عمليات تبادل 35 أسيرًا بين الميليشيات الانقلابية والمقاومة في تعز

تسجيل 4000 خرق للحوثيين منذ بداية الهدنة في 10 أبريل

أحد رجال القبائل من المقاومة الشعبية اليمنية الموالية للشرعية يحيي أحد رفاقه من الذين أطلق سراحهم في عملية تبادل الأسرى في تعز (أ.ف.ب)
أحد رجال القبائل من المقاومة الشعبية اليمنية الموالية للشرعية يحيي أحد رفاقه من الذين أطلق سراحهم في عملية تبادل الأسرى في تعز (أ.ف.ب)
TT

عمليات تبادل 35 أسيرًا بين الميليشيات الانقلابية والمقاومة في تعز

أحد رجال القبائل من المقاومة الشعبية اليمنية الموالية للشرعية يحيي أحد رفاقه من الذين أطلق سراحهم في عملية تبادل الأسرى في تعز (أ.ف.ب)
أحد رجال القبائل من المقاومة الشعبية اليمنية الموالية للشرعية يحيي أحد رفاقه من الذين أطلق سراحهم في عملية تبادل الأسرى في تعز (أ.ف.ب)

في الوقت الذي أخفقت فيه لجنة المعتقلين والأسرى المنبثقة عن مشاورات السلام اليمنية بين الشرعية والانقلابيين في الكويت في إحراز اتفاق نهائي للإفراج عن مئات المعتقلين، وفقا لتفاهمات أولية، شهدت مدينة تعز، ثالث كبرى المدن اليمنية عمليات تبادل لإطلاق الأسرى بين ميليشيات الحوثي والقوات الموالية للمخلوع علي عبد الله صالح، من جهة، وفصيل من المقاومة الشعبية، من كتائب القيادي في تعز (أبو العباس) في الجبهة الشرقية، من جهة أخرى.
وشملت عملية الإفراج عن 35 شخصا من الأسرى، 16 شخصا من المقاومة الشعبية في تعز، و19 شخصا من الميليشيات الانقلابية، وتمت عملية التبادل في المدخل الغربي للمدينة في معسكر المطار القديم التابع للواء 35 مدرع.
وقال مصدر في المقاومة الشعبية لـ«الشرق الأوسط» إن «عملية الإفراج عن الأسرى لا علاقة لها بالمشاورات الجارية في الكويت بين وفد الشرعية والميليشيات الانقلابية، في الوقت الذي أصبح أمر إطلاق الأسرى أمرا ضروريا، وأن هذه العملية تم التنسيق بخصوصها بين الطرفين قبل عدة أشهر، غير أنه تم التعجيل بها بعد الضغوطات الكبيرة علينا من قبل أُسر الأسرى المختطفين لدى الميليشيات الانقلابية».
ومن جهته، قال وكيل أول نقابة الصحافيين اليمنيين، سعيد ثابت، إن الميليشيات الانقلابية تسوق لعملية الإفراج عن الأسرى من خلال قيامها بالخطوات الانفرادية الانعزالية. وعلق على ذلك في صفحته الخاصة بالتواصل الاجتماعي «فيسبوك»: «لاحظت احتفاء حوثيا كبيرا للخطوة الانفرادية التي قام بها أحد فصائل المقاومة الشعبية في تعز بإجراء تبادل محدود للأسرى مع الميليشيات الانقلابية، وبالتأكيد ستستخدمها تلك الميليشيات الانقلابية لإضعاف موقف الوفد الحكومي في الكويت الذي يبذل جهودا مضنية للخروج بنتائج تضمن إفراجا شاملا للأسرى والمخطوفين». وأضاف: «ستسوق تلك الميليشيات من خلال تلك الخطوة الانفرادية أمام المجتمع الدولي أكذوبة أنهم يمكنهم حل ملف الأسرى انفراديا، كما عالجوها في تعز من خلال النموذج الفصائلي، ولا يحتاج هذا الملف الوقوف أمامه، والدفع باتجاه مناقشة قضايا هامشية تراها الميليشيا مهمة، مثل تشكيل حكومة وغيرها من الخزعبلات الحوثية والعفاشية، وهو ما بدا واضحا بمسارعة السيد ولد الشيخ أحمد إلى الترحيب بالخطوة الانفرادية والانعزالية تلك».
وأكد وكيل أول نقابة الصحافيين، سعيد ثابت، أن «العملية الانعزالية والانفرادية التي تمت مساء أمس ضارة جدا على العمل الموحد للمقاومة والجيش، وتفتح ثغرة خطيرة في الجسد الوطني الواحد، وتفرغ ملف الأسرى والمخطوفين من مضمونه الإنساني ويخضعها للمزاجية وللعبثية الفصائلية ويؤدي إلى نتائج سلبية وضارة بالموقف الوطني الرسمي والشعبي».
يأتي ذلك في الوقت الذي صعدت فيه ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح من شن هجماتها وقصفها الهستيري المستمر بمختلف أنواع الأسلحة على مواقع الجيش الوطني والمقاومة الشعبية وكذلك الأحياء السكنية في عموم المدينة وقرى وأرياف المحافظة، ورافقها شنها الهجمات على مواقع المقاومة والجيش في منطقة الجحملية وثعبات، شرق المدينة، وكذا على جبل، ومحيط السجن المركزي ومعكسر اللواء 35 مدرع، غربا، والدفاع الجوي شمالا.
وارتكبت الميليشيات الانقلابية مجزرة جديدة في تعز من خلال قصفها العنيف على حي حوض الأشراف وجوار مبنى المحافظة، شرق مدينة تعز، بصواريخ الكاتيوشا والمدفعية الثقيلة، أسفر عن سقوط ما لا يقل عن خمسة قتلى بينهم طفل، وإصابة أكثر من 13 جريحا، وتعرض عدد من المنازل للدمار فوق ساكنيها.
وأكد مصدر في المقاومة الشعبية في تعز لـ«الشرق الأوسط» أن «عناصر المقاومة الشعبية في الجبهة الشرقية تمكنت من استهداف مدفع 23 مضاد طيران تابع لميليشيات الحوثي والقوات الموالية للمخلوع صالح في موقع المكلل وتم تدميره بشكل نهائي، بعدما كان يقصف به مواقع الجيش الوطني والمقاومة الشعبية والأحياء السكنية في مدينة تعز».
في المقابل، أكدت لجنة التهدئة في تعز التابعة للشرعية استمرار ميليشيات الحوثي والقوات الموالية للمخلوع علي عبد الله صالح، عملية التحشيد والدفع بتعزيزات عسكرية كبيرة إلى محيط مدينة تعز، واستمرارها للخروقات بشكل مستمر منذ الاتفاق على الهدنة في منتصف شهر أبريل الماضي، حيث قصفت بشكل عنيف أحياء تعز والضباب وصبر الموادم والقبيطة والمسراخ.
ومن جانبه، قال الناطق الرسمي باسم المجلس الأعلى للمقاومة الشعبية في محافظة تعز، العقيد الركن منصور الحساني، إن «قوات الرئيس المخلوع وميليشيات الحوثي ارتكبت أكثر من 4027 خرقا لاتفاق وقف إطلاق النار منذ العاشر من أبريل الماضي».
وأشار في بلاغ صحافي له، حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، إلى إحصائيات لتعزيزات وخروقات الميليشيات الانقلابية خلال فترة الهدنة من 10 أبريل 2016 إلى 31 مايو (أيار) 2016. وشملت التعزيزات التي تمكنوا من رصدها خلال فترة الهدنة أطقما عسكرية، ودبابات، وعربات مدرعة، وعربات كاتيوشا، ومدافع هاوترز، وشاحنات محملة بالذخائر.
كما شملت الإحصائية عدد الشهداء والجرحى خلال فترة الهدنة، ومقتل 48 من أفراد المقاومة الشعبية، و51 من المدنيين، إضافة إلى سقوط 392 جريحا من المدنيين وسقوط 409 جرحى من أفراد المقاومة الشعبية.
وأكد العقيد الركن الحساني أن «كل هذه الخروقات رسالة إلى كل الجهات لمعرفة مدى عدم جدية الميليشيات والتزامها بالحوار والحل السياسي».
في المقابل، كرمت رابطة إعلاميات تعز، الكادر الطبي في مستشفيات تعز للأدوار البارزة التي قاموا بها من خلال الصمود في المدينة التي تواجه الحصار والدمار، خصوصا بعد أن تعرضت معظم مستشفيات المدينة للقصف وتعرضت المدينة لمجازر وحشية متتالية في ظل تسرب بعض الأطباء وانعدام الأدوية والمستلزمات الطبية.
وفي المهرجان الذي أقيم برعاية المحافظ علي المعمري، تحت شعار «أنامل بيضاء ترسم الحياة»، وبحضور كثير من الشخصيات الاجتماعية، تم عرض فيلم قصير يحكي عن الدور والجهود العظيمة التي يقدمها الأطباء والممرضين خلال هذه الفترة التي تمر بها المدينة.
وقالت حياة الذبحاني، رئيسة الرابطة، إن «ما يقدمه الأطباء والممرضون في هذه الفترة التي تمر بها تعز واجب إنساني ووطني وديني وأخلاقي، وذلك الجهد الذي بذلوه من أجل تخفيف الآلام عن الجرحى وإسعافهم، وكان يجب علينا أن نذكرهم ونقوم بتكريمهم لعلنا نعطيهم قليلا مما يستحقونه، ومهما فعلنا لهم أو تكلمنا عنهم فلن نوفيهم حقهم».



بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.