القاهرة تؤجل زيارة وفد حماس في انتظار إجابات

تجري في أي لحظة وقد تسبق لقاء مرتقبًا في الدوحة مع وفد فتح خلال أيام

القاهرة تؤجل زيارة وفد حماس في انتظار إجابات
TT

القاهرة تؤجل زيارة وفد حماس في انتظار إجابات

القاهرة تؤجل زيارة وفد حماس في انتظار إجابات

قالت مصادر فلسطينية مطلعة إن مصر أجلت زيارة وفد حماس إلى القاهرة إلى حين تلقي إجابات أوضح حول قضايا أثارتها المخابرات المصرية مع وفد حماس في زيارات سابقة. وبحسب المصادر، فإن مسؤولي المخابرات المصرية غير راضين عن مسألة ضبط حماس الحدود المشتركة، وتمكن عناصر متشددة من مغادرة غزة أو العودة إليها، ومن سيناء وإليها. وأكدت المصادر أن إجابات حول هذا الأمر، إضافة إلى إجابات حول أشخاص تلاحقهم مصر، وعلاقة حماس بهم، لم تكن مقنعة بالنسبة للمصريين.
ونفت المصادر أن تكون الزيارة ألغيت، وإنما جرى تأجيلها فقط من دون تحديد موعد. ومن غير المعروف ما إذا كان وفد حماس سيتمكن من لقاء المسؤوليين المصريين قبل لقاء مفترض في الدوحة مع وفد حركة فتح بعد أيام.
وكانت حماس تلقت الأسبوع الماضي دعوة رسمية لزيارة القاهرة، بعد اتصال ورد إلى نائب رئيس المكتب السياسي في حماس، موسى أبو مرزوق، الذي كان في بيروت. وجاءت الدعوة في إطار لقاء المخابرات المصرية مع الفصائل الفلسطينية.
وبحسب المصادر، فإن العلاقة الأمنية ووضع قطاع غزة والمصالحة الفلسطينية، وكذلك الهدنة مع إسرائيل، ستكون على جدول الأعمال في اللقاء المرتقب.
واستقبلت مصر خلال الشهر الحالي، والشهر الماضي، وفودا من حركة فتح والجهاد الإسلامي، والجبهتين الديمقراطية والشعبية، في محاولة لوضع النقاط على الحروف، حول قضايا تتعلق بشؤون قطاع غزة والمصالحة الداخلية ومستقبل القضية.
وقالت المصادر إن اللقاء مع حماس سيجري، لكن مصر تعمدت تأجيله ولم تستكمل التنسيق اللازم لذلك انتظارا لإجابات حول أسئلة محددة.
وكان مسؤولو المخابرات المصرية التقوا بوفد من حماس في مارس (آذار) الماضي، وطلبوا منهم فك الارتباط بالإخوان، وضبط الحدود، وملاحقة السلفيين ومنع تنقلهم من سيناء وإليها، والتعاون في أي معلومات أمنية تمس الأمن القومي المصري، والتوقف عن تهريب الأسلحة من سيناء وإليها كذلك. كما طلبوا إجابات محددة حول مصير أشخاص ينتمون لـ«الإخوان» المسلمين وللسلفية. وهي الطلبات التي وافقت عليها حماس، وأبلغت المصريين أنهم في غزة لا يتلقون أي أوامر أو تعليمات من الإخوان، وليس هناك أي علاقات تنظيمية بهم، وأن الحركة تركز فقط على عملها داخل فلسطين، وأنها تتعهد بضبط الحدود، وستمنع أي تنقل للسلفيين من غزة إلى سيناء أو العكس، بل ستواجهمم إذا اقتضى الأمر، ولن توافق أبدا على أن تكون غزة منطلقا لأي أعمال ضد مصر، ناهيك عن أن الحركة لا تسمح بخروج أي سلاح من القطاع، لأنها تبحث عن كل رصاصة يمكن أن تفيد قطاع غزة.
وبعد ذلك، شنت حماس هجوما على «السلفية المتشددة» في غزة، لكن كثيرين منهم نجحوا في التسلل إلى سيناء أو العودة منها إلى غزة. وستكون هذه القضية على طاولة البحث، إضافة إلى طلبات أعدتها حماس وتأمل من مسؤولي المخابرات المصرية التجاوب بشأنها، وهي فتح معبر رفح، وإعادة المختفين الأربعة من كتائب القسام الذين اختطفوا في سيناء العام الماضي، ووقف ضخ مياه البحر في الأنفاق، واستئناف محادثات التهدئة مع إسرائيل.
مسألة أخرى قد تكون أجلت لقاء وفد حماس، هي تزامن اللقاء الذي كان مرتبا له الثلاثاء مع الذكرى التاسعة لسيطرة حماس على قطاع غزة. وقد شنت حركة فتح، بهذه المناسبة، هجوما كبيرا على حماس وطالبتها بإعلان التراجع عن انقلابها على المشروع الوطني والسلطة الوطنية، والاعتذار للشعب الفلسطيني عن «جريمتها التاريخية بحق القضية الفلسطينية والوطن أرضا وشعبا».
وجاء في بيان: «بمناسبة السنة التاسعة لانقلاب حماس الدموي في 14 يونيو (حزيران) من العام 2007. الذي قتل فيه مسلحوها 730 فتحاويا، وآخرين من ضباط ومنتسبي المؤسسة الأمنية. لقد حققت حماس بهذا الانقلاب مخطط تقسيم الوطن جغرافيا وبشريا، وقدمت لدولة الاحتلال رأس القضية الفلسطينية بعد غدرها بحركة التحرر الوطنية والمشروع الوطني الفلسطيني، وإنشاء سلطة انقلابية تابعة لجماعة خارجية لا صلة لها بالوطن».
وشددت فتح على منطلقاتها ومبادئها وقيمها الوطنية والأخلاقية الناظمة معاني الوحدة الوطنية، واستعدادها «لإعلاء المصالح العليا للشعب الفلسطيني على جروحها وعلى إيمانها بمبدأ (الدم الفلسطيني على الفلسطيني حرام)، وأنها ترى المدخل الصحيح للمصالحة هو تراجع حماس عن الانقلاب وآثاره والعمل على تصحيح تداعياته.
وحذرت «فتح» في نهاية بيانها، من أن «إصرار حماس على الانقلاب يعني إصرارها على انفصال تام، ما يعني إدامة الاحتلال واستشراء سرطان الاستيطان وضرب القضية الفلسطينية في مقتل».
وكان ناشطون في فتح ومسوؤلون شنوا هجوما على اللقاء المرتقب بين فتح وحماس في الدوحة في ذكرى الانقسام معتقدين أنه يشرعن «لسيطرة حماس».



تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
TT

تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)

نددت الحكومة اليمنية بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين المدنيين في أحد السجون الواقعة شرق مدينة تعز، واتهمت الجماعة بالتورط في قتل 350 معتقلاً تحت التعذيب خلال السنوات الماضية.

التصريحات اليمنية التي جاءت على لسان وزير الإعلام، معمر الإرياني، كانت بعد أيام من فرض الولايات المتحدة عقوبات على قيادي حوثي يدير المؤسسة الخاصة بملف الأسرى في مناطق سيطرة الجماعة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

ووصف الإرياني إقدام الحوثيين على تصفية المواطن أحمد طاهر أحمد جميل الشرعبي، في أحد معتقلاتهم السرية في منطقة الحوبان شرق تعز، بأنها «جريمة بشعة» تُضاف إلى سجل الجماعة الحافل بالانتهاكات والجرائم ضد الإنسانية، وتعكس طبيعتها الوحشية وعدم التزامها بأي قانون أو معايير إنسانية، وفق تعبيره.

وأوضح الوزير اليمني في تصريح رسمي أن الحوثيين اختطفوا الضحية أحمد الشرعبي، واحتجزوه قسرياً في ظروف غير إنسانية، قبل أن يطلبوا من أسرته، في 11 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، الحضور لاستلام جثته بعد وفاته تحت التعذيب.

وقال إن هذا العمل الوحشي من قِبَل الحوثيين يظهر اللامبالاة بأرواح اليمنيين، ويعيد التذكير باستمرار مأساة الآلاف من المحتجزين والمخفيين قسراً في معتقلات الجماعة بما في ذلك النساء والأطفال.

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى تقارير حكومية وثقت أكثر من 350 حالة قتل تحت التعذيب في سجون الحوثيين من بين 1635 حالة تعذيب، كما وثقت المنظمات الحقوقية -بحسب الوزير- تعرض 32 مختطفاً للتصفية الجسدية، بينما لقي آخرون حتفهم نتيجة الانتحار هرباً من قسوة التعذيب، و31 حالة وفاة بسبب الإهمال الطبي، وقال إن هذه الإحصاءات تعكس العنف الممنهج الذي تمارسه الميليشيا بحق المعتقلين وحجم المعاناة التي يعيشونها.

ترهيب المجتمع

اتهم الإرياني الحوثيين باستخدام المعتقلات أداة لترهيب المجتمع المدني وإسكات الأصوات المناهضة لهم، حيث يتم تعذيب المعتقلين بشكل جماعي وتعريضهم لأساليب قاسية تهدف إلى تدمير إرادتهم، ونشر حالة من الخوف والذعر بين المدنيين.

وطالب وزير الإعلام في الحكومة اليمنية المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان بمغادرة ما وصفه بـ«مربع الصمت المخزي»، وإدانة الجرائم الوحشية الحوثية التي تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي والإنساني.

الحوثيون يتعمدون ترهيب المجتمع بالاعتقالات والتعذيب في السجون (رويترز)

ودعا الوزير إلى «ممارسة ضغط حقيقي على ميليشيا الحوثي» لإطلاق صراح كل المحتجزين والمخفيين قسرياً دون قيد أو شرط، وفرض عقوبات صارمة على قيادات الجماعة وتصنيفها «منظمة إرهابية عالمية».

وكانت الولايات المتحدة فرضت قبل أيام عقوبات على ما تسمى «لجنة شؤون الأسرى» التابعة للحوثيين، ورئيسها القيادي عبد القادر حسن يحيى المرتضى، بسبب الارتباط بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في اليمن.

وتقول الحكومة اليمنية إن هذه المؤسسة الحوثية من أكبر منتهكي حقوق الإنسان وخصوصاً رئيسها المرتضى الذي مارس خلال السنوات الماضية جرائم الإخفاء القسري بحق آلاف من المدنيين المحميين بموجب القوانين المحلية والقانون الدولي الإنساني.