تاريخ كأس أوروبا (5) : تشيكوسلوفاكيا بطلة بضربات الترجيح.. وركلة بانينكا تدخل التاريخ

أحداث مثيرة وأهداف غزيرة في بطولة أمم أوروبا الخامسة

لاعبو منتخب تشيكوسلوفاكيا أبطال 1976 بقمصان تشيكيّة وألمانيّة
لاعبو منتخب تشيكوسلوفاكيا أبطال 1976 بقمصان تشيكيّة وألمانيّة
TT

تاريخ كأس أوروبا (5) : تشيكوسلوفاكيا بطلة بضربات الترجيح.. وركلة بانينكا تدخل التاريخ

لاعبو منتخب تشيكوسلوفاكيا أبطال 1976 بقمصان تشيكيّة وألمانيّة
لاعبو منتخب تشيكوسلوفاكيا أبطال 1976 بقمصان تشيكيّة وألمانيّة

للمرّة الثانية على التوالي، استقرّ عدد المنتخبات المشاركة في تصفيات البطولة الأوروبية لكرة القدم على 32 فريقا، بعد عزوف ألبانيا عن المشاركة هذه المرّة، وتوزّعت بشكل متساوٍ على المجموعات الثماني للدور الأول، على أن يخوض كل من أبطال هذه المجموعات الدور ربع النهائي عبر مباراتي ذهاب وإياب – كما في تصفيات البطولة السابقة - ليتأهل بنتيجة هذه المباريات أربعة منتخبات إلى نهائيّات البطولة الخامسة.
واستمرّ منتخبا إيطاليا وإنجلترا في تسجيل نتائج مماثلة في تصفيات البطولة، وكانت هذه المرّة سلبيّة أيضًا. فقد احتلّت إيطاليا المركز الثالث في المجموعة الخامسة التي تصدّرتها هولندا، وصيفة كأس العالم، بينما خرجت إنجلترا على يد تشيكوسلوفاكيا التي احتلّت صدارة المجموعة الأولى بفارق نقطة عنها... رغم أنّ أولى مباريات المجموعة التي جرت يوم 30 أكتوبر (تشرين الأول) 1974، كانت قد انتهت بفوز كاسح للإنجليز على التشيك 3 - 0.
وجاءت نتائج الدور ربع النهائي لتؤكّد أنّ ما حقّقته هولندا وتشيكوسلوفاكيا في دوري المجموعات لم يكن مجرّد ضربة حظ، حيث تمكّنتا من التأهّل إلى النهائيّات معًا بعدما هزمت هولندا المنتخب البلجيكي حامل الميدالية البرونزية، وباتت آخر منتخب كبير يبلغ النهائيّات، بينما هزمت تشيكوسلوفاكيا منتخب الاتحاد السوفياتي وصيف البطولة الرابعة، ليغيب بذلك السوفيات عن النهائيّات للمرّة الأولى بعد أربع مشاركات وصلوا خلالها إلى المباراة النهائيّة ثلاث مرّات.
واكتمل عقد المتأهّلين من الدور ربع النهائي بتفوّق ألمانيا الغربية حاملة اللقب على إسبانيا بطلة العام 1964، ويوغوسلافيا الوصيفة عامي 1960 و1968 على ويلز، التي كانت تتطلّع إلى تحقيق ثاني إنجاز دولي لها بعد التأهّل إلى كأس العالم 1958 في السويد.
وحظيت يوغوسلافيا بشرف استضافة نهائيّات البطولة الخامسة بين 16 و20 يونيو (حزيران) 1976، فقرّرت إجراء المباريات الأربع على ملعبين في أهمّ مدنها: العاصمة بلغراد (وهي اليوم عاصمة صربيا) وزغرب (عاصمة كرواتيا).
افتتاح «ملتهب» رغم المطر
المباراة الافتتاحية التي خاضتها تشيكوسلوفاكيا وهولندا في زغرب تحت أمطار غزيرة، كانت ولا تزال حتى اليوم علامة فارقة في تاريخ البطولة الأوروبية.
المدافع التشيكي طويل القامة أنطون أوندروش استهلّ أحداث المباراة في الدقيقة 20 بتسجيله هدفًا بالرأس من ركلة حرّة رفعها زميله أنطونين بانينكا وأخطأها ثلاثة مدافعين هولنديين. وانتهى الشوط الأول بهذا التقدّم لتشيكوسلوفاكيا، لكنّ أحداثًا دراماتيكيّة عدّة كانت في انتظار ما تبقّى من المباراة.
قبل انقضاء ربع ساعة من الشوط الثاني، كان لاعب خط الوسط التشيكي ياروسلاف بولاك قد نال بطاقتين صفراوين، تلتهما بطبيعة الحال ثالثة حمراء، ليصبح بذلك أوّل لاعب يطرد بالبطاقة الحمراء في نهائيّات البطولة الأوروبية، بعدما كان الإنجليزي ألان موليري «السبّاق» في مجال الطرد، إنما قبل زمن البطاقات الملوّنة. وقد فصلت بين بطاقتي بولاك الصفراويين مدّة لا تتجاوز التسع دقائق، إضافة إلى بطاقة ثالثة من اللون نفسه نالها الهولندي فيلي فان دي كيركهوف.
وفي الدقيقة 73. حوّل أوندروش «على الطاير» كرة عرضية من الهولندي رود خيلس نحو زاوية مرماه بالخطأ، فبات أول لاعب في تاريخ النهائيّات يسجّل هدفًا عكسيًا، واللاعب الوحيد حتى اليوم الذي يسجّل لفريقين في المباراة نفسها.
وبعد ثلاث دقائق من هدف التعادل، اهتزّت معنويات الهولنديين مجدّدًا بطرد يوهان نيسكنز عبر بطاقة حمراء مباشرة، علما بأن قائدهم يوهان كرويف الذي كان قد نال بطاقة صفراء خلال التصفيات، حصل على بطاقة صفراء أخرى، وأدرك بالتالي أنّه لن يستطيع المشاركة في المباراة النهائيّة إن تأهّل فريقه. ومع انتهاء الشوط الثاني على النتيجة ذاتها، خاض الفريقان وقتًا إضافيًا شهد نصفه الأول بطاقة صفراء جديدة استحقّها التشيكي كارول دوبياش. أمّا الشوط الإضافي الثاني، فشهد أربع دقائق ناريّة حسمت الأمور لمصلحة تشيكوسلوفاكيا.
في الدقيقة 114. استفاد فرانتيشيك فاسيلي من خطأ ارتكبه بانينكا على كرويف لم يره الحكم الويلزي كلايف توماس، فانطلق على الجناح الأيمن ورفع كرة عرضية أودعها جدينيك نيهودا برأسه في المرمى هدفًا ثانيًا للتشيك. وثار لاعبو هولندا احتجاجًا على قرار احتساب الهدف، حتّى أنّ فيم فان هانيغيم رفض استئناف اللعب، فأخرج له الحكم بطاقة حمراء مباشرة.
واستفادت تشيكوسلوفاكيا من النقص العددي للهولنديين سريعًا، فأحرز لها فاسيلي نفسه هدفًا ثالثًا في الدقيقة 118، ليتأهّل فريقه إلى المباراة النهائيّة للمرة الأولى، بينما انتهى حلم هولندا في الفوز بالبطولة الأوروبية من أوّل مشاركة في النهائيّات، أسوة بما فعله كل من الاتحاد السوفياتي وإسبانيا وإيطاليا وألمانيا الغربية في البطولات الأربع السابقة.
ويذكر أنّ الحكم توماس عاد واعترف بالخطأ، إنما بعد أكثر من ثلاثة عقود على ارتكابه، وذلك في برنامج وثائقي بثه التلفزيون الهولندي في العام 2008.
فان هانيغيم كان قد دخل المباراة بديلاً لزميله فيم رايسبيرغن في الدقيقة 37. فأصبح بالتالي أول لاعب بديل ينال بطاقة حمراء في نهائيّات البطولة الأوروبية، إضافة لكونه أول لاعب يطرد في الوقت الإضافي. أمّا البطاقات الحمراء الثلاث للمباراة ككل، فلا تزال تمثل رقمًا قياسيا لعدد حالات الطرد في إحدى مباريات البطولة حتى اليوم، ورقمًا قياسيا لعدد حالات الطرد التي تشهدها إحدى بطولات ما قبل العام 1996. عندما سيصبح عدد المباريات 31... كما أنّ العدد الإجمالي للبطاقات الملوّنة في المباراة، وهو ثماني بطاقات، سوف يبقى قياسيا طيلة 20 عامًا.
ألمانيا تواجه أصحاب الأرض
في اليوم التالي، 17 يونيو، خاضت ألمانيا الغربيّة نصف النهائي الآخر في مواجهة يوغوسلافيا المضيفة، بعد أن كانت قد تقابلت مع بلجيكا مضيفة البطولة الرابعة في المباراة الافتتاحية لبطولة 1972.
وبدا أنّ أصحاب الأرض في طريقهم إلى المباراة النهائيّة عندما تقدّموا بهدفين قبل مضي نصف ساعة من المباراة، عن طريق دانيلو بوبيفودا أولاً ثم دراغان دجاييتش، هدّاف البطولة الثالثة عام 1968 والذي بات أوّل لاعب يسجّل في بطولتين تفصل بينهما ثماني سنوات.
لكنّ المدرّب الألماني الأسطوري هيلموت شون، حامل لقبي البطولة الأوروبية وكأس العالم معًا، كان له رأي آخر... حيث قام بتبديلين اعتبرا الأكثر إلهامًا في تاريخ البطولة. فقد دفع شون أولاً بلاعب خط الوسط هاينز فلوهي بديلاً لزميله ديتمار دانر في بداية الشوط الثاني. وبعد 18 دقيقة فقط، استطاع فلوهي تسجيل هدف تقليص الفارق.
ومع تبقّي 11 دقيقة على نهاية المباراة، أجرى شون تبديله الثاني عندما دفع بالمهاجم الشاب ديتر مولر (22 عامًا) بديلاً لهيربرت فيمر، الذي كان قد سجّل أحد الأهداف الألمانية الثلاثة في مرمى الاتحاد السوفياتي خلال المباراة النهائيّة للبطولة السابقة... مع العلم أنّ هذه كانت المباراة الدولية الأولى لمولر على الإطلاق.
ولم يتأخّر مولر في إثبات صحّة المغامرة التي قام بها مدرّبه، فسجّل هدف التعادل للألمان بعد ثلاث دقائق فقط من نزوله إلى الملعب للمرّة الأولى بقميص ألمانيا الغربية، وفرض على يوغوسلافيا وقتًا إضافيًا.
ومع انتهاء الشوط الإضافي الأول على النتيجة نفسها، ارتقى مولر إلى مستوى الحدث مرّة ثانية فسجّل في الدقائق الخمس الأخيرة من الوقت الإضافي هدفين متتاليين، في الدقيقتين 115 و119 تحديدًا ليحسم المباراة لفريقه بنتيجة 4 - 2 ويصبح البديل الوحيد الذي يتمكّن من تحقيق الهاتريك في نهائيّات البطولة الأوروبية. يذكر أنّ أحد البدلاء الذين لم يستخدمهم مدرّب يوغوسلافيا كان البوسني الأصل فاهيد خليلودزيتش، الذي سيدرّب لاحقًا منتخب الجزائر ويصل به إلى الدور الثاني من كأس العالم 2014 قبل أن يخسر أمام منتخب ألمانيا بالذات.

ميدالية هولندية

بعد استراحة يوم واحد فقط، خاضت يوغوسلافيا مباراة المركز الثالث على أمل التعويض عن خسارتها في الدور نصف النهائي عبر الفوز بميدالية برونزية. غير أنّ رغبة هولندا «الجريحة» في التعويض لم تكن أقلّ من رغبة منافستها، فترجمت ذلك هدفًا في الدقيقة 27 من هجمة مرتدّة أنهاها رود خيلس بستديدة يسارية في قلب المرمى. وبعد 12 دقيقة، أضافت هولندا هدفًا تعزيز النتيجة قبل أن تعود يوغوسلافيا إلى المباراة بهدف في الدقيقة 43.
وظلّ الشوط الثاني على النتيجة نفسها إلى أن تمكّن دجاييتش من تسجيل هدف التعادل ليوغوسلافيا قبل نهاية المباراة بثماني دقائق، ليفرض بذلك وقتًا إضافيًا للمباراة الثالثة على التوالي ويطمح لتكرار ما فعله الألمان في نصف النهائي ضدّ فريقه بالذات عندما حوّلوا تأخّرهم بهدفين إلى فوز في الوقت الإضافي. غير أنّ خيلس عاد وأحرز هدفًا ثانيًا في الدقيقة 107 بصورة مماثلة جدًا لهدفه الأول، باستثناء أنّه سدّد بقدمه اليمنى هذه المرّة، فأتاح لمنتخب «الطواحين» الفوز بميداليّته الأولى في البطولة الأوروبية.
يذكر أنّ دجاييتش بات أول لاعب يسجّل هدفين في أكثر من بطولة، كما تشارك مع غيرد مولر في صدارة الترتيب العام لهدّافي البطولة الأوروبية برصيد أربعة أهداف.

الركلة «الأسطوريّة»

خاض منتخب ألمانيا الغربية مباراته النهائيّة الثانية على التوالي ساعيًا ليصبح أول فريق يحتفظ بلقب البطولة الأوروبية - وهو ما عجز عنه الاتحاد السوفياتي بمواجهة إسبانيا في نهائي العام 1964 - وأوّل فريق يفوز بثلاث بطولات دولية كبرى على التوالي (لكونه يحمل لقب كأس العالم أيضًا)، وهو إنجاز سوف تحقّقه إسبانيا نفسها بعد 36 عامًا!
غير أنّ التشيك بدأوا المباراة بقوّة، واستغلّوا سوء تشتيت خط الدفاع الألماني للكرة مرّتين ليحرزوا هدفين سريعين في الدقيقتين 8 و25. وجاء الهدف الثاني بتسديدة من خارج منطقة الجزاء بالقدم اليسرى للاعب خط الوسط كارول دوبياش، الذي لم يكن قد سبق له أنّ سجّل هدفًا بالقدم اليسرى، لا في المباريات الرسميّة ولا الودّية.
ولم يتأخّر ردّ الألمان كثيرًا، فأحرز لهم بطل الهاتريك في نصف النهائي ديتر مولر هدفًا أكروباتيًا «على الطاير» بعد ثلاث دقائق فقط من هدف دوبياش، لينتهي الشوط الأول بتقدّم تشيكوسلوفاكيا بهدفين لهدف. وقد رفع مولر رصيده في البطولة إلى أربعة أهداف وتوّج هدّافًا لها، كما انضمّ إلى مواطنه غيرد مولر واليوغوسلافي دجاييتش في صدارة الترتيب العام لهدّافي البطولة الأوروبية.
في الشوط الثاني، حال تألّق حارس المرمى التشيكي إيفو فيكتور دون استثمار الألمان لفرص تسجيل عدّة، إلى أن بلغت المباراة دقيقتها الأخيرة واستطاع بيرند هولتسنباين تحويل رمية ركنية برأسه إلى المرمى، رغم قصر قامته، وذلك بسبب سوء تقدير من فيكتور.
وهذه كانت المرّة الثالثة على التوالي التي يستطيع فيها فريق معادلة النتيجة بعد تأخّره بهدفين، والثانية لألمانيا الغربية تحديدًا. إضافة إلى ذلك، أصبحت «يوغوسلافيا 1976» البطولة الدولية الوحيدة التي تشهد كافة مبارياتها وقتًا إضافيًا.
ولمّا انتهت هذه المرّة بالنتيجة نفسها للوقت الأصلي، على عكس المباريات الثلاث الأولى التي شهدت كل منها أهدافًا حاسمة للنتيجة في الوقت الإضافي، باتت «يوغوسلافيا 1976» أول بطولة دوليّة كبرى تحسم نتيجة مباراتها النهائيّة بالركلات الترجيحية، وهو ما كان قد اتفق عليه الاتحادان التشيكي والألماني الغربي عشيّة المباراة... علما بأن لاعبي تشيكوسلوفاكيا لم يعرفوا عند انتهاء المباراة أنّهم سيخوضون ركلات ترجيح لتحديد الفائز باللقب. أوّل ركلة ترجيح في تاريخ البطولة الأوروبية كانت من نصيب الجناح التشيكي ماريان ماسني، الذي حظي بشرف تسجيل هذه الركلة، قبل أن ينجح لاعبو الفريقين في تسجيل الركلات الست التالية وتتقدّم تشيكوسلوفاكيا بنتيجة 4 - 3 في انتظار الركلة الألمانية الرابعة، غير أنّ أولي هونيس، الذي كان قد فشل في التسجيل من ركلة جزاء ضدّ بولندا في كأس العالم قبل سنتين، سدّد كرته عاليًا فوق المرمى، ليمنح بذلك للاعب التشيكي الخامس بانينكا فرصة حسم المباراة والفوز بالبطولة، حتّى قبل تسديد القائد فرانز بيكنباور الركلة الألمانية الأخيرة. وهذا ما حصل فعلاً، غير أنّ الأسلوب الذي اختاره بانينكا لتسديد الركلة هو الذي أدخله تاريخ كرة القدم من بابه الواسع، حيث انتظر الحارس الألماني سيب ماير ليرتمي إلى اليسار قبل أنّ يسدّد كرة خفيفة إنما ساقطة في قلب المرمى... وهو الأسلوب الذي ما زال يعرف حتّى اليوم بأسلوب بانينكا!
وبهذا الفوز، باتت تشيكوسلوفاكيا خامس منتخب يحرز لقب البطولة الأوروبية، من أصل خمس بطولات، حيث انضمّت إلى منتخبات الاتحاد السوفياتي وإسبانيا وإيطاليا وألمانيا الغربية برصيد لقب واحد لكل منها... لكنّ هذا الاتجاه سيأخذ مسارًا مختلفًا ابتداءً من البطولة التالية.
وعلى الصعيد التهديفي، بلغت الحصيلة النهائية للبطولة 19 هدفًا في أربع مباريات، بمعدّل 4.75 أهداف في المباراة، وسيبقى هذا المعدّل قياسيا حتى اليوم.
الجدير بالذكر أنّ هذه كانت المرّة الأولى، والأخيرة أيضًا، التي يخسر فيها الألمان ركلات الجزاء الترجيحية، كما أنّها كانت المباراة الدولية الأخيرة لهونيس.
ويشار كذلك إلى أنّ يوغوسلافيا باتت آخر دولة تستضيف النهائيّات بعد التأهّل إليها عبر التصفيات. فابتداءً من البطولة المقبلة، سوف يتقرّر البلد المضيف مسبقًا، ويشارك في النهائيّات بصورة تلقائيّة. إلى ذلك، ستكون هذه آخر بطولة يشارك في نهائيّاتها أربعة منتخبات فقط، حيث سيتضاعف هذا العدد في بطولة العام 1980.



انطلاقة عربية واثقة في كأس الأمم الأفريقية بالمغرب

صورة من حفل افتتاح كأس الأمم الأفريقية بالمغرب 21 ديسمبر 2025 (أ.ف.ب)
صورة من حفل افتتاح كأس الأمم الأفريقية بالمغرب 21 ديسمبر 2025 (أ.ف.ب)
TT

انطلاقة عربية واثقة في كأس الأمم الأفريقية بالمغرب

صورة من حفل افتتاح كأس الأمم الأفريقية بالمغرب 21 ديسمبر 2025 (أ.ف.ب)
صورة من حفل افتتاح كأس الأمم الأفريقية بالمغرب 21 ديسمبر 2025 (أ.ف.ب)

نجحت المنتخبات العربية في اجتياز اختبار البداية خلال مباريات الجولة الأولى من دور المجموعات في بطولة كأس الأمم الأفريقية المقامة حالياً في المغرب، مؤكدة منذ الظهور الأول أنها تدخل المنافسة بعقلية واضحة وطموح يتجاوز حسابات العبور إلى أدوار متقدمة.

وجاءت هذه الانطلاقة مدعومة بأداء منضبط، وحسم في اللحظات المفصلية، وهما عنصران غالباً ما يصنعان الفارق في البطولات القارية.

أسود الأطلس

في المباراة الافتتاحية للبطولة وأولى مباريات المجموعة، تجاوز المنتخب المغربي نظيره منتخب جزر القمر بنتيجة هدفين دون مقابل، في لقاء اتسم بالصبر التكتيكي، قبل أن يحسمه أصحاب الأرض في الشوط الثاني.

وبعد شوط أول طغى عليه الحذر والتنظيم الدفاعي للمنافس، انتظر «أسود الأطلس» حتى الدقيقة 55 لافتتاح التسجيل عبر إبراهيم دياز، الذي أنهى هجمة منظمة بلمسة فنية عكست الفارق في الجودة.

المنتخب المغربي (أسوشيتد برس)

ومع تقدُّم الدقائق وازدياد المساحات، عزَّز المغرب تفوقه بهدف ثانٍ حمل توقيع أيوب الكعبي في الدقيقة 74، بعدما ترجم سيطرة المنتخب إلى هدف من مقصّية أكَّد به أفضلية الأرض والجمهور.

الفوز جاء هادئاً ومدروساً، ومنح المنتخب المغربي انطلاقة تعكس نضجاً في التعامل مع ضغط الافتتاح ومتطلبات البطولة الطويلة.

الفراعنة

وفي أول ظهور لها ضمن المجموعة، حققت مصر فوزاً ثميناً على منتخب زيمبابوي بنتيجة 2 – 1، في مباراة عكست طبيعة اللقاءات الافتتاحية من حيث الندية والتعقيد. وبعد شوط أول متوازن، نجح المنتخب المصري في كسر التعادل عند الدقيقة 64 عبر عمر مرموش، الذي استثمر إحدى الفرص ليمنح «الفراعنة» التقدُّم.

المنتخب المصري (أسوشيتد برس)

ورغم محاولات زيمبابوي العودة في اللقاء، فإن المنتخب المصري حافظ على توازنه حتى جاءت الدقيقة 91، حيث حسم محمد صلاح المواجهة بهدف ثانٍ وضع به بصمته المعتادة في اللحظات الحاسمة، مؤكداً أن الخبرة والهدوء يبقيان سلاح مصر الأبرز في البطولات القارية.

نسور قرطاج

أما تونس، فقد قدّمت واحدة من أقوى البدايات العربية، بعدما تفوقت على منتخب أوغندا بنتيجة 3 – 1 في أولى مباريات المجموعة. وافتتح «نسور قرطاج» التسجيل مبكراً عند الدقيقة 10، عبر إلياس السخيري، في هدف منح المنتخب أفضلية نفسية وسهّل مهمته في السيطرة على مجريات اللقاء.

المنتخب التونسي (رويترز)

وتواصل التفوق التونسي مع تألق لافت لإلياس العاشوري، الذي سجل هدفين متتاليين في الدقيقتين 40 و64، مؤكداً الفاعلية الهجومية والقدرة على تنويع الحلول. ورغم تلقي هدف، فإن الصورة العامة عكست منتخباً يعرف كيف يبدأ البطولات بقوة، ويملك شخصية واضحة داخل الملعب.

ثعالب الصحراء

أكد منتخب الجزائر تفوقه في أولى مبارياته ضمن دور المجموعات، بعدما تغلّب على منتخب السودان بنتيجة 3 – 0، في لقاء جمع بين الحسم والواقعية، وبرز فيه القائد رياض محرز كأحد أبرز مفاتيح اللعب.

وجاءت بداية المباراة سريعة؛ إذ لم ينتظر المنتخب الجزائري سوى الدقيقة الثانية لافتتاح التسجيل عبر محرز، مستثمراً تركيزاً عالياً مع صافرة البداية.

ورغم الهدف المبكر، أظهر السودان تنظيماً جيداً وقدرة على استيعاب الضغط، ونجح في مجاراة الإيقاع خلال فترات من اللقاء، قبل أن تتأثر مجريات المباراة بحالة طرد اللاعب السوداني صلاح عادل، التي فرضت واقعاً جديداً على المواجهة.

منتخب الجزائر (أسوشيتد برس)

ومع بداية الشوط الثاني، واصل المنتخب الجزائري ضغطه، ليعود محرز ويُعزّز التقدم بهدف ثانٍ في الدقيقة 61، مؤكّداً حضوره القيادي وتأثيره في المواعيد الكبرى. ورغم النقص العددي، واصل المنتخب السوداني اللعب بروح تنافسية عالية، محافظاً على انضباطه ومحاولاً الحد من المساحات.

وفي الدقيقة 85، تُوّج التفوق الجزائري بهدف ثالث حمل توقيع إبراهيم مازة، الذي استثمر إحدى الهجمات ليضع بصمته ويختتم ثلاثية ثعالب الصحراء، في هدف عكس عمق الخيارات وتنوع الحلول داخل المنتخب الجزائري.

صقور الجديان

في المقابل، ورغم النقص العددي، أظهر المنتخب السوداني روحاً تنافسية عالية، وأكد أن الفارق في النتيجة لا يعكس بالضرورة الفارق في الأداء أو الالتزام داخل الملعب.

منتخب السودان (أسوشيتد برس)

ورغم أفضلية النتيجة للجزائر، فإن الأداء السوداني ترك انطباعاً إيجابياً، وأكد أن المباراة الافتتاحية للمجموعة لم تكن من طرف واحد، بل حملت مؤشرات على منتخب قادر على إزعاج منافسيه إذا واصل اللعب بالروح نفسها في الجولات المقبلة.

ومع هذه الانطلاقة الإيجابية، يفرض الحضور العربي نفسه كأحد أبرز ملامح النسخة المغربية من كأس الأمم الأفريقية، في ظل نتائج مشجعة وأداء يعكس ارتفاع سقف الطموحات، ما يمنح البطولة زخماً إضافياً ويؤكد أن المنافسة هذا العام ستكون أكثر تقارباً وثراءً.


بالمر وفوفانا يدعمان صفوف تشيلسي

كول بالمر جاهز للمشاركة مع تشيلسي (أ.ب)
كول بالمر جاهز للمشاركة مع تشيلسي (أ.ب)
TT

بالمر وفوفانا يدعمان صفوف تشيلسي

كول بالمر جاهز للمشاركة مع تشيلسي (أ.ب)
كول بالمر جاهز للمشاركة مع تشيلسي (أ.ب)

قال إنزو ماريسكا، مدرب تشيلسي، إن كول بالمر وويسلي فوفانا سيكونان متاحين للمشاركة مع الفريق عندما يستضيف إيفرتون، السبت، في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم، لكن ليام ديلاب سيغيب لفترة تتراوح بين أسبوعين وأربعة أسابيع بسبب إصابة في الكتف.

ويسعى تشيلسي، الذي يبحث عن فوزه الأول في الدوري منذ مباراته خارج ملعبه أمام بيرنلي، للتعافي من خسارته، منتصف الأسبوع، في دوري أبطال أوروبا أمام أتلانتا، إذ اضطر قلب الدفاع فوفانا إلى الخروج بسبب إصابة في العين.

واستُبعد لاعب خط الوسط الهجومي بالمر، الذي عاد مؤخراً من غياب دام لستة أسابيع بسبب مشكلات في الفخذ وكسر في إصبع القدم، من رحلة أتلانتا كجزء من عملية التعافي.

وقال ماريسكا الجمعة: «(بالمر) بخير. حالته أفضل. وهو متاح حالياً... أنهى أمس الجلسة التدريبية بشعور متباين، لكن بشكل عام هو على ما يرام. ويسلي بخير. أنهى الحصة التدريبية أمس».

وقال ماريسكا إن المهاجم ديلاب، الذي أصيب في كتفه خلال التعادل السلبي أمام بورنموث، يوم السبت الماضي، يحتاج إلى مزيد من الوقت للتعافي.

وأضاف: «قد يستغرق الأمر أسبوعين أو ثلاثة أو أربعة أسابيع. لا نعرف بالضبط عدد الأيام التي يحتاجها».

ويكافح تشيلسي، الذي لم يحقق أي فوز في آخر أربع مباريات، لاستعادة مستواه السابق هذا الموسم، حين فاز في تسع من أصل 11 مباراة في جميع المسابقات بين أواخر سبتمبر (أيلول) ونوفمبر (تشرين الثاني)، بما في ذلك الفوز 3-صفر على برشلونة.


لقب «فيفا للسلام» «يحرك» ترمب... ورقصته الشهيرة تعود بعد قرعة كأس العالم

الرئيس دونالد ترمب يرقص رقصته الشهيرة خلال قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 في مركز كينيدي في واشنطن (أ.ب)
الرئيس دونالد ترمب يرقص رقصته الشهيرة خلال قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 في مركز كينيدي في واشنطن (أ.ب)
TT

لقب «فيفا للسلام» «يحرك» ترمب... ورقصته الشهيرة تعود بعد قرعة كأس العالم

الرئيس دونالد ترمب يرقص رقصته الشهيرة خلال قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 في مركز كينيدي في واشنطن (أ.ب)
الرئيس دونالد ترمب يرقص رقصته الشهيرة خلال قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 في مركز كينيدي في واشنطن (أ.ب)

لفت الرئيس الأميركي دونالد ترمب الأنظار بعد انتهاء مراسم قرعة كأس العالم 2026، بعدما ظهر وهو يؤدي رقصته الشهيرة احتفالاً أمام الحضور، في مشهد تناقلته وسائل الإعلام ومنصّات التواصل الاجتماعي على نطاق واسع.

وجاءت رقصة ترمب تزامناً مع إعلان منحه لقب «فيفا للسلام»، الذي وصفه بأنه «أول تكريم من هذا النوع يحصل عليه»، معبّراً عن «سعادته الكبيرة» بهذا التقدير.

وقدّم رئيس الفيفا، جياني إنفانتينو، إلى ترمب ميدالية تمثل أول تكريم من هذا النوع، مع جائزة ذهبية تحمل شعار «كرة القدم توحّد العالم»، في خطوة وصفها الفيفا بأنها تكريم «لمن يوحّد الشعوب وينشر الأمل للأجيال المقبلة».

وقال إن الجائزة «تمثل بالنسبة إليه إشارة إيجابية إلى دور الرياضة في تخفيف التوترات وتعزيز التقارب بين الشعوب».

واستمر ترمب في تبادل التحيات مع الحاضرين قبل مغادرته القاعة.

اشتهر ترمب بأداء رقصة قصيرة على أنغام أغنية YMCA (أ.ب)

وليست هذه المرة الأولى التي يلفت فيها دونالد ترمب الأنظار بحركات راقصة في المناسبات العامة. فمنذ حملته الانتخابية عام 2016 ثم 2020، اشتهر ترمب بأداء رقصة قصيرة على أنغام أغنية YMCA خلال تجمعاته الانتخابية، حيث كان يهزّ كتفيه ويرفع قبضتيه بطريقة أصبحت مادة دائمة للتقليد، وأحياناً السخرية، على وسائل التواصل الاجتماعي.

وتحوّلت رقصاته إلى ما يشبه «علامة مسجّلة» في مهرجاناته الجماهيرية، إذ كان يلجأ إليها لتحفيز الحشود أو لإضفاء طابع شخصي على الفعاليات السياسية. وتكررت المشاهد ذاتها في عدد كبير من الولايات الأميركية، وكان الجمهور ينتظرها في نهاية كل خطاب تقريباً.