نهائي دوري أبطال أوروبا ما بين سحر زيدان وبراعة سيميوني

جمهور الكرة ينتظر ختامًا مثيرًا بين الريـال وأتلتيكو قطبي العاصمة الإسبانية غدًا

سيميوني مدرب أتلتيكو (أ.ف.ب)
سيميوني مدرب أتلتيكو (أ.ف.ب)
TT

نهائي دوري أبطال أوروبا ما بين سحر زيدان وبراعة سيميوني

سيميوني مدرب أتلتيكو (أ.ف.ب)
سيميوني مدرب أتلتيكو (أ.ف.ب)

ما بين أسلوب زين الدين زيدان الساحر في ريـال مدريد، وبراعة وحماسة دييغو سيميوني في أتلتيكو مدريد، يترقب جمهور الكرة ختامًا مثيرًا بين قطبي العاصمة الإسبانية في نهائي دوري أبطال أوروبا غدا على ملعب سان سيرو في مدينة ميلانو الإيطالية.
بعد أقل من أربعة أشهر على توليه قيادة الفريق أبعد زين الدين زيدان ريـال مدريد من على حافة الهاوية ليعود إلى مكانه الطبيعي بالظهور في نهائي دوري الأبطال.
ويطمح زين الدين زيدان في أن يكون سابع شخص يحصد لقب مسابقة دوري ابطال أوروبا لاعبًا ومدربًا، أما الستة الذين سبقوه إلى هذا الإنجاز، فهم الإسباني ميغيل مونوز لاعبًا في صفوف ريال مدريد عامي 1956 و1957 ومدربًا للفريق الملكي عامي 1960 و1966، والإيطالي جوفاني تراباتوني لاعبًا في صفوف ميلان عام 1963 و1969 ومدربًا ليوفنتوس عام 1985، والهولندي يوهان كرويف لاعبًا في صفوف أياكس ثلاث مرات أعوام 1971 و1972 و1973 ومدربًا لبرشلونة عام 1992، والإيطالي كارلو أنشيلوتي لاعبًا في صفوف ميلان عامي 1989 و1990 ثم مدربا لميلان عامي 2003 و2007 ومدربا لريال مدريد أيضًا عام 2014، والهولندي فرانك رايكارد لاعبًا في صفوف ميلان عامي 1989 و1990 وأياكس عام 1985 ومدربًا لبرشلونة عام 2006، وأخيرًا الإسباني جوزيب غوارديولا لاعبًا في صفوف برشلونة عام 1992 ومدربًا للفريق الكاتالوني عامي 2009 و2011.
وقد يرجع نجاح زيدان اللافت مع الريال بشكل أكبر لطريقته والهالة المحيطة به أكثر من قدراته كمدرب. وتولى زيدان المسؤولية خلفًا لرفائيل بينيتز في يناير (كانون الثاني) الماضي عقب 18 شهرا من قيادته للفريق الثاني (الرديف) حيث حقق نتائج غير مقنعة وقضى موسما واحدا مساعدًا لكارلو أنشيلوتي.
وظل زيدان في الواجهة بسبب مشواره الحافل كلاعب، خصوصًا عندما سجل هدف الفوز أمام باير ليفركوزن في نهائي دوري الأبطال 2002. إلا أن الأمر لم يستغرق كثيرًا من الوقت من اللاعب السابق لمنتخب فرنسا لتحقيق النتائج المنتظرة.
ولم يقتصر نجاح زيدان على الوصول بريال إلى نهائي أوروبا للمرة 14 بل حصد نقاطًا أكثر من أي مدرب آخر في أول 20 مباراة مع ريـال بالدوري حيث فاز 17 مرة وتعادل مرتين وخسر مرة واحدة.
وخلال هذه الفترة حصد الفريق نقاطًا أكثر من برشلونة الذي تُوّج باللقب في النهاية. وتساءلت جماهير ريـال عما كان سيحدث إذا قررت إدارة النادي اختيار زيدان، وليس بينيتز، لخلافة أنشيلوتي الصيف الماضي.
وبدأت حقبة زيدان بفوز ساحق بنتيجة 5 - صفر على ديبورتيفو لاكورونيا إضافة لانتصارين كبيرين على سبورتنغ خيخون وإسبانيول لكنه اضطر لمراجعة أسلوبه عقب الخسارة في مباراة قمة أمام أتلتيكو.
ومنذ ذلك اليوم فاز ريـال بآخر 12 مباراة في الدوري رغم أنه نادرًا ما قدم أداء مماثلاً لما قدمه في بداية فترة زيدان.
ومنح مشوار ريـال نحو النهائي الأوروبي القليل الذي يمكن التفاخر به بعد أن أفلت من خروج محتمل أمام فولفسبورغ الألماني قبل أن يتجاوز عقبة مانشستر سيتي بفضل هدف سجله أحد لاعبي الفريق الإنجليزي بالخطأ في مرماه.
وكما فعل بينيتز لجأ زيدان إلى البرازيلي كاسميرو من أجل الوصول إلى توازن أكبر في خط الوسط وهو ما قلص من تأثير لاعبين مبدعين مثل جيمس رودريغيز وايسكو.
واستطاع زيدان تلافي أي انتقادات لاحقت بينيتز بسبب الخطوات نفسها، وهو ما يكشف الكثير بشأن قدرته على التحمل.
وقال سيرجيو راموس قائد الريـال: «إنه أسطورة في النادي وهو ما يجعلك تمتلك حافزا أكبر عندما يدربك»، كما استطاع زيدان الفوز بثقة اللاعب الأهم للفريق وهو كريستيانو رونالدو.
وقال رونالدو: «نقف خلف زيدان دوما لأنه شخصية متواضعة، يرغب دوما في الاستماع وهو ما يجعل الأمور أكثر سهولة».
وقلل زيدان دوما من حجم إنجازاته، وألقى الضوء على العمل الذي يؤديه اللاعبون، وقال أكثر من مرة إنه سيحصل على فرصة البقاء في النادي من خلال الفوز بالألقاب فقط.
وسيعني الفوز باللقب الأوروبي للمرة الحادية عشرة في تاريخ النادي ضمان زيدان لمستقبله القريب إضافة لمكانه في قلوب مشجعي ريال مدريد. إلا أن الطريق لا يزال طويلا أمام زيدان ليصنف ضمن صفوة المدربين.
في المقابل تبدو بصمة دييغو سيميوني واضحة على أتلتيكو بل إن إنجازات الفريق الأخيرة تنسب بقدر كبير لبراعته التدريبية. وحول سيميوني أتلتيكو من فريق يترنح فوق منطقة الهبوط بدوري الدرجة الأولى الإسباني إلى أحد كبار الكرة الأوروبية.
وإذا ثأر أتلتيكو لهزيمته في نهائي دوري أبطال أوروبا 2014 أمام ريـال مدريد فإن ذلك سيعني اكتمال التحول في مسيرة الفريق.
وتسلم لاعب الوسط السابق لأتلتيكو فريقا خرج لتوه مبكرا من كأس ملك إسبانيا عندما تولى المسؤولية خلفا لجريجوريو مانزانو في ديسمبر (كانون الأول) 2011.
وبعدها بخمسة أشهر قاد سيميوني الفريق لإنهاء الدوري في المركز الخامس، والفوز بلقب الدوري الأوروبي، وهو الأول ضمن خمسة ألقاب أحرزها بعد ذلك. ولا يزال لقب دوري الأبطال الوحيد المستعصي عليه.
وفي 2014، انتزع سيرغيو راموس مدافع ريـال مدريد هدف التعادل بضربة رأس خلال الوقت المحتسب بدل الضائع قبل أن يخسر أتلتيكو اللقب القاري في النهاية بعد اللجوء لوقت إضافي. وفي إثبات لقدرات سيميوني استطاع الوصول بعد عامين للنهائي مرة أخرى.
وقال إنريكي سيريزو رئيس اتلتيكو الذي شهد 52 تغييرا في الجهاز التدريبي قبل تعيين المدرب الأرجنتيني «دييغو سيميوني هو المدرب المثالي لأتلتيكو.. كرة القدم هي حياته وعشقه».
وقال سيريزو ذات مرة إنه يتمنى أن يكون تأثير سيميوني على ناديه مشابهًا لما فعله أليكس فيرغسون مع مانشستر يونايتد. وربما لا يزال سيميوني بعيدا بشكل كبير عن الوصول لإنجاز فيرغسون الذي قضى 27 موسما في أولد ترافورد إلا أنه يصنع إرثه بالفعل مع أتلتيكو.
ومع قيادته للفريق في 173 مباراة بالدوري بات سيميوني ثاني أطول المدربين بقاء على مدار تاريخ النادي بعد لويس أراغونيس.
ويعد أكبر إنجاز لسيميوني هو فوزه بلقب الدوري الإسباني مع أتلتيكو وإنهاء سيطرة ريـال مدريد وبرشلونة لعقد من الزمان على اللقب.
وسيؤدي دفعه للفريق نحو أول ألقابه على الإطلاق في دوري الأبطال لتكليل جميع هذه الجهود. وسيمنح الفوز في ميلانو سيميوني سادس ألقابه وسيعادل سجل أراغونيس كأنجح مدرب في تاريخ النادي.
وسيميوني هو الأطول بقاء بين جميع مدربي الدوري الإسباني حاليا ويبدو في طريقه للاستمرار مع الفريق. ووقع الأرجنتيني سيميوني على عقد حتى 2020 وحال عدم حدوث أي مفاجآت فإنه سيقود الفريق على ملعب الجديد لا بينتا في بداية موسم 2017 - 2018.
لكن ورغم كل ذلك فإن أبرز إنجازات سيميوني تتمثل في تحويل الفريق نحو اتباع أسلوبه المميز القائم على الضغط الشديد. ويدافع لاعبوه الآن وبكل قوة عن الأسلوب الصارم للفريق في الأداء.
وقال المدافع دييغو غودين: «نحن مجموعة من اللاعبين تقاتل حتى الموت من أجل المدرب. نؤمن بما نؤديه ونتدرب بقوة لننافس أكبر الأندية».
وأضاف لاعب الوسط ساؤول نيجيز: «كل كرة تمثل حربًا يجب أن ننتصر فيها ولا أرى أي شيء سيئ في هذا الأمر».
وأضاف: «نحن فريق قوي ونقاتل من أجل كل كرة كما لو أنها آخر كرة بالنسبة لنا. هذه هي الطريقة التي نتعامل بها مع أصعب المباريات وهذه هي الطريقة التي وصلنا بها إلى ما نحن عليه الآن».



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».