بوليفيا تنشد التعاون مع السعودية صناعيًا وتكنولوجيًا

في طريقها لبناء أول مفاعل نووي لإنتاج الكهرباء

جوكوين جيوتيريس وزير الهيدروكربونات والطاقة في بوليفيا («الشرق الأوسط»)
جوكوين جيوتيريس وزير الهيدروكربونات والطاقة في بوليفيا («الشرق الأوسط»)
TT

بوليفيا تنشد التعاون مع السعودية صناعيًا وتكنولوجيًا

جوكوين جيوتيريس وزير الهيدروكربونات والطاقة في بوليفيا («الشرق الأوسط»)
جوكوين جيوتيريس وزير الهيدروكربونات والطاقة في بوليفيا («الشرق الأوسط»)

قال جوكوين جيوتيريس، وزير الهيدروكربونات والطاقة في بوليفيا، إن بلاده تتطلع إلى تطوير علاقاتها الاقتصادية مع السعودية في مجال الطاقة والصناعة والزراعة وتكنولوجيا الصناعات الذرية، مشيرًا إلى أن الرياض تعتبر ركيزة أساسية في الارتقاء بعلاقات الدول العربية مع دول أميركا الجنوبية صناعيًا وتجاريًا، وإطلاق شراكات استثمارية ذات قيمة مضافة.
وتوقع جيوتيريس في حديثه لـ«الشرق الأوسط»، أن تتكامل الإمكانات العربية بقيادة السعودية، مع الإمكانات المتوفرة في بلاد أميركا الجنوبية، مبينًا أن المنتدى الاقتصادي العربي - الجنوب أميركي الذي عُقد في الرياض قبل أشهر، وضع خريطة طريق لإحداث نقلة في العلاقات الاقتصادية بين دول الإقليمين، مشيرًا إلى أن بلاده جاهزة للتعاون مع السعودية في مجال الإنتاج الصناعي والتكنولوجي المتعلق بالصناعات الذرية.
ولفت إلى أن بلاده ماضية في تطوير برنامجها النووي، موضحًا أن روسيا تعهدت بزيادة تعاونها مع بوليفيا في مجال الصناعات النووية وإنتاج الطاقة الكهربائية والصناعات ذات الصلة.
وذكر أن بلاده تعتزم بناء أول مفاعل نووي، مؤكدًا أن تطور التكنولوجيا النووية لاستخدامها في الأغراض السلمية بات إحدى الأولويات الاستراتيجية لبلاده، وأن دولاً عدة أبدت استعدادها للإسهام في تطوير هذا المشروع.
وأوضح أن لجنة متخصصة تعقد اجتماعات دورية بهذا الشأن، لإنجاح برامجها المتعلقة بالصناعات التكنولوجية، خلال الأعوام العشرة المقبلة، مشيرا إلى وجود مشروع تعاون مع شركة «روس أتوم» الروسية للطاقة الذرية، لإنشاء مركز أبحاث الطاقة النووية لاستخدامها في مجال صناعة الأدوية والأغذية.
وأضاف نائب وزير الطاقة البوليفي على هامش مؤتمر «أتوم إكسبو 2016» بموسكو مؤخرًا، أن بلاده قررت الدخول في عالم الصناعات التكنولوجية النووية، وتسعى إلى إنشاء مفوضية رفيعة المستوى للطاقة، وتشكيل لجنة متخصصة من عدد من العلماء المتخصصين، للمشاركة في تصميم استراتيجية لبوليفيا، مشيرًا إلى خطة لتحقيق هذا المشروع خلال 10 أعوام.
وأكد أنها خطة شاملة، تغطي كثيرا من الصناعات التكنولوجية ذات العلاقة المباشرة بمجالات الصحة والتعليم والأمن الغذائي، مبينا أن نتائج هذه الخطة ستمكن بلاده من تحقيق التطور العلمي والتكنولوجي بطريقة سيادية لمزيد من السلامة.
ووفق جيوتيريس، فإن بوليفيا، تستهدف من دخول مجال الصناعات الذرية، تحقيق عدد من الأهداف، منها التنوع الاقتصادي للاكتفاء الذاتي من منتجات الطاقة، لافتًا إلى أن ذلك سينعكس إيجابا على مجمل الوضع الاقتصادي والمعيشي للمجتمع البوليفي ويسهم في تحسين نوعية الحياة من خلال الحصول على رعاية صحية أفضل وتعليم متقدم وبالتالي زيادة الإنتاجية.
وأوضح جيوتيريس أن تأسيس عمل المشروع الشامل، يحتاج إلى عدة متطلبات؛ من بينها تحقيق مستويات مرتفعة من التدريب، والعمل على تدريب المهنيين البوليفيين، مبينا أن الصناعات النووية أصبحت لا تنفصل عن التقدم في مجالات ضرورية، تتعلق بصحة وحياة الإنسان والتصدي لعلاج كثير من الأمراض المستعصية باستخدام النظائر المشعة التي تستخدم في استئصال السرطان، وتشخيص الأمراض العصبية والقلبية.
ولفت إلى أن بوليفيا لها مصادر اقتصادية أخرى مهمة، حيث إنها تعتبر أكبر منتج للقصدير في العالم، وتضم أكبر مخزون للغاز الطبيعي في أميركا الجنوبية، وتصدر فول الصويا ومعادن الزنك والرصاص والذهب والفضة، مشيرا إلى أن بلاه أطلقت تسهيلا كبيرة لجذب الاستثمار الأجنبي في مختلف المجالات، منها القطاعان الزراعي والسياحي.
يذكر أن بوليفيا تتمتع بثروة كبيرة من الماعز والأغنام، كما أن مناخها وتربتها تؤهلها لإنتاج زراعي منافس خارجيًا، ومن المحاصيل الزراعية التي تنتجها الأرز والقمح والذرة، إضافة إلى القطن، وقصب السكر، والبن، والكاكاو، إلى جانب الخضراوات والفاكهة، وتبلغ المساحات المزروعة 3 في المائة من مساحة البلاد، ويعمل بها نحو 43 من السكان.
وتزدهر في بوليفيا عمليات التعدين في منتجات اليورانيوم بجانب القصدير والذهب، إضافة إلى نشاطها في مجال التنقيب، حيث إنها تستخرج النفط والغاز من مناطق مختلفة بالبلاد، ولذلك فهي تعتبر من البلاد المصدرة للنفط؛ إذ إنها تصدر البترول عن طريق أنبوب إلى ميناء أريكا على ساحل المحيط الهادي في شيلي، كما تصدر الغاز إلى الأرجنتين.



رئيس غانا: لا انسحاب من اتفاق صندوق النقد الدولي... بل تعديلات

الرئيس الغاني المنتخب جون دراماني ماهاما خلال المقابلة مع «رويترز» (رويترز)
الرئيس الغاني المنتخب جون دراماني ماهاما خلال المقابلة مع «رويترز» (رويترز)
TT

رئيس غانا: لا انسحاب من اتفاق صندوق النقد الدولي... بل تعديلات

الرئيس الغاني المنتخب جون دراماني ماهاما خلال المقابلة مع «رويترز» (رويترز)
الرئيس الغاني المنتخب جون دراماني ماهاما خلال المقابلة مع «رويترز» (رويترز)

قال الرئيس الغاني المنتخب جون دراماني ماهاما، إنه لن يتخلى عن حزمة الإنقاذ البالغة 3 مليارات دولار والتي حصلت عليها البلاد من صندوق النقد الدولي، لكنه يريد مراجعة الاتفاق لمعالجة الإنفاق الحكومي المسرف وتطوير قطاع الطاقة.

وأضاف ماهاما، الرئيس السابق الذي فاز في انتخابات 7 ديسمبر (كانون الأول) بفارق كبير، لـ«رويترز» في وقت متأخر من يوم الجمعة، أنه سيسعى أيضاً إلى معالجة التضخم وانخفاض قيمة العملة للتخفيف من أزمة تكاليف المعيشة في الدولة الواقعة بغرب أفريقيا.

وكان ماهاما قال في وقت سابق، إنه سيعيد التفاوض على برنامج صندوق النقد الدولي الذي حصلت عليه حكومة الرئيس المنتهية ولايته نانا أكوفو في عام 2023.

وقال ماهاما: «عندما أتحدث عن إعادة التفاوض، لا أعني أننا نتخلى عن البرنامج. نحن ملزمون به؛ ولكن ما نقوله هو أنه ضمن البرنامج، يجب أن يكون من الممكن إجراء بعض التعديلات لتناسب الواقع». وأعلنت اللجنة الانتخابية في غانا فوز ماهاما، الذي تولى منصبه من 2012 إلى 2016، بالانتخابات الرئاسية بحصوله على 56.55 في المائة من الأصوات.

وقد ورث الرئيس المنتخب لثاني أكبر منتج للكاكاو في العالم، دولة خرجت من أسوأ أزمة اقتصادية منذ جيل، مع اضطرابات في صناعتي الكاكاو والذهب الحيويتين.

التركيز على الإنفاق والطاقة ساعد اتفاق صندوق النقد الدولي في خفض التضخم إلى النصف وإعادة الاقتصاد إلى النمو، لكن ماهاما قال إن هناك حاجة إلى مزيد من العمل لتخفيف الصعوبات الاقتصادية.

وقال ماهاما، الذي فاز حزبه المؤتمر الوطني الديمقراطي بسهولة في تصويت برلماني عقد في 7 ديسمبر: «الوضع الاقتصادي مأساوي... وسأبذل قصارى جهدي وأبذل قصارى جهدي وأركز على تحسين حياة الغانيين».

وأوضح أن «تعدد الضرائب» المتفق عليها بوصفها جزءاً من برنامج صندوق النقد الدولي، جعل غانا «غير جاذبة للأعمال». وقال: «نعتقد أيضاً أن (صندوق النقد الدولي) لم يفرض ضغوطاً كافية على الحكومة لخفض الإنفاق المسرف»، مضيفاً أن المراجعة ستهدف إلى خفض الإنفاق، بما في ذلك من جانب مكتب الرئيس.

ولفت إلى أن صندوق النقد الدولي وافق على إرسال بعثة مبكرة لإجراء مراجعة منتظمة، مضيفاً أن المناقشات ستركز على «كيفية تسهيل إعادة هيكلة الديون» التي وصلت الآن إلى مرحلتها الأخيرة. وقال إن الاتفاق المنقح مع صندوق النقد الدولي سيسعى أيضاً إلى إيجاد حلول مستدامة لمشاكل الطاقة، لتجنب انقطاع التيار الكهربائي المستمر.

وقال ماهاما: «سنواجه موقفاً حرجاً للغاية بقطاع الطاقة. شركة الكهرباء في غانا هي الرجل المريض لسلسلة القيمة بأكملها ونحن بحاجة إلى إصلاحها بسرعة».