الغياب الإجباري لكريم بنزيما، الذي اعتبر شخصا غير مرغوب فيه لدوره المزعوم في فضيحة «الشريط الجنسي»، والاختفاء المثير للأسى لماتيو فالبوينا، الضحية الوحيد الحقيقي للواقعة، يعني أن ديدييه ديشامب بات مضطرا إلى أن يفعل ما كان الكثيرون يأملون بأن يبدأ به: أن يضع ثقته باللاعبين الشباب، وخاصة في الثلث الأمامي. لن يكون من قبيل المفاجأة أن نرى أنتوني مارسيال، وأنطوان غريزمان وكينغسلي كومان يشاركون جميعا خلال البطولة، حتى ولو كان من شبه المؤكد أن يتم اختيار واحد من بين أندريه - بيير غينياك أو أوليفييه غيرو لشغل مركز قلب الهجوم.
ولقد اعتمدت فرنسا بالأساس على طريقة الهجوم المرتد السلس (4 - 3 - 3) على مدار الـ18 شهرا الماضية (9 من 12 مباريات لعبها المنتخب منذ الأول من يناير (كانون الثاني) 2015) ومن غير المرجح أن يعود المدرب إلى طريقة (4 - 2 - 3 – 1) و(4 - 4 – 2) التي جربها ديشامب في 2015 ضد ألبانيا (كارثة مطبقة) والبرتغال؛ (حيث أدى بول بوغبا دور صاحب الرقم 10، ولم تكن أفضل المباريات التي خاضها والتي فاز فيها الفريق بنتيجة 1 - 0).
تناسب طريقة (4 - 3 – 3) عناصر القوة التي لا شك فيها في فرنسا، وهي بالأساس وسط الملعب الأكثر دينامية في أوروبا (بوغبا، لاسانا ديارا، إضافة لأي من نغولو كانتي أو بليز ماتويدي)، ومزيج مرعب من السرعة والفنيات على الجانبين، حول مهاجم وحيد يتمتع بقوة بدنية هائلة. ومن هذا المنظور، فإن من الصعوبة بمكان أن نتخيل أي فريق يستطيع أن يقاوم منتخبا فرنسيا يلعب وسط جمهوره، إذا لم يكن أداء هذا المنتخب بهذا السوء في آخر مناسبتين كبريين استضافهما على أرضه، أليس كذلك؟
تكمن مشكلات ديشامب في مناطق أخرى، وتحديدا في الرباعي الدفاعي الذي - مع عدم اختيار كيرت زوما، ورفائيل فاران وجيريمي ماثيو بسبب الإصابة، وممادو ساكو بسبب إيقافه المؤقت بسبب الإخفاق في اختبار المنشطات - سيتفتقد لوجود مسَّاك حقيقي يلعب بجانب لوران كوسيلني في قلب الدفاع. ومن المرجح الآن أن يكون إلياكيم مانغالا لاعب مانشستر سيتي هو من يلعب بجانب مدافع آرسنال، فيما يكون عادل رامي بديلا. ومن المتوقع أن يكون باتريس إيفرا (35 عاما) وبكاري سانيا (33 عاما) الاختيارين الأساسيين للمدرب كظهيرين، وهو ما يشي بالكثير عن الافتقار للبدائل في هذين المركزين.. كريستوف جاليت؟ لوكاس ديني؟ لا، لا أظن هذا.
سجلت فرنسا 9 أهداف في مبارياتها الأربعة الأخيرة قبل بدء الاستعدادات المناسبة للبطولة، لكن مرمى المنتخب اهتز 6 مرات، حتى على الرغم من أن ديشامب كان قد اختار ما بدأ أقرب ما يكون إلى أقوى تركيبة دفاعية في كل مباراة. ربما يجد هذا المدرب الحذر بطبيعته وبحكم نشأته، الذي وصفه إريك كانتونا بـ«الناقل المائي»، نفسه مضطرا إلى سلوك نهج أكثر جرأة كمدرب عما كان يبدو عليه كلاعب. وهو قادر على هذا، مثلما أثبت عندما قاد موناكو لنهائي دوري الأبطال في 2004، وربما يصل إلى هذا في النهاية، لكن ستكون هناك عراقيل على طول الطريق.
> أي من لاعبي فرنسا سيكون مفاجأة للجميع؟
يمكن أن تكون هذه بطولة نغولو كانتي، بشرط أن يكون ديشامب، وهو من نوعية المدربين المتمسكين بلاعبيهم، مستعدا لأن يترك بليز ماتويدي (الذي قدم موسما دون المأمول) على مقاعد البدلاء. وإذا ما أعطي الفرصة، فإن لاعب وسط ليستر يمكن أن يبث الطاقة والحيوية في وسط الملعب الدفاعي للمنتخب الفرنسي، ويقوم بتدخلاته وزحلقاته لقطع الكرات إلى درجة أن نقاط الضعف في الدفاع الفرنسي من المرجح ألا ينتبه إليها أحد. هذا هو المأمول، أكثر من كونه متوقعا.
> أي من اللاعبين سيكون مخيبًا للآمال؟
يُتوقع الكثير من بول بوغبا «الحفار»، غير أنه كان يعول عليه منذ فترة طويلة، وبصرف النظر عما يقوله مشجعوه، فما زلنا ننتظر أن يكون أداؤه على مستوى قصات شعره البراقة وملابسه الأنيقة. يمتلك بوغبا موهبة غير عادية، لكن ميله إلى اللعب بأنانية ومراوغة عدد لا داعي له من لاعبي الفريق المنافس، ووضع نفسه في مشكلات من صنع يده، وأن يكون كل شيء لكل الناس في الملعب؛ كل هذا يحتاج إلى أن يتم تقديمه بطريقة أكثر فاعلية وكفاءة، لكي تنضج هذه الموهبة بالشكل المناسب. وهذا أبعد ما يكون عن كونه أمرا مضمونا.
> ما الهدف الواقعي لفرنسا ولماذا؟
سيكون أي شيء دون الوصول للنهائي الأوروبي للمرة الثالثة (بعد 1984 و2000) بمثابة خيبة أمل، لقد كانت القرعة رحيمة بصاحب الأرض، في حين أن القوى الأوروبية التقليدية تبدو كأنها في أفضل الأحوال تمر بمرحلة انتقالية. لكن المنتخب الفرنسي لا يزال يبدو أقل من مستوى منتخبي 1984 و2000، فيما يتعلق بنوعية اللاعبين ومستوى الأداء، ودون ما هو مطلوب لحمل اللقب، من وجهة نظري.
فرنسا.. توقعات غير مبشرة لأصحاب الأرض في يورو 2016
دفاع يبعث على القلق.. وهجوم يغيب عنه نجومه.. وشباب تنقصه الخبرة
فرنسا.. توقعات غير مبشرة لأصحاب الأرض في يورو 2016
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة