الشرعية تتصدى لهجمات الانقلاب في تعز.. والميليشيات تواصل تفجير منازل المحافظة

الشرعية تتصدى لهجمات الانقلاب في تعز.. والميليشيات تواصل تفجير منازل المحافظة
TT

الشرعية تتصدى لهجمات الانقلاب في تعز.. والميليشيات تواصل تفجير منازل المحافظة

الشرعية تتصدى لهجمات الانقلاب في تعز.. والميليشيات تواصل تفجير منازل المحافظة

جددت ميليشيات الحوثي والقوات الموالية للمخلوع علي عبد الله صالح، قصفها العنيف على مناطق متفرقة في مدينة تعز، ثالث كبرى المدن اليمنية، مستهدفة بذلك أحياء عدة من بينها الروضة والزهراء والشماسي وقلعة القاهرة وثعبات والأقروض في المسراخ، وسقط على أثرها قتلى وجرحى من المدنيين.
ورافق استئناف مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، عقد جلسات المشاورات المشتركة بين وفد الحكومة اليمنية ووفد ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح الانقلابية، على مستوى رؤساء الوفدين من دون إحراز تقدم، في الوقت الذي كثفت فيه الميليشيات الانقلابية هجماتها على مختلف الجبهات في محافظة تعز، كما رافقها اشتباكات عنيفة بين الجيش الوطني المتمركز في جبل المريف والميليشيات الانقلابية المتمركزة في جبل البرقة بعزلة العشملة بحمير مقبنة، غرب تعز، وعدد من جبهات القتال.
وقال قيادي في قوات الشرعية في تعز لـ«الشرق الأوسط» إن «أبطال الجيش الوطني في تعز تصدوا لهجمات الميليشيات الانقلابية التي تواصل خروقاتها وجرائمها الإنسانية ضد مدينة تعز مستغلة بذلك توقف غارات طيران التحالف الذي تقوده السعودية، لترتكب مزيدًا من المجازر».
وأكد القيادي أن «الجيش الوطني وقوات الشرعية تمكنوا من صد هجوم الميليشيات الانقلابية في الأقروض بمديرية المسراخ جنوب مدينة تعز، وتمكنوا من شن هجوم معاكس تمكنوا فيه من تطهير جبل خدمة والشجرة في الأقروض ويتجهون باتجاه منطقة الخلل».
وفجرت الميليشيات الانقلابية نحو 22 منزلاً في مديرية صالة منذ بداية الهدنة التي أعلنتها الأمم المتحدة في العاشر من شهر أبريل (نيسان) الماضي، بينما تعرضت 10 منازل للتفجير بالألغام والعبوات الناسفة من قبل المسلحين الحوثيين والقوات الموالية للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح في شهر مايو (أيار) الماضي في مناطق صالة وحسنات والمكلكل وحي الجحملية شرق المدينة، إضافة إلى تعرض 33 منزلاً في أحياء مختلفة من المدينة للتضرر الجزئي جراء القصف العشوائي، وذلك بحسب تقرير حديث أصدره ائتلاف الإغاثة الإنسانية في تعز.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.