دون تحديد نوع السلاح الذي أسقطها به.
من جهته، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، بأن الطائرة الحربية من طراز «ميغ23» التي أصيبت في منطقة القلمون الشرقي، لم تتحطم وتمكنت من الهبوط في مطار السين العسكري.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».