عباس يرفض عقد أي لقاءات ثنائية مع نتنياهو

الحمدالله: إسرائيل تشتت المبادرة الفرنسية.. وفالس: الاجتماع الوزاري في موعده

رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس (يسار) يصافح رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمدالله خلال استقباله له في رام الله أول من أمس (أ.ب)
رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس (يسار) يصافح رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمدالله خلال استقباله له في رام الله أول من أمس (أ.ب)
TT

عباس يرفض عقد أي لقاءات ثنائية مع نتنياهو

رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس (يسار) يصافح رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمدالله خلال استقباله له في رام الله أول من أمس (أ.ب)
رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس (يسار) يصافح رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمدالله خلال استقباله له في رام الله أول من أمس (أ.ب)

قال رئيس الوزراء الفلسطيني، رامي الحمدالله، إن دعوة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لعقد مفاوضات مباشرة بينه وبين الرئيس محمود عباس، في قصر الإليزيه، في فرنسا، تأتي بديلا عن المبادرة الفرنسية، متهما نتنياهو بمحاولة تشتيت المبادرة الفرنسية. وجاء حديث الحمدالله فيما صرح مسؤول فلسطيني آخر، برفض أي لقاءات ثنائية في مصر أيضا. وكان المسؤول الفلسطيني يرد على تقارير تتحدث عن ترتيبات لعقد لقاء ثلاثي بين نتنياهو وعباس والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
وقال الحمدالله في مؤتمر صحافي في رام الله، مع رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس: «إننا نثمن الجهود الكبيرة التي تضعها فرنسا لإنجاح عقد مؤتمر دولي للسلام، ولوضع القضية الفلسطينية في مكانها الصحيح، في المحافل الدولية، وبين دول العالم، لتتحمل جميعها مسؤولياتها القانونية والأخلاقية والتاريخية في إنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وتجسيد سيادتنا الوطنية على كامل الأرض المحتلة منذ عام 1967. في دولة فلسطين المستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية». لكن «نتنياهو يريد إبعاد فكرة المؤتمر الفرنسي والمبادرة الفرنسية التي نقيّمها وندعمها بشكل إيجابي».
وأضاف الحمد الله: «نحن من جانبنا، عبّرنا مرارًا عن التزامنا الكامل والمطلق بقرارات الشرعية الدولية وبالاتفاقيات الموقعة، وأكدنا أننا طلاّب الحرية، التواقون إلى السلام والعيش بحرية وكرامة على أرض وطننا. ونشكركم على وقوفكم إلى جانب تطلعات شعبنا المشروعة في الحرية والاستقلال والخلاص من الاحتلال الإسرائيلي، وتصويتكم لصالح قضيتنا العادلة في المحافل الدولية كافة».
وطالب الحمدالله العالم، باتخاذ إجراءات ملموسة من أجل إنقاذ وإعمال حل الدولتين، الذي بدأ يتلاشى. مضيفا: «الاستيطان يقضي على حل الدولتين الذي علينا أن نعرف أنه بدأ يتلاشى، وإذا لم تقم الأسرة الدولية بإنقاذ حل الدولتين، فسننتهي إلى دولة واحدة ذات نظامين، وهذا يذكرنا بنظام الفصل العنصري السابق في جنوب أفريقيا».
وأوضح الحمدالله، أن «هناك الآن 650 ألف مستوطن (في الأراضي الفلسطينية) وهذا بشكل صارخ ينتهك القانون الدولي ومبادئ حقوق الإنسان».
وقال: «الحكومة الإسرائيلية تجنح نحو مزيد من التطرف والعنصرية، ويبث قادتها الحقد والكراهية ضد شعبنا، وتتوسع في استيطانها، وتصادر مزيدا من الأرض الفلسطينية».
ويضاف رفض الحمدالله دعوة نتنياهو، إلى الرفض السابق للفلسطينيين، وتجنبهم إضاعة مزيد من الوقت والجهد.
وقالت وزراة الخارجية الفلسطينية، إن دعوة نتنياهو للقاء عباس، هي «محاولة للاختباء وراء ساتر من الدخان، لتجميل رفضه المبادرة الفرنسية والجهود الدولية الهادفة إلى إحياء عملية سلام ومفاوضات ذات معنى، بواسطة اقتراحه القديم الجديد بإدارة مفاوضات مباشرة بعيدًا عن أي متابعة دولية».
وأضافت: «أثبتت التجربة الفلسطينية وعبر أكثر من عشرين عامًا من المفاوضات، ضرورة المشاركة الدولية في عملية السلام، بما يضمن الالتزام بمرجعيات السلام الدولية، ومسارات جدية وناجحة للمفاوضات في إطار زمني محدد».
ويركز الفلسطينيون على نجاح فرنسا في عقد مؤتمرها الدولي، ويأملون في أن يفرز لجنة قادرة على إنهاء الصراع. ويفترض أن تعقد فرنسا في الثالث من الشهر المقبل الاجتماع الوزاري في باريس من أجل التحضير لمؤتمر السلام.
وقال فالس في رام الله إن «فرنسا حساسة جدا لدعم الفلسطينيين للمبادرة الفرنسية، لأن السلام ضروري لأمن واستقرار المنطقة»، وأنه يوافق الحديث عن أن التوسع الاستيطاني يضعف كل يوم وجهة النظر الداعية إلى إقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة.
وأضاف فالس: «كل ما سمعته يؤكد ضرورة أن نعمل كل ما بوسعنا لإعادة إطلاق عملية السلام». وتابع: «أكدنا تصميمنا الكامل لحل الصراع» الفلسطيني الإسرائيلي.
وأكد فالس أن المؤتمر التحضيري الذي يسبق إطلاق المبادرة الفرنسية، سيعقد في الثالث من يونيو (حزيران)، وستحضره الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وعدد من الدول العربية وسيعقد دون الفلسطينيين والإسرائيليين.
وقال: «نعتقد أن السلام لا بد منه للأمن والاستقرار في المنطقة. ولأننا نعرف، نحن الفرنسيين والأوروبيين، أن أمننا واستقرارنا يتوقف على السلام في المنطقة، والسلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين».
وقال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير أحمد مجدلاني، إن الرئيس الفلسطيني يرفض اللقاءات الثنائية، واتهم نتنياهو بمحاولة استغلال المبادرة المصرية من أجل المساعدة في صنع السلام، لتخريب المبادرة الفرنسية.
وكان مجدلاني يرد على تقارير حول عقد لقاء ثلاثي محتمل في مصر بين نتنياهو وعباس والسيسي.
وأشارت تقارير إسرائيلية، أمس، إلى أن مبادرة سياسية برئاسة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بدأت تتبلور خلف الكواليس في مصر، وتهدف إلى إعادة إحياء المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية، وتسعى إلى عقد قمة سلام ثلاثية في القاهرة، بمشاركة عباس ورئيس الحكومة الإسرائيلي بوساطة الرئيس المصري.
وذهبت بعض وسائل الإعلام إلى القول إن وفدا إسرائيليا رفيع المستوى، وصل فعلا إلى مصر بهدف ترتيب مثل هذا اللقاء.



اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

تصدرت اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، الإحاطة الشهرية للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، الأربعاء، مع تأكيد المبعوث أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام أمر ليس مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وقال المبعوث الأممي إنه من الضروري أن تقتنص الأطراف المعنية، والمنطقة، والمجتمع الدولي «اللحظات المحورية»، وألا تفوّت الفرصة لتحويلها إلى خطوات واضحة نحو تحقيق السلام المنشود في اليمن.

آثار مسيرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في تل أبيب (أ.ف.ب)

ومع انهيار الاقتصاد وتدهور مستويات المعيشة، رأى غروندبرغ أنه لا يوجد أي مبرر لهذه المعاناة، وأن إنهاء الحرب في اليمن هو خيار حقيقي ومتاح، ويبقى ضمن متناول الأطراف، داعياً جميع الأطراف للانخراط بجدية مع الجهود التي يقودها لتنفيذ خريطة الطريق، والتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار، وتنفيذ تدابير اقتصادية، تشمل دفع الرواتب بشكل مستدام، والتمهيد لعملية سياسية شاملة.

وحضّ غروندبرغ على اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتقديم التنازلات، والتركيز الصادق على اليمن، باعتبار ذلك أمراً ضرورياً «إذا كانت الأطراف تسعى لتخفيف معاناة اليمنيين وإعادة الأمل في مستقبل يسوده السلام».

اعتقالات تعسفية

أشار المبعوث الأممي إلى اليمن في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

وقال، رغم الإفراج عن 3 محتجزين، إن عشرات آخرين، بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

الحوثيون انخرطوا في ما يمسى محور المقاومة بقيادة إيران (إ.ب.أ)

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية، وتسبب معاناة عميقة لأسرهم التي تعيش في حالة مستمرة من القلق والخوف على سلامة أحبائهم»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

وأوضح غروندبرغ أن مكتبه ملتزم بشكل كبير بإطلاق سراح جميع المحتجزين على خلفية النزاع في اليمن، وقال إن هناك من قضى 10 سنوات رهن الاعتقال، داعياً الجميع إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق استوكهولم، ومواصلة العمل بروح من التعاون الصادق للوفاء بهذا الملف الإنساني البالغ الأهمية، وأن تسترشد المفاوضات بالمبدأ المتفق عليه، وهو «الكل مقابل الكل».

عواقب وخيمة

وفي ما يخص الوضع الاقتصادي في اليمن، قال المبعوث الأممي إن الأزمة تتفاقم مجدداً، مع التنبيه إلى «العواقب الوخيمة» التي تترتب على الانكماش الاقتصادي، وتجزئته، واستخدامه كأداة في الصراع.

وأكد غروندبرغ أن الفشل في دفع رواتب ومعاشات القطاع العام أدّى إلى زيادة الفقر بشكل واسع، بينما أسهم التضخم المتزايد في جعل كثير من الأسر عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك الغذاء.

تدهور الاقتصاد وانقطاع الرواتب في اليمن تسببا في جوع ملايين السكان (أ.ف.ب)

وفي شأن مساعيه، أفاد المبعوث الأممي بأن مكتبه من خلال زيارات صنعاء وعدن أوضح مفترق الطرق الحاسم الذي تواجهه الأطراف، وهو إما الاستمرار في «المسار الكارثي من النزاع غير المحسوم وتسليح الاقتصاد الذي سيؤدي بلا شك إلى خسارة الجميع، أو التعاون لحلّ القضايا الاقتصادية لتمهيد الطريق نحو النمو وتحقيق مكاسب السلام الممكنة».

وأشار إلى أن العمل جارٍ على استكشاف حلول عملية وملموسة تهدف إلى استعادة الاستقرار وتعزيز الحوار بشأن الاقتصاد اليمني، بما يشمل دفع الرواتب واستئناف صادرات النفط والغاز، بما يخدم مصلحة الشعب اليمني وترجمة الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف في يوليو (تموز) الماضي إلى خطوات ملموسة تعود بالفائدة على جميع اليمنيين.

التصعيد العسكري

في شأن التصعيد العسكري، قال غروندبرغ إن انعدام الأمن في البحر الأحمر لا يزال يتفاقم نتيجة أعمال الحوثيين، إلى جانب الهجمات على إسرائيل، والغارات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رداً على تلك التطورات.

وأشار إلى أن هذه الأحداث التي استمرت طوال العام، قلّصت الحيز المتاح لجهود الوساطة التي يقودها. وحضّ جميع الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات جادة لتهيئة بيئة مناسبة، تمهد الطريق لحل النزاع في اليمن، وحذّر من أن الفشل في تحقيق ذلك لن يؤدي إلا إلى تعزيز دعوات العودة إلى الحرب.

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)

وأوضح أن الأوضاع الهشّة في اليمن لا تزال مستمرة على عدة جبهات، مع تصاعد الاشتباكات بشكل متكرر في مناطق، مثل الضالع، الحديدة، لحج، مأرب، صعدة، شبوة، تعز. ما يؤدي مراراً إلى خسائر مأساوية في الأرواح.

وتصاعدت الأعمال العدائية في المناطق الشرقية من تعز - وفق المبعوث الأممي - مع ورود تقارير عن وقوع انفجارات وقصف بالقرب من الأحياء السكنية.

وفي الأسبوع الماضي فقط، أورد المبعوث في إحاطته أن طائرة من دون طيار استهدفت سوقاً مزدحمة في مقبنة بمحافظة تعز، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين بجروح خطرة.

ودعا غروندبرغ أطراف النزاع اليمني إلى التقيد الجاد بالتزاماتهم، بموجب القانون الإنساني الدولي، لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقال إن هذه الحوادث تسلط الضوء على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ولدعم جهود التهدئة، أفاد المبعوث بأن مكتبه يتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من الطرفين، لتسهيل الحوار حول الديناميكيات الحالية، واستكشاف سبل تعزيز بناء الثقة.