تاريخ كأس أوروبا (1): تألّق ياشين يمنح السوفيات لقبهم الوحيد

كأس الأمم الأوروبية الأولى «فرنسا 1960» من دون ألمانيا الغربية وإيطاليا وإنجلترا

ياشين حارس مرمى الاتحاد السوفياتي الأسطوري  مع كأس أمم أوروبا الأولى  وياشين العملاق قاد الاتحاد السوفياتي للتتويج باللقب الاول (غيتي)
ياشين حارس مرمى الاتحاد السوفياتي الأسطوري مع كأس أمم أوروبا الأولى وياشين العملاق قاد الاتحاد السوفياتي للتتويج باللقب الاول (غيتي)
TT

تاريخ كأس أوروبا (1): تألّق ياشين يمنح السوفيات لقبهم الوحيد

ياشين حارس مرمى الاتحاد السوفياتي الأسطوري  مع كأس أمم أوروبا الأولى  وياشين العملاق قاد الاتحاد السوفياتي للتتويج باللقب الاول (غيتي)
ياشين حارس مرمى الاتحاد السوفياتي الأسطوري مع كأس أمم أوروبا الأولى وياشين العملاق قاد الاتحاد السوفياتي للتتويج باللقب الاول (غيتي)

مسار تنظيم بطولة كأس الأمم الأوروبية تميّز عن ذاك الذي أدّى إلى ولادة «كأس العالم لكرة القدم»، على الأقلّ بالنسبة للفرنسيين، الذين كانت لهم المساهمة الأساسيّة في إنشاء البطولتين.
فالجهود الفرنسية لإقامة بطولة أوروبية، التي كان رائدها هنري ديلوني، توّجت بمنح حقّ استضافة البطولة الأولى لفرنسا، في حين أنّ جول ريميه، الذي ابتدع فكرة كأس العالم، كان قد انتظر ثماني سنوات منذ انطلاق المونديال كي يشاهد منافساته تجرى في بلده الأمّ.
وكانت قد ساورت الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) مخاوف من ضعف المشاركة في البطولة الأولى، لكنّ التحاق بعض المنتخبات في «الدقيقة» الأخيرة أزال تلك المخاوف، حيث وصل عدد الفرق التي أكّدت مشاركتها في التصفيات التمهيديّة إلى 17 فريقًا، أي نصف عدد الدول الأعضاء في «يويفا» آنذاك. غير أنّ أقوى ثلاثة منتخبات أوروبية، وهي ألمانيا الغربية وإيطاليا وإنجلترا، لم تكن بينها.

100 فرنك للمشاركة

فرض الاتحاد الأوروبي رسمًا على كل فريق مشارك في تصفيات البطولة الأولى لم يصل إلى 100 فرنك سويسري. وعلى سبيل المقارنة، حصل منتخب إسبانيا الفائز ببطولة يورو 2008 على جائزة نقديّة قدرها 30 مليون فرنك سويسري!.
هذا وأجريت القرعة لاختيار اثنين من بين الـ17 فريقًا كي يلعبا مباراة تصفية أولية ينضمّ الفائز فيها إلى سائر المنتخبات لخوض دور الـ16، وهو العدد المطلوب لنظام خروج المغلوب الذي تصل بنهايته أربعة منتخبات إلى النهائيّات. وقد وقعت القرعة على منتخبي جمهورية آيرلندا وتشيكوسلوفاكيا، غير أنّهما لم يلعبا مباراتيهما في التصفية الأولية إلا بعد نحو سبعة أشهر من بدء سائر المنتخبات خوض مبارياتها!
وبذلك، فإنّ أول مباراة في تاريخ بطولة الأمم الأوروبية كانت في الواقع تلك التي جمعت الاتحاد السوفياتي والمجر يوم 28 سبتمبر (أيلول) 1958 في موسكو، والتي فاز فيها الفريق المضيف بنتيجة 3 – 1، وسجّل أناتولي إليين الهدف الأول للسوفيات بعد أربع دقائق من صافرة البداية، فكان أول أهداف البطولة رسميًا.
وبعد 22 شهرًا من التصفيات، تأهّلت منتخبات الاتحاد السوفياتي ويوغوسلافيا وتشيكوسلوفاكيا وفرنسا لخوض النهائيات بين 6 و10 يوليو (تموز) 1960، علما بأن منح حقّ استضافة البطولة لفرنسا جاء بعد انتهاء مباريات التصفيات، التي توجب على فرنسا بالتالي المشاركة فيها كما سائر المنتخبات!
ولم يكن وصول ثلاثة منتخبات من أوروبا الشرقية إلى النهائيّات معزولاً عن أي عوامل سياسيّة. ففي الدور ربع النهائي للتصفيات، رفض منتخب إسبانيا السفر إلى الاتحاد السوفياتي للقاء منتخبها، الفائز على المجر في الدور الأول، بسبب معارضة السوفيات لنظام فرانكو الحاكم في إسبانيا، فتأهّل الاتحاد السوفياتي من دور الـ16 إلى نهائيّات البطولة مباشرة.
ولمّا كانت النهائيّات تقتصر على الدورين نصف النهائي والنهائي فقط، لم تخصّص فرنسا لاستضافة المباريات الأربع سوى ملعبين، وهما بارك دي برانس (حديقة الأمراء) في العاصمة باريس وملعب فيلودروم في مرسيليا.

أولى مباريات النهائيّات

في الثامنة من مساء 6 يوليو 1960، جرت على ملعب بارك دي برانس المباراة الافتتاحية لبطولة كأس الأمم الأوروبية الأولى بين فرنسا ويوغوسلافيا. وإضافة إلى كونها أول مباراة في تاريخ النهائيّات، قدر لهذه المواجهة أن تسجّل أرقامًا عدّة لا يزال معظمها قياسيا حتى اليوم.
افتتحت التسجيل يوغوسلافيا في الدقيقة 11 عبر ميلان غاليتش، وهذا سيبقى الهدف الأسرع في البطولة الأولى. ورغم غياب النجم ريمون كوبا وهدّاف كأس العالم جوست فونتين، جاء ردّ الفريق المضيف سريعًا عبر هدف التعادل الذي سجّله جان فنسان بعد دقيقة فقط من هدف غاليتش. وقبيل انتهاء الشوط الأول، تقدّم الفرنسيّون في النتيجة بتسجيلهم هدفًا ثانيًا عبر فرنسوا أوت.
وتجدر الإشارة إلى أنّ غاليتش البالغ من العمر 22 عامًا وأربعة أشهر، وأوت الذي يكبره بأسبوعين، باتا على التوالي أصغر لاعبين يسجّلان أهدافًا في البطولة الأولى.
أمّا الشوط الثاني من المباراة، فشهد تسجيل الفريقين ستة أهداف في المجموع، وهو رقم قياسي لعدد الأهداف التي يشهدها شوط واحد في تاريخ النهائيّات. كما أنّ العدد الإجمالي لأهداف المباراة، الذي وصل إلى تسعة، لا يزال رقمًا قياسيا للبطولة الأوروبية حتى اليوم.
وكانت حصّة يوغوسلافيا من أهداف الشوط الثاني أربعة، فاستطاعت من خلالها قلب النتيجة والفوز في اللقاء 5 - 4، علما بأن فرنسا بقيت متقدّمة بنتيجة 4 - 2 حتى ربع الساعة الأخير من المباراة!
هذا وقد سجّل أوت هدفًا آخر لفرنسا واليوغوسلافي دراجن ييركوفيتش هدفين لفريقه في الشوط الثاني، فتصدّرا معًا لائحة هدّافي البطولة برصيد هدفين، وهي صدارة سوف تستمرّ حتّى نهاية البطولة بعد انضمام هدّافين آخرين إليها. في المقابل، سجّلت الأهداف الخمسة الأخرى عبر خمسة لاعبين مختلفين، لتبلغ لائحة مسجّلي الأهداف سبعة لاعبين، وهو رقم قياسي ثالث سيبقى صامدًا حتى يومنا هذا.
وكان أحد هؤلاء اللاعبين الخمسة قائد فرنسا في هذه المباراة، ماريان فيشنيسكي، الذي بات بالتالي أول لاعب في النهائيّات يسجّل هدفًا وهو يحمل شارة الكابتن. أمّا فريقه، فبات بطبيعة الحال أول منتخب مضيف يخرج من المنافسة على اللقب.
ويذكر أنّ الحارس الفرنسي جورج لاميا الذي استقبلت شباكه ثلاثة أهداف يوغوسلافيّة في غضون أربع دقائق من الشوط الثاني، استبعد من المباراة التالية في البطولة، وهو في الواقع لم يخض سوى مباراة دولية أخرى بعد نحو سنتين.
تبقى الإشارة إلى أنّ ظهير يوغوسلافيا في المباراة فخر الدين يوسفي كان أصغر لاعب في هذه المباراة وفي البطولة الأولى أيضًا، حيث بلغ عمره 20 عامًا و211 يومًا.

«سمعة» ليف ياشين

المباراة الأخرى للدور نصف النهائي بين الاتحاد السوفياتي وتشيكوسلوفاكيا انطلقت في مرسيليا عند الساعة التاسعة والنصف مساءً، أي حتّى قبل انتهاء المباراة الافتتاحية في باريس.
وفاز الاتحاد السوفياتي في المباراة بنتيجة 3 - 0، ليصبح أول فريق في البطولة يحافظ على نظافة شباكه. وسجّل فالنتين إيفانوف اثنين من الأهداف السوفياتية، فانضمّ إلى أوت وييركوفيتش في صدارة الهدّافين.
وقد أضاع لاعب تشيكوسلوفاكيا يوزيف فويتا ركلة جزاء في الدقيقة 67، بعد دقيقة فقط من تسجيل الهدف السوفياتي الثالث. وهذه كانت أول ركلة جزاء تحتسب في النهائيات على الإطلاق، والأولى التي تهدر بطبيعة الحال، علما بأن إهدارها يعزى بشكل أساسي إلى سمعة الحارس السوفياتي الأسطوري ليف ياشين في صدّ ركلات الجزاء، حيث أطاح فويتا بالكرة إلى يسار المرمى.
خاض الفريق المضيف مباراة المركز الثالث بمعنويات محبطة بعد خسارته الدراماتيكية في نصف النهائي، ومنح الحارس جان تياندييه والمدافع روبير سياتكا مباراتهما الدولية الأولى. واصطدمت جهود الفرنسيين للتعويض عن ضياع لقب البطولة من خلال إحراز ميداليّة برونزيّة بفريق تشيكي قوي استطاع أن يسجّل هدفين في شوط المباراة الثاني ويحرز البرونزيّة الأولى للبطولة الأوروبية في تاريخ النهائيّات.
وقد سجّل الهدف الثاني للتشيك لاديسلاف بافلوفيتش، البالغ من العمر 34 عامًا و93 يومًا، فبات بذلك أكبر لاعب يسجّل هدفًا في النهائيّات، وهو لقب سوف يستمرّ في حمله طيلة 24 عامًا.
تبقى الإشارة إلى أنّ القائد الأساسي لمنتخب فرنسا روبير جونكيه، الذي لم يلعب المباراة الافتتاحيّة، عاد لقيادة فريقه في المباراة ضدّ تشيكوسلوفاكيا، لكنّها كانت مباراته الدولية الأخيرة، وكذلك الأمر بالنسبة لستة من زملائه في الفريق وسبعة من لاعبي تشيكوسلوفاكيا أيضًا.

السوفيات أبطالاً

بعد أربع سنوات على استضافته أول مباراة نهائيّة لكأس الأندية الأوروبية البطلة بين فريقي ريال مدريد ورانس، كان ملعب «بارك دي برانس» مسرحًا لأول مباراة نهائيّة في بطولة كأس الأمم الأوروبية أيضًا.
والمباراة بين الاتحاد السوفياتي ويوغوسلافيا كانت الأولى، ولكن الأخيرة كذلك، التي تجمع فريقين من أوروبا الشرقية في نهائي البطولة القاريّة. وقد أدار المباراة الحكم الإنجليزي آرثر إليس، وهو نفسه الذي قاد مباراة ريال مدريد ورانس على الملعب نفسه في العام 1956!
وكما فعل في المباراة الافتتاحية للبطولة، استهلّ غاليتش التسجيل ليوغوسلافيا قبل نهاية الشوط الأول بدقيقتين. غير أنّ مهاجم الاتحاد السوفياتي سلافا ميتريفيلي عادل النتيجة بعد أربع دقائق من بداية الشوط الثاني، لتستمرّ النتيجة على حالها حتى صافرة النهاية وخصوصًا مع تألّق الحارس السوفياتي ياشين. وبذلك، بات نهائي البطولة الأولى أيضًا أول نهائي يشهد شوطين إضافيين.
وإذ بدأ التعب ينال من لاعبي يوغوسلافيا في الوقت الإضافي، سجّل النجم الآخر في خط الهجوم السوفياتي، فيكتور بونيديلنك، هدفًا ثانيًا برأسه في الدقيقة 113 حسم به النتيجة وأهدى اللقب الأول والوحيد لمنتخب بلاده.
تجدر الإشارة إلى أنّ بونيديلنك كان أول لاعب يستدعى إلى المنتخب الوطني للاتحاد السوفياتي وهو يلعب لفريق في الدرجة الثانية... لكنّه سرعان ما أثبت جدارته، وذلك عندما استطاع تسجيل «هاتريك» في مرمى بولندا قبل نحو شهرين من انطلاق كأس الأمم الأوروبية، وهي كانت مباراته الدولية الأولى وانتهت لصالح فريقه بنتيجة 7 - 1.
الاتحاد السوفياتي كان قد أحرز الميدالية الذهبية لكرة القدم في آخر أولمبياد قبل البطولة، وهو الذي استضافته مدينة ملبورن الأسترالية عام 1956.. فبات ولا يزال الفريق الوحيد الذي فاز بكأس الأمم الأوروبية وهو يحمل اللقب الأولمبي، علما بأن فوزه في نهائي المسابقة الكروية في ملبورن كان على يوغوسلافيا أيضًا، وبهدف وحيد سجّله أناتولي إليين، صاحب أول هدف في تصفيات البطولة الأوروبية نفسه!
غير أنّ يوغوسلافيا سوف تنال تعويضًا سريعًا عن خسارتيها أمام السوفيات، وذلك عبر فوزها بعد شهرين تمامًا بذهبية كرة القدم لأولمبياد روما 1960، حيث هزمت في المباراة النهائيّة الدنمارك بنتيجة 3 – 1، وجاء هدفها الأول في أقلّ من دقيقة على صفرة البداية عن طريق غاليتش أيضًا!
وبالعودة إلى نهائي البطولة الأوروبية، الذي انطلق في التاسعة والنصف من مساء الأحد 10 يوليو، فقد انضمّ كل من غاليتش وبونيديلنك، الذي كان قد سجّل كذلك هدفًا في مباراة فريقه الأولى ضدّ تشيكوسلوفاكيا، إلى صدارة هدّافي البطولة بالمشاركة مع أوت وإيفانوف وييركوفيتش، ولكل منهم هدفان.
وللصدفة، جاء هدف بونيديلنك (ومعنى اسمه بالروسيّة «الاثنين») في الشوط الإضافي الأول من المباراة النهائيّة بينما كان التوقيت في موسكو يشير إلى الساعة الأولى من فجر يوم «الاثنين»!
الحصيلة النهائية لأهداف البطولة الأولى بلغت 17 هدفًا في أربع مباريات، بمعدّل 4.25 هدف في المباراة، وسيبقى المجموع والمعدّل قياسيين حتى البطولة الرابعة بعد 12 عامًا.
تبقى الإشارة إلى مفارقة أخرى على الصعيد «التهديفي»، وهي أنّ إيفانوف وييركوفيتش اللذين تشاركا صدارة الهدّافين مع ثلاثة لاعبين آخرين في البطولة الأولى، سيتصدّران لائحة الهدّافين في بطولة كأس العالم التالية في التشيلي بعد سنتين أيضًا، ولكنّ ذلك سيكون بمشاركة أربعة لاعبين آخرين!

صدارة هدّافي بطولة 1960

ميلان غاليتش يوغوسلافيا هدفان
فرنسوا أوت فرنسا هدفان
فالنتين إيفانوف الاتحاد السوفياتي هدفان
دراجن ييركوفيتش يوغوسلافيا هدفان
فيكتور بونيديلنك الاتحاد السوفياتي هدفان

المباريات التي شهدت أكبر مجموع من الأهداف في تاريخ النهائيّات

9 أهداف فرنسا – يوغوسلافيا (4 - 5) 1960
7 أهداف هولندا – يوغوسلافيا (6 - 1) 2000
7 أهداف يوغوسلافيا – إسبانيا (3 - 4) 2000



انطلاقة عربية واثقة في كأس الأمم الأفريقية بالمغرب

صورة من حفل افتتاح كأس الأمم الأفريقية بالمغرب 21 ديسمبر 2025 (أ.ف.ب)
صورة من حفل افتتاح كأس الأمم الأفريقية بالمغرب 21 ديسمبر 2025 (أ.ف.ب)
TT

انطلاقة عربية واثقة في كأس الأمم الأفريقية بالمغرب

صورة من حفل افتتاح كأس الأمم الأفريقية بالمغرب 21 ديسمبر 2025 (أ.ف.ب)
صورة من حفل افتتاح كأس الأمم الأفريقية بالمغرب 21 ديسمبر 2025 (أ.ف.ب)

نجحت المنتخبات العربية في اجتياز اختبار البداية خلال مباريات الجولة الأولى من دور المجموعات في بطولة كأس الأمم الأفريقية المقامة حالياً في المغرب، مؤكدة منذ الظهور الأول أنها تدخل المنافسة بعقلية واضحة وطموح يتجاوز حسابات العبور إلى أدوار متقدمة.

وجاءت هذه الانطلاقة مدعومة بأداء منضبط، وحسم في اللحظات المفصلية، وهما عنصران غالباً ما يصنعان الفارق في البطولات القارية.

أسود الأطلس

في المباراة الافتتاحية للبطولة وأولى مباريات المجموعة، تجاوز المنتخب المغربي نظيره منتخب جزر القمر بنتيجة هدفين دون مقابل، في لقاء اتسم بالصبر التكتيكي، قبل أن يحسمه أصحاب الأرض في الشوط الثاني.

وبعد شوط أول طغى عليه الحذر والتنظيم الدفاعي للمنافس، انتظر «أسود الأطلس» حتى الدقيقة 55 لافتتاح التسجيل عبر إبراهيم دياز، الذي أنهى هجمة منظمة بلمسة فنية عكست الفارق في الجودة.

المنتخب المغربي (أسوشيتد برس)

ومع تقدُّم الدقائق وازدياد المساحات، عزَّز المغرب تفوقه بهدف ثانٍ حمل توقيع أيوب الكعبي في الدقيقة 74، بعدما ترجم سيطرة المنتخب إلى هدف من مقصّية أكَّد به أفضلية الأرض والجمهور.

الفوز جاء هادئاً ومدروساً، ومنح المنتخب المغربي انطلاقة تعكس نضجاً في التعامل مع ضغط الافتتاح ومتطلبات البطولة الطويلة.

الفراعنة

وفي أول ظهور لها ضمن المجموعة، حققت مصر فوزاً ثميناً على منتخب زيمبابوي بنتيجة 2 – 1، في مباراة عكست طبيعة اللقاءات الافتتاحية من حيث الندية والتعقيد. وبعد شوط أول متوازن، نجح المنتخب المصري في كسر التعادل عند الدقيقة 64 عبر عمر مرموش، الذي استثمر إحدى الفرص ليمنح «الفراعنة» التقدُّم.

المنتخب المصري (أسوشيتد برس)

ورغم محاولات زيمبابوي العودة في اللقاء، فإن المنتخب المصري حافظ على توازنه حتى جاءت الدقيقة 91، حيث حسم محمد صلاح المواجهة بهدف ثانٍ وضع به بصمته المعتادة في اللحظات الحاسمة، مؤكداً أن الخبرة والهدوء يبقيان سلاح مصر الأبرز في البطولات القارية.

نسور قرطاج

أما تونس، فقد قدّمت واحدة من أقوى البدايات العربية، بعدما تفوقت على منتخب أوغندا بنتيجة 3 – 1 في أولى مباريات المجموعة. وافتتح «نسور قرطاج» التسجيل مبكراً عند الدقيقة 10، عبر إلياس السخيري، في هدف منح المنتخب أفضلية نفسية وسهّل مهمته في السيطرة على مجريات اللقاء.

المنتخب التونسي (رويترز)

وتواصل التفوق التونسي مع تألق لافت لإلياس العاشوري، الذي سجل هدفين متتاليين في الدقيقتين 40 و64، مؤكداً الفاعلية الهجومية والقدرة على تنويع الحلول. ورغم تلقي هدف، فإن الصورة العامة عكست منتخباً يعرف كيف يبدأ البطولات بقوة، ويملك شخصية واضحة داخل الملعب.

ثعالب الصحراء

أكد منتخب الجزائر تفوقه في أولى مبارياته ضمن دور المجموعات، بعدما تغلّب على منتخب السودان بنتيجة 3 – 0، في لقاء جمع بين الحسم والواقعية، وبرز فيه القائد رياض محرز كأحد أبرز مفاتيح اللعب.

وجاءت بداية المباراة سريعة؛ إذ لم ينتظر المنتخب الجزائري سوى الدقيقة الثانية لافتتاح التسجيل عبر محرز، مستثمراً تركيزاً عالياً مع صافرة البداية.

ورغم الهدف المبكر، أظهر السودان تنظيماً جيداً وقدرة على استيعاب الضغط، ونجح في مجاراة الإيقاع خلال فترات من اللقاء، قبل أن تتأثر مجريات المباراة بحالة طرد اللاعب السوداني صلاح عادل، التي فرضت واقعاً جديداً على المواجهة.

منتخب الجزائر (أسوشيتد برس)

ومع بداية الشوط الثاني، واصل المنتخب الجزائري ضغطه، ليعود محرز ويُعزّز التقدم بهدف ثانٍ في الدقيقة 61، مؤكّداً حضوره القيادي وتأثيره في المواعيد الكبرى. ورغم النقص العددي، واصل المنتخب السوداني اللعب بروح تنافسية عالية، محافظاً على انضباطه ومحاولاً الحد من المساحات.

وفي الدقيقة 85، تُوّج التفوق الجزائري بهدف ثالث حمل توقيع إبراهيم مازة، الذي استثمر إحدى الهجمات ليضع بصمته ويختتم ثلاثية ثعالب الصحراء، في هدف عكس عمق الخيارات وتنوع الحلول داخل المنتخب الجزائري.

صقور الجديان

في المقابل، ورغم النقص العددي، أظهر المنتخب السوداني روحاً تنافسية عالية، وأكد أن الفارق في النتيجة لا يعكس بالضرورة الفارق في الأداء أو الالتزام داخل الملعب.

منتخب السودان (أسوشيتد برس)

ورغم أفضلية النتيجة للجزائر، فإن الأداء السوداني ترك انطباعاً إيجابياً، وأكد أن المباراة الافتتاحية للمجموعة لم تكن من طرف واحد، بل حملت مؤشرات على منتخب قادر على إزعاج منافسيه إذا واصل اللعب بالروح نفسها في الجولات المقبلة.

ومع هذه الانطلاقة الإيجابية، يفرض الحضور العربي نفسه كأحد أبرز ملامح النسخة المغربية من كأس الأمم الأفريقية، في ظل نتائج مشجعة وأداء يعكس ارتفاع سقف الطموحات، ما يمنح البطولة زخماً إضافياً ويؤكد أن المنافسة هذا العام ستكون أكثر تقارباً وثراءً.


بالمر وفوفانا يدعمان صفوف تشيلسي

كول بالمر جاهز للمشاركة مع تشيلسي (أ.ب)
كول بالمر جاهز للمشاركة مع تشيلسي (أ.ب)
TT

بالمر وفوفانا يدعمان صفوف تشيلسي

كول بالمر جاهز للمشاركة مع تشيلسي (أ.ب)
كول بالمر جاهز للمشاركة مع تشيلسي (أ.ب)

قال إنزو ماريسكا، مدرب تشيلسي، إن كول بالمر وويسلي فوفانا سيكونان متاحين للمشاركة مع الفريق عندما يستضيف إيفرتون، السبت، في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم، لكن ليام ديلاب سيغيب لفترة تتراوح بين أسبوعين وأربعة أسابيع بسبب إصابة في الكتف.

ويسعى تشيلسي، الذي يبحث عن فوزه الأول في الدوري منذ مباراته خارج ملعبه أمام بيرنلي، للتعافي من خسارته، منتصف الأسبوع، في دوري أبطال أوروبا أمام أتلانتا، إذ اضطر قلب الدفاع فوفانا إلى الخروج بسبب إصابة في العين.

واستُبعد لاعب خط الوسط الهجومي بالمر، الذي عاد مؤخراً من غياب دام لستة أسابيع بسبب مشكلات في الفخذ وكسر في إصبع القدم، من رحلة أتلانتا كجزء من عملية التعافي.

وقال ماريسكا الجمعة: «(بالمر) بخير. حالته أفضل. وهو متاح حالياً... أنهى أمس الجلسة التدريبية بشعور متباين، لكن بشكل عام هو على ما يرام. ويسلي بخير. أنهى الحصة التدريبية أمس».

وقال ماريسكا إن المهاجم ديلاب، الذي أصيب في كتفه خلال التعادل السلبي أمام بورنموث، يوم السبت الماضي، يحتاج إلى مزيد من الوقت للتعافي.

وأضاف: «قد يستغرق الأمر أسبوعين أو ثلاثة أو أربعة أسابيع. لا نعرف بالضبط عدد الأيام التي يحتاجها».

ويكافح تشيلسي، الذي لم يحقق أي فوز في آخر أربع مباريات، لاستعادة مستواه السابق هذا الموسم، حين فاز في تسع من أصل 11 مباراة في جميع المسابقات بين أواخر سبتمبر (أيلول) ونوفمبر (تشرين الثاني)، بما في ذلك الفوز 3-صفر على برشلونة.


لقب «فيفا للسلام» «يحرك» ترمب... ورقصته الشهيرة تعود بعد قرعة كأس العالم

الرئيس دونالد ترمب يرقص رقصته الشهيرة خلال قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 في مركز كينيدي في واشنطن (أ.ب)
الرئيس دونالد ترمب يرقص رقصته الشهيرة خلال قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 في مركز كينيدي في واشنطن (أ.ب)
TT

لقب «فيفا للسلام» «يحرك» ترمب... ورقصته الشهيرة تعود بعد قرعة كأس العالم

الرئيس دونالد ترمب يرقص رقصته الشهيرة خلال قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 في مركز كينيدي في واشنطن (أ.ب)
الرئيس دونالد ترمب يرقص رقصته الشهيرة خلال قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 في مركز كينيدي في واشنطن (أ.ب)

لفت الرئيس الأميركي دونالد ترمب الأنظار بعد انتهاء مراسم قرعة كأس العالم 2026، بعدما ظهر وهو يؤدي رقصته الشهيرة احتفالاً أمام الحضور، في مشهد تناقلته وسائل الإعلام ومنصّات التواصل الاجتماعي على نطاق واسع.

وجاءت رقصة ترمب تزامناً مع إعلان منحه لقب «فيفا للسلام»، الذي وصفه بأنه «أول تكريم من هذا النوع يحصل عليه»، معبّراً عن «سعادته الكبيرة» بهذا التقدير.

وقدّم رئيس الفيفا، جياني إنفانتينو، إلى ترمب ميدالية تمثل أول تكريم من هذا النوع، مع جائزة ذهبية تحمل شعار «كرة القدم توحّد العالم»، في خطوة وصفها الفيفا بأنها تكريم «لمن يوحّد الشعوب وينشر الأمل للأجيال المقبلة».

وقال إن الجائزة «تمثل بالنسبة إليه إشارة إيجابية إلى دور الرياضة في تخفيف التوترات وتعزيز التقارب بين الشعوب».

واستمر ترمب في تبادل التحيات مع الحاضرين قبل مغادرته القاعة.

اشتهر ترمب بأداء رقصة قصيرة على أنغام أغنية YMCA (أ.ب)

وليست هذه المرة الأولى التي يلفت فيها دونالد ترمب الأنظار بحركات راقصة في المناسبات العامة. فمنذ حملته الانتخابية عام 2016 ثم 2020، اشتهر ترمب بأداء رقصة قصيرة على أنغام أغنية YMCA خلال تجمعاته الانتخابية، حيث كان يهزّ كتفيه ويرفع قبضتيه بطريقة أصبحت مادة دائمة للتقليد، وأحياناً السخرية، على وسائل التواصل الاجتماعي.

وتحوّلت رقصاته إلى ما يشبه «علامة مسجّلة» في مهرجاناته الجماهيرية، إذ كان يلجأ إليها لتحفيز الحشود أو لإضفاء طابع شخصي على الفعاليات السياسية. وتكررت المشاهد ذاتها في عدد كبير من الولايات الأميركية، وكان الجمهور ينتظرها في نهاية كل خطاب تقريباً.