فرنسا.. توقعات غير مبشرة لأصحاب الأرض في يورو 2016

دفاع يبعث على القلق.. وهجوم يغيب عنه نجومه.. وشباب تنقصه الخبرة

حظوظ قليلة لمنتخب فرنسا في يورو 2016 (أ.ف.ب)
حظوظ قليلة لمنتخب فرنسا في يورو 2016 (أ.ف.ب)
TT

فرنسا.. توقعات غير مبشرة لأصحاب الأرض في يورو 2016

حظوظ قليلة لمنتخب فرنسا في يورو 2016 (أ.ف.ب)
حظوظ قليلة لمنتخب فرنسا في يورو 2016 (أ.ف.ب)

الغياب الإجباري لكريم بنزيما، الذي اعتبر شخصا غير مرغوب فيه لدوره المزعوم في فضيحة «الشريط الجنسي»، والاختفاء المثير للأسى لماتيو فالبوينا، الضحية الوحيد الحقيقي للواقعة، يعني أن ديدييه ديشامب بات مضطرا إلى أن يفعل ما كان الكثيرون يأملون بأن يبدأ به: أن يضع ثقته باللاعبين الشباب، وخاصة في الثلث الأمامي. لن يكون من قبيل المفاجأة أن نرى أنتوني مارسيال، وأنطوان غريزمان وكينغسلي كومان يشاركون جميعا خلال البطولة، حتى ولو كان من شبه المؤكد أن يتم اختيار واحد من بين أندريه - بيير غينياك أو أوليفييه غيرو لشغل مركز قلب الهجوم.
ولقد اعتمدت فرنسا بالأساس على طريقة الهجوم المرتد السلس (4 - 3 - 3) على مدار الـ18 شهرا الماضية (9 من 12 مباريات لعبها المنتخب منذ الأول من يناير (كانون الثاني) 2015) ومن غير المرجح أن يعود المدرب إلى طريقة (4 - 2 - 3 – 1) و(4 - 4 – 2) التي جربها ديشامب في 2015 ضد ألبانيا (كارثة مطبقة) والبرتغال؛ (حيث أدى بول بوغبا دور صاحب الرقم 10، ولم تكن أفضل المباريات التي خاضها والتي فاز فيها الفريق بنتيجة 1 - 0).
تناسب طريقة (4 - 3 – 3) عناصر القوة التي لا شك فيها في فرنسا، وهي بالأساس وسط الملعب الأكثر دينامية في أوروبا (بوغبا، لاسانا ديارا، إضافة لأي من نغولو كانتي أو بليز ماتويدي)، ومزيج مرعب من السرعة والفنيات على الجانبين، حول مهاجم وحيد يتمتع بقوة بدنية هائلة. ومن هذا المنظور، فإن من الصعوبة بمكان أن نتخيل أي فريق يستطيع أن يقاوم منتخبا فرنسيا يلعب وسط جمهوره، إذا لم يكن أداء هذا المنتخب بهذا السوء في آخر مناسبتين كبريين استضافهما على أرضه، أليس كذلك؟
تكمن مشكلات ديشامب في مناطق أخرى، وتحديدا في الرباعي الدفاعي الذي - مع عدم اختيار كيرت زوما، ورفائيل فاران وجيريمي ماثيو بسبب الإصابة، وممادو ساكو بسبب إيقافه المؤقت بسبب الإخفاق في اختبار المنشطات - سيتفتقد لوجود مسَّاك حقيقي يلعب بجانب لوران كوسيلني في قلب الدفاع. ومن المرجح الآن أن يكون إلياكيم مانغالا لاعب مانشستر سيتي هو من يلعب بجانب مدافع آرسنال، فيما يكون عادل رامي بديلا. ومن المتوقع أن يكون باتريس إيفرا (35 عاما) وبكاري سانيا (33 عاما) الاختيارين الأساسيين للمدرب كظهيرين، وهو ما يشي بالكثير عن الافتقار للبدائل في هذين المركزين.. كريستوف جاليت؟ لوكاس ديني؟ لا، لا أظن هذا.
سجلت فرنسا 9 أهداف في مبارياتها الأربعة الأخيرة قبل بدء الاستعدادات المناسبة للبطولة، لكن مرمى المنتخب اهتز 6 مرات، حتى على الرغم من أن ديشامب كان قد اختار ما بدأ أقرب ما يكون إلى أقوى تركيبة دفاعية في كل مباراة. ربما يجد هذا المدرب الحذر بطبيعته وبحكم نشأته، الذي وصفه إريك كانتونا بـ«الناقل المائي»، نفسه مضطرا إلى سلوك نهج أكثر جرأة كمدرب عما كان يبدو عليه كلاعب. وهو قادر على هذا، مثلما أثبت عندما قاد موناكو لنهائي دوري الأبطال في 2004، وربما يصل إلى هذا في النهاية، لكن ستكون هناك عراقيل على طول الطريق.
> أي من لاعبي فرنسا سيكون مفاجأة للجميع؟
يمكن أن تكون هذه بطولة نغولو كانتي، بشرط أن يكون ديشامب، وهو من نوعية المدربين المتمسكين بلاعبيهم، مستعدا لأن يترك بليز ماتويدي (الذي قدم موسما دون المأمول) على مقاعد البدلاء. وإذا ما أعطي الفرصة، فإن لاعب وسط ليستر يمكن أن يبث الطاقة والحيوية في وسط الملعب الدفاعي للمنتخب الفرنسي، ويقوم بتدخلاته وزحلقاته لقطع الكرات إلى درجة أن نقاط الضعف في الدفاع الفرنسي من المرجح ألا ينتبه إليها أحد. هذا هو المأمول، أكثر من كونه متوقعا.
> أي من اللاعبين سيكون مخيبًا للآمال؟
يُتوقع الكثير من بول بوغبا «الحفار»، غير أنه كان يعول عليه منذ فترة طويلة، وبصرف النظر عما يقوله مشجعوه، فما زلنا ننتظر أن يكون أداؤه على مستوى قصات شعره البراقة وملابسه الأنيقة. يمتلك بوغبا موهبة غير عادية، لكن ميله إلى اللعب بأنانية ومراوغة عدد لا داعي له من لاعبي الفريق المنافس، ووضع نفسه في مشكلات من صنع يده، وأن يكون كل شيء لكل الناس في الملعب؛ كل هذا يحتاج إلى أن يتم تقديمه بطريقة أكثر فاعلية وكفاءة، لكي تنضج هذه الموهبة بالشكل المناسب. وهذا أبعد ما يكون عن كونه أمرا مضمونا.
> ما الهدف الواقعي لفرنسا ولماذا؟
سيكون أي شيء دون الوصول للنهائي الأوروبي للمرة الثالثة (بعد 1984 و2000) بمثابة خيبة أمل، لقد كانت القرعة رحيمة بصاحب الأرض، في حين أن القوى الأوروبية التقليدية تبدو كأنها في أفضل الأحوال تمر بمرحلة انتقالية. لكن المنتخب الفرنسي لا يزال يبدو أقل من مستوى منتخبي 1984 و2000، فيما يتعلق بنوعية اللاعبين ومستوى الأداء، ودون ما هو مطلوب لحمل اللقب، من وجهة نظري.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».