قافلة مساعدات سعودية تحمل 1631 طنًا من الأغذية إلى حضرموت ومأرب والجوف

المشرف على مركز الملك سلمان للإغاثة أكد الحرص على إعانة الشعب اليمني بكل فئاته

د. عبد الله الربيعة متفحصا جزءا من قافلة المساعدات قبل توجهها لليمن («الشرق الأوسط»)
د. عبد الله الربيعة متفحصا جزءا من قافلة المساعدات قبل توجهها لليمن («الشرق الأوسط»)
TT

قافلة مساعدات سعودية تحمل 1631 طنًا من الأغذية إلى حضرموت ومأرب والجوف

د. عبد الله الربيعة متفحصا جزءا من قافلة المساعدات قبل توجهها لليمن («الشرق الأوسط»)
د. عبد الله الربيعة متفحصا جزءا من قافلة المساعدات قبل توجهها لليمن («الشرق الأوسط»)

أرسل مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية أمس، قافلة جديدة من المساعدات الإنسانية إلى اليمن. وأوضح الدكتور عبد الله الربيعة، المستشار في الديوان الملكي، المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، أن 1631 طنًا من المساعدات تحملها 90 قافلة ستوزع أكثر من 70 ألف سلة غذائية و100 وجبة غذائية في حضرموت والجوف ومأرب، وذلك بالتعاون مع مؤسسة محمد وعبد الله السبيعي الخيرية، بهدف تخفيف معاناة الأهالي تزامنًا مع دخول شهر رمضان. ولفت إلى أن المركز لديه برامج متعددة فيما يتعلق بالطفل والمرأة باليمن، تنفذ بالتعاون مع منظمات الأمم المتحدة، خصوصًا منظمتي الصحة العالمية واليونيسيف، وذلك في برامج ينفذها المركز بشكل مباشر مع مؤسسات المجتمع المدني اليمنية، مشيرًا إلى أن مركز الملك سلمان يوجه خدماته لكل اليمنيين.
وأكد الربيعة أن المركز يعمل مع مؤسسات المجتمع المدني داخل اليمن لتوصيل المساعدات، مع وجود جهات للتحقق من وصول تلك المساعدات لمستحقيها داخل اليمن، موضحًا أن من بين أساليب التحقق التي يتبعها المركز، نظام التتبع الذي يقوم به أفراد من داخل المركز وخارجه، مشيرًا إلى أن توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز تشدد على الحرص على ضمان توصيل المساعدات الإنسانية للداخل اليمني بالمحافظات كافة.
ولفت المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية إلى وجود برامج إغاثية مخصصة لمحافظة تعز، التي تعاني من الحصار، عبر توزيع سلال غذائية، مضيفًا: «توجيهات خادم الحرمين الشريفين بأن يهتم المركز برفع معاناة كل الشعب اليمني في كل أرجاء اليمن».
ودعا المؤسسات والمنظمات الدولية إلى إعطاء اهتمام أكبر بالشعب اليمني، مؤكدًا أن اجتماعات تعقد بشكل مستمر مع المنظمات التي أبرمت اتفاقيات مع المركز لضمان سرعة التنفيذ وشموليته.
وكان مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، أبرم مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ومنظمة الهجرة برنامجًا تنفيذيًا مشتركًا لدعم نحو عشرين ألف عائد صومالي ولاجئ يمني من ضمن الذين فروا من اليمن إلى الصومال طلبًا للأمان، وستعمل المفوضية والمنظمة الدولية للهجرة في تناسق مع الحكومة الصومالية والسلطات المحلية والإقليمية المختصة لتقديم الحماية والمساعدات العاجلة للعائدين. ويأتي هذا البرنامج حماية لآلاف الأشخاص الذين هربوا من اليمن إلى الصومال، بعد اشتداد وتيرة الحرب هناك في مارس (آذار) 2015. وحسب التقديرات فإن هنالك أكثر من 32 ألف شخص فروا من اليمن إلى الصومال خلال الأشهر القليلة الماضية.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».