لا يزال الغموض يسيطر على أسباب سقوط طائرة مصر للطيران دون أي تفسير رسمي لسبب تحطم الطائرة، فيما رجح مسؤولو البنتاغون وخبراء مكافحة الإرهاب الأميركيون وجود هجوم إرهابي وراء إسقاط الطائرة.
وقال مايكل موريل المدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية: «هناك سلسلة متعددة من التحقيقات التي يمكن أن تساعد في تحديد ما إذا كان الحادث إرهابيا»، وقال لشبكة «سي بي إس نيوز» صباح أمس: «نبحث إذا كان هناك شخص على متن الرحلة له صلات بمنظمات إرهابية وما إذا كانت هناك مخططات داخل المنظمات الإرهابية أو قيامهم بالتهنئة حول الحادث وهذا هو ما تقوم به أجهزة الاستخبارات وعلى الجانب التحقيقي نبحث في حطام الطائرة عن بقايا قنبلة كما سيوضح العثور على الصندوق الأسود أسباب سقوط الطائرة». وأشار مسؤولون بوزارة الدفاع الأميركية إلى أنهم لا يستبعدون احتمالات عمل إرهابي وراء سقوط الطائرة.
وأشار خبير الطيران مايلز أوبراين لشبكة «سي إن إن» إلى أنه من الصعب تصور أي سيناريو لما حدث سوى أنه فعل متعمد، فيما أشار فيليب ماد مسؤول الاستخبارات الأميركية السابق لمكافحة الإرهاب إلى احتمالات تورط تنظيم داعش في هذا الحادث. فيما أكد مسؤولون أميركيون إجراء تحقيقات للنظر في خلفيات طاقم الطائرة وأعضاء الطاقم الأرضي وأي شخص كان لدية فرصة الوصول إلى الطائرة في مطار شارل ديغول في باريس. وقالت ديبورا هيرسمان النائبة السابقة للمجلس الوطني لسلامة الطيران إن المحققين يبحثون حطام الطائرة لتحديد مكان مقدمة وذيل وأجنحة الطائرة والتحقق مما إذا كانت هناك علامة على وقوع انفجار. وأوضح مسؤولون أن النظرية الأولية لسقوط الطائرة هي انفجار قنبلة لكنهم أشاروا إلى أن هذه النظرية يمكن أن تتغير حيث لا يوجد دليل دامغ حتى الآن.
ويجري البحث عن الصندوق الأسود للطائرة الذي يسجل المحادثات في قمرة القيادة ويسجل المعلومات التقنية مما يوفر معلومات حول ما حدث لكن تشير السلطات إلى أن انتشال الصندوق من قاع البحر المتوسط بعمق يصل إلى أكثر من 11 ألف قدم سيكون عملية شاقة وتستغرق وقتا طويلا. وتقدمت عدة أجهزة غربية بتفسيرات ترجح تورط عناصر إرهابية في إسقاط الطائرة. وقد أشار البيت الأبيض أول من أمس (الخميس) إلى أنه من السابق لأوانه إقرار الأسباب وراء تحطم الطائرة، مشيرا إلى أن الرئيس الأميركي ومستشاريه لمكافحة الإرهاب يتابعون سير التحقيقات والوضع عن كثب، وأن وزارة الدفاع الأميركية أرسلت دوريات بحرية وطائرات استطلاع للمساعدة في عمليات البحث عن حطام الطائرة.
ومن لحظات الإعلان عن اختفاء الطائرة، ركزت وسائل الإعلام الأميركية تغطياتها الإخبارية حول الطائرة وقدمت التحليلات واستضافت الكثير من الخبراء، ومالت بعض التقارير إلى توجيه أصابع الاتهام إلى الإجراءات الأمنية المصرية وعدم كفاية معدات الفحص للمسافرين. وأشارت وسائل الإعلام إلى سقوط الطائرة الروسية في رحلتها من مطار شرم الشيخ إلى موسكو والتي تبين لاحقا أن سبب سقوطها هو قنبلة تم وضعها على متن الطائرة قبل إقلاعها، إضافة إلى حادث قيام مختل عقلي باختطاف طائرة مصرية كانت متوجهة من الإسكندرية إلى القاهرة والتوجه بها إلى قبرص في شهر مارس (آذار) الماضي. فيما أشارت تقارير أخرى إلى احتمالات وجود رابط بين هجمات باريس في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي وهجمات بروكسل في مارس الماضي وبين احتمالات أن يكون وراء سقوط الطائرة المصرية مخطط إرهابي قام به جماعة إرهابية مثل «داعش» وغيرها من الجماعات، خاصة أن سلطات مطار شارل ديغول الفرنسي قامت بطرد 70 شخصا من العاملين بالمطار بعد الاشتباه في انتماءاتهم وميولهم لجماعات متطرفة.
وأشار محللون إلى أن خط سير الطائرة يثير القلق حيث أقلعت الطائرة في رحلات ذهاب وإيابا من القاهرة إلى أسمرة بإريتريا ثم من القاهرة إلى تونس قبل أن تقلع من القاهرة إلى باريس وتسقط في رحلة العودة. وأعرب مسؤولون أميركيون وأوروبيون عن مخاوفهم بشأن الثغرات الأمنية في تلك المطارات. ويبحث المحللون عن أسباب قيام الطائرة بانحرافات مفاجئة بعد فترة وجيزة من دخولها المجال الجوي المصري حيث انخفضت من ارتفاع 37 ألف قدم إلى 15 ألف قدم بعد قيامها بدورة 360 درجة في حلقة دائرية كاملة قبل أن تختفي من على شاشات أجهزة الرادار. بينما يستمر اتجاه المحللين وخبراء الطيران والمشرعين الأميركيين في الاعتقاد بأن الحادث هو عمل إرهابي، رغم عدم إعلان أي جماعة إرهابية عن مسؤوليتها عن إسقاط الطائرة. وقال جون ميلر رئيس شرطة نيويورك لمكافحة الإرهاب لشبكة «سي بي إس» الأميركية إنه من شبه المؤكد أن قنبلة تسببت في إسقاط الطائرة، مشيرا إلى أن المحققين بدوا في فحص بقايا الطائرة بحثا عن أدلة على متفجرات مع التحقق من خلفيات المسافرين على متن الطائرة ودراسة حركة اتصالاتهم خلال الأيام التي سبقت الحادث. في الوقت نفسه تزايدت المخاوف من وقوع حادث مشابه في المطارات الأميركية وزادت سلطات الطيران المدني وسلطات مكافحة الإرهاب من التعزيزات الأمنية في عدة مطارات أميركية أبرزها مطار لوس أنجليس LAX. ويقول مايك ماكول رئيس لجنة الأمن الداخلي بمجلس النواب إن الاحتمالات الأقرب أنه قد تم وضع قنبلة على متن رحلة الطائرة المصرية التي كانت متجهة من باريس إلى القاهرة. وأضاف: «أكبر قلقي أن مصر للطيران لديها رحلات إلى مطار جون كنيدي وطالما لدينا رحلات قادمة مباشرة إلى الولايات المتحدة أعتقد أن الأميركيين في خطر». وقد أدى الاختفاء المأساوي لطائرة مصر للطيران إلى انطلاق اشتباك سياسي عنيف بين المرشح الجمهوري دونالد ترامب والمرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون حول كيفية مكافحة الإرهاب وأيهما يصلح رئيسا للولايات المتحدة.
وكان المرشح الجمهوري ترامب الأسرع في إعلانه وصف حادث الطائرة بالحادث الإرهابي موجها أصابع الاتهام إلى الإسلام الراديكالي وقال: «إنه هجوم إرهابي آخر» وانتقد ضعف الولايات المتحدة في مكافحة الإرهاب. فيما كانت المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون أكثر حذرا وطالبت بالانتظار حتى إعلان النتائج النهائية للتحقيقات وقالت: «التحقيقات ستحدد الأسباب لكن الحادث يسلط الضوء على التهديدات التي تواجهنا من الجماعات الإرهابية المنظمة». وأشارت إلى أن ترامب لا يملك خبرة بالسياسة الخارجية ولا يصلح لقيادة الولايات المتحدة.
مسؤول البنتاغون وخبراء أميركيون يرجحون سقوط الطائرة بسبب حادث إرهابي
أميركا تعزز إجراءات الأمن في مطار لوس أنجليس.. وتبحث في هويات الضحايا للبحث عن مشتبهين * اشتباك سياسي بين ترامب وكلينتون حول مكافحة الإرهاب
أهالي وأصدقاء ضحايا الطائرة المصرية المنكوبة يواسون بعضهم بعضاً بعد الصلاة في جامع أبو بكر الصديق في القاهرة أمس (أ.ف.ب)
مسؤول البنتاغون وخبراء أميركيون يرجحون سقوط الطائرة بسبب حادث إرهابي
أهالي وأصدقاء ضحايا الطائرة المصرية المنكوبة يواسون بعضهم بعضاً بعد الصلاة في جامع أبو بكر الصديق في القاهرة أمس (أ.ف.ب)
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة
