انهمر المدرب الإسباني جوزيب غوارديولا في البكاء خلال احتفالات فريقه بايرن ميونيخ بالتتويج بلقب كأس ألمانيا لكرة القدم للمرة الثامنة عشرة في تاريخه، عقب فوزه 4 / 3 بركلات الترجيح على غريمه التقليدي بروسيا دورتموند في نهائي المسابقة بالملعب الأولمبي بالعاصمة برلين.
وأعرب غوارديولا، الذي خاض مباراته الأخيرة مع بايرن قبل رحيله لتدريب مانشستر سيتي الإنجليزي في الموسم المقبل، عن أمله في أن يحتفظ الفريق بنجاحه خلال العشر أو العشرين عامًا القادمة، مشيرًا إلى أنه يشعر بالسعادة البالغة لتركه ذكرى طيبة لدى جماهير بايرن في ظهوره الأخير مع الفريق البافاري.
وسجل دوغلاس كوستا هدف الفوز الحاسم لبايرن خلال ضربات الجزاء الترجيحية، ليفوز غوارديولا بخامس لقب محلي من أصل ستة ألقاب كانت متاحة خلال ثلاث سنوات قضاها مع النادي البافاري.
وقال غوارديولا لمحطة (إيه آر دي) التلفزيونية الألمانية: «أتمنى مزيدًا من النجاح لبايرن خلال 10 أو 20 عاما قادمة، أشعر بسعادة بالغة لاختتام مسيرتي مع الفريق بهذه الطريقة».
وأكد بايرن بهذا الانتصار أنه الفريق الأقوى حاليا في كرة القدم الألمانية بعدما توج بالثنائية المحلية (الدوري والكأس) هذا الموسم للمرة الحادية عشرة في تاريخه، ليستعيد بعضا من كبريائه عقب إخفاقه في التتويج بلقب دوري أبطال أوروبا. وكرر غوارديولا الإنجاز الذي حققه في موسمه الأول مع الفريق حينما توج بالثنائية عام 2014.
وأضاف غوارديولا: «منذ اليوم الأول كان يجب علي الفوز.. ثم الفوز.. ثم الفوز.. ساندني كثير من الأشخاص الرائعين. أشعر بالرضا لرحيلي بعد هذه المباراة».
في المقابل، بدت مشاعر ماتس هوميلس قائد دورتموند المنتقل إلى بايرن في الموسم المقبل متباينة بعدما لعب لقاءه الأخير مع الفريق الأصفر قبل انضمامه لمنافسه اللدود.
وقال هوميلس، الذي اضطر لمغادرة الملعب في الدقيقة 78 بسبب الإصابة: «لعبنا وكافحنا بشكل جيد طوال المباراة. بالتأكيد هناك مرارة من أن تقترب في كل مرة وتفشل. قدمنا مباراة جيدة ونشعر بخيبة أمل. بالنسبة لي وقتي مع دورتموند لا ينسى وسأفتقد الجميع».
وسيتولى المدرب الإيطالي المحنك كارلو أنشيلوتي منصب المدير الفني لبايرن خلفًا لغوارديولا، لكنها بكل تأكيد ستكون مهمة صعبة، حيث سيكون مطالبًا بتحقيق ما عجز عنه سلفه الإسباني وهو الفوز بلقب دوري أبطال أوروبا.
وكان الفشل في التتويج بلقب دوري الأبطال خلال ثلاثة مواسم في اليانز أرينا، تنتقص من المسيرة المثالية لغوارديولا.
وكتب المحلل الكروي الألماني رافاييل هونيجستين: «بالنسبة للجماهير، فإن الانتصارات والأداء الراقي لبايرن ميونيخ تحت قيادة مدربهم الرائع لم تكن كافية». وأضاف: «ما تريده الجماهير شيء لم يستطع وربما لن يستطيع غوارديولا تحقيقه، بعض المظاهر العاطفية، القدرة على التواصل، والاهتمام بالمشجعين في المدرجات».
غوارديولا الذي نضج وتطور في مدرسة يوهان كرويف وبرشلونة، غالبًا كان يظهر بصورة البروفسير المنعزل في بايرن ميونيخ.
وأغدق توماس توشيل المدير الفني لدورتموند، الثناء على غوارديولا، مشيرًا إلى أن بايرن ميونيخ سيستغرق بعض الوقت حتى يدرك بشكل كامل المجهود الذي قام به المدرب الإسباني.
وقال توشيل: «جوزيب كان له تأثير قوي جدًا على النواحي الفنية لبايرن، ربما الناس ستشعر بالقيمة الحقيقية لما قام به عندما يرحل».
ولكن أنشيلوتي بدوره يمتلك مسيرة ساحرة في عالم التدريب، حيث فاز بالألقاب في إنجلترا وفرنسا وإيطاليا وتوج بثلاثة ألقاب في دوري أبطال أوروبا مقابل لقبين فقط لغوارديولا في البطولة الأوروبية.
ويبدو أن أنشيلوتي يحظى بدعم مجلس إدارة بايرن ميونيخ، حيث تم تلبية طلباته على الفور بالتعاقد مع ماتس هوميلس من دورتموند وريناتو سانشيز من بنفيكا مقابل عشرات الملايين من الدولارات.
التقارير التي تتحدث عن اقتراب ماريو غوتزه ومهدي بنعطية من الرحيل تظهر أن أنشيلوتي لا يخشى من اتخاذ القرارات القاسية في الاستغناء عن بعض اللاعبين الذين قد يكونون زيادة عن حاجة الفريق.
وفي الوقت الذي انتقل فيه غوارديولا لتدريب مانشستر سيتي صاحب المركز الرابع في الدوري الإنجليزي فإن أنشيلوتي سيتولى تدريب فريق يعد قطبًا من أقطاب كرة القدم في العالم.
غوارديولا يودع بايرن ميونيخ بالبكاء
قاد الفريق للفوز بالكأس ليحصد 5 ألقاب في 3 مواسم
غوارديولا يودع بايرن ميونيخ بالبكاء
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة