واشنطن تتخذ مزيدًا من الخطوات لعزل كوريا الشمالية عن النظام المصرفي العالمي

اعتبرتها مصدر قلق دولي فيما يتعلق بتبييض الأموال

واشنطن تتخذ مزيدًا من الخطوات لعزل كوريا الشمالية عن النظام المصرفي العالمي
TT

واشنطن تتخذ مزيدًا من الخطوات لعزل كوريا الشمالية عن النظام المصرفي العالمي

واشنطن تتخذ مزيدًا من الخطوات لعزل كوريا الشمالية عن النظام المصرفي العالمي

اتخذت الولايات المتحدة، أمس، خطوات لتشديد منع كوريا الشمالية من استخدام النظام المالي العالمي، مع اعتبارها رسميا «مصدر قلق عالمي فيما يتعلق بتبييض الأموال».
ومن شأن هذه الخطوات منع النشاطات المالية الكورية الشمالية المباشرة وغير المباشرة مع النظام المصرفي الأميركي، لضمان وقف أي إجراء تعاملات تتعلق بمبالغ ضخمة من الأموال بالدولار الأميركي، من المرور بالنظام المالي للولايات المتحدة.
ويأتي هذا التحرك عقب إصدار مجلس الأمن الدولي قرارا يدعو جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة إلى قطع علاقاتها المصرفية مع بيونغ يانغ. وقال أدام سزبون، سكرتير وزير الخزانة بالنيابة لشؤون مكافحة الإرهاب والاستخبارات المالية، إن «الإجراءات التي تم اتخاذها اليوم هي خطوة إلى الأمام باتجاه قطع العلاقات المصرفية مع كوريا الشمالية، ونتوقع أن تفعل جميع الحكومات والسلطات المالية الشيء نفسه تنفيذا لقرار مجلس الأمن الجديد». وتزيد هذه الخطوة من عزلة كوريا الشمالية التي تحدت دعوات مجلس الأمن الدولي لوقف برنامجها للأسلحة النووية، وواصلت تجاربها على الصواريخ الباليستية. وفي مارس (آذار) الماضي، فرض مجلس الأمن الدولي عقوبات هي الأشد حتى الآن على بيونغ يانغ، ومن بينها عمليات تفتيش غير مسبوقة لجميع الشحنات الخارجة والواردة إلى البلد الذي عزل نفسه عن باقي دول العالم طوال الستين عاما الماضية.
والأسبوع الماضي شدد الاتحاد الأوروبي كذلك عقوباته على بيونغ يانغ وحظر أي نشاط مالي وتعاملات واستثمارات معينة مع ذلك البلد.
ومن شأن تصنيف وزارة الخزانة الأميركية لكوريا الشمالية على أنها جهة تبييض أموال رئيسية، أن يؤدي إلى اتخاذ مزيد من الخطوات لعزل ذلك البلد عن الشبكات المالية من خلال عرقلة التعاملات غير المباشرة التي تكون الشركات والبنوك الكورية الشمالية طرفا فيها.
وستؤدي هذه الخطوة التي تتطلب مراجعة لمدة 180 يوما قبل تطبيقها النهائي، إلى منع البنوك في دول أخرى، والتي تجري تعاملات مالية مع المؤسسات المالية الكورية الشمالية من الدخول إلى النظام المالي الأميركي.
وقال سزبين في بيان إن «الولايات المتحدة ومجلس الأمن الدولي وشركاءنا حول العالم متيقظون بشأن التهديد الكبير التي تمثله كوريا الشمالية على النظام المالي العالمي».
ويأتي هذا القرار غداة إدانة مسؤولين عسكريين أميركيين «بشدة» محاولة كوريا الشمالية الفاشلة إطلاق صاروخ باليستي، في انتهاك للقانون الدولي.
وجاء في بيان للقيادة الأميركية الاستراتيجية، أول من أمس، أن «هذا السلوك، وسعي كوريا الشمالية المستمر لامتلاك الصواريخ الباليستية والأسلحة النووية، يشكلان تهديدا خطيرا للولايات المتحدة وحلفائها واستقرار منطقة آسيا - المحيط الهادئ برمتها».
وأجرت كوريا الشمالية، الثلاثاء، تجربة جديدة فاشلة على ما يبدو لإطلاق صاروخ باليستي، منتهكة بذلك قرارات الأمم المتحدة، كما أعلنت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية. ولم تحدد الوزارة نوع الصاروخ الذي أطلق، لكن وسائل إعلام كورية جنوبية أفادت، نقلا عن مصادر عسكرية، أنه صاروخ متوسط المدى من طراز «موسودان».
وأجرت بيونغ يانغ في أبريل (نيسان) ثلاث محاولات لإطلاق صاروخ «موسودان»، فشلت كلها، وتحظر قرارات الأمم المتحدة على كوريا الشمالية استخدام تكنولوجيا الصواريخ الباليستية، على الرغم من أن بيونغ يانغ تطلق بشكل منتظم صواريخ قصيرة المدى في البحر قبالة ساحلها الشرقي.
وجرت عملية الإطلاق الأخيرة في ظل توتر شديد يسود شبه الجزيرة الكورية، وأطلق الصاروخ قرب مدينة وونسان على سواحل شرق البلاد، بحسب سيول.
وقال متحدث باسم هيئة قوات كوريا الجنوبية جيون ها - غيو: «نعتقد أنها آلت إلى الفشل». وأضاف: «إننا نحلل أسباب وحيثيات فشلها، ولا يمكننا إعطاء مزيد من التفاصيل في الوقت الحاضر». وأكد: «نحن نحافظ على ترتيبات دفاعية متينة لمواجهة أي استفزازات جديدة محتملة من الشمال».



«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
TT

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)

أكد الدكتور زهير الحارثي، أمين عام مركز الملك عبد الله العالمي للحوار «كايسيد»، أن برامجهم النوعية تستثمر في مستقبل أكثر سلاماً بجمعها شخصيات دينية وثقافية لتعزيز الحوار والتفاهم وسط عالم يعاني من الانقسامات.

واحتفى المركز بتخريج دفعة جديدة من برنامج «الزمالة» من مختلف المجموعات الدولية والعربية والأفريقية في مدينة لشبونة البرتغالية، بحضور جمع من السفراء والممثلين الدبلوماسيين المعتمدين لدى جمهورية البرتغال.

وعدّ الحارثي، البرنامج، «منصة فريدة تجمع قادة من خلفيات دينية وثقافية متنوعة لتعزيز الحوار والتفاهم، وهو ليس مجرد رحلة تدريبية، بل هو استثمار في مستقبل أكثر سلاماً»، مبيناً أن منسوبيه «يمثلون الأمل في عالم يعاني من الانقسامات، ويثبتون أن الحوار يمكن أن يكون الوسيلة الأقوى لتجاوز التحديات، وتعزيز التفاهم بين المجتمعات».

جانب من حفل تخريج دفعة 2024 من برنامج «الزمالة الدولية» في لشبونة (كايسيد)

وجدَّد التزام «كايسيد» بدعم خريجيه لضمان استدامة تأثيرهم الإيجابي، مشيراً إلى أن «البرنامج يُزوّد القادة الشباب من مختلف دول العالم بالمعارف والمهارات التي يحتاجونها لبناء مجتمعات أكثر شموليةً وتسامحاً».

وأضاف الحارثي: «تخريج دفعة 2024 ليس نهاية الرحلة، بل بداية جديدة لخريجين عازمين على إحداث تغيير ملموس في مجتمعاتهم والعالم»، منوهاً بأن «الحوار ليس مجرد وسيلة للتواصل، بل هو أساس لبناء مستقبل أكثر وحدة وسلاماً، وخريجونا هم سفراء التغيير، وسنواصل دعمهم لتحقيق رؤيتهم».

بدورها، قالت ويندي فيليبس، إحدى خريجات البرنامج من كندا، «(كايسيد) لم يمنحني فقط منصة للتعلم، بل فتح أمامي آفاقاً جديدة للعمل من أجل بناء عالم أكثر عدلاً وسلاماً»، مضيفة: «لقد أصبحت مستعدة لمواجهة التحديات بدعم من شبكة متميزة من القادة».

الدكتور زهير الحارثي يتوسط خريجي «برنامج الزمالة الدولية» (كايسيد)

وحظي البرنامج، الذي يُمثل رؤية «كايسيد» لبناء جسور الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وتعزيز التفاهم بين الشعوب؛ إشادة من الحضور الدولي للحفل، الذين أكدوا أن الحوار هو الوسيلة المُثلى لتحقيق مستقبل أفضل للمجتمعات وأكثر شمولية.

يشار إلى أن تدريب خريجي «برنامج الزمالة الدولية» امتد عاماً كاملاً على ثلاث مراحل، شملت سان خوسيه الكوستاريكية، التي ركزت على تعزيز مبادئ الحوار عبر زيارات ميدانية لأماكن دينية متعددة، ثم ساو باولو البرازيلية وبانكوك التايلاندية، إذ تدربوا على «كيفية تصميم برامج حوار مستدامة وتطبيقها»، فيما اختُتمت بلشبونة، إذ طوّروا فيها استراتيجيات لضمان استدامة مشاريعهم وتأثيرها الإيجابي.