غرق 700 مهاجر قبالة كريت اليونانية.. والمفقودون بالمئات

باريس تبدي استعدادها لتزويد أثينا بأفراد لحماية الحدود البحرية

عمال إغاثة ينتشلون جثت عدد من الضحايا الذين قضوا على بعد 75 ميلا بحريا جنوب جزيرة كريت أمس (أ.ف.ب)
عمال إغاثة ينتشلون جثت عدد من الضحايا الذين قضوا على بعد 75 ميلا بحريا جنوب جزيرة كريت أمس (أ.ف.ب)
TT

غرق 700 مهاجر قبالة كريت اليونانية.. والمفقودون بالمئات

عمال إغاثة ينتشلون جثت عدد من الضحايا الذين قضوا على بعد 75 ميلا بحريا جنوب جزيرة كريت أمس (أ.ف.ب)
عمال إغاثة ينتشلون جثت عدد من الضحايا الذين قضوا على بعد 75 ميلا بحريا جنوب جزيرة كريت أمس (أ.ف.ب)

شهد البحر المتوسط أمس مأساة جديدة تنضاف إلى مآسي مسلسل الهجرة غير الشرعية، وذلك على بعد 75 ميلا بحريا جنوب جزيرة كريت، حيث تم إنقاذ 340 شخصا وانتشال 4 جثث، فيما يجري البحث عن مفقودين آخرين، قدر عددهم بالمئات، وفقا لما أعلنه مسؤول يوناني.
وقال خفر السواحل اليوناني إنه أنقذ مئات المهاجرين في عملية ضخمة جنوب البحر المتوسط قبالة جزيرة كريت، بعد أن غرق قارب كان يقل نحو 700 مهاجر، ووفقا للسلطات اليونانية فإن الضحايا كانوا على متن قارب صيد خشبي يبلغ طوله 25 مترا، وكان متجها لإيطاليا قبل أن يغرق في المياه الدولية، حيث تم إبلاغ السلطات الإيطالية أولا بالحادث ثم السلطات اليونانية.
وعلى الفور توجهت إلى مكان الحادث 5 سفن تابعة للبحرية اليونانية وطائرتان ومروحية تابعة للقوات الجوية اليونانية، وسفن إنقاذ تابعة لمصر وإيطاليا، حيث تم نقل المهاجرين الذين تم إنقاذهم على متن سفن متوجهة إلى إيطاليا ومالطا ومصر وتركيا، بالإضافة إلى اليونان.
وكانت جزيرة كريت قد استقبلت الأسبوع الماضي 220 مهاجرا، بعد أن غرق قاربهم بنفس الطريقة، وهي تستضيف الآن مئات الأشخاص ضحايا الحادث الجديد، حيث جرت استضافتهم في أحد ملاعب كرة القدم، وفقا لمسؤولين محليين في جزيرة كريت.
وعبر مئات الألوف من المهاجرين، معظمهم من سوريا، الممر البحري القصير المحفوف بالمخاطر(بحر إيجة) من تركيا إلى اليونان في العام الماضي داخل قوارب مطاطية صغيرة، لكن هذا الطريق أغلق نسبيا بعد اتفاق وقعته تركيا مع الاتحاد الأوروبي في مارس (آذار) الماضي.
وقال رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيرة اليوناني ألكسيس تسيبراس في أثينا أمس إن باريس مستعدة لتزويد اليونان بقوات وأفراد لحماية الحدود البحرية، والمساعدة في أزمة اللجوء، موضحا العبء الكبير الذي يقع على عاتق السلطات اليونانية في هذا الأمر، وأنه لا بد من التضامن الأوروبي مع أثينا في هذا الشأن.
في غضون ذلك، أعلنت الشرطة اليونانية عن اعتقال شبكة دولية مكونة من مجموعتين لتهريب الأجانب جوا من اليونان إلى دول أوروبية عن طريق تزوير وثائق السفر، وأوضحت أن الكشف عن المجموعتين جاء بعد مراقبة استمرت شهورا، وجاء بتعاون مع شرطة عدد من الدول الأوروبية والإنتربول الدولي، وذلك في إطار برنامج لمكافحة الهجرة غير الشرعية يحمل اسم «إمباكت».
وذكرت السلطات اليونانية أن المهربين تمكنوا من نقل اللاجئين والمهاجرين إلى النمسا والسويد وبريطانيا وألمانيا، وتقأضوا ما بين 1000 و5000 يورو، وأنهم مرتبطون بأشخاص تم اعتقالهم في أثينا وجزيرة خيوس. وخلال هذه العملية ضبطت الشرطة عددا كبيرا من الأجهزة الإلكترونية وأختام دول مختلفة، و33 هاتفا جوالا، و92 جواز سفر، و70 بطاقة هوية ووثائق أخرى. وأوضحت الشرطة أن التحقيقات أسفرت عن كشف قضايا ذات علاقة بالتهريب في إيطاليا وإسبانيا والنمسا والتشيك وفرنسا.
وقد أثار هذا الحادث مخاوف السلطات اليونانية التي تخشى من عودة نظام الهجرة غير الشرعية مجددا من دول شمال البحر المتوسط، وخصوصا من ليبيا التي ما زالت تعاني من عدم الاستقرار، والتي يقصدها عشرات الآلاف من دول أفريقيا الفقيرة المجاورة، أو من الدول التي تعاني من حروب ومجاعات.



إردوغان يعلن عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
TT

إردوغان يعلن عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أنّ الصومال وإثيوبيا توصلتا، أمس الأربعاء، في ختام مفاوضات جرت بوساطته في أنقرة إلى اتفاق "تاريخي" ينهي التوترات بين البلدين الجارين في القرن الأفريقي.

وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة، قال إردوغان إنّه يأمل أن يكون هذا "الاتفاق التاريخي الخطوة الأولى نحو بداية جديدة مبنية على السلام والتعاون" بين مقديشو وأديس أبابا.

وبحسب نص الاتفاق الذي نشرته تركيا، فقد اتّفق الطرفان على "التخلّي عن الخلافات في الرأي والقضايا الخلافية، والتقدّم بحزم في التعاون نحو رخاء مشترك". واتّفق البلدان أيضا، وفقا للنص، على العمل باتجاه إقرار ابرام اتفاقيات تجارية وثنائية من شأنها أن تضمن لإثيوبيا وصولا إلى البحر "موثوقا به وآمنا ومستداما (...) تحت السلطة السيادية لجمهورية الصومال الفدرالية". وتحقيقا لهذه الغاية، سيبدأ البلدان قبل نهاية فبراير (شباط) محادثات فنية تستغرق على الأكثر أربعة أشهر، بهدف حلّ الخلافات بينهما "من خلال الحوار، وإذا لزم الأمر بدعم من تركيا".

وتوجّه الرئيس الصومالي ورئيس الوزراء الإثيوبي إلى أنقرة الأربعاء لعقد جولة جديدة من المفاوضات نظمتها تركيا، بعد محاولتين أوليين لم تسفرا عن تقدم ملحوظ. وخلال المناقشات السابقة التي جرت في يونيو (حزيران) وأغسطس (آب) في أنقرة، أجرى وزير الخارجية التركي هاكان فيدان زيارات مكوكية بين نظيريه، من دون أن يتحدثا بشكل مباشر. وتوسّطت تركيا في هذه القضية بهدف حل الخلاف القائم بين إثيوبيا والصومال بطريقة تضمن لأديس أبابا وصولا إلى المياه الدولية عبر الصومال، لكن من دون المساس بسيادة مقديشو.

وأعرب إردوغان عن قناعته بأنّ الاتفاق الذي تم التوصل إليه الأربعاء، بعد ثماني ساعات من المفاوضات، سيضمن وصول إثيوبيا إلى البحر. وقال "أعتقد أنّه من خلال الاجتماع الذي عقدناه اليوم (...) سيقدّم أخي شيخ محمود الدعم اللازم للوصول إلى البحر" لإثيوبيا.

من جهته، قال رئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه "لقد قمنا بتسوية سوء التفاهم الذي حدث في العام الماضي... إثيوبيا تريد وصولا آمنا وموثوقا به إلى البحر. هذا الأمر سيفيد جيراننا بنفس القدر". وأضاف أنّ المفاوضات التي أجراها مع الرئيس الصومالي يمكن أن تسمح للبلدين "بأن يدخلا العام الجديد بروح من التعاون والصداقة والرغبة في العمل معا".

بدوره، قال الرئيس الصومالي، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه إنّ اتفاق أنقرة "وضع حدا للخلاف" بين مقديشو وأديس أبابا، مشدّدا على أنّ بلاده "مستعدّة للعمل مع السلطات الإثيوبية والشعب الإثيوبي". وإثيوبيا هي أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان لا منفذ بحريا له وذلك منذ انفصلت عنها إريتريا في 1991.