فشلت روسيا الليلة قبل الماضية في إدراج فصيلي «أحرار الشام» و«جيش الإسلام» السوريين المعارضين والممثلين في وفد الهيئة العليا للمفاوضات إلى جنيف، على قائمة المنظمات الإرهابية، بعد أن عارض الإجراء بعض أعضاء المجلس الآخرين.
وكي تنجح روسيا، عليها أن تقنع الأعضاء الـ15، كون عمليات الإدراج والعقوبات بالإضافة إلى البيانات الرئاسية والصحافية تتطلب الإجماع وليس بالتصويت، كالقرارات، وهو الأمر الذي لم يتم اعتمادا على أن الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وأوكرانيا رفضت الاقتراح.
وكان السفير الروسي في الأمم المتحدة فيتالي تشوركين، قد قال في بيان إن بلاده طلبت من لجنة مكافحة الإرهاب أن تدرج مجموعتي «أحرار الشام» و«جيش الإسلام» المقاتلتين في لائحتها للمنظمات الإرهابية.
وأكد تشوركين أنه رفع هذا الطلب «لأن هاتين المجموعتين اللتين تقاتلان في سوريا، مرتبطتان ارتباطا وثيقا بالمنظمات الإرهابية، لا سيما منها تنظيم داعش وتنظيم القاعدة (جبهة النصرة) اللذان يزودانهما بالدعم اللوجيستي والعسكري».
وقالت البعثة الأميركية على لسان ناطقها الإعلامي، إن بلاده رفضت الاقتراح، لأن الفصيلين «هما طرفان مشاركان في وقف إطلاق النار». وشدد الناطق على أن إدراجهما على لائحة الإرهاب يمكن أن يؤدي إلى «تداعيات سيئة على الهدنة في وقت نحاول فيه تهدئة الوضع»، مضيفًا أن «ليس هذا بالوقت لتغيير منحى الأمور. على العكس من ذلك، يجب مضاعفة الجهود لخفض وتيرة العنف».
وكان المجلس قد استمع الأسبوع الماضي إلى إحاطات من رؤساء لجانه التي لها صلة بمكافحة الإرهاب وهم: رئيس لجنة عقوبات «داعش» و«القاعدة» سفير نيوزلندا جيرار فان بوهمن، والسفير المصري عمرو عبد اللطيف أبو العطا، رئيس لجنة مكافحة الإرهاب، والسفير الإسباني رومان أويارزون رئيس لجنة القرار رقم 1540، المتعلق بعدم انتشار أسلحة الدمار الشامل.
إلا أن الإحاطة الأولى، ركزت فقط على المعلومات التي يقدمها فريق الرصد التابع للجنة فيما يتعلق بتوسيع النطاق الجغرافي لأعمال «داعش» وزيادة نفوذه في أفغانستان وليبيا واليمن. وبالتالي لم يتم مناقشة إدراج الفصيلين على لائحة الإرهاب آنذاك.
وكان مراقبون رجحوا فشل هذا التحرك الروسي واصطدامه بالرفض من جانب 3 دول في مجلس الأمن، هي الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا، ورأوا في هذه الخطوة الروسية مؤشرا خطيرا يكشف عن رغبة روسية في سحب البساط من تحت أقدام وفد المعارضة السورية بالهيئة العليا للمفاوضات، والتي تستمد موقفها وقوتها كطرف مفاوض بصورة رسمية من تمثيلها لقوى المعارضة الفعلية على الأرض، بما في ذلك المعارضة المسلحة، وأكبر فصيلين فيها «جيش الإسلام» و«أحرار الشام».
إلى ذلك، قضت محكمة في ولاية نيوجيرسي بسجن الشاب الأميركي من أصل أردني، علاء سعادة 15 عاما لإدانته بتهمتي محاولة الالتحاق بتنظيم داعش ومساعدة شقيقه الأصغر على السفر للانضمام إلى التنظيم.
واتهمت السلطات الأميركية سعادة (24 عاما) الذي اعتقل في يونيو (حزيران) الماضي، بأنه حاول الانضمام إلى تنظيم داعش، بمساعدة شقيقه الأصغر منه بأربع سنوات نادر سعادة، في مايو (أيار) 2015 بهدف الانضمام إلى التنظيم المتطرف. وأقر سعادة في 29 من أكتوبر (تشرين الأول) بأنه مذنب في التهم الموجهة إليه.
وعلى الرغم من أن سعادة، قال إنه يرفض الآن الفكر الآيديولوجي للتنظيمات الإرهابية، فإن القاضية الاتحادية الجزائية، سوزان وغنتون، حكمته بأقسى عقاب ممكن، وهو السجن لمدة 15 عاما، على أن يخضع بعد ذلك إلى «إفراج مشروط طوال العمر». وقالت عند النطق بالحكم «يجب حماية الناس».
وبحسب الادعاء، فإن نادر سعادة سافر إلى الأردن بتذكرة سفر تم تسديد ثمنها بواسطة البطاقة الائتمانية لشقيقه علاء الذي اصطحبه إلى المطار في 5 مايو 2015 مع شخصين آخرين تم اعتقالهما أيضًا ويحاكمان بتهمة التآمر لتأمين دعم مادي لتنظيم داعش.
وبعيد وصول نادر سعادة إلى الأردن في طريقه إلى سوريا، اعتقلته السلطات الأردنية ورحلته إلى الولايات المتحدة. أما المتهمان الباقيان، فهما صامويل توباز ومنذر عمر صالح، وقد اعتقلا في يونيو 2015 قبل أن يقرا أمام المحكمة بالتهم الموجهة إليهما، وهما حاليا في انتظار النطق بالحكم الذي سيصدر بحقهما.
روسيا تفشل في إدراج فصيلين سوريين على قائمة الإرهاب
الحكم على الأردني علاء سعادة 15 عامًا لتأييده «داعش»
روسيا تفشل في إدراج فصيلين سوريين على قائمة الإرهاب
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة