مقتل أبرز المطلوبين بتهم تفخيخ سيارات واستهداف الجيش اللبناني إثر محاولة توقيفه

لجأ إلى يبرود بعد كشف وزير الدفاع السابق عن تورطه في أعمال إرهابية

مقتل أبرز المطلوبين بتهم تفخيخ سيارات واستهداف الجيش اللبناني إثر محاولة توقيفه
TT

مقتل أبرز المطلوبين بتهم تفخيخ سيارات واستهداف الجيش اللبناني إثر محاولة توقيفه

مقتل أبرز المطلوبين بتهم تفخيخ سيارات واستهداف الجيش اللبناني إثر محاولة توقيفه

قتل أبرز المطلوبين للسلطات اللبنانية بتهم تفخيخ السيارات واستهداف عسكريين، أمس، متأثرا بجروح أصيب بها أثناء مداهمة وحدات من الجيش اللبناني مكان وجوده في بلدة عرسال الحدودية مع سوريا بشرق لبنان.
وأكدت مصادر أمنية مقتل سامي الأطرش، المطلوب بعدة مذكرات قضائية، في مستشفى «دار الأمل» الجامعي في شرق لبنان، بعد نقله إليه مصابا بجروح خطرة خلال تبادل لإطلاق النار مع دورية الجيش أثناء دهم منزله في عرسال.
وأعلنت قيادة الجيش اللبناني، أنه «نتيجة التقصي والمتابعة، تمكنت مديرية المخابرات من تحديد مكان الإرهابي الخطير سامي الأطرش في بلدة عرسال، وقد أطلق الأطرش النار على دورية الجيش أثناء مداهمة مكان وجوده في البلدة، فردت عليه بالمثل حيث قتل لاحقا متأثرا بجراح أصيب بها».
وقال الجيش اللبناني، في بيان، إن «الإرهابي القتيل مطلوب بجرم تجهيز سيارات مفخخة، وإطلاق صواريخ وقذائف هاون على قرى وبلدات لبنانية، واحتجاز مواطنين، والمشاركة بقتل أربعة مدنيين في وادي رافق - عرسال وقتل عسكريين في وادي حميد - عرسال، والتخطيط لاستهداف أحد الضباط بعبوة ناسفة».
وكان أربعة أشخاص من آل أمهز وآل جعفر وشخص تركي الجنسية، قتلوا في 17 يونيو (حزيران) 2013 إثر إطلاق نار على سيارتهم في وادي رافق في جرود بلدة عرسال الحدودية مع سوريا. كما قتل الضابط في الجيش اللبناني بيار مشعلاني ورتيب في الجيش في 1 فبراير (شباط) 2013 على حاجز للجيش اللبناني في وادي حميد في عرسال.
وقالت مصادر من شرق لبنان لـ«الشرق الأوسط»، إن قوة مشتركة من الجيش اللبناني واستخبارات الجيش، وشعبة المعلومات التابعة لقوى الأمن الداخلي، «داهمت منزل علي يونس عز الدين قرب مستوصف عرسال، الذي كان يختبئ به الأطرش»، مشيرة إلى أنه «حصل إطلاق نار خلال المداهمة، وأصيب سامي الأطرش على أثرها، قبل نقله إلى المستشفى حيث فشل أطباء بتشغيل قلبه». وقالت المصادر إن وحدات الجيش اللبناني «أوقفت علي يونس عز الدين واثنين من أشقائه هما ناصر ومحمد، وسوريين كانوا موجودين في المكان».
والأطرش، هو لبناني من عرسال، في العقد الرابع، وتقول مصادر أمنية إنه «متورط في تفجير سيارات مفخخة، واعتداءات على نقاط عسكرية للجيش»، استنادا إلى «اعترافات أدلى بها موقوفون» في ملف التفجيرات التي وقعت في لبنان خلال الأشهر الماضية. وهو متهم بتفجير سيارة الرويس التي انفجرت في 15 أغسطس (آب) الماضي في منطقة الرويس بالضاحية الجنوبية لبيروت، وأسفرت عن مقتل 34 شخصا وإصابة 300 آخرين بجروح.
وقالت مصادر من شرق لبنان لـ«الشرق الأوسط» إن سامي الأطرش، وهو زوج شقيقة الشيخ الموقوف لدى القضاء اللبناني عمر الأطرش، «كان ملاحقا من قبل السلطات اللبنانية، منذ الكشف عن مسؤوليته عن سيارة الرويس»، مشيرة إلى أنه «كان يتخذ من مدينة يبرود السورية مقرا له، ويتردد على عرسال لفترات متقطعة». وأشارت المصادر إلى أنه «بعد استعادة القوات الحكومية السورية سيطرتها على مدينة يبرود في 16 مارس (آذار) الحالي، عاد إلى عرسال لكنه بقي متواريا عن الأنظار».
وكان وزير الدفاع اللبناني السابق فايز غصن، كشف عن اسم سامي الأطرش، للمرة الأولى، في 17 أغسطس الماضي، قائلا في بيان إنه كان من المتورطين في الأعمال الإرهابية والتفجيرات وإطلاق الصواريخ واستهداف الجيش اللبناني. ومنذ ذلك الوقت، توارى عن الأنظار.
وسامي الأطرش، هو صهر الموقوف لدى السلطات اللبنانية الشيخ عمر الأطرش، الذي اعترف بنقل انتحاريين وأحزمة ناسفة وسيارات مفخخة. وكان الجيش اللبناني أوقف في الأشهر الأربعة الماضية قسما كبيرا من المتورطين في أعمال إرهابية ضربت لبنان، بينهم أربعة قياديين من كتائب «عبد الله عزام» المرتبطة بتنظيم القاعدة، وهم إضافة إلى نعيم عباس، كل من عمر الأطرش وجمال دفتردار ونواف الحسين، وذلك بعد أقل من شهرين على توقيف أمير الكتائب المرتبطة بتنظيم القاعدة ماجد الماجد. كما أسفرت بعض المداهمات عن مقتل مطلوبين أثناء تبادل لإطلاق النار مع وحدات الجيش.
وكانت مناطق نفوذ حزب الله اللبناني، الحليف لدمشق، تعرضت لسلسلة هجمات بسيارات مفخخة نفذ غالبيتها انتحاريون، منذ الكشف قبل نحو عام عن مشاركته في المعارك داخل سوريا إلى جانب القوات النظامية، وكان آخرها تفجيرا استهدف حاجز الجيش اللبناني في مدينة الهرمل بشرق لبنان.
وتبنت غالبية هذه الهجمات تنظيمات متشددة تقاتل في سوريا، قائلة إنها رد على مشاركة الحزب في المعارك السورية.
ويقول الحزب إن غالبية السيارات المفخخة التي استهدفت مناطق نفوذه في الضاحية الجنوبية لبيروت والبقاع (شرق)، أتت من يبرود في ريف دمشق الشمالي، ودخلت الأراضي اللبنانية عبر بلدة عرسال ذات الغالبية السنية المتعاطفة مع المعارضة، والتي تستضيف آلاف اللاجئين السوريين.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.