روبوت تفاعلي من «سامسونغ»

يجيب عن الأسئلة وينفذ طلبات شراء المنتجات ويشغل الموسيقى

روبوت تفاعلي من «سامسونغ»
TT

روبوت تفاعلي من «سامسونغ»

روبوت تفاعلي من «سامسونغ»

يومًا بعد آخر، تثبت شركة «سامسونغ» أن مهارات الإبداع والابتكار لديها ما تزال قوية، وذلك من خلال تطويرها أدوات عدة رائعة داخل معاملها، بما في ذلك «روبوت» يمثل رفيقًا رائعًا بالمنزل يدعى «أوتو Otto».
* روبوت تفاعلي
يمتلك «الروبوت» مواهب متنوعة، منها القدرة على الرد على الأسئلة، والعمل كنظام أمني بعض الوقت، عندما تتطلب الحاجة. وقد عرض هذا «الروبوت» خلال مؤتمر «سامسونغ» في سان فرانسيسكو نهاية الشهر الماضي.
من الناحية العملية، يشبه «أوتو» في بعض جوانبه «أمازون إيكو»، حيث يضم سماعة تفاعلية، ولذا فبمقدوره الإجابة عن الأسئلة وتنفيذ طلبات شراء المنتجات وتشغيل الموسيقى. كما يتضمن «الروبوت» الخاص بـ«سامسونغ» «رأسًا» مزودة بكاميرا وشاشة عالية الدقة.
ويمكنك أن تطرح على «الروبوت» أسئلة من نوعية «كم عمر هيلاري كلينتون؟»، أو السعي للتعرف على أحدث الأخبار وأحوال الطقس. ويعد هذا «الروبوت» مجرد نموذج أولي، ولا تنوي «سامسونغ» طرح هذا الجهاز للبيع.
من ناحية أخرى، تتمتع الكاميرا الخاصة بـ«أوتو» بسهولة استخدامها في ضمان أمن المنزل، حيث بمقدور «الروبوت» نقل صور حية من الكاميرا الخاصة به إلى أجهزة كومبيوتر أو هواتف جوالة. وبمقدور رأس وكاميرا «الروبوت» التحرك بمعاونة ماكينات مساعدة ومحركات. ومن الممكن كذلك توجيه الرأس نحو الأعلى أو الأسفل أو اليمين أو اليسار عبر تطبيق على الهاتف الجوال.
ومثلما الحال مع «أمازون إيكو»، فبمقدور «أوتو» تشغيل الأجهزة الذكية داخل المنزل. مثلاً، بإمكانك إصدار أوامر لـ«الروبوت» بتشغيل جهاز ما ذكي، مثل جهاز تكييف الهواء.
* «أشياء الإنترنت»
ويعد هذا «الروبوت» واحدًا من المنتجات التي تمثل نموذجًا أوليًا، عكفت على تطويره وحدة خاصة داخل «سامسونغ». ويعتمد في تصميمه على كومبيوتر يشبه «راسبري باي»، ويمكن استخدامه مع قطع يجري ارتداؤها و«روبوتات» وأجهزة ومنتجات أخرى.
الواضح أن جهاز مثل «أوتو» تتوافر أمامه إمكانات كثيرة، ويكمن الهدف من وراء طرحه في تحفيز العملاء على اقتراح أفكار لمنتجات جديدة، حسبما أوضح كيرتيس ساساكي، نائب رئيس شؤون الأنظمة الصديقة للبيئة لدى «سامسونغ».
المعروف أنه في ظل الاقتصاد الحالي القائم على الأفكار، يرتبط نجاح شركة ما بصورة مباشرة بقدرتها على إدارة ومعالجة البيانات.
من ناحية، يوفر «الروبوت» فرصة لاختبار تقنيات، مثل التعرف على الصورة والوجه داخل البيئات المنزلية، حسبما شرح ساساكي. وأضاف في حديث نقلته وكالة «آي دي جي نيوز»: «هذا سبيل مختلف لشرح المستقبل الذي يمكن أن تصبح عليه (إنترنت الأشياء)».
الواضح أن «سامسونغ» لديها بالفعل خطط طموحة فيما يتعلق بتعزيز الاعتماد على الأجهزة الأوتوماتيكية داخل المنزل. وابتداء من العام المقبل، ستجهز الشركة المنازل بأجهزة متصلة بالإنترنت، مثل أجهزة التبريد والأفران وأجهزة غسل الملابس ومصابيح الإضاءة. وقد كشفت «سامسونغ» هذا العام بالفعل عن جهاز تبريد ذكي يمكنه تحديد العناصر الناقصة به، وصياغة قائمة تسوق من البقالة وإرسالها إلى المالك.
ورغم أنه من الصعب التكهن بالخطوة التالية بعالم «إنترنت الأشياء»، فإن «سامسونغ» ترغب في ضمان دمج تقنياتها بالمنتجات الحديثة.
كما تعكف الشركة كذلك على بناء خدمات سحابية لتحسين فاعلية الأجهزة المتصلة بالإنترنت. على سبيل المثال، بإمكان خدمة تحليل البيانات الصحية «سيمباند»، المعتمدة على سحابة معلوماتية، جمع بيانات صحية من أجهزة يرتديها الإنسان أو أجهزة مراقبة صحية. ويمكن كذلك استغلال الخدمات السحابية في أنظمة معاونة السائقين والأجهزة الأوتوماتيكية بالمنزل والأجهزة الأمنية داخل المنزل المعتمدة على الخدمات السحابية.



الذكاء الاصطناعي يزدهر بمجال التعليم وسط شكوك في منافعه

بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم (رويترز)
بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم (رويترز)
TT

الذكاء الاصطناعي يزدهر بمجال التعليم وسط شكوك في منافعه

بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم (رويترز)
بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم (رويترز)

بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت الذي فرضته جائحة «كوفيد»، يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم، رغم الشكوك في منافعه.

وبدأت بلدان عدة توفير أدوات مساعَدة رقمية معززة بالذكاء الاصطناعي للمعلّمين في الفصول الدراسية. ففي المملكة المتحدة، بات الأطفال وأولياء الأمور معتادين على تطبيق «سباركس ماث» (Sparx Maths) الذي أُنشئ لمواكبة تقدُّم التلاميذ بواسطة خوارزميات، وفق ما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية». لكنّ الحكومة تريد الذهاب إلى أبعد من ذلك. وفي أغسطس (آب)، أعلنت استثمار أربعة ملايين جنيه إسترليني (نحو خمسة ملايين دولار) لتطوير أدوات الذكاء الاصطناعي للمعلمين، لمساعدتهم في إعداد المحتوى الذي يدرّسونه.

وهذا التوجّه آخذ في الانتشار من ولاية كارولاينا الشمالية الأميركية إلى كوريا الجنوبية. ففي فرنسا، كان من المفترض اعتماد تطبيق «ميا سوكوند» (Mia Seconde) المعزز بالذكاء الاصطناعي، مطلع العام الدراسي 2024، لإتاحة تمارين خاصة بكل تلميذ في اللغة الفرنسية والرياضيات، لكنّ التغييرات الحكومية أدت إلى استبعاد هذه الخطة راهناً.

وتوسعت أعمال الشركة الفرنسية الناشئة «إيفيدانس بي» التي فازت بالعقد مع وزارة التعليم الوطني لتشمل أيضاً إسبانيا وإيطاليا. ويشكّل هذا التوسع نموذجاً يعكس التحوّل الذي تشهده «تكنولوجيا التعليم» المعروفة بـ«إدتِك» (edtech).

«حصان طروادة»

يبدو أن شركات التكنولوجيا العملاقة التي تستثمر بكثافة في الأدوات القائمة على الذكاء الاصطناعي، ترى أيضاً في التعليم قطاعاً واعداً. وتعمل شركات «مايكروسوفت» و«ميتا» و«أوبن إيه آي» الأميركية على الترويج لأدواتها لدى المؤسسات التعليمية، وتعقد شراكات مع شركات ناشئة.

وقال مدير تقرير الرصد العالمي للتعليم في «اليونيسكو»، مانوس أنتونينيس، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «أعتقد أن المؤسف هو أن التعليم يُستخدم كنوع من حصان طروادة للوصول إلى المستهلكين في المستقبل».

وأعرب كذلك عن قلقه من كون الشركات تستخدم لأغراض تجارية البيانات التي تستحصل عليها، وتنشر خوارزميات متحيزة، وتبدي عموماً اهتماماً بنتائجها المالية أكثر مما تكترث للنتائج التعليمية. إلاّ أن انتقادات المشككين في فاعلية الابتكارات التكنولوجية تعليمياً بدأت قبل ازدهار الذكاء الاصطناعي. ففي المملكة المتحدة، خيّب تطبيق «سباركس ماث» آمال كثير من أولياء أمور التلاميذ.

وكتب أحد المشاركين في منتدى «مامِز نِت» على الإنترنت تعليقاً جاء فيه: «لا أعرف طفلاً واحداً يحب» هذا التطبيق، في حين لاحظ مستخدم آخر أن التطبيق «يدمر أي اهتمام بالموضوع». ولا تبدو الابتكارات الجديدة أكثر إقناعاً.

«أشبه بالعزلة»

وفقاً للنتائج التي نشرها مركز «بيو ريسيرتش سنتر» للأبحاث في مايو (أيار) الماضي، يعتقد 6 في المائة فقط من معلمي المدارس الثانوية الأميركية أن استخدام الذكاء الاصطناعي في التعليم يعود بنتائج إيجابية تَفوق العواقب السلبية. وثمة شكوك أيضاً لدى بعض الخبراء.

وتَعِد غالبية حلول «تكنولوجيا التعليم» بالتعلّم «الشخصي»، وخصوصاً بفضل المتابعة التي يوفرها الذكاء الاصطناعي. وهذه الحجة تحظى بقبول من المسؤولين السياسيين في المملكة المتحدة والصين. ولكن وفقاً لمانوس أنتونينيس، فإن هذه الحجة لا تأخذ في الاعتبار أن «التعلّم في جانب كبير منه هو مسألة اجتماعية، وأن الأطفال يتعلمون من خلال تفاعل بعضهم مع بعض».

وثمة قلق أيضاً لدى ليون فورز، المدرّس السابق المقيم في أستراليا، وهو راهناً مستشار متخصص في الذكاء الاصطناعي التوليدي المطبّق على التعليم. وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «يُروَّج للذكاء الاصطناعي كحل يوفّر التعلّم الشخصي، لكنه (...) يبدو لي أشبه بالعزلة».

ومع أن التكنولوجيا يمكن أن تكون في رأيه مفيدة في حالات محددة، فإنها لا تستطيع محو العمل البشري الضروري.

وشدّد فورز على أن «الحلول التكنولوجية لن تحل التحديات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية الكبرى التي تواجه المعلمين والطلاب».