ضجة حول قبر متين

مسلمون يرفضون دفنه في مقابر مسلمين

عمر متين منفذ مذبحة أورلاندو («الشرق الأوسط»)
عمر متين منفذ مذبحة أورلاندو («الشرق الأوسط»)
TT

ضجة حول قبر متين

عمر متين منفذ مذبحة أورلاندو («الشرق الأوسط»)
عمر متين منفذ مذبحة أورلاندو («الشرق الأوسط»)

بمجرد أن كشفت صحيفة «صن سنتينال»، التي تصدر في أورلاندو (ولاية فلوريدا) حيث قتل عمر متين 49 شخصًا في نادٍ ليلى قبل أسبوعين تقريبًا، أن جثمان متين دفن في مقبرة للمسلمين قرب ميامي (ولاية فلوريدا)، هبت عاصفة من مسلمين يحتجون على ذلك.
يوم الاثنين، حسب قول الصحيفة، أمس، رفض المسؤولون في «رياض الجنة»، وهي دار لغسل وتكفين جثث المسلمين في أورلاندو، الإجابة على أسئلة الصحيفة عن مصير جثمان متين. ورفض ذلك أيضًا المسؤولون عن «المقبرة الإسلامية» في هياليا، من ضواحي ميامي، على بعد 3 ساعات بالسيارة من أورلاندو. غير أن الصحيفة حصلت على معلومات حكومية عن مكان الدفن.
قال تلفزيون «إن بي سي» أول من أمس إن أقرباء مسلمين مدفونين في المقبرة قرروا إرسال خطاب إلى المسؤولين عن المقبرة لنقل الجثمان إلى مكان آخر.
ونقل التلفزيون على لسان واحد منهم أنه سينشر موقعًا في «تويتر» تحت هاشتاغ «انقلوا جثمان متين».
وقال اندريا ويد: «زوجتى عائشة مدفونة على مسافة 30 ياردة من قبر متين. لن تحس بالراحة بالقرب منه». وأضاف: «من وقت لآخر، أذهب مع أولادي لقراءة الفاتحة على قبرها. كيف سنفعل ذلك الآن؟ وماذا سأقول لأولادي»؟
وقال هشام طوسي، الذي دفن والده في المقبرة في أبريل (نيسان) الماضي، إنه أبلغ والدته بخبر قبر متين، وإنها «لم تكن سعيدة أبدًا. تريد أن تشتكى للمسؤولين عن المقبرة». وإن والدته قالت: «متين ليس مسلمًا. وما كان يجب أن يدفن في مقابر مسلمين. ربما كان أفضل أن يحرقوا جثمانه، أو يرموه في البحر».
وقال وحيد دودي، الذي ذهب، يوم الأربعاء، مع أخته إلى المقبرة لقراءة الفاتحة على قبر والدهما، إنهما فوجئا بأن متين دفن هناك. وقال إنه لا يصدق أن «شخصًا ارتكب هذه المجزرة الفظيعة يرقد قريبًا من والدي».
واشتكى بأن مقبرة متين ستتسبب في مشكلات وقلاقل «في هذا المكان الصامت». وأضاف: «ربما كان أحسن أن يدفنوه في البحر».
وقال مأمون سلطان، أخ محبوب سلطان المدفون في المقبرة: «قال متين إنه مسلم، ونحن نقول إنه ليس مسلمًا. كيف يكون مسلمًا وهو فعل ما فعل؟ لا يسمح الإسلام بقتل الأبرياء».
وقالت صحيفة «ميامي هيرالد» إن الإسعاف الطبي نقل جثمان متين، صباح الأحد قبل الماضي، من مكان المجزرة إلى المستشفى، حيث تعرف على الجثمان والد متين. ونقلت قول الوالد إن الجثمان سيدفن حسب الطريقة الإسلامية، وسيدفن في مقبرة للمسلمين. لكن، لم يحدد الوالد في ذلك الوقت اسم المقبرة.
ونقلت الصحيفة قول بلاك كاراكيرا، مسؤول عن المقبرة التي دفن فيها جثمان متين، إنه لم يكن موجودًا في المقبرة عندما دفن جثمان متين. ووصف متين بأنه «رجل شرير». لكنه دافع عن دفن جثمانه في المقبرة. وقال: «كل واحد يحتاج إلى مكان يدفن فيه». وأضاف: «نحن لا نعرف رأي متين فيما فعل. لهذا، يستحق أن يدفن دفنًا محترمًا مثل أي شخص غيره».



مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
TT

مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)

رجحت سلطات أرخبيل مايوت في المحيط الهندي، الأحد، مقتل «مئات» أو حتى «بضعة آلاف» من السكان جراء الإعصار شيدو الذي دمر في اليوم السابق قسماً كبيراً من المقاطعة الفرنسية الأفقر التي بدأت في تلقي المساعدات. وصرّح حاكم الأرخبيل، فرانسوا كزافييه بيوفيل، لقناة «مايوت لا بريميير» التلفزيونية: «أعتقد أنه سيكون هناك مئات بالتأكيد، وربما نقترب من ألف أو حتى بضعة آلاف» من القتلى، بعد أن دمر الإعصار إلى حد كبير الأحياء الفقيرة التي يعيش فيها نحو ثلث السكان، كما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية. وأضاف أنه سيكون «من الصعب للغاية الوصول إلى حصيلة نهائية»، نظراً لأن «معظم السكان مسلمون ويدفنون موتاهم في غضون يوم من وفاتهم».

صور التقطتها الأقمار الاصطناعية للمعهد التعاوني لأبحاث الغلاف الجوي (CIRA) في جامعة ولاية كولورادو ترصد الإعصار «شيدو» فوق مايوت غرب مدغشقر وشرق موزمبيق (أ.ف.ب)

وصباح الأحد، أفاد مصدر أمني لوكالة الصحافة الفرنسية بأن الإعصار الاستوائي الاستثنائي خلّف 14 قتيلاً في حصيلة أولية. كما قال عبد الواحد سومايلا، رئيس بلدية مامودزو، كبرى مدن الأرخبيل، إن «الأضرار طالت المستشفى والمدارس. ودمّرت منازل بالكامل. ولم يسلم شيء». وضربت رياح عاتية جداً الأرخبيل، مما أدى إلى اقتلاع أعمدة كهرباء وأشجار وأسقف منازل.

الأضرار التي سببها الإعصار «شيدو» في إقليم مايوت الفرنسي (رويترز)

كانت سلطات مايوت، التي يبلغ عدد سكانها 320 ألف نسمة، قد فرضت حظر تجول، يوم السبت، مع اقتراب الإعصار «شيدو» من الجزر التي تبعد نحو 500 كيلومتر شرق موزمبيق، مصحوباً برياح تبلغ سرعتها 226 كيلومتراً في الساعة على الأقل. و«شيدو» هو الإعصار الأعنف الذي يضرب مايوت منذ أكثر من 90 عاماً، حسب مصلحة الأرصاد الجوية الفرنسية (فرانس-ميتيو). ويُرتقَب أن يزور وزير الداخلية الفرنسي برونو روتايو، مايوت، يوم الاثنين. وما زالت المعلومات الواردة من الميدان جدّ شحيحة، إذ إن السّكان معزولون في منازلهم تحت الصدمة ومحرومون من المياه والكهرباء، حسبما أفاد مصدر مطلع على التطوّرات للوكالة الفرنسية.

آثار الدمار التي خلَّفها الإعصار (أ.ف.ب)

في الأثناء، أعلن إقليم لاريونيون الواقع أيضاً في المحيط الهندي ويبعد نحو 1400 كيلومتر على الجانب الآخر من مدغشقر، أنه جرى نقل طواقم بشرية ومعدات الطبية اعتباراً من الأحد عن طريق الجو والبحر. وأعرب البابا فرنسيس خلال زيارته كورسيكا، الأحد، تضامنه «الروحي» مع ضحايا «هذه المأساة».

وخفّض مستوى الإنذار في الأرخبيل لتيسير حركة عناصر الإسعاف، لكنَّ السلطات طلبت من السكان ملازمة المنازل وإبداء «تضامن» في «هذه المحنة». واتّجه الإعصار «شيدو»، صباح الأحد، إلى شمال موزمبيق، ولم تسجَّل سوى أضرار بسيطة في جزر القمر المجاورة من دون سقوط أيّ ضحايا.