السراج يطالب بالسلاح.. والإفراج عن الأموال المجمدة لمواجهة «داعش»

برنامج أوروبي لتدريب قوات خفر السواحل في ليبيا.. وروما تستبعد عملاً عسكريًا

الشيخ تميم بن حمد أمير قطر بحث آخر تطورات الوضع الليبي مع فايز السرّاج رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبية في الدوحة (قنا)
الشيخ تميم بن حمد أمير قطر بحث آخر تطورات الوضع الليبي مع فايز السرّاج رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبية في الدوحة (قنا)
TT

السراج يطالب بالسلاح.. والإفراج عن الأموال المجمدة لمواجهة «داعش»

الشيخ تميم بن حمد أمير قطر بحث آخر تطورات الوضع الليبي مع فايز السرّاج رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبية في الدوحة (قنا)
الشيخ تميم بن حمد أمير قطر بحث آخر تطورات الوضع الليبي مع فايز السرّاج رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبية في الدوحة (قنا)

بينما أعلن مسؤول عسكري أوروبي استعداد الاتحاد الأوروبي لتدريب قوات ليبية على مهام بحرية عسكرية، اشترط رئيس الوزراء الإيطالي ماتّيو رينزي مجددا تقديم طلب رسمي من فائز السراج، رئيس حكومة الوفاق الوطني المقترحة من بعثة الأمم المتحدة، لتدخل بلاده عسكريا في ليبيا.
وتزامنت هذه التطورات مع إعلان السراج أمس خلال لقائه أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني بالدوحة، أن ليبيا في حاجة ماسة إلى رفع الحظر عن التسلح حتى تتمكن من هزيمة تنظيم داعش الإرهابي، وتحرير المناطق كافة التي يوجد بها. كما أشار وفقا لبيان وزعه مكتبه الإعلامي إلى ضرورة الإفراج عن الأموال الليبية، المجمدة للتخفيف من معاناة المواطنين، وإنعاش الاقتصاد الليبي.
وكرر السراج الموقف نفسه لدى لقائه الأمين لعام للأمم المتحدة بان كي مون على هامش القمة الإنسانية، التي عقدت أول من أمس في مدينة إسطنبول التركية.
من جهته، قال رئيس الحكومة الإيطالية رينزي: «نحن لن نتدخل بجيشنا إلا في حال طلب عام وبموافقة من السراج»، مضيفا في تصريحات له لوسائل إعلام إيطالية «إننا نعمل على المستوى الدبلوماسي لمساعدة السراج لبسط الاستقرار في ليبيا، ومسألة إرسال قوات تمر عبر البرلمان الإيطالي». وفي المقابل نفى مسؤول عسكري في الجيش الليبي صحة تقارير إيطالية، زعمت وصول بعثة مشتركة من الأجهزة الأمنية الإيطالية إلى القاعدة الجوية في مدينة بنغازي شرقي ليبيا. ونقلت وكالة «آكي» الإيطالية للأنباء عن ناصر الحاسي، الناطق الرسمي باسم قاعدة بنينا الجوية، أنه «لا صحة لوجود قوة أمنية مشتركة من أجهزة الأمن الإيطالية المختلفة في بنغازي».
إلى ذلك، كشف الأميرال إنريكو كريديندينو، المسؤول عن مهمة قوة الاتحاد الأوروبي البحرية في البحر المتوسط، عن عرض لتدريب ليبيين على إدارة أسطول صغير لخفر السواحل حتى يتسنى لهم التصدي لتهريب البشر خلال أقل من ثلاثة أشهر.
وأبلغ إنريكو صحيفة «لاريبوليكا» الإيطالية أنه «خلال 14 أسبوعا نستطيع تدريب أول مائة رجل في مياه دولية بتحويل إحدى سفننا إلى معهد»، وتابع موضحا أن «هناك ثمانية زوارق دورية جاهزة للتسليم، زودتها إيطاليا بمعدات من أجل الحكومة الليبية قبل اندلاع الحرب الأهلية»، مشيرا إلى أنه ستكون هناك حاجة لمزيد من الأفراد والزوارق لكن ينبغي أن تخصص المزيد من الموارد في بروكسل أولا، ثم «في خلال ثلاثة أو أربعة أشهر سيتمكن الليبيون من التصرف بشكل مستقل»، وقال إن «التقديرات الحالية تشير إلى أن ما بين 30 و50 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي في إقليم طرابلس (شمال غربي ليبيا) يأتي من تهريب البشر، وإن عشائر قبلية بالكامل تتربح من ذلك».
وبعدما لفت إنريكو إلى أن متشددي تنظيم داعش في ليبيا ليسوا ضالعين بشكل مباشر في تهريب البشر، لكنهم يبتزون المهربين الذين يعملون في الأراضي الخاضعة لسيطرتهم، أضاف أنه ينبغي استصدار قرار من الأمم المتحدة، وتوفير المزيد من الموارد لكي يتسنى لقوة الاتحاد الأوروبي أن تتدخل بشكل مباشر في ليبيا أو تفرض حظر سلاح.
وتأسست قوة الاتحاد الأوروبي، المعروفة باسم العملية صوفيا، لمحاربة تهريب البشر في منطقة جنوب وسط البحر المتوسط، لكنها لا تستطيع دخول المياه الليبية دون دعوة من الحكومة. علما بأنه تتنازع حكومتان على السلطة في طرابلس وبنغازي.
وقال خفر السواحل الإيطالي إنه جرى على مدى اليومين الماضيين إنقاذ 5600 مهاجر، بينهم مجموعات أنقذتها سفن تشارك في العملية صوفيا، بينما قالت الحكومة الإيطالية إن أكثر من 30 ألفا وصلوا حتى الآن هذا العام، وهو أقل بفارق بسيط من العام الماضي.
من جهته، دعا رئيس بعثة الأمم المتحدة لدى ليبيا مارتن كوبلر إلى توحيد عمل السفارات الليبية تحت سلطة حكومة السراج، وحث على ضرورة إرسال توجيهات للسفارات الليبية في الخارج بأن يكون عملها تابعًا للمجلس الرئاسي لحكومة السراج، وليس للأجسام الموازية غير المعترف بها دوليًا.



«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».