افتتح الرئيس الفلسطيني محمود عباس، أمس، المتحف الفلسطيني، معلنًا بذلك انطلاق فعالياته التي يفترض أنها ستركز على توثيق الذاكرة الإنسانية للشعب الفلسطيني في العصر الحديث وتقديمها بأسلوب مختلف.
وقال عباس: «نفتتح اليوم صرحًا من الصروح الفلسطينية، وهو المتحف الفلسطيني الذي سيكون حافظًا لذاكرة الشعب الفلسطيني، راويًا للذاكرة الفلسطينية، مبلغًا الأجيال القادمة أن فلسطين وشعبها موجودون هنا منذ الأزل، موجودون هنا منذ الكنعانيين، مغروسون في هذه الأرض، على مدى الزمان، على مدى العقود الطويلة، لم يتحركوا من هذه البقعة لحظة واحدة».
والمتحف الذي افتتحه الرئيس في بلدة بير زيت في رام الله، هو كما عرف نفسه «مؤسسة ثقافية مستقلة، مكرسة لتعزيز ثقافة فلسطينية منفتحة ودينامية، على المستويين المحلي والدولي، ويقدّم ويساهم في إنتاج روايات عن تاريخ فلسطين وثقافتها ومجتمعها بمنظور جديد، مركّزًا على العصر الحديث من القرن الثامن عشر حتى اليوم».
وشاهد عباس إبداعًا هندسيًا على قطعة أرض تبلغ مساحتها 4 دونمات تتدرج فيها حدائق المتحف المختلفة، وتروي حكاية التاريخ الزراعي والنباتي في فلسطين خلال المراحل التاريخية المختلفة.
وقال عباس: «هذا المتحف سيقول للعالم، لكل العالم، نحن كنا هنا ونحن باقون هنا، وسنبقى هنا لبناء دولتنا، ولا أحد يستطيع أن ينكر حقنا إلا الناكرون، ولن نلتفت إليهم، ولن يستطيع أن ينسى أحد أننا هنا إلا من يريد أن ينسى أو يتناسى، نحن هنا مغروسون منذ بداية التاريخ، منذ فجر التاريخ، إلى يومنا هذا إلى المستقبل لن يستطيع أحد أن يحول دون مسيرتنا، أن يحول دون تقدمنا إلى الأمام، للوصول إلى ما يريد هذا الشعب العظيم».
وستكون أولى فعاليات المتحف الفلسطيني، خارج فلسطين، هي افتتاح معرض «أطراف الخيوط: التطريز الفلسطيني في سياقه السياسي» في مركز دار النمر الثقافي في بيروت في 25 مايو (أيار) الحالي، ويتناول المعرض تاريخ التطريز الفلسطيني وتطوره عبر السنين ويستمر حتى شهر يوليو (تموز) من نفس العام، ويمثل المعرض جزءًا من سلسلة نشاطات ينظمها المتحف خارج البلاد للتواصل مع الفلسطينيين في الشتات، خصوصًا أولئك المحرومين من حق العودة، والذين لن يكون بإمكانهم زيارة مبنى المتحف في فلسطين - بير زيت. كما يجري العمل من أجل افتتاح مشروع رحلات فلسطينية - مسرد زمني تفاعلي من 1850 حتى اليوم، وهو منصة إلكترونية يتم بناؤها بالشراكة مع مؤسسة الدراسات الفلسطينية في شهر يونيو (حزيران) الذي يليه، ويقدم المشروع أبرز الأحداث في تاريخ فلسطين الحديث منذ منتصف القرن التاسع عشر وحتى يومنا هذا، معززة بوثائق وخرائط وصور وفيديوهات، ستتوفر بشكل تفاعلي في مبنى المتحف، ومن خلال موقعه الإلكتروني. بالإضافة إلى إطلاق الأرشيف السمعي والبصري.
وقال وزير الثقافة إيهاب بسيسو «إن المتحف يأتي لترسيخ الذاكرة الفلسطينية، ورسالته هي حفظ الذاكرة الفلسطينية وتعزيز الهوية الوطنية، وهو بمثابة رسالة للعالم بأن فلسطين مصممة وقادرة على الوصول للحرية من خلال بناء المؤسسات المختلفة».
وتكلفت إقامة المتحف الذي بدأ التفكير فيه قبل سنوات طويلة 28 مليون دولار، كان الجزء الأكبر منها من مصادر فلسطينية.
عباس يعلن انطلاق فعاليات المتحف الفلسطيني
تكلفته 28 مليون دولار هدفه تقديم الرواية الفلسطينية في العصر الحديث
عباس يعلن انطلاق فعاليات المتحف الفلسطيني
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة