في الوقت الذي أخفقت فيه لجنة المعتقلين والأسرى المنبثقة عن مشاورات السلام اليمنية بين الشرعية والانقلابيين في الكويت في إحراز اتفاق نهائي للإفراج عن مئات المعتقلين، وفقا لتفاهمات أولية، شهدت مدينة تعز، ثالث كبرى المدن اليمنية عمليات تبادل لإطلاق الأسرى بين ميليشيات الحوثي والقوات الموالية للمخلوع علي عبد الله صالح، من جهة، وفصيل من المقاومة الشعبية، من كتائب القيادي في تعز (أبو العباس) في الجبهة الشرقية، من جهة أخرى.
وشملت عملية الإفراج عن 35 شخصا من الأسرى، 16 شخصا من المقاومة الشعبية في تعز، و19 شخصا من الميليشيات الانقلابية، وتمت عملية التبادل في المدخل الغربي للمدينة في معسكر المطار القديم التابع للواء 35 مدرع.
وقال مصدر في المقاومة الشعبية لـ«الشرق الأوسط» إن «عملية الإفراج عن الأسرى لا علاقة لها بالمشاورات الجارية في الكويت بين وفد الشرعية والميليشيات الانقلابية، في الوقت الذي أصبح أمر إطلاق الأسرى أمرا ضروريا، وأن هذه العملية تم التنسيق بخصوصها بين الطرفين قبل عدة أشهر، غير أنه تم التعجيل بها بعد الضغوطات الكبيرة علينا من قبل أُسر الأسرى المختطفين لدى الميليشيات الانقلابية».
ومن جهته، قال وكيل أول نقابة الصحافيين اليمنيين، سعيد ثابت، إن الميليشيات الانقلابية تسوق لعملية الإفراج عن الأسرى من خلال قيامها بالخطوات الانفرادية الانعزالية. وعلق على ذلك في صفحته الخاصة بالتواصل الاجتماعي «فيسبوك»: «لاحظت احتفاء حوثيا كبيرا للخطوة الانفرادية التي قام بها أحد فصائل المقاومة الشعبية في تعز بإجراء تبادل محدود للأسرى مع الميليشيات الانقلابية، وبالتأكيد ستستخدمها تلك الميليشيات الانقلابية لإضعاف موقف الوفد الحكومي في الكويت الذي يبذل جهودا مضنية للخروج بنتائج تضمن إفراجا شاملا للأسرى والمخطوفين». وأضاف: «ستسوق تلك الميليشيات من خلال تلك الخطوة الانفرادية أمام المجتمع الدولي أكذوبة أنهم يمكنهم حل ملف الأسرى انفراديا، كما عالجوها في تعز من خلال النموذج الفصائلي، ولا يحتاج هذا الملف الوقوف أمامه، والدفع باتجاه مناقشة قضايا هامشية تراها الميليشيا مهمة، مثل تشكيل حكومة وغيرها من الخزعبلات الحوثية والعفاشية، وهو ما بدا واضحا بمسارعة السيد ولد الشيخ أحمد إلى الترحيب بالخطوة الانفرادية والانعزالية تلك».
وأكد وكيل أول نقابة الصحافيين، سعيد ثابت، أن «العملية الانعزالية والانفرادية التي تمت مساء أمس ضارة جدا على العمل الموحد للمقاومة والجيش، وتفتح ثغرة خطيرة في الجسد الوطني الواحد، وتفرغ ملف الأسرى والمخطوفين من مضمونه الإنساني ويخضعها للمزاجية وللعبثية الفصائلية ويؤدي إلى نتائج سلبية وضارة بالموقف الوطني الرسمي والشعبي».
يأتي ذلك في الوقت الذي صعدت فيه ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح من شن هجماتها وقصفها الهستيري المستمر بمختلف أنواع الأسلحة على مواقع الجيش الوطني والمقاومة الشعبية وكذلك الأحياء السكنية في عموم المدينة وقرى وأرياف المحافظة، ورافقها شنها الهجمات على مواقع المقاومة والجيش في منطقة الجحملية وثعبات، شرق المدينة، وكذا على جبل، ومحيط السجن المركزي ومعكسر اللواء 35 مدرع، غربا، والدفاع الجوي شمالا.
وارتكبت الميليشيات الانقلابية مجزرة جديدة في تعز من خلال قصفها العنيف على حي حوض الأشراف وجوار مبنى المحافظة، شرق مدينة تعز، بصواريخ الكاتيوشا والمدفعية الثقيلة، أسفر عن سقوط ما لا يقل عن خمسة قتلى بينهم طفل، وإصابة أكثر من 13 جريحا، وتعرض عدد من المنازل للدمار فوق ساكنيها.
وأكد مصدر في المقاومة الشعبية في تعز لـ«الشرق الأوسط» أن «عناصر المقاومة الشعبية في الجبهة الشرقية تمكنت من استهداف مدفع 23 مضاد طيران تابع لميليشيات الحوثي والقوات الموالية للمخلوع صالح في موقع المكلل وتم تدميره بشكل نهائي، بعدما كان يقصف به مواقع الجيش الوطني والمقاومة الشعبية والأحياء السكنية في مدينة تعز».
في المقابل، أكدت لجنة التهدئة في تعز التابعة للشرعية استمرار ميليشيات الحوثي والقوات الموالية للمخلوع علي عبد الله صالح، عملية التحشيد والدفع بتعزيزات عسكرية كبيرة إلى محيط مدينة تعز، واستمرارها للخروقات بشكل مستمر منذ الاتفاق على الهدنة في منتصف شهر أبريل الماضي، حيث قصفت بشكل عنيف أحياء تعز والضباب وصبر الموادم والقبيطة والمسراخ.
ومن جانبه، قال الناطق الرسمي باسم المجلس الأعلى للمقاومة الشعبية في محافظة تعز، العقيد الركن منصور الحساني، إن «قوات الرئيس المخلوع وميليشيات الحوثي ارتكبت أكثر من 4027 خرقا لاتفاق وقف إطلاق النار منذ العاشر من أبريل الماضي».
وأشار في بلاغ صحافي له، حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، إلى إحصائيات لتعزيزات وخروقات الميليشيات الانقلابية خلال فترة الهدنة من 10 أبريل 2016 إلى 31 مايو (أيار) 2016. وشملت التعزيزات التي تمكنوا من رصدها خلال فترة الهدنة أطقما عسكرية، ودبابات، وعربات مدرعة، وعربات كاتيوشا، ومدافع هاوترز، وشاحنات محملة بالذخائر.
كما شملت الإحصائية عدد الشهداء والجرحى خلال فترة الهدنة، ومقتل 48 من أفراد المقاومة الشعبية، و51 من المدنيين، إضافة إلى سقوط 392 جريحا من المدنيين وسقوط 409 جرحى من أفراد المقاومة الشعبية.
وأكد العقيد الركن الحساني أن «كل هذه الخروقات رسالة إلى كل الجهات لمعرفة مدى عدم جدية الميليشيات والتزامها بالحوار والحل السياسي».
في المقابل، كرمت رابطة إعلاميات تعز، الكادر الطبي في مستشفيات تعز للأدوار البارزة التي قاموا بها من خلال الصمود في المدينة التي تواجه الحصار والدمار، خصوصا بعد أن تعرضت معظم مستشفيات المدينة للقصف وتعرضت المدينة لمجازر وحشية متتالية في ظل تسرب بعض الأطباء وانعدام الأدوية والمستلزمات الطبية.
وفي المهرجان الذي أقيم برعاية المحافظ علي المعمري، تحت شعار «أنامل بيضاء ترسم الحياة»، وبحضور كثير من الشخصيات الاجتماعية، تم عرض فيلم قصير يحكي عن الدور والجهود العظيمة التي يقدمها الأطباء والممرضين خلال هذه الفترة التي تمر بها المدينة.
وقالت حياة الذبحاني، رئيسة الرابطة، إن «ما يقدمه الأطباء والممرضون في هذه الفترة التي تمر بها تعز واجب إنساني ووطني وديني وأخلاقي، وذلك الجهد الذي بذلوه من أجل تخفيف الآلام عن الجرحى وإسعافهم، وكان يجب علينا أن نذكرهم ونقوم بتكريمهم لعلنا نعطيهم قليلا مما يستحقونه، ومهما فعلنا لهم أو تكلمنا عنهم فلن نوفيهم حقهم».
عمليات تبادل 35 أسيرًا بين الميليشيات الانقلابية والمقاومة في تعز
تسجيل 4000 خرق للحوثيين منذ بداية الهدنة في 10 أبريل
عمليات تبادل 35 أسيرًا بين الميليشيات الانقلابية والمقاومة في تعز
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة