«أجناد بيت المقدس» تتبنى إطلاق صواريخ على إسرائيل

بعد حملة اعتقالات جديدة شنتها الحركة ضد عناصرهم

جنود اسرائيليون يفحصون إحدى السيارات الفلسطينية عند نقطة تفتيش في قرية حلحول في الضفة الغربية أمس (إ.ب.أ)
جنود اسرائيليون يفحصون إحدى السيارات الفلسطينية عند نقطة تفتيش في قرية حلحول في الضفة الغربية أمس (إ.ب.أ)
TT

«أجناد بيت المقدس» تتبنى إطلاق صواريخ على إسرائيل

جنود اسرائيليون يفحصون إحدى السيارات الفلسطينية عند نقطة تفتيش في قرية حلحول في الضفة الغربية أمس (إ.ب.أ)
جنود اسرائيليون يفحصون إحدى السيارات الفلسطينية عند نقطة تفتيش في قرية حلحول في الضفة الغربية أمس (إ.ب.أ)

عادت جماعات في قطاع غزة، تطلق على نفسها اسم «السلفية الجهادية»، إلى إطلاق صواريخ وقذائف تجاه إسرائيل، بوصفه رد فعل انتقامي من حركة حماس التي جددت حملات الاعتقال بحقهم، خلال الأسابيع القليلة الماضية.
وقد سقطت 4 قذائف وعدد من الصواريخ في محيط مستوطنات غزة، ليل (الأربعاء – الخميس)، في تطور يمكن أن يجر القطاع إلى تصعيد جديد.
وتبنت جماعة «أجناد بيت المقدس»، التي تستلهم فكر «القاعدة» و«داعش»، مسؤوليتها عن إطلاق صاروخ، وصفته بأنه «مطور»، تجاه موقع ناحل عوز العسكري، متعهدة بالمتابعة.
وأقر جيش الاحتلال الإسرائيلي بسقوط قذائف في حقول مستوطنات غلاف غزة. وقال ناطق عسكري: «سقطت قذائف في حقول مفتوحة قرب مستوطنة شاعر هنغيف، من دون أن تحدث إصابات، ولم تنطلق صافرات الإنذار لعدم وجود سكان هناك».
وتسعى الجماعات السلفية عادة، إلى إحراج حماس والضغط عليها، عبر إطلاق صواريخ من غزة ضد إسرائيل، مستغلة أن حماس تريد تجنب تصعيد مع إسرائيل يؤدي إلى انهيار التهدئة.
وقالت جماعة الأجناد في بيان: «نعلن أننا من خلال استهداف اليهود في هذه الأيام، نسعى لنزع فتيل يوشك على الانفجار، بسبب التصرفات الرعناء من أجهزة الأمن التابعة لحركة حماس في قطاع غزة، التي بدأت حملة مداهمات واقتحامات واعتقالات ضد المجاهدين من أبناء التيار السلفي الجهادي. فرأينا عبر توجيهات مشايخنا في الداخل والخارج، أن الحل يكمن في توجيه البوصلة ضد اليهود ودعوة جميع الجماعات السلفية لذلك، لتجنب ما نراه يلوح في الأفق من أمور لا تحمد عقباها، بسبب الأفعال القمعية لتلك الأجهزة الأمنية، التي تدفع نحو صدام داخلي لطالما نأى التيار السلفي بنفسه عنه، رغم ما تعرض له من أذى على مدار سنوات حكم حماس لغزة، عبر الاعتقال والتعذيب ومصادرة السلاح».
وأكدت مصادر في قطاع غزة، أن حماس عادت في الأسبوعين الماضيين، إلى شن حملة واسعة ضد السلفيين ضمن الاتفاق الأخير مع مصر. وبحسب المصادر، فإن عناصر حماس راحت تلاحق مطلوبين في منازلهم وفي المساجد والشوارع كذلك.
وقالت مصادر لـ«الشرق الأوسط» إن حملة حماس تستهدف مسؤوليين ونشطاء سلفيين، وتشمل مطاردات واعتقالات واستدعاءات.
وكانت حماس شنت حملة مماثلة بعد الاتفاق الأخير مع المخابرات المصرية، قبل نحو شهرين، واعتقلت كثيرين منهم، وأخضعتهم لتحقيقات حول علاقتهم بأي تنظيم في سيناء، ومصادر تمويلهم وأسلحتهم ونشاطاتهم.
جاء ذلك ضمن تعهدات حماس لمصر بضبط الحدود ومنع تسلل أي نشطاء سلفيين من غزة إلى سيناء أو العكس، وملاحقة من يثبت أنه متورط في العمل خارج قطاع غزة بشكل عملي أو معنوي أو عبر تهريب السلاح.
والعلاقة بين حماس والسلفية في غزة متوترة للغاية، وشهدت على مدار السنوات الماضية مدا وجزرا وصل في كثير من الأحيان إلى إراقة الدم.
ومنذ تسلمت حماس قطاع غزة في 2007، بدأت حربا ضروسا ضد الجماعات السلفية، فقتلت بعض قادتها، وأبرزهم قائد الجماعة ومنظرها، أبو النور المقدسي في 2009، داخل أحد المساجد، واعتقلت آخرين، بينما كانت السلفية الجهادية ترد بإطلاق صواريخ تجاه إسرائيل متحدية حماس، وتعلن عملها المتواصل لهدم حكمها، وإقامة إمارة إسلامية بدلا منه في غزة.
وزادت العلاقة توترا في 2012، بعدما اتهم السلفيون حماس بمساعدة أجهزة المخابرات المصرية في التحقيق مع عناصرهم في غزة حول التطورات في سيناء.
وفي نهاية عام 2013، اتفق الطرفان، بشكل غير معلن، على مبادرة تهدئة برعاية رجال دين من دول عربية، تضمنت منح السلفيين حرية العمل السياسي والعسكري والدعوي والاجتماعي، وتنظيم الفعاليات المختلفة، ووقف عمليات الاعتقال والملاحقة، وتشكيل هيئة مشتركة لمتابعة أي إشكاليات قد تقع وتتسبب في إحداث أزمات جديدة، والتزام تلك التهدئة وقرارات حكومة حماس في هذا السياق، وما تجمع عليه الفصائل، ووقف التصريحات التي تقوم على التخوين والتكفير ضد حماس أو حكومتها، وعدم تنفيذ أي أعمال تخريبية داخلية في القطاع، والالتزام بالحوار الدائم. لكن ذلك انهار العام الماضي بعد دخول تنظيم داعش إلى مخيم اليرموك ومساندة سلفيي غزة له، فعادت العلاقة إلى الاصطدام، وظلت كذلك.
وفي هذا الوقت، أعلنت إسرائيل أنها أحبطت عملية كبيرة لتهريب مواد إلى غزة تستخدم في صناعة الأسلحة.
ونشر أوفير جندلمان، الناطق باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بيانا قال فيه، إنه «تم إحباط محاولة كبيرة لتهريب مواسير لتصنيع مدافع الهاون والصواريخ، وعشرات المحركات الكهربائية التي يتم استخدامها في حفر أنفاق حماس في قطاع غزة».
وأضاف: «ضبط مفتشو سلطة المعابر بمساعدة الشاباك في معبر ترقوميا، القريب من الخليل، شحنة كبيرة كانت في طريقها إلى حركة حماس الإرهابية في قطاع غزة عن طريق معبر كرم أبو سالم، وتم إخفاء الشحنة بين مواد النسيج والمجوهرات».
وتابع: «تضم الشحنة المضبوطة، مئات المواسير المعدنية يبلغ قطرها 4 بوصة وتستخدم لتصنيع مدافع الهاون والصواريخ، وعشرات المحركات الكهربائية التي تستخدمها حماس في حفر الأنفاق».
وأعلن جندلمان أنه «تم فتح تحقيق من شأنه العثور على الضالعين في محاولة التهريب الفاشلة».
ولم تعقب حماس على الأمر.



هل يتحول فيروس «الميتانيمو» البشري إلى وباء عالمي؟

تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)
تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)
TT

هل يتحول فيروس «الميتانيمو» البشري إلى وباء عالمي؟

تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)
تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)

أثارت تقارير عن تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري (HMPV) في الصين قلقاً متزايداً بشأن إمكانية تحوله إلى وباء عالمي، وذلك بعد 5 سنوات من أول تنبيه عالمي حول ظهور فيروس كورونا المستجد في ووهان بالصين، الذي تحول لاحقاً إلى جائحة عالمية أسفرت عن وفاة 7 ملايين شخص.

وأظهرت صور وفيديوهات انتشرت عبر منصات التواصل الاجتماعي في الصين أفراداً يرتدون الكمامات في المستشفيات، حيث وصفت تقارير محلية الوضع على أنه مشابه للظهور الأول لفيروس كورونا.

وفي الوقت الذي تتخذ فيه السلطات الصحية تدابير طارئة لمراقبة انتشار الفيروس، أصدر المركز الصيني للسيطرة على الأمراض والوقاية منها بياناً، يوضح فيه معدل الوفيات الناتج عن الفيروس.

وقال المركز، الجمعة، إن «الأطفال، والأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة، وكبار السن، هم الفئات الأكثر تعرضاً لهذا الفيروس، وقد يكونون أكثر عرضة للإصابة بعدوى مشتركة مع فيروسات تنفسية أخرى».

وأشار إلى أن الفيروس في الغالب يسبب أعراض نزلات البرد مثل السعال، والحمى، واحتقان الأنف، وضيق التنفس، لكن في بعض الحالات قد يتسبب في التهاب الشعب الهوائية والالتهاب الرئوي في الحالات الشديدة.

وحاولت الحكومة الصينية التقليل من تطور الأحداث، مؤكدة أن هذا التفشي يتكرر بشكل موسمي في فصل الشتاء.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، ماو نينغ، الجمعة: «تعد العدوى التنفسية شائعة في موسم الشتاء»، مضيفةً أن الأمراض هذا العام تبدو أقل حدة وانتشاراً مقارنة بالعام الماضي. كما طمأنت المواطنين والسياح، مؤكدة: «أستطيع أن أؤكد لكم أن الحكومة الصينية تهتم بصحة المواطنين الصينيين والأجانب القادمين إلى الصين»، مشيرة إلى أن «السفر إلى الصين آمن».

فيروس «الميتانيمو» البشري

يُعد «الميتانيمو» البشري (HMPV) من الفيروسات التي تسبب التهابات الجهاز التنفسي، ويؤثر على الأشخاص من جميع الأعمار، ويسبب أعراضاً مشابهة للزكام والإنفلونزا. والفيروس ليس جديداً؛ إذ اكتُشف لأول مرة عام 2001، ويُعد من مسببات الأمراض التنفسية الشائعة.

ويشير أستاذ اقتصاديات الصحة وعلم انتشار الأوبئة بجامعة «مصر الدولية»، الدكتور إسلام عنان، إلى أن نسبة انتشاره تتراوح بين 1 و10 في المائة من الأمراض التنفسية الحادة، مع كون الأطفال دون سن الخامسة الأكثر عرضة للإصابة، خاصة في الحالات المرضية الشديدة. ورغم ندرة الوفيات، قد يؤدي الفيروس إلى مضاعفات خطيرة لدى كبار السن وذوي المناعة الضعيفة.

أفراد في الصين يرتدون الكمامات لتجنب الإصابة بالفيروسات (رويترز)

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن الفيروس ينتشر على مدار العام، لكنه يظهر بشكل أكبر في فصلي الخريف والشتاء، ويمكن أن يُصاب الأشخاص به أكثر من مرة خلال حياتهم، مع تزايد احتمالية الإصابة الشديدة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.

وأوضح أن الفيروس ينتقل عبر الرذاذ التنفسي الناتج عن السعال أو العطس، أو من خلال ملامسة الأسطح الملوثة ثم لمس الفم أو الأنف أو العينين. وتشمل أعراضه السعال واحتقان الأنف والعطس والحمى وصعوبة التنفس (في الحالات الشديدة)، وتُعد الأعراض مختلفة عن فيروس كورونا، خاصة مع وجود احتقان الأنف والعطس.

هل يتحول لجائحة؟

كشفت التقارير الواردة من الصين عن أن الارتفاع الحالي في الإصابات بالفيروس تزامن مع الطقس البارد الذي أسهم في انتشار الفيروسات التنفسية، كما أن هذه الزيادة تتماشى مع الاتجاهات الموسمية.

وحتى الآن، لم تصنف منظمة الصحة العالمية الوضع على أنه حالة طوارئ صحية عالمية، لكن ارتفاع الحالات دفع السلطات الصينية لتعزيز أنظمة المراقبة.

في الهند المجاورة، طمأن الدكتور أتول غويل، المدير العام لخدمات الصحة في الهند، الجمهور قائلاً إنه لا داعي للقلق بشأن الوضع الحالي، داعياً الناس إلى اتخاذ الاحتياطات العامة، وفقاً لصحيفة «إيكونوميك تايمز» الهندية.

وأضاف أن الفيروس يشبه أي فيروس تنفسي آخر يسبب نزلات البرد، وقد يسبب أعراضاً مشابهة للإنفلونزا في كبار السن والأطفال.

وتابع قائلاً: «لقد قمنا بتحليل بيانات تفشي الأمراض التنفسية في البلاد، ولم نلاحظ زيادة كبيرة في بيانات عام 2024».

وأضاف: «البيانات من الفترة بين 16 و22 ديسمبر 2024 تشير إلى زيادة حديثة في التهابات الجهاز التنفسي الحادة، بما في ذلك الإنفلونزا الموسمية، وفيروسات الأنف، وفيروس الجهاز التنفسي المخلوي (RSV)، و(HMPV). ومع ذلك، فإن حجم وشدة الأمراض التنفسية المعدية في الصين هذا العام أقل من العام الماضي».

في السياق ذاته، يشير عنان إلى أن الفيروس من الصعب للغاية أن يتحول إلى وباء عالمي، فالفيروس قديم، وتحدث منه موجات سنوية. ويضيف أن الفيروس لا يحمل المقومات اللازمة لأن يصبح وباءً عالمياً، مثل الانتشار السريع على المستوى العالمي، وتفاقم الإصابات ودخول المستشفيات بكثرة نتيجة الإصابة، وعدم إمكانية العلاج، أو عدم وجود لقاح. ورغم عدم توافر لقاح للفيروس، فإن معظم الحالات تتعافى بمجرد معالجة الأعراض.

ووافقه الرأي الدكتور مجدي بدران، عضو «الجمعية المصرية للحساسية والمناعة» و«الجمعية العالمية للحساسية»، مؤكداً أن زيادة حالات الإصابة بالفيروس في بعض المناطق الصينية مرتبطة بذروة نشاط فيروسات الجهاز التنفسي في فصل الشتاء.

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن الصين تشهد بفضل تعدادها السكاني الكبير ومناطقها المزدحمة ارتفاعاً في الإصابات، إلا أن ذلك لا يعني بالضرورة تحول الفيروس إلى تهديد عالمي. وحتى الآن، تظل الإصابات محلية ومحدودة التأثير مقارنة بفيروسات أخرى.

وأوضح بدران أن معظم حالات فيروس «الميتانيمو» تكون خفيفة، ولكن 5 إلى 16 في المائة من الأطفال قد يصابون بعدوى تنفسية سفلى مثل الالتهاب الرئوي.

تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)

وأكد أنه لا توجد تقارير عن تفشٍّ واسع النطاق للفيروس داخل الصين أو خارجها حتى الآن، مشيراً إلى أن الفيروس ينتقل عبر الرذاذ التنفسي والاتصال المباشر، لكنه أقل قدرة على الانتشار السريع عالمياً مقارنة بكوفيد-19، ولتحوله إلى جائحة، يتطلب ذلك تحورات تزيد من قدرته على الانتشار أو التسبب في أعراض شديدة.

ومع ذلك، شدّد على أن الفيروس يظل مصدر قلق صحي محلي أو موسمي، خاصة بين الفئات الأكثر عرضة للخطر.

طرق الوقاية والعلاج

لا يوجد علاج محدد لـ«الميتانيمو» البشري، كما هو الحال مع فيروسات أخرى مثل الإنفلونزا والفيروس المخلوي التنفسي، حيث يركز العلاج بشكل أساسي على تخفيف الأعراض المصاحبة للعدوى، وفق عنان. وأضاف أنه في الحالات الخفيفة، يُوصى باستخدام مسكنات الألم لتخفيف الأوجاع العامة وخافضات الحرارة لمعالجة الحمى. أما في الحالات الشديدة، فقد يتطلب الأمر تقديم دعم تنفسي لمساعدة المرضى على التنفس، بالإضافة إلى توفير الرعاية الطبية داخل المستشفى عند تفاقم الأعراض.

وأضاف أنه من المهم التركيز على الوقاية وتقليل فرص العدوى باعتبارها الخيار الأمثل في ظل غياب علاج أو لقاح مخصص لهذا الفيروس.

ولتجنب حدوث جائحة، ينصح بدران بتعزيز الوعي بالوقاية من خلال غسل اليدين بانتظام وبطريقة صحيحة، وارتداء الكمامات في الأماكن المزدحمة أو عند ظهور أعراض تنفسية، بالإضافة إلى تجنب الاتصال المباشر مع المصابين. كما يتعين تعزيز الأبحاث لتطوير لقاحات أو علاجات فعّالة للفيروس، إلى جانب متابعة تحورات الفيروس ورصد أي تغييرات قد تزيد من قدرته على الانتشار أو تسبب أعراضاً أشد.