بينما أعلن مسؤول عسكري أوروبي استعداد الاتحاد الأوروبي لتدريب قوات ليبية على مهام بحرية عسكرية، اشترط رئيس الوزراء الإيطالي ماتّيو رينزي مجددا تقديم طلب رسمي من فائز السراج، رئيس حكومة الوفاق الوطني المقترحة من بعثة الأمم المتحدة، لتدخل بلاده عسكريا في ليبيا.
وتزامنت هذه التطورات مع إعلان السراج أمس خلال لقائه أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني بالدوحة، أن ليبيا في حاجة ماسة إلى رفع الحظر عن التسلح حتى تتمكن من هزيمة تنظيم داعش الإرهابي، وتحرير المناطق كافة التي يوجد بها. كما أشار وفقا لبيان وزعه مكتبه الإعلامي إلى ضرورة الإفراج عن الأموال الليبية، المجمدة للتخفيف من معاناة المواطنين، وإنعاش الاقتصاد الليبي.
وكرر السراج الموقف نفسه لدى لقائه الأمين لعام للأمم المتحدة بان كي مون على هامش القمة الإنسانية، التي عقدت أول من أمس في مدينة إسطنبول التركية.
من جهته، قال رئيس الحكومة الإيطالية رينزي: «نحن لن نتدخل بجيشنا إلا في حال طلب عام وبموافقة من السراج»، مضيفا في تصريحات له لوسائل إعلام إيطالية «إننا نعمل على المستوى الدبلوماسي لمساعدة السراج لبسط الاستقرار في ليبيا، ومسألة إرسال قوات تمر عبر البرلمان الإيطالي». وفي المقابل نفى مسؤول عسكري في الجيش الليبي صحة تقارير إيطالية، زعمت وصول بعثة مشتركة من الأجهزة الأمنية الإيطالية إلى القاعدة الجوية في مدينة بنغازي شرقي ليبيا. ونقلت وكالة «آكي» الإيطالية للأنباء عن ناصر الحاسي، الناطق الرسمي باسم قاعدة بنينا الجوية، أنه «لا صحة لوجود قوة أمنية مشتركة من أجهزة الأمن الإيطالية المختلفة في بنغازي».
إلى ذلك، كشف الأميرال إنريكو كريديندينو، المسؤول عن مهمة قوة الاتحاد الأوروبي البحرية في البحر المتوسط، عن عرض لتدريب ليبيين على إدارة أسطول صغير لخفر السواحل حتى يتسنى لهم التصدي لتهريب البشر خلال أقل من ثلاثة أشهر.
وأبلغ إنريكو صحيفة «لاريبوليكا» الإيطالية أنه «خلال 14 أسبوعا نستطيع تدريب أول مائة رجل في مياه دولية بتحويل إحدى سفننا إلى معهد»، وتابع موضحا أن «هناك ثمانية زوارق دورية جاهزة للتسليم، زودتها إيطاليا بمعدات من أجل الحكومة الليبية قبل اندلاع الحرب الأهلية»، مشيرا إلى أنه ستكون هناك حاجة لمزيد من الأفراد والزوارق لكن ينبغي أن تخصص المزيد من الموارد في بروكسل أولا، ثم «في خلال ثلاثة أو أربعة أشهر سيتمكن الليبيون من التصرف بشكل مستقل»، وقال إن «التقديرات الحالية تشير إلى أن ما بين 30 و50 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي في إقليم طرابلس (شمال غربي ليبيا) يأتي من تهريب البشر، وإن عشائر قبلية بالكامل تتربح من ذلك».
وبعدما لفت إنريكو إلى أن متشددي تنظيم داعش في ليبيا ليسوا ضالعين بشكل مباشر في تهريب البشر، لكنهم يبتزون المهربين الذين يعملون في الأراضي الخاضعة لسيطرتهم، أضاف أنه ينبغي استصدار قرار من الأمم المتحدة، وتوفير المزيد من الموارد لكي يتسنى لقوة الاتحاد الأوروبي أن تتدخل بشكل مباشر في ليبيا أو تفرض حظر سلاح.
وتأسست قوة الاتحاد الأوروبي، المعروفة باسم العملية صوفيا، لمحاربة تهريب البشر في منطقة جنوب وسط البحر المتوسط، لكنها لا تستطيع دخول المياه الليبية دون دعوة من الحكومة. علما بأنه تتنازع حكومتان على السلطة في طرابلس وبنغازي.
وقال خفر السواحل الإيطالي إنه جرى على مدى اليومين الماضيين إنقاذ 5600 مهاجر، بينهم مجموعات أنقذتها سفن تشارك في العملية صوفيا، بينما قالت الحكومة الإيطالية إن أكثر من 30 ألفا وصلوا حتى الآن هذا العام، وهو أقل بفارق بسيط من العام الماضي.
من جهته، دعا رئيس بعثة الأمم المتحدة لدى ليبيا مارتن كوبلر إلى توحيد عمل السفارات الليبية تحت سلطة حكومة السراج، وحث على ضرورة إرسال توجيهات للسفارات الليبية في الخارج بأن يكون عملها تابعًا للمجلس الرئاسي لحكومة السراج، وليس للأجسام الموازية غير المعترف بها دوليًا.
السراج يطالب بالسلاح.. والإفراج عن الأموال المجمدة لمواجهة «داعش»
برنامج أوروبي لتدريب قوات خفر السواحل في ليبيا.. وروما تستبعد عملاً عسكريًا
السراج يطالب بالسلاح.. والإفراج عن الأموال المجمدة لمواجهة «داعش»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة