الإخلاص والحماس وراء تألق آيرلندا الشمالية مع أونيل

تخطت أوكرانيا وحققت أول فوز في بطولة كبرى منذ مونديال 1982

فرحة أيرلندية بفوز تاريخي (إ.ب.أ)
فرحة أيرلندية بفوز تاريخي (إ.ب.أ)
TT

الإخلاص والحماس وراء تألق آيرلندا الشمالية مع أونيل

فرحة أيرلندية بفوز تاريخي (إ.ب.أ)
فرحة أيرلندية بفوز تاريخي (إ.ب.أ)

ربما لا تقدم تشكيلة المدرب مايكل أونيل في 2016 نفس الأداء المميز لآيرلندا الشمالية في 1982 لكن كم فريق في بطولة أوروبا الجارية يلعب بنفس إخلاصه وحماسه؟ ويبدو هذا السؤال عادلا بعدما أنهى فريق أونيل انتظارا دام 34 عاما للفوز بمباراة في بطولة كبرى بعدما تفوق 2 - صفر على أوكرانيا الخميس بعد عرض مدعوم بروح قتالية عالية.
وقال أونيل «يمكن للمدرب أن يطلب أشياء مختلفة لكن عندما يشاهد مثل هذا الأداء والانضباط والحماس لا يمكن أن يطلب المزيد». وفي الوقت الذي قد لا يستطيع الفريق مقارعة إمكانيات منافسيه الكبيرة في بطولة أوروبا 2016 فإنه أثبت مرة أخرى أنه قادر على استغلال نقاط قوته والتغلب على نقاط ضعفه. وبعد هدفي غاريث مكالوني ونيل مكجين أمام أوكرانيا انتهى انتظار آيرلندا الشمالية لكي تحقق أول فوز في بطولة كبرى منذ التفوق على إسبانيا في كأس العالم 1982 بفضل هدف جيري أرمسترونغ.
وحظي أونيل بالفعل بشعبية جارفة بعدما قاد الفريق للوصول إلى نهائيات بطولة كبرى بعد غياب كبير والآن بات متأكدا من الحصول على استقبال أسطوري بعدما فاز الفريق لأول مرة في البطولة القارية. واستبعد أونيل لاعبه الهداف كايل لافرتي بعد الخسارة أمام بولندا في الجولة الافتتاحية ولجأ إلى المهاجم قليل الخبرة كونور واشنطن الذي رد الدين لمدربه وبذل مجهودا ضخما في إرهاق دفاع أوكرانيا. وقد لا تملك التشكيلة الحالية لآيرلندا الشمالية نفس تنظيم الجيل الرائع في 1982 لكنه يتحلى بتنظيم كبير وبعمل شاق يستطيع إرهاق أي منافس. فعلى سبيل المثال كانت لقطة ارتقاء مكاولي عاليا لمقابلة ركلة حرة نفذها أوليفر نوروود تجسيدا واضحا لمدى فاعلية وإصرار اللاعبين. ومن ضمن النقاط المهمة في عقلية لاعبي آيرلندا الشمالية أن لديهم رغبة حقيقية في الرد على المشككين في قدراتهم. وقال مكاولي للصحافيين «كثيرون توقعوا أننا لن نحصل على أي نقطة عندما سحبت قرعة البطولة. لكن هذا ما اعتادت آيرلندا الشمالية أن تفعله بإثبات خطأ الآخرين».
وأصبحت آيرلندا الشمالية أول فريق من بريطانيا يخرج من مباراة بشباك نظيفة بعد الانضباط الدفاعي أمام أوكرانيا. وقال مكاولي «كنا نتحدث إلى بعضنا البعض عن ضرورة ترك إرث في هذه البطولة. كرة القدم لعبة رومانسية وأحيانا يكون النجاح من نصيب الفريق غير المرشح». والآن سيستمر حلم آيرلندا الشمالية في التأهل عند مواجهة ألمانيا بطلة العالم التي تتقاسم صدارة المجموعة الثالثة مع بولندا برصيد أربع نقاط لكل فريق. وقال نورمان وايتسايد الناقد التلفزيوني وأحد لاعبي جيل آيرلندا الشمالية في 1982 «احضروا لنا ألمانيا». وربما لا يكون واتسايد الوحيد الذي يثق أن تشكيلة المدرب أونيل لا يزال أمامها ما تقدمه في بطولة أوروبا.
وأثنى أونيل على أداء لاعبيه خلال فوز الفريق التاريخي 2 - صفر على أوكرانيا. وقال أونيل عقب فوز فريقه بالمباراة التي جرت بمدينة ليون «قدمنا أداء رائعا. وكنا إيجابيين منذ البداية، لقد ظهرنا بشكل مذهل». أضاف مدرب آيرلندا الشمالية «نحن بحاجة فقط لمثل هذا المستوى من الأداء، ومثل هذه القوة في اللعب، مازلنا نمتلك حظوظ وفيرة للتأهل للدور الثاني». وأوضح أونيل «لدينا جائزة واقعية في نهاية لقائنا أمام ألمانيا بـ(الجولة الثالثة الأخيرة). إنني سعيد للغاية باللاعبين».



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».