نواب الأنبار يواجهون ضغوطًا من العبادي والجبوري.. ومطالبات بإلحاقهم بجبهات القتال

أحزاب عراقية تصاب بخيبة أمل من خطاب رئيس الوزراء وتجاهله الهيكلة الوزارية

نواب الأنبار يواجهون ضغوطًا من العبادي والجبوري.. ومطالبات بإلحاقهم بجبهات القتال
TT

نواب الأنبار يواجهون ضغوطًا من العبادي والجبوري.. ومطالبات بإلحاقهم بجبهات القتال

نواب الأنبار يواجهون ضغوطًا من العبادي والجبوري.. ومطالبات بإلحاقهم بجبهات القتال

في الوقت الذي طالب فيه رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي بتسليمه أسماء أبناء الأنبار المخطوفين، والبالغ عددهم 2200 شخص، منذ شهور من نواب المحافظة، جاء رئيس البرلمان العراقي سليم الجبوري ليطلب منهم التوجه إلى ساحات القتال لتحرير مدينة الفلوجة من تنظيم داعش.
وجاءت المطالبات التي قادها العبادي والجبوري للضغط على نواب محافظة الأنبار التي تعيش مرحلة حرب من ميليشيات «داعش»، لينجح البرلمان العراقي أمس وتحت تأثير المعارك الدائرة في الفلوجة في عقد جلسة كاملة النصاب، بعد حصول توافق بين الكتل السياسية باستثناء نواب جبهة الإصلاح المعترضين على شرعية رئاسة البرلمان الحالية، والذين كانوا قد قدموا طعونا للمحكمة الاتحادية بشأن ذلك، إضافة إلى طعنهم في شرعية إقالة الوزراء الخمسة الذين تم التصويت عليهم، والذين تمت بموجب ذلك إقالة خمسة وزراء، قدم ثلاثة منهم طعنا إلى المحكمة الاتحادية. لكن المحكمة الاتحادية أجلت للمرة الثانية النطق بالحكم إلى الثامن من شهر يونيو (حزيران) القادم بعد إحالتها أقراص مدمجة (سي دي) إلى خبراء إعلاميين لغرض فحصها.
وكان رئيس الوزراء حيدر العبادي قد فاجأ البرلمان بحضوره الجلسة دون تنسيق مسبق، وهو ما حمل كتلة الأحرار التابعة للتيار الصدري على حضور الجلسة، على أمل أن يقدم العبادي باقي التشكيلة الوزارية، وهو ما لم يحصل، ليغادروا الجلسة. ودعا العبادي الكتل السياسية لتناسي خلافاتها والتوحد لمواجهة تنظيم داعش، مبينا أن الوجهة القادمة سوف تكون معركة الموصل بعد اكتمال تحرير الفلوجة.
وطالب العبادي بتسليمه أسماء المختطفين من محافظة الأنبار، وقال: «يجب تقديم الأدلة بأسماء المختطفين من أهالي الأنبار حتى ندقق في السجون أو القضاء»، داعيا إلى «توثيق أوراقهم حتى يتم التمكن من معرفة مصيرهم». وأضاف العبادي أن «وزارة المالية وجهت بإطلاق حصة الـ3 في المائة إلى النازحين».
وأكد العبادي أن «الطريق البري بين العراق والأردن سيفتتح قريبا بعد الانتهاء من تأمينه»، مبينا أن «القوات الأمنية تواجه حاليا صعوبات في محاربة (داعش) بمحافظة الأنبار، كونهم يستخدمون كل الأساليب من إعدامات للأهالي وغيرها في حربهم مع القوات الأمنية».
وأوضح العبادي أن «الحكومة تدعو أهالي الفلوجة إلى الخروج عبر ممرات آمنة هيأتها القوات الأمنية، أو البقاء بمنازلهم لحين تحرير المدينة بالكامل»، مؤكدًا «وجود تنسيق كامل بين القوات الأمنية وميليشيا الحشد الشعبي وباقي الفصائل المقاتلة في عملية تحرير الفلوجة».
وبشأن الجهود التي أدت إلى عقد جلسة أمس الأحد، التي كان رهان النواب المعتصمين على عدم انعقادها، بسبب عدم اكتمال النصاب، قال عضو البرلمان العراقي عن «دولة القانون» عباس البياتي لـ«الشرق الأوسط»: إن «عقد هذه الجلسة كان أمرا ضروريا، وفي هذه المرحلة التي تمر بها البلاد والتي تتطلب مساهمة الجميع في أن يكون لهم دور، وهو ما حمل الكتل السياسية إلى بدء مشاورات جادة خلال الفترة الماضية، من أجل تأمين عقد هذه الجلسة التي كنا نتوقع أن تكون مكتملة النصاب». وأضاف البياتي أن «اتفاق الكتل السياسية على عقد هذه الجلسة تم خلال اتفاقها مع هيئة الرئاسة، بصرف النظر عن طبيعة المواقف السياسية التي هي متحركة، ولكن ما يهمنا هو التئام البرلمان والنظر في الموضوعات المدرجة في جدول أعماله، وهو ما يعني استمرار عمل الدولة ومؤسساتها بصورة طبيعية».
إلى ذلك دعا رئيس البرلمان سليم الجبوري النواب إلى «بذل كل الجهود لدعم مؤسستهم من خلال العمل على إقرار التشريعات اللازمة ومراقبة ومحاسبة الأجهزة التنفيذية، بما يضمن أداء أفضل لها»، مطالبا ممثلي محافظة الأنبار من النواب بـ «التواجد في ساحات القتال والتعايش معهم ودعمهم لتحقيق النصر».
وفي هذا السياق أكد عضو البرلمان العراقي عن محافظة الأنبار، ظافر العاني لـ«الشرق الأوسط» أن «للفلوجة رمزية كبيرة في الوجدان العراقي والعربي، وأهلها هم أول من تصدى للاحتلال الأميركي، ومن ثم للإرهابيين من القاعدة و(داعش) ولكن المشكلة كانت في السياسات الطائفية خلال عهد الحكومة السابقة (في إشارة إلى حكومة نوري المالكي) التي مورست ضد أهالي الفلوجة».
وأضاف أن «الفلوجة وجدت نفسها وسط المواجهة، فاستغل الإرهابيون ما تعانيه من سياسة الحكومة لا سيما على صعيد كيل التهم ضدها، حالها حال باقي المدن والمحافظات الغربية الأخرى» مؤكدا أن «الفلوجة اليوم هي على وشك التحرير وبأقل الخسائر والخروقات، حيث إن الانتصار العسكري فيها ليس صعبا مثلما تخيل كثيرون، والأخطاء فيها أقل من السابق، وهو ما يجعلنا نطمئن أكثر، وهو ما يجعل الجميع أمام مسؤولياتهم في مواجهة الإرهاب».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».