قتل 13 مدنيا من عائلة واحدة، بينهم 8 أطفال على الأقل، أمس، في قصف جوي طال مدينة الرستن، أحد معاقل الفصائل المقاتلة، في محافظة حمص في وسط سوريا، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
واستهدفت طائرات حربية تابعة لقوات النظام السوري بغارات، عدة «أحياء سكنية» في مدينة الرستن في ريف حمص الشمالي، ما أسفر، وفق المرصد، عن «مقتل 13 شخصا من عائلة واحدة هم رجل وزوجته وأطفالهما الخمسة، إضافة إلى شقيقتي الرجل، و4 من أبنائهما، وبينهم 3 أطفال».
ورجح المرصد في تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية، ارتفاع حصيلة القتلى «بسبب وجود مفقودين وجرحى في حالات خطرة»، مشيرا إلى أن القصف الجوي مستمر.
والرستن هي أحد آخر معقلين متبقيين لمقاتلي الفصائل، إضافة إلى تلبيسة، في محافظة حمص، وتحاصرها قوات النظام منذ نحو 3 سنوات، ولكن الحصار أصبح تاما منذ بداية العام.
وتسيطر قوات النظام على مجمل محافظة حمص باستثناء بعض المناطق الواقعة تحت سيطرة الفصائل الإسلامية والمقاتلة في الريف الشمالي، وبينها مدينتا الرستن وتلبيسة، وأخرى في الريف الشرقي تحت سيطرة تنظيم داعش.
ويعيش نحو 120 ألف شخص في مدينة الرستن والبلدات المحيطة بها، نصفهم من النازحين الفارين من محافظة حماه المجاورة.
ودخلت قافلتا مساعدات إنسانية إلى مدينة الرستن في شهر أبريل (نيسان) الماضي للمرة الأولى منذ أكثر من عام.
في سياق آخر، وثقت «لجان التنسيق المحلية» مقتل 59 مدنيًا أول من أمس، في عمليات قصف وهجمات جوية من نظام الأسد والروس على مناطق مختلفة في سوريا. وذكرت أن 21 شخصًا قُتلوا في حلب في القصف الجوي العنيف الذي تعرض له حي السكري، بينما قضى 18 آخرون في الغوطة الغربية بريف دمشق، وقُتل 8 في حمص، إضافة إلى 5 آخرين في حماه، و3 مدنيين في إدلب، و3 في الحسكة، وشخص واحد في درعا. كما استطاعت «لجان التنسيق» توثيق مقتل 9 سيدات و7 أطفال وشخص واحد تحت التعذيب.
بالتزامن مع ذلك، بدأت قوات النظام عملية واسعة في الغوطة الغربية في محيط مخيم خان الشيح، وعلى جبهات أتوستراد السلام، الواصل بين دمشق والقنيطرة، لإحكام السيطرة عليه، وعلى النقاط الفاصلة بين بلدة زاكية ومخيم خان الشيح. وبدأت محاولة الاقتحام والتقدم البري تحت غطاء ناري من القصف المدفعي والجوي. ونجحت فصائل المعارضة في صد هجوم قوات النظام، قبل أن تشن هجمات معاكسة تمكنت خلالها من استعادة جميع النقاط التي خسرتها أول من أمس الثلاثاء، وأوقعت في صفوف قوات النظام عشرات الإصابات بين قتيل وجريح، إضافة إلى أسر عنصرين، فيما سقط 8 قتلى في مناطق المعارضة، أغلبهم من المدنيين.
إلى ذلك، قال مسؤول بارز في اللجنة الدولية للصليب الأحمر، إن اللجنة باتت تسلم مساعدات لأعداد أكبر من المدنيين السوريين، وتزور أعدادا أكبر من المعتقلين في سجون النظام، لكن الوضع لا يزال «مأساويا» في المناطق المحاصرة.
وقال روبير مارديني، رئيس عمليات الصليب الأحمر في الشرق الأدنى والأوسط، إن اللجنة مستعدة للعب دور في تسهيل أي عملية لتبادل السجناء إذا وافقت الأطراف المعنية على ذلك.
وأضاف مارديني لـ«رويترز» من مكتبه في جنيف: «سوف نكثف عملياتنا في سوريا. هذا أمر مشجع لأننا قادرون على مساعدة مزيد من الناس، وندعو جميع الأطراف لتسهيل ذلك أكثر».
وتابع أن الصليب الأحمر سلم خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام الحالي مساعدات غذائية لنحو 6.2 مليون شخص في سوريا، أي أكثر بنسبة 60 في المائة عما فعل في الربع الأول من 2015.
وكشف مارديني عن أن مسؤولي الصليب الأحمر قاموا بتسع زيارات لسجون مركزية تديرها الحكومة العام الماضي، فيها أكثر من 15 ألف معتقل، وقاموا بزيارتين هذا العام لسجون فيها نحو ألفي معتقل. والصليب الأحمر هو الهيئة الوحيدة التي تدخل منشآت الاعتقال التابعة للنظام السوري، التي يعتقد أن أكثر من مائة ألف شخص محتجزون فيها. وقال: «كل هذا يمكننا من التواصل الدائم ومراقبة ظروف الاعتقال والعمل من أجل تحسينها». لكنه رفض الكشف عن تفاصيل النتائج السرية التي توصل إليها الصليب الأحمر.
وأضاف أن اتفاق وقف الاقتتال الذي أعلن في 27 من فبراير (شباط) كان «بصيص أمل قصير الأجل» حيث طغى عليه تصاعد القتال خلال الأسابيع الثلاثة الماضية.
وقال مارديني: «الوضع الإنساني مأساوي في أرجاء سوريا، وبصفة خاصة في المناطق المحاصرة والتي يصعب الوصول إليها». وتابع أن الصليب الأحمر نفذ هذا العام 14 عملية تسليم مساعدات لمناطق ساخنة، بينها مدينة حلب المقسمة. وقال: «تحسنت قدرتنا على تنفيذ مثل هذه العمليات، بسبب تطور حوارنا مع جميع الأطراف».
مقتل 13 مدنيًا من عائلة واحدة في قصف جوي على الرستن وسط سوريا
الصليب الأحمر: سنكثف عملياتنا في سوريا بسبب تطور حوارنا مع جميع الأطراف
مقتل 13 مدنيًا من عائلة واحدة في قصف جوي على الرستن وسط سوريا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة