لقاء وزير الخارجية المصري مع نظيره البرتغالي يبحث سبل دعم عملية السلام

سيلفا يبدأ زيارة للقاهرة تستمر يومين وملف الإرهاب الأبرز على طاولة لقاءاته

وزير الخارجية المصري سامح شكري خلال المؤتمر الصحافي الذي عقد في مقر وزارة الخارجية يالقاهرة أمس (أ.ب)
وزير الخارجية المصري سامح شكري خلال المؤتمر الصحافي الذي عقد في مقر وزارة الخارجية يالقاهرة أمس (أ.ب)
TT

لقاء وزير الخارجية المصري مع نظيره البرتغالي يبحث سبل دعم عملية السلام

وزير الخارجية المصري سامح شكري خلال المؤتمر الصحافي الذي عقد في مقر وزارة الخارجية يالقاهرة أمس (أ.ب)
وزير الخارجية المصري سامح شكري خلال المؤتمر الصحافي الذي عقد في مقر وزارة الخارجية يالقاهرة أمس (أ.ب)

قال وزير الخارجية المصري سامح شكري إن الرئيس عبد الفتاح السيسي تلقى رسالة من نظيره البرتغالي مارسيلو ريبيلو دي سوزا، قام بتسليمها وزير الخارجية البرتغالي أجوستو سانتوس سيلفا، الذي يزور القاهرة حاليًا. وأوضح شكري في مؤتمر صحافي مشترك أمس مع نظيره البرتغالي أن «الرسالة تؤكد أهمية تعزيز علاقات التعاون بين البلدين، ودعوة موجهة للرئيس السيسي لزيارة البرتغال». ورحب شكري، في بداية المؤتمر الصحفي، بنظيره البرتغالي خلال زيارته الرسمية الحالية للقاهرة، موضحًا أن الرئيس السيسي استقبل الوزير البرتغالي صباح اليوم، حيث تم خلال المباحثات التأكيد على الأهمية التي توليها الدولتان لتعزيز العلاقات لتحقيق المصالح المشتركة. وقال إن «مصر تثمن ما تقوم به البرتغال من مواقف إيجابية حيالها، وتفهمها للتطورات منذ ثورة 30 يونيو (حزيران)، فضلاً عن الدعم الذي وفرته لمصر خلال المرحلة الانتقالية».
وأضاف وزير خارجية أنه عقد ونظيره البرتغالي جلسة مباحثات، وحضرا مراسم توقيع اتفاق تشجيع الاستثمار بين البلدين، مؤكدا أنه يتم العمل على استكمال إطار تعهدي في عدد من المجالات من بينها السياحة، مبينًا أنه تم الاتفاق على تفعيل اللجنة المشتركة على أن تنعقد جلستها في الربع الأخير من العام الجاري، والتوقيع خلالها على عدد من الاتفاقيات الجاري بلورتها على المستوى الفني.
وأشار شكري إلى أن «المباحثات تناولت القضايا الدولية والإقليمية والتحديات التي تواجهها مصر والعالم، بما في ذلك ما يخص الإرهاب والفكر المتطرف، لافتًا إلى أن الأسلوب الأمثل لمواجهة التحديات هو التعاون».
من جانبه، أكد وزير خارجية البرتغال على تضامن بلاده والشعب البرتغالي مع الشعب المصري والحكومة في مكافحة الإرهاب، ووصف العلاقات مع مصر بأنها «إيجابية من المنظور السياسي».
ونوه وزير خارجية البرتغال أجوستو سانتوس سيلفا بالعلاقات بين مصر والاتحاد الأوروبي، مثنيًا على الدور الذي تقوم به مصر بالنسبة للاستقرار والأمن في المنطقة، وبالنسبة لأمن أوروبا والعالم.
وأشار الوزير البرتغالي إلى أن مصر تعد السوق الخامسة بالنسبة للبرتغال، وأنه يمكن البناء على ذلك لتدعيم العلاقات الاقتصادية وزيادة الاستثمارات من أجل تحقيق مصالح الجانبين، وأوضح أنه سيتم خلال اجتماعات اللجنة المشتركة المصرية البرتغالية التوقيع على مزيد من الاتفاقيات، من أجل دفع علاقات التعاون ولا سيما الاقتصادية، مبينا أن المستثمرين المصريين يستفيدون بالفعل من تأشيرات الدخول الخاصة إلى البرتغال لإقامة المشروعات في البلاد.
وردا على سؤال حول إمكانية بذل جهود لدفع دعوة الرئيس لاستئناف مفاوضات السلام، خاصة بعد فشل مؤتمر باريس في تحقيق المأمول منه والحديث عن إمكانية تغيير مبادرة السلام العربية، قال شكري إن «مؤتمر باريس لم يفشل وسعى لدفع حل الدولتين وإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.. وقد جاءت المبادرة الفرنسية في مرحلة مهمة لملء الفراغ الناشئ عن انقطاع المفاوضات المباشرة».
وأضاف أن «المبادرة الفرنسية تؤكد على حل الدولتين الذي يؤدي لتغيير المعادلة الإقليمية، وهناك جهود ما زالت تبذلها فرنسا في إطار مبادرتها، مشيرا إلى أنه سيعقبها سلسلة من المراحل المرتبطة بالمبادرة، فضلاً عن عقد مؤتمر دولي للسلام بمشاركة أطراف النزاع والدول العربية التي تدعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني».
وأوضح شكري أن المبادرة العربية قائمة منذ 2002، وهى ركيزة أساسية لتشجيع إقامة الدولة الفلسطينية، والعمل على إنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، لافتًا إلى أن المبادرة العربية ما زالت مطروحة، وتعد أساسية ومعترفا بها في هذا الإطار. وأكد أن دعوة السيسي متفقة مع سياسة مصر وجهودها للتوصل للسلام العادل والشامل وتشجيع كل الأطراف على التفاعل الإيجابي، منوهًا بأن مصر لديها اتصالات دائمة مع طرفي النزاع الفلسطيني والإسرائيلي من أجل تحفيزهما للوصول لحل الدولتين، وإيجاد حلول لكل القضايا العالقة، مع ضرورة استمرار المفاوضات بشكل يؤدي لإنهاء الصراع، وبما يحقق مصالح وأهداف إنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، بما يؤدي لتغيير الأوضاع بشكل جذري.
وحول قصور المجتمع الدولي في تعزيز آلية لحوار الحضارات ضمن الجهد الدولي لمكافحة الإرهاب، قال شكري إنه «كلما زاد التضامن والتعاون بين أعضاء المجتمع الدولي زادت وتيرة مكافحة الإرهاب.. ومصر تدفع في إطار أن تكون مكافحة الإرهاب شاملة، سواء في إطار المنظمات التي تعمل في هذا المجال، أو في مجال مقاومة الفكر المتطرف والآيديولوجية المتطرفة، من خلال توضيح حقيقة الإسلام، والعمل على وقف الدعم الذي تتلقاه بعض المنظمات الإرهابية من أطراف تسعى لاستخدامها لأغراض سياسية.
وفي ما يتعلق بظاهرة الإرهاب ومدى التوافق الدولي حول عقد مؤتمر شامل لمكافحته، قال وزير خارجية البرتغال إن «المكافحة واسعة النطاق للإرهاب يجب أن تتم في إطار الأمم المتحدة وغيرها من المنظمات الدولية، مشيرًا إلى ضرورة أن تتم مكافحة الإرهاب بجميع الوسائل من ناحية المواجهة الأمنية والعسكرية، وأيضًا من ناحية مواجهة الآيديولوجيات والأفكار المتشددة».
ومن جانبه، قال شكري «إنه كلما كان التواصل في ما يتعلق بمكافحة الإرهاب على مستوى رفيع كانت الحلول أبسط، مشيرًا إلى أنه لم تتبلور بشكل كامل حتى الآن فكرة عقد مؤتمر دولي لمكافحة الإرهاب.. فهناك دول داعمة للفكرة من بينها مصر، ونحن نعتمد على التفاهم والتنسيق على المستوى الثنائي لتبادل الخبرات والمعلومات الاستخباراتية لمواجهة هذه الظاهرة».



بلينكن في الأردن مستهِلاً جولته لبحث الأزمة في سوريا

أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
TT

بلينكن في الأردن مستهِلاً جولته لبحث الأزمة في سوريا

أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)

وصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (الخميس) إلى الأردن، مستهِلاً جولة لبحث الأزمة في سوريا بعد إطاحة الرئيس السوري بشار الأسد، وفق ما أفاد صحافي من «وكالة الصحافة الفرنسية» كان ضمن فريق الصحافيين المرافق له في الطائرة.

وقال مسؤولون أميركيون، للصحافيين المرافقين، إن بلينكن المنتهية ولايته سيلتقي العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، ووزيرَ خارجيته في مدينة العقبة (نحو 325 كيلومتراً جنوب عمان) على البحر الأحمر، في إطار سعيه إلى عملية «شاملة» لاختيار أعضاء الحكومة السورية المقبلة. وفور وصوله، توجَّه بلينكن إلى الاجتماع، ومن المقرر أن يسافر في وقت لاحق من اليوم إلى تركيا.

ودعا بلينكن إلى عملية «شاملة» لتشكيل الحكومة السورية المقبلة تتضمَّن حماية الأقليات، بعدما أنهت فصائل معارضة بقيادة «هيئة تحرير الشام» حكم بشار الأسد المنتمي إلى الطائفة العلوية التي تُشكِّل أقلية في سوريا.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية، لدى إعلانها عن جولة بلينكن، إنه سيدعو إلى «قيام سلطة في سوريا لا توفر قاعدة للإرهاب أو تُشكِّل تهديداً لجيرانها»، في إشارة إلى المخاوف التي تُعبِّر عنها كل من تركيا، وإسرائيل التي نفَّذت مئات الغارات في البلد المجاور خلال الأيام الماضية. وأشار المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر إلى أنه خلال المناقشات في العقبة على البحر الأحمر «سيكرر بلينكن دعم الولايات المتحدة لانتقال جامع (...) نحو حكومة مسؤولة وتمثيلية». وسيناقش أيضاً «ضرورة (...) احترام حقوق الأقليات، وتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية، ومنع تحول سوريا إلى قاعدة للإرهاب أو أن تُشكِّل تهديداً لجيرانها، وضمان تأمين مخزونات الأسلحة الكيميائية وتدميرها بشكل آمن». وهذه الزيارة الثانية عشرة التي يقوم بها بلينكن إلى الشرق الأوسط منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وهجوم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على إسرائيل، التي ردَّت بحملة عنيفة ومُدمِّرة ما زالت مستمرة على قطاع غزة.

وانتهت رحلة بلينكن السابقة بخيبة أمل بعد فشله في تأمين صفقة تنهي فيها إسرائيل و«حماس» الحرب في مقابل إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة. وسيغادر بلينكن منصبه في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل مع إدارة الرئيس جو بايدن.

ووصف الرئيس المنتخب دونالد ترمب الوضع في سوريا بـ«الفوضى». وقال إن الولايات المتحدة لا ينبغي أن تتدخل، رغم أنه لم يوضح السياسة الأميركية منذ سقوط الأسد.